قبل عامين، أزاحت دار جاكيه درو الستار عن أحد المجسمات الأوتوماتيكية الأكثر تعقيدًا على الإطلاق، التي تتضمنها ساعات اليد: Dragon Automaton دراغون أوتوماتون، والذي يتميز بستة عشر جزءًا متحركًا، وتسعة رسوم لأشكال متحركة. واليوم، ذهبت جاكيه درو بعيداً في ما يتعلق بالتطوير والتعقيد والصعوبة؛ وذلك من خلال إضافة علبة من البلور السافيري، وميناء مصنوع من حجر اللازورد، حيث تمثل هذه الإضافات إنجازًا مذهلاً لتصميم قطعة رائعة وفريدة على نحو غير مسبوق.
عندما تم الكشف عن ساعة Dragon Automaton، اعتقد البعض أنها ستكون آخر أعمال الفنان جون هاو، لكن خلال العامين التاليين، وداخل عالم مشاغلها الفنية Ateliers d’Art التي تتمتع بعزلة وخصوصية كبيرة في بلدة لا شو-دو-فون، سعت جاكيه درو إلى ابتكار مزيج جديد يمثِّل ثورة حقيقية في عالم الإبداع.
أعادت دار جاكيه درو ابتكار هذا الوحش المقدس بلون الذهب الرمادي. نُحتت جميع الأعضاء في جسم التنين يدويًّا، ثم صُقلت ونُقشت بشكل فردي، لتبرز تفاصيل الحراشف والمخالب وغيرها من التفاصيل بدقة شديدة.
من أعماق الأرض وباطنها، استخلصت جاكيه درو ميناء مصنوعاً من قطعة واحدة من اللازورد. وعلى الرغم من انتشار هذا الحجر وعدم ندرته، إلا أن قطعة بهذا الحجم الكبير، وهذا التماثل، وهذا الخلو من التصدعات؛ هو أمر نادر، ولا سيما عندما تكون بتصميم شظية يقل سُمكها عن ملليمتر واحد، حيث يتم استخدامها من دون كسرها أو تحطيمها. وعلى هذا المنوال، توفر الخبرة الطويلة للحرفيين والفنانين المختصين بفنون إبداع التحف المعدنية في جاكيه درو؛ خلفية ذات عمق استثنائي لهذا التنين، وذلك على نحو يحاكي خشبة مسرح يؤدي عليها التنين دوره التمثيلي المتميز لمدة 15 ثانية.
تكمن جرأة ساعة Dragon Automaton هذه في الطريقة التي قامت بها جاكيه درو بتغليف هذه المعرفة الفنية والرموز القديمة، والتي تصوِّرها في مشهد عصري للغاية، صنّع بالكامل من البلور السافيري، داخل علبة زجاجية فريدة لا مثيل لها، بقطر يبلغ 45 مم. تمنع العلبة المصنوعة من البلور السافيري تسرُّب الماء بشكل كامل، رغم عدم استخدام أي براغ أو تطعيمات، حيث لا توجد حاجة إليها؛ إذ تستخدم جاكيه درو طريقة سرية خاصة بها، يتم في إطارها تعشيق أجزاء العلبة بأقرب وحدة ميكرون ممكنة.
وعلى الرغم من أن تصميم العلبة يتطلب بحثًا مكثفًا، تبدو الحاجة ملحة إلى مجموعة جديدة كليًّا من المواصفات التقنية كذلك: حيث صُمِّمت ساعة Dragon Automaton الأصلية لتكون مُغلَّفة بالكامل في علبة من الذهب. كان من الضروري ابتكار جوانب جريئة جديدة ولمسات نهائية بديعة، بل والأهمّ من ذلك اختراع نقاط ربط جديدة للحركة، لتتلاءم مع العلبة الجديدة المصنوعة من البلور السافيري. وتمكنت الدار من ابتكار مكونات لا مثيل لها، وطوّرت مجموعة كبيرة من النماذج الأولية لضمان الشفافية المطلقة للبلور.
ولإبراز الطابع العصري للساعة، اقترحت جاكيه درو تزويد ساعتها Dragon Automaton ذات الميناء المصنوع من حجر اللازورد، بحزام من المطاط باللون الأزرق يتناغم مع حجر اللازورد الموجود على الميناء. ففي نهاية المطاف، سيكون المالك المستقبلي لهذه القطعة الفريدة هو صاحب القرار في شكل الأجزاء الخارجية للساعة، والنقوش التي تميزها.