لقاءات

أميدا: إحياء الـديجيترند

في نسخة العام 1976 من معرض بازل ورلد، كشفت علامة أميدا Amida عن ساعتها الشهيرة ديجيترند المخصصة لسائقي السيارات الرياضية. كانت تلك ساعة سويسرية ذات خطوط تصميم مستقبلية، ومستوحاة من تصاميم السيارات الرياضية في تلك الحقبة؛ وهي ذات مفهوم هجين يجمع بين حركة ميكانيكية ومؤشرات بنمط LED؛ أي تعرض الزمن باستخدام أسلوب يشبه شاشات LED؛ فكانت ساعة ديجيترند مصدر إلهام للعديد من صانعي الساعات في السنوات التي تلت ذلك العام… هذا العام – 2024 – وفي معرض Watches & Wonders، قام اثنان من صانعي الساعات الشباب بإحياء تلك العلامة من خلال أيقونتها المتجددة. هنا نتحدث إلى ماثيو أليغر، المدير الفني، وكليمنت مينييه، المدير الإداري؛ لعلامة أميدا.

في البداية هل يمكنكما إخبارنا عن سبب اختياركما إعادة إحياء علامة أميدا Amida؟
سمعنا عن علامة أميدا منذ ما يقرب من 10 سنوات، عندما عثر أحد أصدقائنا على صندوق يحتوي على 30 قطعة مخزونة قديمة الصُنع ولكنها غير مستعملة؛ فهي جديدة بهذا المعنى، وكان يقوم ببيعها لأشخاص حولنا. وقد شاهدنا أنه هو والكثيرين غيره كانوا متحمسين جداً في ما يخص مفهوم وفكرة هذه الساعة، والبعض منهم كان مفتوناً بالتصميم. ولقد رأينا الساعة بالفعل، والتي تميزت بشكل مثير للاهتمام حقاً، فضلاً عن فكرة تصميمها الرائعة. وهكذا بدأ اهتمامنا بهذه العلامة، ولكن في تلك المرحلة لم يكن هناك توقع بامتلاكها يوماً ما.

كيف تمكنتما من الحصول على حقوق امتلاك اسم أميدا؟
إنها قصة طويلة، وبالتأكيد هناك بعض الأجزاء التي لا يمكننا الحديث عنها، إلا أن حقوق الملكية كانت موزعة بين بضعة مالكين، وأحدهم كان يمتلك العلامة التجارية في سويسرا. ومن خلال شخص آخر، اشترينا حقوق العلامة التجارية في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ثم التقينا بالشخص الذي كان يمتلك أكبر نسبة من الحقوق على المستوى الدولي، حيث تقابلنا وتفاوضنا على السعر لامتلاك حقوق الاسم.

بعد استحواذكما على العلامة، كيف تطورت الشركة؟
كان الأمر سريعاً حقاً؛ لأنه استغرق منا حوالي عام من المفاوضات، بين الاجتماع الأول الذي قدمنا فيه عرضنا، وحتى الوقت الذي أنهينا فيه كتابة العقد ومن ثم حصلنا على جميع حقوق الاسم؛ وكان ذلك في سبتمبر من العام 2023. لذا؛ نعم، كان الأمر سريعاً حقاً في تلك المرحلة؛ لأننا بحلول ذلك الوقت كنا قد افتتحنا الشركة، وقمنا بعمل جميع التسجيلات المطلوبة. وفي المقابل كان تصميم الساعة في مرحلته النهائية بالفعل، وقمنا بتطوير النموذج الأوليّ التجريبي. فيما قام مصمم الغرافيك من جنيڤ يوهان تيريتاز بتصميم شعارنا الجديد، وهو نفس الشخص الذي قام بتصميم شعار علامتي أكريڨيا وأورويرك، كما قام ببعض الأعمال لصالح علامة دي بيتون. وهكذا، كان التقدم سريعاً جداً بالفعل منذ سبتمبر 2023 وحتى اليوم.

تقومان بإعادة إطلاق العلامة من خلال أكثر ساعاتها شهرة ورمزية، ولكن مع بعض التعديلات الطفيفة؛ فماذا كانت التحسينات التي تم إدخالها على الساعة؟
كمصمم، فقد سبق لي بالفعل القيام بهذا الأمر لصالح علامات أخرى. وقد تحملت بعض المخاطر؛ لأن التجديد في بعض الأحيان يمكن أن يكون عملية صعبة. فالساعة الأصلية حظيت بشعبية كبيرة، وأحبها الناس حقاً؛ لذا كان علينا أن نقوم بتصنيع الساعة الجديدة بتصميم مشابه. وقد عملنا على الشكل لأنه كان أقرب إلى الشكل المربع في الساعة الأصلية، في حين أن الساعة الجديدة ذات شكل أكثر انسيابية. كما استخدمنا أيضاً حركة أوتوماتيكية، حيث كانت الساعة في الأصل ذات حركة ميكانيكية تحتوي على جوهرة واحدة، وهو ما كان رخيصاً بعض الشيء؛ لذا قمنا بترقية جميع التفاصيل لجعل الساعة أكثر رقياً من الأصلية.

كذلك جاء السوار جديداً تماماً، رغم أنه يبدو مماثلاً للسوار القديم. وأيضاً البُنية مختلفة تماماً، وهو شيء كنتَ لتجده في ساعات علامات مثل جيجر-لوكولتر وكارتييه في سبعينيات القرن الماضي – فهي بنية متينة حقاً ومريحة جداً فوق المعصم. ويوجد زنبرك في كل وصلة من وصلات السوار، وهذا هو السبب في أنه متين للغاية وسلس في الوقت نفسه. إنه بالفعل تصميم أنيق، ولهذا السبب قمنا بتغييره لترقية المنتج. كما قررنا أيضاً المخاطرة بابتكار شعار جديد؛ لأننا نرغب في التأكيد على تجديد العلامة.

هل تقبّل الناس الفكرة؟ وهل تلقيتم أي تعليقات حول العلامة؟
نعم، حتى الآن، هناك الكثير من الحماس من المالك الأصلي لعلامة أميدا، وكثيراً ما نلتقي أشخاصاً كانوا يمتلكون الساعة الأصلية، وهؤلاء أحبوا الساعة الجديدة، وأعجبتهم جميع التحسينات التي أجريناها والحفاظ في الوقت نفسه على طابع الساعة الأصلية، كما أعجبهم قيامنا بإعادة إحياء العلامة. وفي المستقبل، يتوقع بعضهم أيضاً – بطبيعة الحال – منا ابتكار شيء جديد. وعلى الرغم من أن أميدا قد اشتُهرت بالشكل الأيقوني المميز لساعتها ديجيترند، إلا أنها كان لديها أيضاً العديد من الساعات الأخرى.

وهل بالفعل يبلغ سعر بيع الساعة بالتجزئة حوالي 3000 فرنك سويسري؟
نعم، حيث يبلغ سعر إصدار الإطلاق 2900 فرنك سويسري، ويأتي مزوّداً بحزامين: السوار المعدني وحزام ألكانتارا. وقد قررنا إطلاق الساعة بهذا السعر؛ لأننا أردنا جعلها في المتناول. وقد قمنا بإعادة تصميم الوحدة باستخدام المكونات الصحيحة، وبالفعل قمنا بعمل جيد، لكننا حافظنا على أن يكون سعرها في المتناول. ونحن قادرون على عرض الساعة بهذا السعر؛ لأن حركتها الأساسية هي نيوتن سوبرود – وهي حركة جيدة جداً وشديدة التحمل. ومن ثمّ قمنا بتطوير الوحدة داخل ورشنا، وهي بسيطة العمل للغاية وموثوقة في الوقت نفسه. أيضاً فإن الحركة ذات تشطيب جيد، ورغم أنها تشطيبات غير مرئية، إلا أنه كان من المهم حقاً بالنسبة إلينا الالتزام بمعايير صناعة الساعات في ما يخص هذه الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى