قدّمت دار بلانبان الفصل الثالث من الاحتفال بالذكرى السنوية الـ70 لتصميم مجموعة ساعات الغوص الشهيرة فيفتي فاذومز، ضمن سلسلة الفعاليات التي كانت بمثابة خلفية مناسبة لساعة الغوص الشهيرة هذه. نقدم هنا نظرة مفصلة على الساعة، إضافة إلى لمحة سريعة عن بعض الفعاليات المتنوعة التي أقيمت بمناسبة حدث الإطلاق، وسلطت الضوء على مدى انخراط بلانبان في مبادرتها Ocean Commitment، بما في ذلك الحلقات النقاشية ورحلات الغوص.
أطلقت الدار على هذا الموديل اسم “Fifty Fathoms 70th Anniversary Act 3”، وهو مستوحى من موديل MIL-SPEC الذي اعتمدته الجيوش الكبرى في ذلك الوقت. ويقدم مصنع الدار حالياً إعادة تفسير بإصدار محدود من 555 قطعة للساعة، مع مؤشر الرطوبة المشهور. وحفاظاً على قياس قطرها الأصلي البالغ 41.30 مم، صُنعت ساعة Fifty Fathoms 70th Anniversary Act 3 من الذهب البرونزي عيار 9 قيراط.
تُعد ساعة فيفتي فاذومز نتيجة لحظة إلهام حقيقي، كما أنها النتيجة الأمثل لعمليات الغوص التي كان من الممكن أن تكون عواقبها مختلفة كلياً. ففي أحد الأيام، وبينما كان الرئيس التنفيذي المشارك لدار بلانبان، والغواص الشغوف؛ جان-جاك فيشتر يغوص في منتجعه المفضل في مدينة كان جنوب فرنسا، نفد الهواء منه فجأة. وقد أدت هذه التجربة الدراماتيكية إلى تعزيز وعيه بمدى حاجة الغواصين إلى أداة قياس الوقت، المصممة خصيصاً لاحتياجات الغوص، ما دفعه إلى ابتكار ساعة فيفتي فاذومز، أول ساعة غواص حقيقية في العالم.
ورغم أن هذه الساعة حددت معايير وأساسيات الغوص الآمن، إلا أن جان-جاك فيشتر قام أيضاً في خمسينيات القرن الماضي بتطوير مؤشر للرطوبة، وهي خاصية أمان إضافية كان الغرض منها أن يضمن الغواصون عدم تعرض الساعة للضرر عند استخدامها من قبل غواص آخر في مهمة سابقة. وبالفعل ظهر مؤشر الرطوبة على ميناء ساعات MIL-SPEC في العام 1957 – والتي تُعد بعض إصداراتها من بين أكثر الساعات ندرة ورواجاً لدى هواة الجمع – كما كان مؤشر الرطوبة هذا جزءاً من المعايير التي حددتها البحرية الأميركية، والتي اعتبرت أن هذا الموديل هو الوحيد الذي يلبي جميع المعايير الصارمة المخصصة لمهامها تحت الماء. وتحتفي ساعة Fifty Fathoms 70th Anniversary Act 3 بتلك الساعة.
ومن الواضح أن الساعة الثالثة التي تحتفي بالذكرى السنوية الـ70 مستوحاة بالفعل من الجيل الأول غير المغناطيسي، الذي استخدمته البحرية الأميركية. فالميناء الأسود غير اللامع مع مؤشر الرطوبة المحسن بطلاء سوبر-لومينوڨا الكلاسيكي، وعلامات الساعات بنفس الطلاء، والإطار الدوّار أحادي الاتجاه مع ترصيعة من السيراميك الأسود والذي يتضمن مقياس غوص كلاسيكياً من مادة سوبر-لومينوڨا، إضافة إلى حزام الـناتو ذي اللونين الذي يتميز برمز لون الساعة الأصلية، والمصنوع من شباك الصيد المستخرجة من المحيطات – جميعها سمات تبرهن على القرابة الوثيقة بين الساعتين. ومع ذلك يتم تمييزهما عن بعضهما البعض من خلال المواد المستخدمة في صنع العلبة.
ففي حين أن ساعة MIL-SPEC المستوحى منها موديل الذكرى السنوية، مصنوعة من الفضة الألمانية، جاءت ساعة Act 3 مكسوة بالذهب البرونزي عيار 9 قيراط، وهي سبيكة حاصلة على براءة اختراع، يشكل الذهب منها نسبة 37.5% (مميزة عيار 9 قيراط)، والنحاس – 50 %، ما يمكن تسميته بالـبرونز – والفضة والبلاديوم والغاليوم. وقد صُمّم هذا النوع من البرونز لتوفير لون وردي وجماليات مبهجة، ويتميز بإمكانية ملامسته للبشرة – على عكس البرونز التقليدي – فضلاً عن عمره الطويل، حيث إن إضافة الذهب تمنع الأكسدة وظهور اللون الجنزيري.
تحتضن علبة من الذهب البرونزي 9 قيراط حركة 1154.P2، وتقاوم الماء حتى عمق 30 بار، ويبلغ قياس قطرها 41.30 مم، على نحو يحاكي ساعة MIL-SPEC التاريخية. ويمنح برميل الحركة المزدوج الساعة احتياطياً كبيراً من الطاقة لمدة 100 ساعة، بينما يضمن زنبرك التوازن المصنوع من السيليكون مقاومة الحركة للمجالات المغناطيسية. ولأول مرة، تقدم دار بلانبان نسخة 1000 غاوس من حركتها، بفضل استخدام هذه المواد مقترنة مع سبيكة حصرية من المعادن لصُنع ضابط الانفلات. وعلى عكس النسخة الأصلية – التي لا يمكن رؤية حركتها، لأن مقاومة المجالات المغناطيسية كانت ممكنة في ذلك الوقت فقط عبر تغليف الآلية داخل قفص حديدي ناعم – يمكن الاستمتاع برؤية قلب ساعة Fifty Fathoms 70th Anniversary Act 3 عبر ظهر العلبة المصنوع من البلور السافيري، ذلك أن استخدام دوّامة غير مغناطيسية عزز قدرة الساعة على إبراز هذه الشفافية من دون المساس بمقاومتها للمجالات المغناطيسية. كما يكشف ظهر العلبة المفتوح عن جسور موسعة حتى قطر الصفيحة الرئيسية، معززة بزخارف مستوحاة من تلك الفترة. من جانبه، يتمتع الثقل المتذبذب بهندسة مستوحاة من الدوّار التاريخي – مع فتحة مصممة لجعله أكثر مرونة ومن ثم أكثر قدرة على مقاومة الصدمات – إضافة إلى تشطيبات بتصاميم حلزونية الشكل تذكّرنا بحركته الدائرية. ويضع الشعار الكلاسيكي المحفور، والذي يسلط الضوء على الذهب عيار 18 قيراطاً، اللمسة النهائية على المظهر الكلاسيكي للساعة.
تُقدّم الساعة بإصدارها المحدود من 555 قطعة، داخل صندوق مستوحى من غلاف كاميرا تاريخي، ما يعكس مبادرات دار بلانبان لحماية المحيطات. ونظراً إلى تطور عمليات التصوير الفوتوغرافي تحت الماء في نفس الوقت مع ساعة الغواص، فقد ساهم ذلك بالفعل في تسليط الضوء على عمليات اكتشاف قاع البحار. وبذلك تواصل هذه الساعة التذكارية، التي توحّد أفضل ما في الحقبتين؛ كتابة تاريخ أول ساعة غوص حقيقية في العالم.
حفل إطلاق ساعة Fifty Fathoms 70th Anniversary Act 3 – مدينة كان
بدأت سلسلة الفعاليات التي بشرّت بإطلاق ساعة Fifty Fathoms 70th Anniversary Act 3 في منتصف شهر سبتمبر الماضي، بمعرض أقيم في الهواء الطلق عن مجموعة ساعات فيفتي فاذومز ومبادرة بلانبان لحماية المحيطات Ocean Commitment، والذي ظل مفتوحاً أمام الزوّار حتى يوم 6 أكتوبر. كان بإمكان المارة عبر المنتزه الساحلي Promenade de la Croisette الشهير في مدينة كان، التنقل بين المحطات الرئيسية لرحلة مجموعة فيفتي فاذومز من ناحية، ومن ناحية أخرى الاستمتاع بالصور الفوتوغرافية الرائعة لعالم تحت الماء التي التقطتها عدسة لوران باليستا.
بدأ الحدث الرئيسي بحلقة نقاشية حول مبادرة بلانبان Ocean Commitment، ومرور عشر سنوات على انطلاق بعثات غومبيسا الاستكشافية، وأهمية الحفاظ على محيطات الكوكب – بمشاركة ممثلين للمنظمات ذات الصلة. وانتهت الحلقة النقاشية كما ينبغي بتكريم مارك إيه حايك – الرئيس والمدير التنفيذي لدار بلانبان – بجائزة Lifetime Achievement Award مقدمة من PADI (الرابطة المهنية لمدربي الغوص).
شهد اليوم التالي حصول الضيوف البالغ عددهم 300 على فرصة للغوص تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، بصحبة حايك وباليستا، بينما استمتع الذين لا يمارسون رياضة الغوص برحلة قصيرة على متن قوارب المراقبة. وقد جرت مراسم الإطلاق الفعلي لساعة Act 3 على سطح جزيرة إيل سانت-مارغريت الشهيرة، والتي تشتهر بقلعتها التي سُجنت داخل أسوارها الشخصية التاريخية الرجل ذو القناع الحديدي في القرن السابع عشر. كان مكان حدث الإطلاق بحد ذاته غوصاً عميقاً إلى تاريخ مجموعة فيفتي فاذومز، مع إتاحة مشاهدة الضيوف لإصداري المرجع 5901.
