حاورت مجلتنا جان-كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لمجموعة بولغري، على هامش الدورة الثالثة من معرض أسبوع ساعات LVMH، والذي شاركت فيه بولغري بمجموعة من الإبداعات تحت فكرة الزمن جوهرة، حيث ركزت هذه الإبداعات بشكل كبير على مجموعة ساعات سيربنتي، وتقديم نجمة العرض؛ حركة بيكوليسيمو Piccolissimo، والتي تُعد جوهرة حقيقية في مجال التكنولوجيا الدقيقة.
هل بمشاركتها في المعرض بهذه المجموعة، تعتبر بولغري نفسها قد أطلقت جميع إصداراتها الجديدة لهذا العام؟
تُعد مشاركتنا في هذا المعرض هي أولى فعالياتنا لهذا العام، حيث سيكون لـبولغري أيضاً حضور في معرض ساعات وعجائب في شهر أبريل المقبل، ومعرض أيام جنيڤ للساعات الذي بدأته بولغري؛ والذي سيُقام في أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر. ولهذا، فإن بولغري تقوم الآن بإطلاق ثلث إصداراتها الجديدة لهذا العام فقط.
صف لنا شعور فوز الدار بالجائزة الكبرى في مسابقة جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات عن ساعة أوكتو فينيسيمو؟
بالنسبة إلينا داخل الدار، كانت جائزة رائعة. فنحن كدار في الأساس صنّاع مجوهرات، وقد وُلدت الدار وتأسست في روما، وكان عملنا الأساسي وصناعتنا الأساسية هما صناعة المجوهرات؛ رغم أن الدار تقوم بتصنيع الساعات منذ أكثر من 100 عام. وحتى قبل عقدين من الزمن، لم نكن نعتبر كصانع ساعات من الدرجة الأولى، إلا أنه بفضل ساعاتنا التي أصدرناها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الساعة الملحمية أوكتو فينيسيمو؛ اكتسبنا سمعة واحتراماً فانضممنا إلى لاعبي الدرجة الأولى في صناعة الساعات، وهو ما يُعد أمراً محفزاً ومشجعاً لنا للغاية. فمثل هذه الجائزة تمثل دفقة رائعة من الطاقة والبهجة والتقدير لنا جميعاً في الفريق، فقد عمل كل منا بجد ودأب لإبداع هذه الملحمة الساعاتية الرائعة.
أما بالنسبة إلى شركائنا وكلاء البيع بالتجزئة، فقد كانت هذه الجائزة أفضل حجة يستخدمونها لإقناع الزبون عندما يتردد في شراء أحد منتجاتنا. إذ كونك الفائز بجائزة العقرب الذهبي يعني أنك أفضل صانع ساعات، ليس فقط في صناعة الساعات السويسرية، وإنما في جميع أنحاء العالم. كذلك بالنسبة إلينا، ففي متاجرنا أيضاً، ستكون هذه حجة قوية تعزز ثقة زبائننا عند شرائهم ساعاتنا.
علماً أنه من السهل بيع إحدى ساعات باتيك فيليب أو أوديمار بيغيه، لكن عندما يكون عملك هو بيع الساعات والمجوهرات، سيكون من السهل بيع المجوهرات بينما يصعب قليلاً بيع الساعات. أما إذا كانت ساعتك من ساعات الدرجة الأولى في المنافسة بين الساعات الفاخرة، وأيضاً فائزة بجائزة كبرى، في مستوى جائزة العقرب الذهبي؛ عندها ستشعر بثقة أكبر ستكون دافعاً لساعاتنا الأخرى كذلك. وإضافة إلى كل ما سبق، فنحن أيضاً بذلك ندفع حدود الإبداع، وهو ما يمثل أمراً بالغ الأهمية بالنسبة إلينا.
ما الذي يمكنك أن تخبرنا إياه عن عيار BVL100 الجديد من صنع الشركة؟
من المعروف أن الـ5 سنتات هي أصغر عملة معدنية في سويسرا حالياً، ولا يمكنك في الواقع شراء أي شيء بهذه العملة. ويُعد عيار BVL100 جزءاً من وحدة متكاملة – وهذه الوحدة لا تعني فقط الحركة ولكن العلبة أيضا – وهذه الوحدة بأكملها ليست أكبر حجماً من عملة الـ5 سنت. فآلية الحركة الفعلية داخل هذه الوحدة، هي أصغر حجماً من هذه العملة. فقد اعتمدنا أصغر حركة ميكانيكية موجودة مستديرة الشكل. وهذا يُعد خبراً بالغ الأهمية؛ لأنه بعد أزمة الكوارتز، عندما اختفت جميع الحركات الميكانيكية تقريباً، بذلت شركات صناعة الساعات الكثير من الجهد من أجل تصنيع حركات الساعات الرجالية، وقد كانت حركة ساعة فينيسيمو هي الأحدث والأكثر شهرة بين هذه الحركات.
وعلى العكس من ذلك، بُذل القليل من الجهد من أجل حركات الساعات النسائية، ولاسيما الساعات المجوهرة؛ أو ساعات المجوهرات، ما يعني أن معظم الساعات المجوهرة كانت، حتى وقت قريب؛ تعمل بحركات الكوارتز، وهو أمر جيد في حد ذاته، ولكن عندما تفكر في ساعة تتطلب 1000 ساعة من البراعة الحرفية؛ لصُنع جسم الساعة، وترصيعه بالأحجار الكريمة الخلابة؛ فضلاً عن كون هذه الساعة تستخدم في تصنيعها أغلى المواد الثمينة سعراً، لكنها في النهاية يوجد داخلها قلب كهربائي؛ ستشعر أن هناك نقصاً في الاتساق من ناحية إبداع هذه الساعة.
وساعاتنا المجوهرة ذات جودة وتُباع بشكل جيد للغاية، وهي تمثل شريحة كبيرة من مبيعاتنا. ولقد اعتقدنا في الدار أنه بناء على خبرتنا وما تعلمناه من صُنع ساعة فينيسيمو، وبالنظر إلى تميزنا في قطاع ساعات المجوهرات؛ أن مهمتنا وواجبنا هما تطبيق ما أنجزناه بالنسبة إلى الساعات الرجالية على الساعات النسائية، موفرين بذلك – وبفضل ساعة فينيسيمو – للساعات النسائية طابع الأناقة المعاصرة.
وقد بدأنا مشروعنا بهدف موضوعي هو استبدال – في ساعات المجوهرات أولاً، ومن ثمّ في الساعات النسائية كخطوة ثانية – جميع حركات الكوارتز بحركات ميكانيكية فائقة الصغر (ميكرو ميكانيك). كانت هناك أيضاً تحديات أخرى، نظراً لأن جسم ساعة سيربنتي – وهي على شكل أفعى – ذو رأس صغير جداً، فكان علينا تصميم حركة صغيرة جداً حقاً، وإعادة ابتكار سلسلة صناعة الساعات؛ ما يعني أنه كان علينا التخلص من أي مكوّن لا حاجة إلزامية إليه وظيفياً.
وبالفعل وجدنا العديد من هذه المكوّنات التي لا حاجة إليها، وتمكنّا في النهاية من تقليص عدد مكونات الحركة إلى 102 مكون فقط، على وجه التحديد. وهذا أيضاً يُعد رقماً قياسياً؛ حيث إننا لم نتنازل عن الدقة، لكن لأن مكونات هذه الحركة عددها قليل، فقد سمحنا – لن أقول بالتجميع السهل، ولكن – بإمكانية التجميع اليدوي والأهم من ذلك بالصيانة اليدوية أيضاً.
ومن الصعب جداً التعامل مع المكونات التي لا ترى بالعين المجردة، بل إن إصلاحها أكثر صعوبة. وقد جاءت الساعة تتميز بموثوقية فائقة، وهي النتيجة الطبيعية لحركة من هذا النوع. وأخيراً وليس آخراً، فقد كانت آلية الحركة هذه خطوة كبيرة في مقابل آليات الحركة التي تعود إلى خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي؛ تلك الآليات التي كانت عادة ما توفر احتياطي طاقة محدوداً للغاية، فضلاً عن أنها كانت فائقة التعقيد لجهة تركيبها وتثبيتها وكذلك التعبئة وضبط الوقت.
وقد تقدمنا بالفعل بطلب للحصول على براءة اختراع عن هذه الوحدة؛ وحدة الحركة، والتي يمكن وصفها بأنه وحدة صغيرة تتضمن تاجاً كبيراً، يتضمن بدوره سهمين، حيث يسمح أحد السهمين بضبط الوقت – الساعات والدقائق – بينما يتيح تدوير السهم الآخر إعادة تعبئة خزان الطاقة. وبذلك فهو تاج ثنائي الاتجاه، سهل التركيب، ما يمثل خطوة كبيرة أخرى.
وهكذا بالإمكان دفع التاج إلى الداخل، وبذلك تستقر وحدة الحركة في داخل الساعة، ومن ثم إغلاق رأس الساعة التي تتخذ شكل ثعبان. ويكمن جمال هذه الوحدة في أنها متماثلة ومتناسقة تماماً؛ ما يعني أنه إذا كنت أعسر فإنني أقوم بإدخالها في اتجاه، وإذا كنت أيمن سأدخلها في الاتجاه المعاكس، وستستقر داخل الساعة بشكل صحيح تماماً في كلتا الحالتين.
وبذلك تتيح هذه الحركة لساعة سيربنتي ميستيريوزي أن تكون الساعة الوحيدة في السوق التي تناسب الزبائن الذي يستعملون اليد اليمنى، وكذلك الذين يستعملون اليد اليسرى. وهذا أمر مثير للاهتمام للغاية؛ حيث إنه ليس الجميع يستعملون يدهم اليمنى، وفي الوقت نفسه لا يمكننا والحال هذه، وخصوصاً بالنسبة إلى المنتجات عالية الجودة؛ تصنيع مرجعين من هذه الساعة أو هذا المنتج؛ أحدهما للزبائن الذين يستعملون اليد اليمنى، والآخر لأولئك الذين يستعملون اليد اليسرى.
وباختصار، تمثل هذه الساعة رقماً قياسياً عالمياً تحقق في القرن الحادي والعشرين، كما أنها إعادة ولادة لحركة ميكانيكية فائقة الصغر من الجيل الجديد؛ سهلة التركيب جداً، وتتمتع باحتياطي طاقة يبلغ 30 ساعة، ويبلغ قياس قطرها 12.30 مم، وسمكها 2.50 مم، بينما يبلغ وزنها 1.30 غرام. أيضاً، إذا كانت هناك حاجة إلى أي صيانة، وبخلاف ما كان يحدث سابقاً عندما كان على الزبون إرجاع الساعة بالكامل إلى مركز الصيانة، فإن كل ما عليه الآن هو فك وحدة آلية الحركة بكل سهولة وإرسالها إلى أحد مراكز الصيانة الخاصة بنا.