لقاءات

بانيراي و Luna Rossa Prada Pirelli: شراكة تبادل المنافع

هذا العام، في معرض Watches & Wonders، كانت جميع الإصدارات الجديدة التي قدمتها شركة الساعات الراقية بانيراي؛ هي نتاج شراكتها مع فريق Luna Rossa Prada Pirelli خلال مشاركاته في بطولة كأس أمريكا. هنا يوضح جان-مارك بونترويه، الرئيس التنفيذي لـبانيراي، لماذا تلعب هذه الشراكة مثل هذا الدور المهم بالنسبة إلى علامة صناعة الساعات إيطالية المنشأ.

هذا العام يتمتع جناح بانيراي بأسلوب مميز للغاية؛ كيف جاءتكم فكرة تصميم الجناح بهذا الأسلوب؟
فريقنا الإبداعي، الذي يتخذ من ميلانو مقراً، هو من خرج بهذا الاقتراح، والفكرة هنا هي محاكاة شكل مستودع قوارب فريق Luna Rossa Prada Pirelli في كالياري. وإذا صدف وذهبت إلى كالياري، ستدرك أن جناحنا أصغر حجماً بالتأكيد ولكن فكرة التصميم واحدة؛ فالمستودع هناك أكبر حجماً لأن فريق لونا روسا Luna Rossa يضم 130 شخصاً، ودائماً سترى 8 أفراد على متن القارب، ولكن خلف الكواليس هناك 122 فرداً آخرين، الكثير منهم مهندسون، يتنقلون دوماً مع كامل أفراد الفريق، فعندما يشارك الفريق في مسابقة ما، ينتقل جميع أفراده إلى مكان المسابقة. وهكذا فإن 130 فرداً، مع أفراد أسرهم، قد انتقلوا إلى برشلونة في أوائل أبريل تقريباً. وبما أن الفريق بأكمله ينتقل إلى مكان المسابقة، فإن أفراده إضافة إلى أسرهم يشغلون مبنى كاملاً بالقرب من الميناء، حتى يمكن أن يستوعب ما يقارب 500 شخص. علماً أنه مرة كل أربع سنوات، ينتقل أفراد الفريق إلى برشلونة لمدة نحو ستة أشهر، بدءاً من أوائل شهر مايو وحتى نهاية شهر سبتمبر.

وفريق Luna Rossa Prada Pirelli هو منظمة ضخمة. وعن نفسي فهذا الأمر شيء جديد تماماً بالنسبة إليّ، إذ لم تكن لدي أي فكرة عن حجم عمل الفريق وما ينطوي عليه من تفاصيل وتحضيرات. وأغلبية أعضاء الفريق هم من المهندسين، وهم من يقومون بالحصول على مواد مثل هذه المواد المستخدمة في قوارب الفريق. وهم أولئك الأشخاص الذين يقومون بإجراء الكثير من الاختبارات بعد انتهاء السباقات. وعندما يُجرون اختباراً لما يعادل خمس ساعات من التسابق أو الإبحار، فإنهم يقومون بجمع ملايين البيانات التي يتم بعد ذلك تحليلها، بغرض تحسين كل جزء من القارب وتكنيك السباق. وهذا هو السبب في أن هناك شراكة بين فريق لونا روسا Luna Rossa ووكالة الفضاء الأميركية ناسا، فما يتعلمونه من خلال الاختبارات والتحليلات يمكن استخدامه والاستفادة منه أيضاً في صناعات أخرى.Top of Form

كيف تغيرت طبيعة سباق كأس أمريكا منذ دخول شركات فورمولا ون على الخط؟
سمعت أنه قد أصبح، في الأعوام القليلة الماضية، تنافسياً للغاية، وأكثر تركيزاً على التكنولوجيا. يضم فريق لونا روسا Luna Rossa العديد من الأقسام، وقد صار يشبه الجيش؛ فعندما تذهب لمشاهدة قوات النخبة البحرية التابعة للجيش، هناك العديد من المناطق التي لا يمكنك زيارتها، ونفس الشيء ينطبق على فريق لونا روسا؛ فهناك العديد من المناطق التي لا يمكنني زيارتها، على الرغم من أن الفريق شريك لـبانيراي. وسأذهب قريباً لمشاهدة إزاحة الستار عن القارب الجديد للفريق، لأن الفريق كان يستخدم قارباً تدريبياً للسنوات الثلاث ونصف السنة الماضية وحتى الآن. وفي غضون أيام قليلة، سيزيحون الستار عن قارب السباقات الخاص بهم، وأنا أنتظر ذلك بشكل خاص لأن الألوان التي ستظهر على القارب ستلهم تصميم تشكيلتنا للعام المقبل.

في العادة كم مرة يتم تغيير القوارب استعداداً للمشاركة في السباقات؟
كل أربع سنوات يتم تغيير القارب بالكامل. الأمر شبيه بسباقات فورمولا ون، حيث يوجد الاتحاد الفيدرالي وهو الذي يحدد قواعد المنافسة – وجميع الإرشادات يضمها كتاب، وهو ليس مدونة سلوك بالضبط، لكن يجب احترام جميع الإرشادات حتى يكون القارب مؤهلاً للمشاركة في سباق كأس أمريكا. هناك أيضاً الكثير من العوامل التي تؤثر في السباق؛ فمثلاً عندما يكون السباق في أوروبا، يكون الأمر أسهل بالنسبة إلى الفرق الأوروبية؛ لأنهم يواجهون تحديات مماثلة. فهل تعلم مثلاً أن الأمواج ليست هي نفسها في كل مكان؟ فأنا لم أكن أعلم أن الأمواج في برشلونة ليست هي نفسها في كالياري، فعلى ما يبدو هناك فرق هائل بين المكانين. ذلك أن عوامل مثل الوزن، وسرعة الرياح، واتجاه الرياح، وما إلى ذلك؛ جميعها تؤثر في أداء القارب، وأن الفريق قد لا يحصل على نفس الأداء الذي حصل عليه من نفس القارب عندما كان في كالياري، على سبيل المثال.

بخلاف التسويق، ما الفائدة التي تجنيها بانيراي من رعايتها وتمويلها الفريق؟
يُعدّ تسويق العلامة، نتيجة الرعاية والتمويل، عامل جذب كبيراً، ولكنه ليس السبب الأول لقيامنا بذلك، فنحن نقوم برعاية الفريق لنتمكن من الوصول إلى مواد لم نكن لنصل إليها إذا قصرنا عملنا ضمن صناعة الساعات فقط. فصناعة الساعات هي صناعة جميلة، لكننا الصناعة الوحيدة التي توجد بالكامل داخل حدود دولة واحدة. نعم، توجد ساعات تُصنع في دول أخرى، لكنها ليست ساعات فاخرة، حيث إن قطاع الساعات الفاخرة بكامله مقره في سويسرا . فنحن كعلامات أو شركات موجودون في نفس المنطقة ونفس المدينة، إلا أن المشكلة في ذلك هي أننا لا نستطيع الوصول إلى مواد جديدة؛ ولذلك من الجيد جداً العمل مع صناعات أخرى، وهذا ما فعلناه. وأتذكر أن تواصلنا مع شركة لامبورغيني كان أمراً رائعاً؛ لأنه أتاح لنا الوصول إلى قطاع السيارات الفاخرة أيضاً، حيث يعملون على مواد لم نكن لنفكر فيها على الإطلاق. والأمر نفسه في شراكتنا مع فريق لونا روسا؛ فنحن نعمل على مواد مثل Ti-Ceramitech، وهي مادة مستلهمة من فريق لونا روسا Luna Rossa، لأنهم يستخدمون تشطيب السيراميد على بعض مكونات قواربهم لسبب وجيه.

وتتضمن شراكة الرعاية ما هو أكثر بكثير من إنفاق المال، ووضع اسم العلامة على القارب. ففي حين أن جانباً مهماً من هذه الشراكة يتمثل في أن العديد من منتجاتنا صارت الآن مصنوعة من مواد جديدة، نتوصل إليها من خلال هذه الشراكة، فإن هناك جانباً آخر يتعلق بتوزيع الساعات، حيث نقوم حالياً بتوزيع ساعاتنا عبر 20 من متاجر برادا Prada، تتوزع على العديد من المواقع حول العالم. إنها علاقة تبادل منافع جيدة جداً.

كما أنهم في الفريق يساعدوننا أيضاً في اختبار ساعاتنا؛ حيث إننا نقوم باختبار ساعاتنا في أوقات ومواقع مختلفة لمدة ستة أشهر تقريباً، ومن ثمّ نقوم بإجراء تغييرات عليها حسب الحاجة. وأنا شخصياً لست جيداً في اختبار ساعات العلامة؛ لأنني دائماً في المكتب، فأنا أركب سيارتي وأذهب إلى العمل، ثم أعود إلى مكان إقامتي.. أنا لا أتنقل كثيراً، نعم أمارس كثيراً رياضة الركض، لكنني لا أرتدي ساعتي حينذاك. أما أفراد الفريق هؤلاء فهم يرتدون ساعات بانيراي طوال اليوم، ولا يشعرون بذلك، ومن ثمّ فإن التعليقات التي نحصل عليها منهم، في ما يخص الأداء الوظيفي، والاستخدام العملي، وما إلى ذلك – مفيدة للغاية وتساعدنا في تصنيع منتجات أفضل.

هل يمكنك توضيح المزيد عن هذه العلاقة؟
يأتي مهندسو الفريق إلى مصنعنا، والعكس بالعكس؛ حيث يذهب صانعو الساعات لدينا إلى منشأة الفريق، ليروا ما الذي يمكن استخدامه في تصنيع ساعاتنا. على سبيل المثال، لدينا ألياف الكربون هذه، إنها ليست تماماً نفس التي لديهم، ولكنها تتألف من تركيبة مماثلة، كما أن المادة الأصلية هي نفسها في الحالتين. إضافة إلى ذلك، فإن الشركات التي يعملون معها – في الفريق – في إيطاليا صارت الآن موردين جدداً لنا، حيث تورّد إلينا هذه الشركات مواد من بينها التيتانيوم المطلي بالسيراميك. علماً أننا عندما رأينا هذه المادة قررنا استخدامها في تصنيع ساعاتنا، وهذا هو السبب في أنها تتمتع بتشطيب مطاطي.

ما هي فوائد هذه المادة؟ وهل تعتقد أنها ستحل مستقبلاً محل الساعات المصنوعة من السيراميك؟
هي مادة ذات مظهر خزفي – سيراميكي – إلا أنها أكثر مقاومة من السيراميك بمقدار 10 مرات، فضلاً عن أنها أخف وزناً بكثير. ولست متأكداً مما إذا كانت ستحل محل السيراميك أو لا؛ لأن السيراميك ذو جمال خاص به، لكنه إذا سقط لا نستطيع تأكيد أنه لن ينكسر. ولدينا في مصنعنا غرفة خاصة باختبارات التصادم، حيث نقوم بإسقاط الساعات من ارتفاع متر، وبالطبع نُجري هذا الاختبار مع السيراميك أيضاً. فالعلبة المصنوعة من السيراميك تكلفنا ثروة، حيث تقترب تكلفتها من 2000 يورو، فقط للعلبة من دون احتساب تكلفة آلية الحركة، أو أي شيء آخر من مكونات وأجزاء الساعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى