أخر الأخبار

أسترونوميا ريغولاتور… جاكوب آند كو تحافظ على ريادتها في صناعة الساعات الراقية

يُعدّ الإصدار الأخير من شركة جاكوب آند كو بمثابة تجربة رائدة في مجال آليات الـريغولاتور؛ وهو ساعة أسترونوميا ريغولاتور، التي تتمتع حركتها ببنية هندسية عائمة ثلاثية الأبعاد. فهي تقوم بعمل دورة كاملة خلال 60 ثانية، تاركة تأثيرًا شبه إعجازي. تحتوي هذه الساعة المصنوعة من الذهب الوردي، بقطر 43 مم على عرض منفصل للساعات والدقائق والثواني، مع كاليبر لم يسبق له مثيل في صناعة الساعات الراقية، وتأتي بإصدار محدود من 250 قطعة.

في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، تقوم الحركة العمودية الدوّارة بعمل دورة كاملة في الدقيقة الواحدة. يدور قرص الثواني على شكل حلقة عكس اتجاه عقارب الساعة خلال الـ 60 ثانية. وتدور آلية التوربيون الطائر التي يتضمنها على محورين، كلاهما في دقيقة واحدة. يعمل جهاز القوة الثابتة على توحيد تدفق الطاقة من البراميل، من أجل تشغيل سلس وسريع تمامًا.

تم تجهيز العلبة التي يبلغ قياس قطرها 43 مم بألواح كبيرة من السافير، مما يوفر أوسع رؤية ممكنة على الموانئ الفرعية الزرقاء شبه الشفافة المقببة. وبخطوطها الكلاسيكية وعقاربها الذهبية، يكتمل هذا التكريم لصناعة الساعات عالية الدقة. من خلال الجمع بين واحدة من أكثر التعقيدات الكلاسيكية وهندسة الأسترونوميا المميزة؛ أحدثت جاكوب آند كو ثورة في عرض الـريغولاتور، كما تضيف إتقان صناعة الساعات المستلهم من المستحيل.

إحدى طرق شركة جاكوب آند كو التي تستلهم بها من المستحيل، هي قدرتها على إعادة اختراع الكلاسيكيات. تُعدّ ساعة أسترونوميا ريغولاتور بمثابة إعادة ابتكار، تم تنفيذه على نطاق نادرًا ما يُرى. يتميز الـريغولاتور بعرض غير عادي ومنفصل للساعات والدقائق والثواني، في ثلاثة مواقع مختلفة على الميناء. تاريخياً، هو أيضاً ساعة دقيقة جداً، يستخدمها صانعو الساعات الآخرون لتنظيم عملهم. تأخذ أسترونوميا ريغولاتور هذه التعريفات الكلاسيكية، وتذهب بها إلى بُعد جديد، على طريقة جاكوب آند كو.

يُعد كاليبر JCAM56 أنحف حركة من نوع أسترونوميا، صمّمتها شركة جاكوب آند كو على الإطلاق، ويُعدّ إنجازاً نظرًا لطبيعته العمودية. ويضم إجمالي 552 مكونًا، وهو عدد أعلى من المتوسط بالنسبة إلى الحركات في صناعة الساعات الراقية.

بقطر 43 مم وسمك 18 مم، توفر العلبة المصنوعة من الذهب الوردي أبعادًا مناسبة جداً للمعصم. إنها فحسب إطار يحتوي على لوحين كبيرين من السافير الشفاف؛ واحد هو البلورة المقببة، والآخر عبارة عن حلقة تشغل نطاق العلبة (الحافة الجانبية للعلبة) بأكمله. ولإضفاء مزيد من الخفة التي تبهج النظر، تم تجهيز ساعة أسترونوميا ريغولاتور بعروات هيكلية، ويوفر كل هذا معًا رؤية أوسع للحركة.

إلهام تاريخي

بدقة استثنائية، وقابلية للقراءة بشكل مثالي، يعود تاريخ الـريغولاتور إلى بدايات عصر صناعة الساعات. حيث جمعت ورش التصنيع الأولى العشرات، وأحيانًا المئات، من العمال في نفس المكان، وقد احتاج أولئك إلى وقت مرجعي واحد لتنظيم عملهم، ومن هنا جاءت كلمة ريغولاتور؛ أي المنظّم. كان لدى كل ورشة ساعة رئيسية واحدة كبيرة على الأقل، من الأكثر تقدماً، مما يوفر إمكانية القراءة المثالية من على بعد عدة أمتار. ولتحسين قراءة الوقت، تم فصل كل مؤشر من مؤشراتها الثلاثة إلى مواقع مختلفة على قرص الميناء. تم تخصيص الساعات والدقائق في ميناءين فرعيين، أما المؤشر الأكثر حيوية؛ مؤشر الثواني، فقد بقي في المنتصف، مع العقرب الأكثر وضوحًا.

بمرور الزمن، تم تقديم آليات الـريغولاتور في ساعات الجيب وفي ساعات اليد. وقد تركت هذه الآليات جانب الدقة على حدة، للتركيز على التصميم الذي تُعرف به الآن. مع أسترونوميا ريغولاتور، قررت شركة جاكوب آند كو تقديم الإنجاز الميكانيكي الذي كان يمثله الـريغولاتور، إلى جانب عرض فريد للساعات والدقائق والثواني المنفصلة: والتي أصبحت عرضاً ثلاثي الأبعاد!

إرث أسترونوميا

تستفيد ساعة أسترونوميا ريغولاتور من سنوات الخبرة الطويلة التي تتمتع بها شركة جاكوب آند كو، في مجال حركات التوربيون الدوّارة العمودية. ففي العام 2016، قدّمت ساعة أسترونوميا توربيون من ابتكار الشركة أساس ثورة الـأسترونوميا: تم تصميم حركتها على شكل دائري، مع عدة مؤشرات مدارية تدور حول محور مركزي واحد، وتدور منفردة. يحمل كل ذراع تعقيدة، إحداها عبارة عن توربيون معلق، والأخرى توربيون محلق متعدد المحاور. تم ضبط سرعة الدوران في البداية على 20 دقيقة، ولكن الفكرة كانت دائمًا هي تسريعها لزيادة العرض ودقة الحركة. وفي العام 2023، أطلقت جاكوب آند كو ساعة أسترونوميا ريڤولوشن، التي كانت سرعة دورانها دورة واحدة في الدقيقة، وهو تسارع استغرق إعداده سنوات.

العرض المنفصل

جُهّزت ساعة أسترونوميا ريغولاتور بكاليبر JCAM56، وهي بنية جديدة تمامًا تعتمد على تجربة أسترونوميا ريڤولوشن. هذا الكاليبر تبلغ سرعة دورانه 60 ثانية ويحمل ثلاث أذرع؛ أحدها عبارة عن توربيون طائر يقوم بعمل دورة واحدة في الدقيقة الواحدة. ولكونه جزءًا من المنصة العمودية، فهو يحتوي على محور دوران ثانٍ أيضًا خلال دقيقة واحدة. وبالتالي، فهذه الآلية عبارة عن توربيون طائر ثنائي المحور.

الذراعان الأخريان مخصصتان لعرض الوقت. يعرض أحد الموانئ الفرعية الدقائق، ويمكن التعرف عليه بواسطة مشيراته المطبوعة على مقياس رهيف دقيق. والآخر يعرض الساعات. كلاهما مصنوع من مادة زرقاء شبه شفافة وخفيفة. ونظرًا لأن هذه الموانئ الفرعية متصلة بالمنصة، فإنها تدور أيضًا خلال دقيقة واحدة. إذا تُركت وحدها، فإنها تصبح غير قابلة للقراءة في معظم الأوقات، لكن على غرار جميع ساعات أسترونوميا، يستخدم الـريغولاتور نظام التفاضل لمنع ذلك. يقوم هذا النظام الميكانيكي بتدوير أقراص الموانئ في الاتجاه المعاكس للحركة، بنفس السرعة بالضبط، مما يبقيها في وضع مستقيم طوال الوقت. وتحتوي ساعة أسترونوميا ريغولاتور على نظامي تفاضل؛ واحد لكل ميناء فرعي.

الثواني

المؤشر الثالث لساعة أسترونوميا ريغولاتور هو الأكثر تميزاً. فقد كانت الثواني دائمًا هي المعلومة الأكثر أهمية بالنسبة إلى مفهوم الريغولاتور، لأن صانعي الساعات والعمال يضبطون أعمالهم وفقًا لها. ومؤشر الثواني في ساعة أسترونوميا ريغولاتور هو أكثر خصائصها الفريدة تفرداً. ومن قاعدة الحركة العمودية، يبرز عقرب ذهبي طويل وأنيق، يشير إلى حلقة كبيرة مقببة زرقاء وشبه شفافة: هي مقياس الثواني. تدور هذه الحلقة عكس اتجاه عقارب الساعة في 60 ثانية، مما يوفر طريقة واضحة لا مثيل لها لعرض الثواني.

إدارة الطاقة

دوران 360 درجة خلال دقيقة هي سرعة عالية جدًا، بالنظر إلى ما تتضمنه هذه الحركة. إنها ليست مجرد عقرب، بل هي أكثر من نصف الحركة المكونة من 552 مكونًا. وهذا الوزن يتطلب كمية هائلة من الطاقة، تتدفق من خلال حركة دقيقة للغاية. ولتنظيم هذا التدفق الضخم، اتجهت شركة جاكوب آند كو نحو الإبداع والابتكار، وبحثت في كيفية إتقانه، فأضافت جهاز قوة ثابتة مبتكراً حاصلاً على براءة اختراع؛ إلى مسلسلة التروس، بالقرب من آلية التوربيون.

تُستخدم القوة الثابتة في الأصل لمعادلة الطاقة، التي تستقبلها عجلة التوازن، لجعلها أكثر دقة. وتستخدم ساعة أسترونوميا ريغولاتور هذا الابتكار الحاصل على براءة الاختراع بصورة مزدوجة، فهو جهاز محدد؛ أي أنه لا يزود الساعة بمصدر ثابت للطاقة، وثابت دائمًا، فقط، بل يساعدها على أن تكون أكثر دقة. وهذه إشارة مباشرة إلى المعنى الحقيقي للريغولاتور. كما أنه يعمل على تسهيل كمية الطاقة التي تصل إلى التوربيون، بينما يمنح كاليبر  JCAM56 سرعته المذهلة. وهذه هي الطريقة التي تحدث بها معجزة أسترونوميا ريغولاتور: عمل متقن للغاية في هندسة صناعة الساعات الراقية، بصورة غير مرئية. وكل هذا يُظهر ما تشتهر به شركة جاكوب آند كو: الحماس الشديد، والتصميم الفريد، والأداء المتقن في صناعة الساعات، والحرفية الاستثنائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى