تأسست دار صناعة الساعات الراقية أرنولد آند صن في العام 1764، واستطاعت منذ نشأتها حتى الآن أن تجعل عشاق الساعات الفاخرة في حالة دائمة من الدهشة والذهول بسبب إبداعاتها الآسرة. هنا نتحدث إلى برترند ساڤاري؛ رئيس شركة أرنولد آند صن حول العلامة، وهويتها، والعوامل التي تميزها عن العلامات الأخرى.
في البداية ماذا يمكنك أن تخبرنا عن شركة أرنولد آند صن؟
تأسست أرنولد آند صن في المملكة المتحدة على يد جون أرنولد، والذي كان صانع ساعات شهيراً في عصره، تم تكليفه بصُنع أجهزة كرونوميتر بحرية لصالح القوت البحرية البريطانية. وقد اشتُهر جون أيضاً بصفته صانع ساعات عمل مع عبقري صناعة الساعات أبراهام-لوي بريغيه. لاحقاً، عمل ابن جون أرنولد مع أبراهام-لوي بريغيه، في حين عمل ابن أبراهام-لوي بريغيه مع جون أرنولد! وكلاهما من الشخصيات المهمة في صناعة الساعات. وقد استنفد جون أرنولد جهده في مسألة كيفية إنتاج هذه الأجهزة بكمية أكبر، حيث كان بحاجة إلى تجهيز الكثير من سفن القوات البحرية البريطانية.
والآن، يقع مقرنا في لا شو دو فون، حيث نقوم كشركة بإنتاج أقل من 1000 قطعة سنوياً، ونقوم بعمل جيد جداً. وشركة أرنولد آند صن مملوكة لمجموعة سيتيزن غروب، ونقوم بالعمل عن كثب مع شركة مانيوفكتور لا جو بيريه Manufacture La Joux-Perret لتطوير وابتكار آليات حركات ساعاتنا، فلطالما كنا نقوم بتصنيع 100 % من حركاتنا داخل ورش الدار. ومن ناحية المبيعات، مبيعاتنا قوية جداً في الشرق الأوسط، وفي الولايات المتحدة، وكذلك في آسيا. وفي الأسبوع الماضي، دخلنا إلى السوق الصينية، كما نعمل على تطوير أسواقنا الأخرى. ولدينا توازن جيد في مختلف الأسواق العالمية، وهو ما أعتقد أنه أمر مهم للغاية في ضوء المشاكل المختلفة التي يواجهها العالم اليوم. ونحن راضون جداً عن النمو الذي تحققه العلامة.
ما هي الدول الأخرى التي تخططون للتوسع فيها؟
في العام الماضي، دخلنا أيضاً إلى السوق المكسيكية؛ إذ لم يكن لنا حضور في أسواق أميركا الجنوبية، حيث تُعد المكسيك سوقاً قوية وناضجة للغاية ويوجد فيها الكثير من جامعي الساعات. ونحن نخطط لمزيد من تطوير وجودنا في هذا البلد هذا العام، والأمر يسير هناك بشكل جيد جداً. ولدينا هناك نفس نوعية زبائننا في الشرق الأوسط؛ فهم خبراء ذوّاقة، ويعرفون المنتج بشكل صحيح، ويبحثون عن شيء مختلف.
منذ كم من الوقت تعمل مع العلامة؟
انضممت إلى أرنولد آند صن في 1 مارس 2021، وبعد أسبوع حدث الإغلاق بسبب الوباء! ولكن بطريقة ما كان ذلك الأمر إيجابياً جداً؛ لأننا كان لدينا الوقت للتفكير في استراتيجيتنا، وفي الأسواق التي نعمل فيها، وفي منتجاتنا. كان لدينا كل الوقت خلال تلك الأشهر الستة للتفكير في ماهية العلامة، وإلى أين يجب أن نذهب… كان الأمر مفيداً جداً بالنسبة إلينا.
هل واجهتكم أي مشاكل، كالمشاكل الإنتاجية مثلاً؛ عندما ضرب وباء كوڤيد العالم؛ حيث كان هناك وقتها شعور كبير بعدم اليقين حول كيف سيكون المستقبل؟
نعم، كان الأمر صعباً للغاية بالنسبة إلينا؛ ذلك أنه بسبب جائحة كوڤيد أُغلق الكثير من الأسوق. وأوروبا لم يعد يأتي إليها سائحون. فكان علينا أن نقلق بشأن عملية التوزيع، وأين يمكننا أن نبيع منتجاتنا. ولحسن الحظ، فُتحت بلدان الشرق الأوسط بشكل أسرع من دول أوروبا التي كانت لا تزال مغلقة، وهكذا أصبح يمكننا التركيز وتحسين توزيعنا في الشرق الأوسط. وفي ما يتعلق بالإنتاج، يمكننا التنبؤ بشكل جيد في ما يخص إنتاج آليات الحركة؛ حيث إن تطوير حركة جديدة يستغرق ما بين 12 إلى 24 شهراً؛ لذا نحتاج إلى حساب توقعاتنا في كل شيء يتعلق بهذه العملية.
لكن كان الأمر أكثر إشكالاً هو موضوع الموردين – موردي الفولاذ والذهب والألماس – لأنه أثناء فترة الإغلاق حدثت جميع أنواع التأخيرات! وحتى إلى يومنا هذا، لا تزال سلسلة التوريد في جميع أنحاء العالم معطلة أو متضررة. وهذا يرجع إلى أن الكثير من صالات عرض الساعات ليس لديها مخزون. نعم، جميع العلامات تنتج حالياً أكثر من معدل إنتاجها المعتاد، لكن الكثير من الزبائن أصيبوا بالإحباط لأنهم لم يتمكنوا من السفر لما يقرب من عامين، ولم يتمكنوا من شراء أي ساعة. إلا أنه الآن، وفي بعض البلدان، هناك عمليات شراء انتقامية تستفيد منها الكثير من العلامات! ونحن علامة مستقلة، وهذا وضع رائع بالنسبة إلينا؛ لأن الأشخاص الذين اعتادوا شراء ساعات العلامات الخمس الكبرى فقط، بدءوا الآن يوجهون أنظارهم نحو العلامات الأقدم والمستقلة مثلنا، ونحن سعداء جداً بهذا الأمر.
تاريخياً فإن أرنولد آند صن هي علامة ساعات رجالية، لكنها ببطء قامت بتكوين مجموعة ساعاتها النسائية على مدار السنوات القليلة الماضية.. فما مدى أهمية الساعات النسائية بالنسبة إلى علامة أرنولد آند صن؟
هذا العام، ساهمت الساعات النسائية بنسبة تصل إلى حوالي 10 % من مبيعاتنا. ولدينا حالياً امرأة تعمل مع فريق إدارة الإنتاج في الشركة، ومن الجيد حقاً بالنسبة إلينا أن يكون لدينا امرأة تقوم بتصميم المنتجات النسائية والعمل على تطويرها؛ فهي تضفي لمسة أنثوية لا يمكن أن يمتلكها الرجال. فعندما يصمم رجلٌ ساعة نسائية يقوم فقط بوضع بعض أحجار الألماس على الإطار! في حين أن أحدث مجموعاتنا، والتي يتسم تصميمها بلمسة نسائية؛ تحتوي على موانئ من الأڤنتورين والعديد من اللمسات الأنثوية الأخرى.
كيف تصف شخصية زبون أرنولد آند صن؟
في منتجاتنا نحاول دائماً أن نكون مختلفين عن العلامات الأخرى. ولدينا بالفعل العناصر الأيقونية المميزة التي تساعدنا على هذا؛ مثل عرض أطوار القمر الكبير بيغ مون؛ ولدينا مجسم القمر ثلاثي الأبعاد في ساعة لونا ماغنا، كما لدينا ساعة نيبولا بجسور حركتها السبعة. زبائننا هم أشخاص يبحثون عن شيء مختلف، وأعلم أن هذا ما يقوله الكثير من العلامات، لكننا حقاً مختلفون جداً. على سبيل المثال، لا يمكن صُنع مجسم القمر فوق ميناء للساعة بحيث يكون بأي شكل أكبر من مجسم القمر الخاص بنا بيغ مون. قد يحب أي شخص منتجاتنا أو يكرهها، إلا أن كل ما نبتكره هو بالتأكيد مختلف تماماً، ولا نقوم أبداً بتقليد تصاميم العلامات الأخرى.