يبلغ قطر علبة هذه الساعة 42 مم، وتتوفر حديثاً مصنوعة من الذهب الوردي. وتحتضن الساعة كاليبر 567.2، الذي يتأرجح ميزانه بتردد يبلغ 2.5 هرتز. وعند قلب الساعة للخلف يمكن من خلال ظهر الساعة المصنوع من البلور السافيري؛ الاستمتاع بمشاهدة الحركة الميكانيكية يدوية التعبئة، المزخرفة بالكامل يدوياً، كما بالمطارق المصنوعة من الفولاذ المصقول.
بقدر ما هي رائعة ومثيرة للاهتمام، تُعد تعقيدة مكرر الدقائق إحدى أبرز التعقيدات في تاريخ صناعة الساعات. وسرعان ما طور أبراهام-لوي بريغيه، الفنان المتميز، شغفه بهذا الموضوع، وبحث عن طرق جديدة لتحسين هذه الآلية. ولهذا السبب، فقد ابتكر في أوائل العام 1783 أولى الساعات الدقاقة أو المكررة، حيث تدق شفرة زنبركية بدلاً من الصنج بنمط الجرس الذي كان مستخدماً حتى ذلك الحين. واليوم تحتفل بريغيه بتلك الساعات، من خلال إطلاق ساعة جديدة.
تُعد مكررات الدقائق واحدة من أهم التعقيدات الساعاتية الموصوفة كروائع ميكانيكية صغيرة. فإضافة إلى الحركة، تنطوي هذه المكررات على آلية رنين تتكون بشكل أساسي من مطارق تضرب صنجاً نابضاً. ومن ناحية أخرى، يجب أن تتمتع المواد المختلفة المستخدمة في التصميم بسمات صوتية واضحة. وأخيراً، يجب أن تكون جميع المكونات صغيرة بما يكفي لتحتويها علبة متواضعة الحجم. ويُعد ذلك بمثابة مهارة تتطلب معايير صارمة، وسنوات عديدة من الخبرة، وبراعة فريدة على نحو غير مسبوق. ويستغرق الأمر أكثر من شهر من العمل المتواصل لابتكار ساعة مكرر دقائق واحدة. وتحرص دار بريغيه على استمرارية هذا الفن منذ حوالي 250 عاماً، في مصنعها الواقع في منطقة ڨالي دو جو.
وإضافة إلى خبرة صانع الساعات المتخصص في التعقيدات العالية، يُعد اختصاصي الصوت، الذي يبحث باستمرار عن صوت مثالي، عاملاً أساسياً في عملية تطوير الساعة. وبمجرد تجميع أجزاء الحركة، يتم ضبط الجرس على مرحلتين: توافقية ولحنية. داخل غرفة عديمة الصدى مخصصة لهذه التعقيدة الساعاتية، يسعى المختص أولاً إلى التأكد من تردد رنين كل جرس – صنج – من الأجراس. وبمجرد الانتهاء من هذه المرحلة، يتم القيام بمهام جديدة للعثور على اللحن الأكثر تشابهاً مع توقيعات بريغيه الصوتية. ونظراً إلى أن كل ساعة تُصنع يدوياً، فإن الصوتيات تختلف بشكل دقيق وعلى نحو فريد من ساعة إلى أخرى، ما يجعل هذه التعقيدة أكثر فرادة وتميزاً.
على عكس التصميم الخارجي، يتطلب التصميم المبسط لميناء ساعة 7637 عملاً حرفياً معيناً لا يمارسه إلا قلة من الحرفيين في وقتنا هذا؛ ونعني بذلك تقنية غران فو لطلاء المينا. وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع لإنتاج ميناء واحد بدرجة لون معينة. على هذا الميناء، تـتألق أرقام بريغيه العربية، ومسار الدقائق، وشعار دار بريغيه؛ باللون الفضي المسحوق. بينما يُشار إلى الساعات والدقائق بواسطة عقارب بريغيه مفتوحة الرأس. وأخيراً، يتم تفعيل مكرر الدقائق بواسطة الشريحة المخصصة الموجودة عند موضع علامة الساعة 9.
وفضلاً عن الخبرة الجمالية للزخرفة المشغولة يدوياً، تتميز حركة هذه الساعة ببراعة الصنع، من ناحية اختيار مواضع الصنوج وحاملات الأجراس والمطارق على نحو فائق الدقة. فالصنوج مثبتة إلى الجزء الأوسط من العلبة بدلاً من الصفيحة، ما يؤدي إلى اهتزازها مباشرة، ونقل الصوت بشكل أكثر فعالية. وإضافة إلى ذلك، فقد صُنعت هذه الصنوج من الذهب للحصول على جودة صوت متناغمة مع مجموعة كبيرة من الأجزاء (النغمات). وتوفر هذه المادة أيضاً مزية أخرى، حيث إنه نظراً إلى أن العلبة أيضاً مصنوعة من الذهب، فإن المكونات تتشارك نفس المقاومة الصوتية، ما يوفر بالتالي نقلاً أفضل للصوت وأداء أفضل – وهي مزية حصلت عنها دار بريغيه على براءة اختراع.
تأتي ساعة Classique Répétition Minutes الجديدة مزوّدة بحزام من جلد التمساح الأسود، مثبّت بمشبك ذهبي ثلاثي الشفرات قابل للطي. وضمن نفس المجموعة، تتوفر الساعة أيضاً مصنوعة من الذهب الأبيض، مع ميناء بطلاء المينا بتقنية غران فو، وحزام من جلد التمساح، كلاهما – الميناء والحزام – باللون الأزرق الليلي.
تُعد هذه التعقيدة وليدة الحاجة، ذلك أنه وقبل وقت طويل من ظهور الكهرباء، كان من الصعب معرفة الوقت بعد حلول الظلام في القرن السابع عشر. ولذلك تنافس صانعو الساعات في ما بينهم بهدف إيجاد طرق مبتكرة لصُنع ساعة، يمكن أن تصدر رنيناً عند الطلب. تم العثور على الحل حوالي العام 1680، مع اختراع أولى ساعات مكرر الدقائق. وقد مهد هذا الابتكار الطريق أمام المزيد من الابتكارات الأخرى. وهكذا، أصبحت الساعات قادرة على الرنين عند كل ساعة، وربع ساعة، ودقيقة أيضاً. وسرعان ما طوّر أبراهام-لوي بريغيه، الفنان المتميز، شغفه بهذا الموضوع، وسعى إلى اعتماد طرق جديدة لتحسين هذه الآلية. ولهذا السبب، ابتكر في أوائل العام 1783 أولى الساعات الدقاقة، التي تقرع شفرة زنبركية بدلاً من الجرس المستخدم حتى ذلك الحين. وفي البداية كانت هذه الشفرات مستقيمة ومثبتة عبر الصفيحة الخلفية، حيث تم لفها لاحقاً حول الحركة. وتوفر هذه الشفرات مزية تقليل سماكة الساعات الدقاقة بشكل كبير، في الوقت الذي تنبعث عنها أصوات أكثر وضوحاً وتناسقاً.
وقد أثبت هذا الاختراع فائدته بفضل انتشاره الواسع، وقام العديد من صانعي الساعات في تلك الحقبة بتبنيه. كما كان مؤسس دار بريغيه أيضاً وراء ابتكار عدد من آليات الرنين عند الأرباع ومنتصف الأرباع والدقائق.