إيذاناً بنهج جديد تتخذه علامة الساعات الراقية فائقة الدقة كرونوميتري فِرديناند بيرتو، فإن حركتها الجديدة Régulateur Squelette ريغولاتور سكيليت؛ سيتم إنتاجها لتحتضنها علب ساعات ذات شكل مثمن أو مستدير. وسيكون هناك 20 نموذجاً فقط من كاليبر FB-T.FC-RS الذي يتضمن التوربيون وآلية نقل الحركة بواسطة البكرة والسلسلة، ما يتيح لعشاق جمع الساعات اقتناء مثل هذه الآليات الميكانيكية النادرة فائقة الدقة، وفي الوقت ذاته اختيار تصميم علبة الساعة الذي يناسبهم بشكل أفضل.
لم يكن أحد يتخيل منذ حوالي ثلاثة قرون، أن يتمكن شخص ما من اقتناء ساعة جيب أو ساعة طاولة لا تتناسب مع ذوقه الشخصي بالكامل. ولكن تدريجياً وبمرور الزمن، تلاشى هذا المعتقد السائد، وبات هناك طابع عام للساعات مع تنامي انتشار الساعات وإنتاجها على نطاق واسع. ورغم ذلك أتاح هذا النهج ازدهار صناعة الساعات بشكل غير مسبوق، مع أنه لا يتوافق تماماً مع روح وتوجه كرونوميتري فِرديناند بيرتو.
آلية حركة بإصدار محدود
في محاولة لتقوية ارتباطها بمصدر الإلهام الأصيل لمؤسسها فِرديناند بيرتو (1727-1807)، تقدم الشركة المصنّعة للساعات التي تحمل اسمه نسخة مطوّرة من نموذج أعمالها؛ فاعتباراً من هذه اللحظة، ستعلن كرونوميتري فِرديناند بيرتو عن العدد الإجمالي من وحدات كل كاليبر يتم تصنيعه داخل الشركة.
ويتمثل الهدف الأساسي لذلك في حماية مصالح جامعي ساعات العلامة وعشاقها، وستحدد العلامة مسبقاً بشكل واضح عدد آليات الحركة المُنتجة، وستلتزم بعملية تصنيع تتسم بالشفافية المطلقة. حيث تدرك العلامة أن هواة جمع ساعاتها يتميزون بحساسية فائقة تجاه ندرة ساعاتهم والعيارات التي تشغّلها، ويولون هذا الأمر بالغ اهتمامهم. ومن خلال الإفصاح عن هاتين النقطتين، تضع الشركة المصنّعة زبائنها على بيّنة من الأمر بخصوص عدد حركات الساعات التي تنتجها، ما يمكنهم من الحفاظ على تفرد مجموعاتهم من الساعات.
ويتجلى هذا التوجه الجديد في الإبداع الرائد؛ وهو ساعة ريغولاتور سكيليت إف بي آر إس- Régulateur Squelette FB RS، وهي موديل جديد يعتمد على آلية حركة كاليبر FB-T.FC-RS. وللمرة الأولى، تعلن كرونوميتري فِرديناند بيرتو أن إنتاج هذه الحركة سيقتصر بشكل صارم على إصدار محدود بإجمالي 20 حركة فقط.
يعزز هذا النهج عزم الشركة المصنّعة، الذي عبرت عنه منذ انطلاقتها الأولى، على إنتاج عدد محدود للغاية من الساعات في كل عام. ونظراً للمتطلبات الجمالية ومتطلبات تحقيق الدقة في قياس الزمن، علاوة على الوقت الطويل اللازم بكل تأكيد لتطوير كل إبداع جديد، تؤكد كرونوميتري فِرديناند بيرتو عزمها على بلوغ أسمى درجات التميز، وهو هدف يتضمن بالضرورة إنتاج إصدارات محدودة.
أول حركة هيكلية
يُعد كاليبر FB-T.FC-RS أول حركة ذات هيكلية مجردة تنتجها الشركة المُصنّعة، وهي حركة كرونوميتر من نوع المنظّم، تتضمن التوربيون وآلية نقل الحركة بواسطة البكرة والسلسلة. وقد جاء هذا الكاليبر نتيجة للتطور التقني والجمالي الشامل، كما أنه مستوحى من الساعة البحرية مارين كلوك رقم 8- Marine Clock No. 8، التي أبدعها صانع الساعات المحترف فرديناند بيرتو في باريس في العام 1768. وعلى هذا الأساس، يظهر من خلال الفتحة الموجودة عند موضع الساعة 2 قرص كبير القطر من الصفير؛ يشير إلى الزمن بالساعات، بينما يُشار إلى الدقائق فوق قرص لامركزي عند موضع الساعة 12، أما الثواني فتتم الإشارة إليها على حلقة الإطار الداخلية المصنوعة من الصفير التي تحيط بالميناء.
صُممت جسور الحركة بالكامل لضمان نظرة ملؤها الإعجاب إلى التصميم الرائع للحركات، التي يؤديها حامل التوربيون المذهل على جهة الميناء، وقد طُليت العديد من مكونات الحركة بتقنية بي ڨي دي باللون الأسود، بالتناوب مع تشطيبات لامعة أو مطفأة اللمعة، أو تشطيبات عامودية لامعة أو الصقل بتقنية السفع الرملي. كما أن جسر التوربيون الذي تمكن رؤيته من جهة الميناء يشكّل في حد ذاته إنجازاً عبقرياً، بفضل أسطحه المشطوبة واللامعة بصقل المرايا، وجوانبه المصقولة، ووجهه السفلي المصقول بالسفع الرملي. وهكذا تتطلب عملية التزيين وحدها لكل حركة الكثير من المهارات الحرفية المختلفة، لاسيما أن تحقيق هذا المستوى من التشطيبات استغرق قرابة عام من التجارب، لإتاحة رؤية تعقيد هذه الحركة الجديدة من جهة الميناء والإعجاب بروعتها للمرة الأولى.
يتميز كاليبر FB-T.FC-RS ببنية ذات دعامات؛ حيث يتم تعليق كل من البرميل والبكرة العكسية بأسلوب مصادق عليه ببراءة اختراع. وقد استُوحيت هذه الآلية لنقل الحركة بواسطة البكرة والسلسلة من ساعات الكرونوميتر البحرية التي أبدعها فرديناند بيرتو، بحيث تضمن إيصال الطاقة بقوة ثابتة إلى التوربيون المزود بآلية لتحريك عقرب الثواني بشكل مباشر، علماً أنه تم تسجيل الحصول على براءة اختراع ثالثة لهذه البنية الجديدة.
وأخيراً، تم تسجيل الحصول على براءة اختراع رابعة لمؤشر احتياطي الطاقة؛ فعلى جهة ظهر العلبة تمكن رؤية المخروط المقطوع المعلّق، وهو يتحرك صعوداً ونزولاً على طول المحور المتصل بالبرميل. بينما يعكس عمود دوران على شكل ذراع متحرك مكلل بجوهرة، حالة تعبئة البرميل بفضل موقع عمود الدوران على المخروط، وينقل بدوره هذه المعلومات إلى ذراع احتياطي الطاقة الموجودة على جهة الميناء، بواسطة روافع مسطحة وزنبرك لولبي.
وعلى غرار جميع حركات ساعات كرونوميتري فِرديناند بيرتو، تم اعتماد كاليبر FB-T.FC-RS رسمياً بشهادة الكرونوميتر، كما خضع لاختبارات جهاز فلوريتست Fleuritest للمحاكاة العملية، أثناء مراحل تطويره.
حركة واحدة وعلبتان
سيترك لعشاق ساعات العلامة وهواة جمعها اختيار المظهر الخارجي للساعة، من بين المجموعات المختلفة التي تقدمها كرونوميتري فِرديناند بيرتو، فمن الآن وصاعداً سيقدم مصنع الشركة إصدارين مختلفين: يتميز الإصدار الأول إف بي 1آر إس.6 FB 1RS.6 بعلبة مثمنة الشكل، مصنوعة من الستانلس ستيل المكربن، بينما يتميز الإصدار الثاني إف بي 2آر إس.2 FB 2RS.2 بعلبة مستديرة مصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً. وقد عُززت البنية الجزيئية للفولاذ المكربن، ما يجعل سطحه فائق القوة (1200 ڨيكرز) والمقاومة للخدش والتآكل. إضافة إلى أن الذهب المستخدم من مصدر أخلاقي معتمد.
ويتماشى هذا النهج مع الرؤية التي توجهها الجودة، والتي تم اعتمادها منذ انطلاقة شركة كرونوميتري فِرديناند بيرتو المصنّعة للساعات في العام 2015. وقد برهن فوزها بجائزتين متتاليتين في دورتيّ عامي 2019 و2020 من مسابقة جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات، في فئة أفضل ساعة كرونوميتر، مقدار دقة ساعات الشركة ومدى موثوقيتها. ومن خلال هذه المبادرة الجديدة، تؤكد كرونوميتري فِرديناند بيرتو رغبتها في تخطي توقعات جامعي ساعاتها، من خلال توفير إمكانية خيار غير مسبوقة تتيح لهم اختيار شكل العلبة.