تُعد شركة لو رون أول صانع ساعات يقدم ساعات صُنعت في سويسرا بنسبة 100%، حيث يثبت تتبع مراحل الإنتاج صنعها بالكامل في سويسرا. وتمثل ساعات لو رون بهجة للعين فضلاً عن كونها روائع ساعاتية. جلسنا إلى لويك فلورنتان، الشريك المؤسس ومدير شركة لو رون، لنفهم منه مدى حب الشركة واعتزازها بسويسرا وإتقانها في صناعة الساعات.
أسستَ علامة لو رون في العام2013؛ لماذا اخترت هذا الاسم: لو رون؟
هناك أسباب عديدة لاختيار هذا الاسم. فعندما أطلقت العلامة، كان ذلك بالتعاون مع تيمو راجاكوسكي صديقي الحميم منذ سنوات مراهقتنا في فنزويلا، حيث كانت لديه شركة بجوار نهر الـرون. وقد فكرنا في العديد من الأسماء للعلامة، ولكنني أردت شيئاً يمثل جنيڤ ككل. ووقتها كنت أخطط لإنشاء مشروع من خلال العمل مع أناس من الخارج؛ وكانت للفكرة مزاياها وعيوبها، لكنني كنت أفكر في المزايا فقط.
من الذي تعنيه بقولك أناس من الخارج؟
أعني أفضل الحرفيين في سويسرا؛ صانعي الساعات وما إلى ذلك. فساعة لو رون هي ساعة مصنوعة في سويسرا بنسبة 100%، وأنا أعنى حرفياً كل شيء في الساعة صُنع في سويسرا، حتى البلورة السافيرية تذاب وتصاغ في سويسرا، والأساور تُصنع في مشاغل شركة مولتيكوير في جنيڤ. لم أخطط للأمر بهذه الطريقة، ولكن كل شيء في الساعة يُصنع في الجزء الفرنسي من سويسرا.
يصرح الموقع الإلكتروني الخاص بكم بأن لو رون هي العلامة الأولى التي تقدم ساعات صناعة سويسرية 100%؛ فهل هذا صحيح؟
لو رون هي أول علامة سويسرية توفر مع ساعاتها شهادة تثبت أن الساعة مصنوعة في سويسرا بنسبة 100%. ويحتوي موقعنا الإلكتروني على قسم بعنوان إمكانية التتبع – أي تتبع مراحل الإنتاج – فإذا نقرت على أيقونة هذا القسم، سيأخذك الموقع إلى صفحة تعرض جميع ساعاتنا للتأكد من صنعها بالكامل في سويسرا، حيث يمكنك النقر فوق أي ساعة وستظهر لك تفاصيل تتعلق بكل جزء من الساعة ومن الذي قام بصُنعه وأين. كانت الفكرة الرئيسية هي أنني أردت أن تكون الساعة سويسرية بالكامل؛ والمثير للاهتمام في ما يتعلق بكل هؤلاء الحرفيين أن قصة صناعة الساعات السويسرية بدأت عندما وصل جون كالفن إلى جنيڤ قبل 500 عام.
حيث كانت مواعظ كالفن المعارضة للتباهي والتفاخر تعني أن جميع صائغي المجوهرات الكبار، الذين قاموا بصنع المجوهرات الراقية للأسر الملكية، لم يعودوا قادرين على صنعها بعد الآن، لأن البروتستانت الكالفنيون لم يعودوا يريدون تلك المجوهرات. فاستقر صانعو المجوهرات بعد ذلك في جنيڤ إلى جوار نهر الرون، واستخدموا طاقتهم في التحول إلى صناعة أخرى، حيث حولوا مهاراتهم في صياغة الذهب وصناعة المجوهرات إلى صنع الساعات، وقد استخدموا أفضل ما يوجد في كل جزء من سويسرا لصنع تلك الساعات. وعلى غرار اسم علامتنا، ينبع شعارنا أيضاً من نفس الفكرة؛ حيث يمثل حرف R المنمق طواحين المياه التي كانت تمد هذه الصناعة بالطاقة في البداية. وأنا أيضاً أعيش بالقرب من نهر الرون؛ وهكذا جاء اسم العلامة تكريماً لجميع هذه العوامل. أما النقطتان فوق حرف ‘o’ (أي التغير في صوت حرف العلة في الألمانية) في كلمة Rhone، فهما للإشارة إلى الطريقة التي تتم بها تهجئة اسمي – Loïc Florentin – وتكريماً لصديقي وصداقتنا التي امتدت لأكثر من 30 عاماً.
كيف اتُخذ قرار تأسيس علامة لصناعة الساعات، في ذلك الوقت الذي كان بالفعل وقتاً صعباً بالنسبة إلى علامات الساعات؟
الكثير من أصدقائي اعتقدوا أنه من الجنون فعل ذلك، لكن في الواقع ليس هناك وقت مناسب للقيام بذلك. فإذا نظرت إلى الوراء وعلى مدى 11 عاماً – منذ ما قبل البداية وحتى الآن – سأجد أن هناك دائماً شيئاً ما يمنع إنشاء علامة؛ فأحياناً يكون ذلك بسبب أن العلامات الأخرى تعمل بشكل جيد للغاية، لذا لا ينبغي أن تطلق علامة جديدة. وفي أحيان أخرى يكون السبب أن الاقتصاد ليس جيداً، وبالتالي لا ينبغي أيضاً أن تؤسس علامة. في ذلك الوقت كنت أعمل لدى مجموعة LVMH وكان الشيء الوحيد الذي أزعجني كثيراً هو استخدام شارة أو ملصق صناعة سويسرية، الذي تستخدمه الصناعة بأكملها.
وأنا هنا لا أتحدث عن جامعي الساعات، بل عن 95% من مستهلكي الساعات حول العالم، فعندما نخبرهم أن ساعاتنا سويسرية، فإنهم يجيبون نعم، ساعتي أيضاً سويسرية، لكننا نعلم أن العلبة وكل شيء بداخلها صُنع في الصين. ولا يمكنك أن تقول لهم شيئاً لأنهم دفعوا ذلك القدر من المال مقابل صناعة سويسرية. كما أننا أيضاً نفقد كل تلك المهارات الحرفية، حيث تحرص معظم الشركات على خفض التكاليف وتوفير النفقات وكسب المزيد من الأموال للمستثمرين والمساهمين فيها. وهذا يعني ببساطة إبعاد الحرفي والصانع الحقيقي، ولذلك فإن العثور على الحرفيين المهرة أمر بالغ الصعوبة. فأنا مهتم بعمل شيء لصالح مستقبل صناعة الساعات في سويسرا، وهذا يتعلق بجزء كبير من رحلتنا في عالم صناعة الساعات، واسم العلامة، وإمكانية تتبع مراحل الإنتاج على موقعنا الإلكتروني.
إنه لمن المحزن أن كل هؤلاء الحرفيين الموهوبين مجبرون على توقيع اتفاقيات عدم إفشاء المعلومات، مع العلامات الكبرى، متعهدين بعدم القول على الإطلاق إنهم من أبدع هذه الروائع لصالح تلك العلامات. بل على العكس من ذلك، ينبغي وضع أسمائهم فوق الساعات لأنهم في الواقع من يقوم بصنعها، بينما نقوم نحن – العلامات – فقط بابتكار التصاميم.