تعود ماركة آلات قياس الزمن الفاخرة “إم بي آند إف”، إلى واجهة مشهد الصناعة الراقية بإصدارات محدودة من إبداعها آلة قياس الزمن “هورولوجيكال ماشين رقم 9 – فلاو”، المستلهمة من الملامح والسمات الديناميكية لتصاميم السيارات والطائرات في منتصف القرن الماضي. وفي هذه العودة تم إطلاق “إتش إم 9 فلاو” في نسختين، تستمدان إلهامهما من المصدرين الرئيسيين: إصدار “رود” – “Road” – بميناء ذي تصميم يشابه تصميم عداد السرعة، وإصدار “إير” – “Air” – بميناء ذي تصميم مستلهم من عالم الطيران.
تذكيراً بمحرك نفاث، جاءت علبة آلة قياس الزمن هذه ذات التصميم فائق التعقيد، والتي جاءت تشطيباتها بالتناوب بين التشطيب المصقول والتشطيب الناعم؛ لتحتضن حركة يدوية التعبئة تساويها في تعقيد التصميم، تم تطويرها داخلياً بالكامل. بينما تنبض عجلات الميزان الثنائي المستقل على مهل بمعدل 2.5 هرتز (18000 ذبذبة في الساعة)، على كل جناح من أجنحة “هورولوجيكال ماشين رقم 9″، حيث يمكن رؤيتها أسفل القباب ذات الشكل الطولي المصنوعة من البلور الصفيري. ويكشف لوح ثالث من البلور الصفيري يوجد فوق الجسم المركزي لآلة قياس الزمن، عن علبة تروس محرك “إتش إم 9″؛ حيث يعادل ترس تفاضلي كوكبي (سيّار) ناتج حركة كلتا عجلتي الميزان، ليوفر قراءة واحدة ثابتة للزمن.
وبشكل عمودي على بقية أجزاء محرك “إتش إم 9″، يستقر الميناء الذي يشير إلى الساعات والدقائق، والذي يتم تشغيله بواسطة تروس مخروطية الشكل تضمن ارتباطاً دقيقاً، حتى عندما توضع الحركة على وضع نقل مستوٍ بزاوية 90 درجة. وعلى الجزء الخلفي من الجسم المركزي لآلة قياس الزمن، يوجد تاج التعبئة والضبط، ويوفر له تخديده (تشطيبه المخدد) العميق مقبضاً مريح الإمساك، فضلاً عن ترابط جمالي مع التصميم الإجمالي. وقد تم تركيب اثنتين من نفاثات (طاردات) الهواء بتشطيب ساتاني، إلى جانب حجرتي الوقود، تحتويان على عجلات التوازن المتذبذبة، في استحضار للفتحات المنتصبة التي تتيح تدفق الهواء المستمر إلى محركات السيارات عالية الأداء.
وكانت آلة قياس الزمن “هورولوجيكال ماشين رقم 9 – فلاو”، قد تم إطلاقها في العام 2018، بإصدارين محدودين من التيتانيوم، كل منهما في 33 قطعة؛ أولهما هو إصدار “إير” – “Air” – المزوّد بحركة باللون الداكن المعالج حرارياً، والآخر هو إصدار “رود” – “Road” – المزوّد بحركة معالجة بالذهب الأحمر. وفي العام 2019، تقدم “إم بي آند إف” إصدارين محدودين جديدين من الذهب الأحمر (5N+)، كل منهما في 18 قطعة؛ أولهما هو إصدار “إير” – “Air” – المزوّد بحركة باللون الأسود المعالج حرارياً، وتروس ميزان مطلية بالروديوم. والآخر هو إصدار “رود” – “Road” – المزوّد بحركة مطلية بالروديوم، وتروس ميزان مصنوعة من الذهب الأحمر.
وكعاشق دائم للسيارات، قام ماكسيميليان بوسير مؤسس “إم بي آند إف”، بداية، بتضمين الإشارات البصرية لتصاميم منتصف القرن العشرين في آلة قياس الزمن “إتش إم 6 سبيس بايرت”، التي قدمتها العلامة في العام 2014، وبصفة خاصة في إصداراتها “ستريملاينر- إس ڨي”. والآن تذهب “إم بي آند إف” إلى مدى أبعد من ذلك، لتقدم أحد أكثر تصاميمها طموحاً على الإطلاق. وتتميز آلة قياس الزمن “هورولوجيكال ماشين رقم 9 – فلاو” بأنها جريئة في تصميمها، كما أن شكلها غير التقليدي يتجاوز كل الحدود الإبداعية. وفضلاً عن ذلك، تطلبت انحناءاتها شديدة الاتساع وزواياها الحادة معايير وتقنيات تصنيع جديدة، للحصول على علبة مكتملة الصياغة والتشطيب.
وعندما وضع فريق “إم بي آند إف” للمرة الأولى تصاميم “إتش إم 9” أمام شركائهم في التصنيع، كانت الإجابة سريعة ولا تحتمل التأويل: هذه التصاميم لا يمكن أن تتحقق في الواقع. وبالنسبة إلى علب أخرى، مثل علبة آلة قياس الزمن “إتش إم 6 سبيس بايرت” ذات الهيكل المتموج، فقد كانت معقدة هندسياً، ولكن أقصى فارق بين ارتفاعاتها (المسافة العمودية بين النقاط المتجاورة) ظل في حدود 5 ملم. لكن مع “إتش إم 9” تضاعف ذلك الفارق، ما خلق انحناءات جذرية حادة هي التي منحت العلبة حضورها الملموس الفائق.
وبسبب أبعاد انحناءات علبة “إتش إم 9″، كان التحكم في الحجم الكلي أمراً بالغ الضرورة. ويبلغ قياس عرض “إتش إم 9” 57 ملم عند أعرض نقطة منها، ويتطلب هذا محركاً شديد الدمج وقوياً في الوقت نفسه. وقد جعل الترتيب المتناوب لأبعاد الأجسام الأساسية الثلاثة لعلبة “إتش إم 9” من العريض إلى الضيق، من المستحيل تثبيت الحركة بالوسائل التقليدية، داخل علبة ذات تماثل مستعرض محدود. ولذا كان من الضروري تقسيم العلبة على طول محورين، وابتكار حشية ثلاثية الأبعاد غير مسبوقة لمقاومة تسرب الماء. ويُعد هذا الابتكار الحاصل على براءة اختراع أمراً جديداً تماماً في إنجازه، على مدار تاريخ صناعة الساعات.
وكنتيجة لثلاث سنوات من عمليات التطوير، تم إبداع محرك “إتش إم 9” بالكامل داخلياً، إضافة إلى الخبرة المتراكمة التي نتجت عن 13 عاماً (بحلول العام 2018) منذ تأسيس علامة “إم بي آند إف”، و14 حركة مختلفة تم إبداعها سابقاً. ويرجع نسب ميزان “إتش إم 9” الثنائي المزود بترس تفاضلي، إلى النظام المماثل الموجود في آلة قياس الزمن “ليغاسي ماشين رقم 2″، وإن كان بشكل جمالي مختلف إلى حد كبير. وفي حين ركزت “إل إم 2” على نقاء التصميم والتأثير المذهل لمذبذباتها (أجهزة التذبذب) المعلقة، فإن “إتش إم 9” تحتفل بسعادة كبيرة بالتصميم المعبر.
تقوم عجلات الميزان الثنائي لمحرك “إتش إم 9” بتغذية الترس التفاضلي المركزي، بمجموعتين من البيانات الكرونوميترية، للحصول على متوسط القراءة. ويتم دفع الميزانين بشكل فردي وفصلهما مكانياً، لضمان أن ينبض كل منهما بإيقاعاته المستقلة الخاصة بمعدل 2.5 هرتز (18000 ذبذبة في الساعة). وهذا الأمر مهم لضمان الحصول على متوسط ذي قيمة، تماماً مثلما ينبغي اشتقاق متوسط رياضي صحيح ذي دلالة إحصائية من معلومات منفصلة.
وسيثير الميزانان اللذان ينبضان داخل نفس الحركة، حتماً، نقاشات حول الرنين، تلك الظاهرة الميكانيكية التي تصف أجهزة التذبذب المرتبطة وهي في حالة إثارة تبادلية متناسقة. وكما هي الحال بالنسبة إلى محرك “إل إم 2″، تتجنب “إتش إم 9” عمداً إحداث تأثير الرنين؛ ذلك أن هدفها من وراء تضمين عجلات الميزانين، هو الحصول على مجموعات منفصلة من البيانات الكرونوميترية، يمكن أن تُترجم بواسطة ترس تفاضلي لإنتاج متوسط قراءة واحد ثابت؛ حيث إن هذا الهدف سيتحقق في وجود ميزانين يقومان بالتذبذب بشكل مثالي في نفس المرحلة الزمنية، ما يعطي نفس البيانات الكرونوميترية عند كل نقطة.