لطالما كان هدف شركة الساعات الراقية العريقة أرنولد آند صن؛ هو دفع حدود الإبداع إلى مداها الأقصى، ولذا وفي خطوة مفاجئة؛ أزاحت الشركة الستار عن ساعة جديدة بميناء مصنوع من الكهرمان؛ وذلك أثناء معرض أسبوع دبي للساعات. فضلاً عن ذلك، فقد قامت الدار باستكشاف مناطق جديدة أخرى في هذه الصناعة، حيث تستهدف أحدث إصداراتها النساء. مجلة داي آند نايت التقت برترند سافاري، الرئيس التنفيذي لشركة أرنولد آند صن، لمناقشة أعمال الشركة الإبداعية وتوجهاتها الجديدة.
كيف كان العام 2023 بالنسبة إلى أرنولد آند صن؟
لقد كان 2023 عاماً جيداً جداً بالنسبة إلى شركتنا. فنحن نحقق نمواً، لكن سلسلة التوريد هي الجزء الأكثر صعوبة بالنسبة إلينا من عملية الإنتاج – أعني أن الحصول على جميع مكونات الساعة في الوقت المطلوب والمناسب؛ كان يمثل لنا مشكلة. لكن إذا كنا نتحدث عن السوق، فلا تزال منطقة الشرق الأوسط إحدى أكبر أسواقنا، ولا تزال تنمو. إضافة إلى ذلك، كان أداؤنا في سوق الولايات المتحدة وجنوب شرقي آسيا؛ جيداً للغاية.
هل تعتقد أن مشكلة سلسلة التوريد ستتحسن قريباً، بما أن الكثير من علامات صناعة الساعات تواجه نفس المشكلة؟
بطريقة ما، نحن محظوظون لأن لدينا مصنع آليات الحركة الخاص بنا، ولذا فإن هذه الجزئية ليست مشكلة بالنسبة إلينا. أما بالنسبة إلى سلسلة التوريد، فإن المشكلة هنا هي أن المجموعات الكبيرة – الشركات العملاقة – تمارس ضغوطاً على الموردين مطالبة إياهم بأن تكون أولوية التسليم من نصيبها، لكنني أعتقد أننا في العام 2024 سنكون أكثر استرخاء بعد تسوية هذه المسائل.
قمتم بإطلاق خط ساعات لونا ماغنا منذ فترة قريبة جداً، ومع ذلك حققت ساعاته شهرته بسرعة كبيرة؛ فهل أنت متفاجئ من نجاح هذه الساعة؟
لا، لست متفاجئاً لأنه لا يمكنك مقارنة ساعة لونا ماغنا بأي قطعة أخرى في صناعة الساعات. وأعتقد أننا علامة الساعات الوحيدة التي تقدم تعقيدة أطوار القمر الدائمة بتصميم ثلاثي الأبعاد، ويكمن جمال الأمر في أننا قادرون على استخدام مواد مختلفة تماماً في كل مرة، علماً أننا نقوم بإنتاج إصدارات محدودة من هذه الساعة. كما أننا لا نطرح الكثير من الساعات في السوق، وهو أمر مفيد للعملاء وجيد بالنسبة إليهم، ويساعد على الحفاظ على قيمة الساعات.
تشتهر أرنولد آند صن بشكل أساسي بأنها علامة ساعات رجالية، لكن ساعتكم بربتشوال مون 38 مخصصة للنساء؛ فكيف كانت ردود الفعل على تلك الساعة؟
نعم، في البداية كنا نقدم ساعات رجالية في الغالب، لكننا حاولنا تغيير ذلك في السنوات الثلاث الأخيرة، وقد كانت ردود الأفعال على ساعة بربتشوال مون 38 رائعة. أحد أسباب نجاح موديلات هذا الخط، هو اختلافها التام. فعلى سبيل المثال، تتميز ساعة بربتشوال مون 38 إكليبس I بتمتعها بطابع وهوية مختلفين عن ساعة بربتشوال مون 38 مينت-نايت. ونحن لدينا في الشركة سيدة هي دومينيك ريتز رونو، وتشغل منصب مدير أول للإنتاج – قسم الساعات، وهي المسؤولة عن إنتاج الساعات النسائية، وأظن أن هذا هو ما أحدث الفارق؛ لأن وجودها في هذا المنصب يضفي لمسة أنثوية، وهو شيء تفتقر إليه عندما يكون المسؤول عن إبداع الساعة النسائية رجلاً.
بما أن أرنولد آند صن مشهورة بساعاتها الرجالية، فهل يمثل بيع الساعات النسائية مشكلة بالنسبة إليكم؟
لا على الإطلاق، فقد نفدت جميع ساعات موديل بربتشوال مون 38 إكليبس I تماماً، كما نفدت تقريباً جميع قطع موديل مينت-نايت. فليست لدينا أي مشكلة ملحوظة تواجهنا عند بيع الساعات النسائية.
ما مدى أهمية خط ميتييه دارت بالنسبة إلى أرنولد آند صن حيث إنكم نشطون للغاية في هذه الفئة؟
بالتأكيد هو خط مهم جداً، ونحن نبلي بلاء حسناً، لاسيما في مجال القطع ذات التصميم المخصص؛ حيث إننا قادرون على إبداع بعض القطع المخصصة في أقل من ستة أشهر. وهناك طلب متزايد على هذه القطع؛ لأن الناس أدركوا أننا نقدم عرضاً ذا قيمة جيدة للغاية، في ما يتعلق بالقطع ذات الأشغال والحرف الفنية Métiers d’Arts ميتييه دارت.
تظهر تعقيدة أطوار القمر بشكل واسع في مجموعة ساعات أرنولد آند صن.. فلماذ؟
لأن القمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ العلامة ومؤسسها جون أرنولد. ولدينا 3 ركائز تقوم عليها العلامة هي: علم الفلك، وقياس الزمن، والسفر والتنقل، وجميعها ترتبط كذلك بتاريخ جون أرنولد، ولقد كان القمر، بالطبع، مهماً جداً في زمن جون أرنولد. فنحن هكذا نشيد بتاريخ أرنولد ونحتفي به، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل القمر يلعب دوراً مهماً في مجموعة ساعاتنا. وبالتالي، يحتل كلٌّ من خط ساعات بربتشوال مون ولونا ماغنا – للسبب نفسه – مكانة مهمة جداً بالنسبة إلى العلامة.
تم تحديث ساعة غلوبتروتر وإطلاقها في إصدار جديد، هل يمكن أن تحدثنا عن التغييرات في الإصدار الجديد، ولماذا تم التحديث؟
هذا سؤال شائك! لأننا نخطط لإطلاق إصدار جديد من ساعة غلوبتروتر في معرض أيام جنيف للساعات للعام 2024. وسيكون قطر هذا الإصدار أصغر، كما قمنا بتحديث التصميم بالكامل. ولا أستطيع إخبارك بأكثر من هذا في الوقت الحالي.
العديد من ساعات أرنولد آند صن كانت في الأصل ذات علب بحجم كبير، إلا أن معظم هذه الساعات أعيد تصميمها ومن ثمّ أعيد إطلاقها بعلب ذات حجم أصغر؛ فلماذا كانت تلك الخطوة؟
أعتقد أن موضة الساعات ذات القطر الكبير توقفت منذ سنوات مضت، ولذلك قررنا العمل على مجموعة ساعاتنا، وتقليل حجم العلب تدريجياً، لابتكار ساعات قابلة للارتداء في جميع مناطق العالم. وبالنسبة إلينا، فإنه من المهم أيضاً ألا تكون ساعاتنا فقط للمعاصم ذات القياس الكبير، ولذا من المهم بالنسبة إلينا أن نجعل ساعاتنا أكثر ملاءمة للارتداء بشكل يومي. فالساعات ذات القطر 45-46مم، التي ظهرت قبل 15 أو 20 عاماً، كانت – في رأيي الشخصي – كبيرة الحجم جداً، ولذا لم يستطع الأشخاص ذوو المعاصم صغيرة الحجم ارتداء تلك الساعات.
هل يمكنك أن تحدثنا عن أحدث مشروعات التعاون التي قمتم بها، والذي كان مع جاسم الزراعي صاحب حساب patekaholic على إنستغرام وموقع www.patekaholic.com؛ حدثنا عن الساعة وعن كيف بدأ هذا المشروع؟
المشروع بدأ لأنني كانت لدي فكرة استخدام الكهرمان كمادة لصُنع ميناء لإحدى الساعات، حيث إن الكهرمان – أو العنبر – شيء مهم جداً بالنسبة إلى هذه المنطقة من العالم. وهكذا، قمنا = منذ عام تقريباً = بشراء عدد من كتل الكهرمان، ثم قمنا بإجراء العديد من الاختبارات عليها؛ لأنه ليس من السهل تقطيع الكهرمان وجعله شرائح، بدقة؛ حيث إنه يتشقق بسهولة شديدة. لكننا في النهاية تمكنّا من الحصول على نتائج جيدة بهذا الخصوص، وما لدينا الآن هو مجرد نموذج أولي تجريبي لهذه الساعة، ولكننا راضون جداً عن المنتج؛ حيث إنه – أولاً – شيء فريد من نوعه، إذ إن كل ساعة ميناؤها من الكهرمان ستكون مختلفة، وستتقادم أيضاً وهي بحوزة الزبون، ومن ثم فإن كل شخص سيحصل على ميناء مختلف عن الآخر، كما ستكون كل ساعة فريدة من نوعها تماماً. وقد حصلنا بالفعل على براءة اختراع عن استخدام الكهرمان في صنع قرص ميناء الساعة، ومن ثمّ سنكون علامة الساعات الوحيدة في العالم، التي يمكنها استخدام الكهرمان في صياغة ميناء الساعة.
قمتَ بالفعل بتقديم عرض توضيحي عن هذه الساعة خلال معرض الجواهر العربية 2023 الذي أقيم في البحرين، وكذلك في معرض أسبوع دبي للساعات، الذي أقيم في دبي مؤخراً… فكيف كانت ردود الأفعال التي تلقيتها من جامعي الساعات على هذا النموذج التجريبي؟
كانت ردود الأفعال حقاً مذهلة ورائعة، حيث كنا نعرض الساعة على العملاء المحتملين كل خمس دقائق. وتُعدّ هذه الساعة إنجازاً جيداً للعلامة، وسيكون لها صدى كبير في هذه المنطقة، والأمور من ناحيتنا تسير كما ينبغي بالنسبة إلى هذا المنتج، والذي أعتقد أنه منتج مثالي بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، وبالتأكيد بالنسبة إلى الصين؛ لأن الكهرمان (العنبر) محبوب جداً في الصين كذلك.