التقت مجلتنا ألكسندرا لانز، الرئيس التنفيذي لشركة الساعات السويسرية الراقية العريقة سيمييه، على هامش معرض ساعات وعجائب، لمحاولة فهم روح العلامة، ودور أكاديمية الساعات Watch Academy في تعزيز حب صناعة الساعات الفاخرة.
هل يمكن أن تعطينا نبذة تاريخية عن سيمييه؟
في العام 1924 أسس جوزيف لابانوز شركة سيمييه بالقرب من مدينة بازل، وكانت الساعات تُباع تحت اسم العلامة سيمييه. وقد تضمنت تلك الساعات حركة بسعر مقبول تحتوي على ضابط انفلات ذي سقاطة دبوسية الشكل، قام صانع الساعات الألماني بتصنيعها في العام 1925. وقد بيع حوالي 21 مليون قطعة من الساعات التي تتضمن هذه الحركة في سبعينيات القرن الماضي. وفي العام 1970 كان لدى سيمييه نحو 500 موظف يعملون في الشركة التي تتخذ من بازل مقراً لها، وقد كانت بالفعل شركة ضخمة. لكن عائلة لابانوز توقفت عن إنتاج الساعات في العام 1985، وفي العام 2002 استحوذ مدير سابق على الشركة، وأعاد إطلاق العلامة مع مجموعات ساعات سيمييه الجديدة.
في ذلك الوقت، قامت الشركة بشراء حركات من شركة ETA، ولا تزال هذه هي الحال السائدة اليوم. لكننا انتقلنا حالياً من الشراء من ETA إلى الشراء من شركة Sellita بالنسبة إلى الحركات الأوتوماتيكية والميكانيكية. وفي العام 2010، كانت سيمييه أولى علامات الساعات التي أطلقت ما يُسمى بـأكاديمية الساعات Watch Academy-واتش أكاديمي، والتي تمثل تجربة فريدة من نوعها، حيث يمكن للمنتسبين إليها بناء وتجميع ساعاتهم الخاصة، واختيار مكونات الساعات الخاصة بهم. وفي العام 2011، عملت سيمييه أيضاً على تطوير وحدة أوتوماتيكية ضمن كاليبر 6497 من تصنيع شركة ETA، وهذا الكاليبر المطوّر هو أيضاً حركة نقدمها ضمن أكاديمية صناعة الساعات واتش أكاديمي.
وتُعد واتش أكاديمي تجربة فريدة من نوعها للغاية؛ ولدينا هناك 3 دورات دراسية مختلفة. دورة دراسية أو كورس لمدة يوم كامل؛ حيث يمكن للمنتسب بناء/تجميع الساعة الخاصة به بالكامل، بما في ذلك الحركة؛ كاليبر 6497. ثم لدينا تجربة النصف اليوم؛ حيث يمكن للمنتسب بناء ساعته ولكن من دون الحركة التي ستكون في هذه الحالة مسبقة التجميع. كما قررنا تقديم دورة تمهيدية، وفيها تُعرض بعض النظريات حول صناعة الساعات بشكل عام، وتتضمن بعض التدريب العملي على تجميع الساعات، ما يجعل التجربة بأكملها شيئاً مميزاً حقاً.
ما هي الأطر الزمنية لهذه الدورات الدراسية؟
بالنسبة إلى دورة اليوم الكامل، نرحب بالمشاركين أي المنتسبين في حوالي الساعة 9 صباحاً، وفي البداية تكون هناك مقدمة قصيرة عن العلامة وتاريخها، وبرنامج اليوم (الدورة). بعد ذلك يقوم المشاركون باختيار مكونات الساعات الخاصة بهم، ولديهم خيار الاختيار بين مجموعة من العلب، والألوان المختلفة، والموانئ، والألوان التي تكتسي بها الموانئ، والعقارب، والأحزمة أو الأساور، والمشابك. ومن ثمّ يذهبون إلى ورشة الشركة لتجميع حركة الساعة الخاصة بهم بالكامل. بعدها نحصل على قسط من الراحة، لنتناول الغداء معاً. وفي فترة بعد الظهر، يقوم المشاركون بالانتهاء من تجميع المكونات داخل علب ساعاتهم، ووضع الميناء في مكانه، وتركيب العقارب فوق الميناء، وتثبيت الأحزمة، وما إلى ذلك. وفي النهاية، يكونون بذلك قد قاموا بتصنيع ساعة سيمييه الخاصة بهم.
وفي أي الأماكن تتوفر هذه الصفوف الدراسية؟
مقر هذه الصفوف أو الدورات الدراسية هو مقرنا الرئيسي في بيين، وفي العام 2021، بدأنا تقديم هذه التجارب خارج سويسرا والترويج لها، وقمنا بتأسيس ما يُعرف بـموبايل واتش أكاديمي. وقد انتقلت الأكاديمية إلى مبنى جديد في العام 2020، وهكذا أصبح لدينا 600 متر مربع مخصصة لتطوير هذه الأكاديمية: واتش أكاديمي، حيث لدينا حجرتان جميلتان وعدد من الورش. كما قمنا بتصنيع طاولات عمل شديدة الشبه بتلك التي نستخدمها في مصنعنا، فقد أردنا للأجواء داخل ورش الأكاديمية أن تكون احترافية مثل تلك التي توجد داخل ورش مصنعنا؛ إذ إن هذا أمر شديد الأهمية بالنسبة إلينا. ونحن نعمل مع عدد من صانعي الساعات الخبراء المحترفين، الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في صناعة الساعات، حيث تزيد خبرة بعضهم عن 40 عاماً. وقد حقق الأمر نجاحاً كبيراً، كما تلقينا من شركائنا ردود أفعال وتعليقات جيدة جداً حول تطوير أكاديمية واتش أكاديمي التابعة لنا خارج سويسرا، وآمل أن نتمكن من تطويرها في أماكن أخرى أيضاً.
هل هذه الصفوف الدراسية للرجال فقط؟
نفكر كذلك في إنشاء صف للأطفال، ونحن نناقش هذا الأمر بالفعل. بالتأكيد في هذه الحالة ستكون المعالجة مختلفة، إذ بما أننا نستخدم كاليبر 6497، وهو كبير جداً، فإن العلبة بالتالي ذات حجم كبير؛ حوالي 43 مم. وعندما كنا في ألمانيا من أجل افتتاح واتش أكاديمي، لاحظنا شيئاً جديراً بالاهتمام، فقد كانت لدينا مجموعة من 10 أشخاص منتسبين إلى أكاديمية واتش أكاديمي، وقد أتوا مع زوجاتهم، حيث اختارت الزوجات المكونات لأزواجهم. وقد علقت معظم الزوجات بالقول: ساعاتكم جميلة جداً ولكنها كبيرة جداً بالنسبة إلى معصمي.. ثم بقي الرجال في الصف، بينما ذهبت النساء للتسوق!
وهكذا قررنا تطوير علبة جديدة خاصة بأكاديمية واتش أكاديمي، وقمنا بتصميمها. كما قررت تطوير علبة للساعات النسائية، ما يعني أنه إذا اعتمدنا علبة صغيرة للساعات النسائية، فسنستمر في اختيار حركة أوتوماتيكية أو ميكانيكية ذات تعبئة يدوية. لكن ما يهم النساء هو جماليات الساعة، ولذلك يمكن للنساء المجيء والانضمام إلى أكاديمية واتش أكاديمي، واختيار المكونات. ونظراً لأنهن لا يمكنهن واقعياً تجميع حركة أوتوماتيكية، فربما يمكنهن القيام ببعض اللمسات النهائية، وكذلك وضع لمساتهن في ما يخص الإطار، حيث نمنحهن خيار الاختيار بين الإطار المرصع بالألماس أو الزمرد. فالفكرة هي دفع مفهوم التخصيص؛ تخصيص التصميم إلى أقصى حد ممكن.
وأخيراً أود الإشارة إلى أن شراء ساعاتنا متاح على موقع سيمييه Cimier الإلكتروني.
