لطالما شكّلت الحدائق معين إلهام لا ينضب بالنسبة إلى كريستيان ديور، حيث ظهرت الحدائق في العديد من مجموعاته منذ العرض الخاص بأسلوب نيو لوك New Look الذي قدمه في العام 1947، مع إطلالات النساء الأزهار الفاتنة. وتحتفل أحدث مجموعات المجوهرات الفاخرة من إبداعديور بموسم الربيع، حيث تستحضر من خلال تصاميم إبداعاتها أجواء الحدائق الملونة.
تنانير كورولا Corolla، والورود المُطرّزة أو المُزركشة، والزخارف النباتيّة، والطبعات الريفيّة – كلها تمثل عالم الطبيعة ذا الأسلوب الراقي كوتور، الذي احتفلت به ڨيكتوار دو كاستيلان، المديرة الإبداعيّة لدى مجوهرات ديور Dior Joaillerie، من خلال القطع المدهشة التي تصوّرت تصاميمها منذ العام 1999.
كما تعشق المُصمّمة أيضاً استكشاف عالم خياليّ واسع آخرَ، هو عالم التصاميم الراقية بحدّ ذاتها، بمختلف أنماطها، وتقنيّاتها، وبُنى أقمشتها وتأثيراتها، وتميّزها المُطلق. وتكريماً للمهارة الحرفيّة الفائقة في صناعة المجوهرات وترصيع الأحجار الاستثنائية، تتألّف هذه المجموعة الجديدة من 170 قطعة، بما في ذلك ثلاث ساعات سرية، تُعد بالفعل جواهر ثمينة في صناعة الساعات، مُزيّنةً بروائع عالم النبات.
يتمّ استحضار حلاوة الربيع المفعمة بالبهجة، من خلال الأوراق الخضراء الوافرة، والأزهار التي يتمّ تجميع عناصرها حجرًا تلو الآخر بشكل مُرهف كما لو كانت بتلات أزهار، وباقات من الأزهار الريفيّة المُتفتّحة، وأحواض الأزهار المتلألئة. وتعكس التدرجات اللونية المُرهفة بفروقاتها الدقيقة، التأثير المُتقزّح لأحجار الأوبال التي رُتبت بمهارة عالية كما لو كانت مزروعةً. وتُساهم الأحجار الكريمة المرصعة على مستويات مختلفة، في إضفاء الحجم والبعد على المجوهرات، ما يُعبّر عن خصائص الحديقة الطبيعيّة. أمّا الألوان المتباينة فتتفتّح في تلاعب جريء من النقوش البارزة.
بينما تبدو الأنماط ذات طابع هندسيّ بمفهوم جماليّ شبه مُجرّد تارة، وتارة أخرى يتمّ تعزيزها بلمسة من البساطة. كما يُمكن ملاحظة الأنماط الزهريّة أيضاً، إلّا أنّه لم يتمّ تصوّرها بمعناها الحرفي. فيبدو لنا كما لو أنّ ڨيكتوار دو كاستيلان سعت، من خلالها، إلى تمثيل إحدى ذكريات الطفولة، ربّما غرانڨيل Granville، أو ميلي لا فوريه Milly-la-Forêt، أو لا كول نوار La Colle Noire في مونتورو، وهي ثلاث حدائق عزيزة جداً على قلب كريستيان ديور.
تكشف بعض القطع عن أساليب تزيين خياليّة صغيرة، كمشهد شاعري لمسرح مُصغّر تتشابك فيه الأزهار، والفراشات، وأقواس المطر. وعلى هذه اللوحات المصنوعة من عرق اللؤلؤ، يتضاءل مفهوم المنظور، وتُمنح نسبة المقاييس معنى جديدًا. وتأتي مجموعة ثمينة من الألوان الأشبه بالحلم، لتُعبّر عن حبّ المُصمّمة للطبيعة والحدائق.
في مكان آخر، على الصفائح الذهبية، يُعيد الطلاء اللامع إلى الأذهان بريق الماس في لعبة غميضة، ويتفاعل مع الأحجار الاستثنائية التي تتألّق في وسط هذه الإبداعات. بينما تُزيّن الشرّابات تقويرة العنق، وتحتضن الأذنين، وتلتفّ برقّة حول الخصر.
تتميز مجموعة المجوهرات الفاخرة هذه بمرونتها المثالية وأساليب ارتدائها المتعددة، في حين تضيف الخيوط المطرزة بالذهب لمسة نهائية بروح الأزياء الراقية كوتور. وقطع المجوهرات في هذه التشكيلة قابلة للتحوّل، إذ يُمكن فصل بعض الأحجار ذات الوزن الكبير، بينما يُمكن وضع الخواتم في عدّة أصابع، وتأتي دبابيس الزينة لتذكرنا بأنّ للرجال أيضًا الحريّة في حب الأزهار.