بعد إزاحة الستار عن أحدث الروائع المذهلة في صناعة الساعات الفاخرة من إبداع روجيه دوبوي – ساعة Excalibur Knights of the Round Table Monotourbillon/X – أثناء معرض ساعات وعجائب Watches & Wonders، لم يكن أمام مجلتنا خيار سوى التركيز على ساعة Knights of the Round Table الأسطورية، أثناء اللقاء مع نيكولا أندرياتا؛ الرئيس التنفيذي لشركة روجيه دوبوي.
هل يمكنك أن تخبرنا عن ساعة Knights of the Round Table؛ كيف بدأت فكرتها، وكذلك عن ردود الفعل الهائلة التي نشأ عنها العديد من الإصدارات بنفس فكرة التصميم؟ وهل توقعت روجيه دوبوي هذا النوع من النجاح؟
بالقطع لا أستطيع، فلم أكن أعمل في الشركة عندما ظهرت أولى هذه الساعات، ولا أعرف قصة إصدارها ونشأتها الأولى بالضبط. لكن مما سمعته، في البداية لم يرغب أحد في إصدار هذه الساعة! حيث كانت نتيجة التعامل مع مجسمات منحوتة للفرسان توجد فوق الميناء؛ نوعاً من التنبؤ أو الحاسة السادسة. لكن كانت الفكرة في روجيه دوبوي هي إيجاد الحرفة الفنية الخاصة بنا، وبما أن كل شيء في هذه الحالة يجب أن يكون مفرطاً من الناحية التعبيرية، كانت الفكرة هي البدء بنحت هؤلاء الفرسان صغار الحجم، وجعل هذا النوع من النحت ثلاثي الأبعاد هو سمة الحرفة الفنية الخاصة بنا. قام مصممو الشركة عند تصميم تلك الساعة، بوضع 12 فارساً حول الطاولة، مستخدمين الطاولة نفسها كميناء للساعة، وكان هذا التصميم مستوحى من لوحة فنية قديمة صوّرت الطاولة المستديرة الخاصة بالملك آرثر. هكذا بدأ الأمر، وعلى الفور حققت الساعة نجاحاً هائلاً. وقد اعتقد البعض أن الساعة مبالغ في سعرها وأنها إصدار محدود للغاية، لكنها لم تكن أياً من هذين الأمرين، بل كانت بداية إرث الدار. واليوم يمكنني القول إنها تُعدّ حتى الآن أكثر مجموعاتنا شهرة وأيقونية، وفي اللحظة التي نطرح فيها هذه الساعة للبيع، تنفد قطعها تماماً.
أفترض أن لديكم جامعين يتصيدون جميع الإصدارات لتنمية مجموعاتهم؟
في الواقع لا، لدينا فقط بضعة زبائن هم الذين لديهم جميع الإصدارات السبعة من هذه الساعة. فإصدارات هذه الساعة تنفد بسرعة كبيرة، لدرجة أنه حتى أكثر جامعي ساعاتنا إخلاصاً يكونون غير قادرين على الحصول على إحدى القطع. وحالياً، اتخذنا قراراً بإعطاء الأولوية للزبائن الذين اشتروا سابقاً إصداراً واحداً على الأقل. بهذه الطريقة، نتمكن على الأقل من مساعدة الجامعين الحقيقيين والأصدقاء المخلصين للعلامة في توسيع مجموعاتهم.
شهد إصدار هذا العام تقديم آلية توربيون في ساعة Knights of the Round Table؛ لماذا استغرق هذا الأمر وقتاً طويلاً؟
كما أوضحت، كانت الفكرة الرئيسية وراء إبداع ساعة Knights of the Round Table، هي تطوير الحرفة الفنية الخاصة بنا، لذلك ركّزنا في الغالب على البراعة الفنية بالنسبة إلى إصدارات Knights of the Round Table. وكان نظام الحركة عادة نظاماً بسيطاً ذا عقربين أو ثلاثة عقارب، لكن إبداعات روجيه دوبوي تُصنّف ضمن صناعة الساعات الفاخرة، ولدينا هاجس مقاومة ساعاتنا تأثير الجاذبية الأرضية، وهو ما يشهد عليه جميع العيارات التي طوّرناها بمرور الوقت لمقاومة الجاذبية؛ وهي عيارات التوربيون، والتوربيون المحلّق المزدوج، وعيار النابض المزدوج، وعيار قواتوار. فقد قررنا الجمع بين عوالم صناعة الساعات الفاخرة وعالم براعتنا الحرفية، فارتقينا بساعة Knights of the Round Table إلى مستوى مختلف. فلدينا الآن التوربيون المركزي، الذي يشهد على كفاح الفرسان ضد الجاذبية، ضمن ساعة أكثر دقة من ذي قبل. نحن بالفعل سعداء للغاية، فقد حققت الساعة نجاحاً كبيراً؛ حيث بيعت جميع القطع بحلول الساعة 9 صباحاً؛ صباح هذا اليوم (وقت إجراء اللقاء).
كيف توازنون بين صناعة الساعات والبراعة الحرفية عندما تقومون بابتكار ساعة Knights of the Round Table؟
نعم، هي ساعة Knights of the Round Table، لكنها أيضاً ساعة معقّدة. في روجيه دوبوي نبدأ دائماً من الجماليات. لذا قمنا بتصميم ساعة رائعة، استناداً إلى تصميم الطاولة المستديرة في ساعة Round Table، ثم قررنا أننا نرغب في إضافة آلية توربيون؛ ولذا قمنا بتصميم شيء (ساعة) مع توربيون مركزي، وهو شيء لم نستخدمه من قبل على الإطلاق؛ حيث إن جميع آليات التوربيون التي طوّرناها جميعها كانت في مواضع مختلفة. ومن ثمّ، استخدمنا الأجسام المصنوعة من زجاج مورانو بطريقة خاصة، لخلق هذا التأثير المتحد المركز حول التوربيون، والذي يعزز التوربيون ويجعله مركز مشهد العرض. وبطريقة ما، فإن هذا ما نفعله دائماً؛ نقوم بتصميم ساعات جميلة المظهر ثم نجد طريقة لجعلها تعمل. في روجيه دوبوي تتبع الوظيفة الشكل، وهذا ليس هو الحال دائماً في كل مكان. أردنا لساعاتنا أن تكون جميلة المظهر، ومن ثم عملنا على الناحية الوظيفية، مثلما حدث بالنسبة إلى هذه الساعة. وأود القول إن هذا هو عملنا العادي؛ أي الجمع بين الاثنين: الشكل والوظيفة.
زجاج مورانو الذي استخدمتموه في صُنع ساعة Knights of the Round Table من الصعب جداً تشكيله والعمل به؛ فلماذا إذن اختارت روجيه دوبوي زجاج مورانو؟
نحن نحب التحديات، كما نحب أفضل الأشياء في الحياة. وفي هذه الحالة، أردنا مجسمات زجاجية ملوّنة وأفضل زجاج ملوّن في العالم هو زجاج مورانو. تواصلنا مع الشركة المصنّعة لهذا الزجاج؛ وكما تعلم كلما ارتفعت درجة الحرارة، تغيّر اللون. وهناك تقنية حقيقية تكمن خلف صنعتهم، وهي جزء من أسطورتهم كشركة.. لقد كانت هناك صعوبة حقيقية في صُنع هذه الساعة، وأحياناً نختار شيئاً ما لأنه معقّد؛ فنحن نحب أن يكون لدينا الأفضل حتى لو كان أكثر تعقيداً.
متى سيتم تسليم القطعة الأولى والقطعة الأخيرة من إصدار Knights of the Round Table؛ إذ بيعت جميع قطع الإصدار بالفعل؟
سنستغرق حوالي ثمانية أشهر، وسيتم تسليم جميع القطع تقريباً بحلول ذلك التاريخ. وخلال هذه الأشهر الثمانية، نقوم بصُنع حلقة الإطار مع الفرسان؛ حيث يستغرق صُنع كل حلقة ثلاثة أسابيع، وبالتالي سيستغرق الأمر وقتاً. وأحد الأسباب التي تجعلنا دائماً نقرر جعل إصدارات ساعة Knights of the Round Table محدودة، هو لأننا لا نستطيع صُنع المزيد. وبناء على قدرات موظفينا وخبرتنا، لا يمكننا سوى صُنع عدد قليل من القطع كل عام. على مدى الأشهر الثمانية المقبلة، سنقوم بتصنيع الطاولة والفرسان وآليات الحركة، ثم تسليم القطع بالكامل في غضون ثمانية أشهر.
هذا هو الإصدار الثامن من ساعة Knights of the Round Table، فهل لدى روجيه دوبوي جدول زمني لإطلاق إصدار كل عام أو أنه شيء يحدث عندما تُلهم الدار لصُنع إصدار؟
من الواضح، أن هناك جدولاً زمنياً لأن كل شيء يجب التخطيط له مسبقاً. حيث يستغرق تصوّر حركة جديدة، وتصميم ساعة جديدة، وما إلى ذلك؛ سنوات. ونحن نعلم بالفعل ما هو قادم، والفكرة هي الاستمرار في الإصدار السنوي من ساعة Knights of the Round Table، كما فعلنا في الإصدارات السبعة الماضية، والذي سوف يصدر في 28 قطعة، وبين الحين والآخر ستكون لدينا إصدارات إقليمية، ومن المحتمل إصدار أرقى. وهكذا، سيكون لدينا 3 قطاعات ضمن مجموعتنا – ودعنا نسميها مجموعة حتى لو لم تكن كذلك -: إصدار من 28 قطعة، وإصدار إقليمي، وإصدار أكثر تعقيداً. وسنقوم بالعمل في الوقت نفسه على الإصدارين الإقليمي والمعقّد من وقت لآخر، وسنرى أيهما سيظهر أولاً.
والآن نحن نعمل على إصدارات إقليمية، ونعمل على أساطير ليست بالضرورة أن تكون أسطورة فرسان الملك آرثر، مثلما عملنا على الأبراج الصينية – رؤوس الحيوانات الاثني عشر التي عملنا عليها في الماضي – وقد خصصنا 12 قطعة للسوق الصينية. وفي المستقبل، سنعمل مع أسواق أخرى.
