الساعات

إتش إم 8 مارك 2.. إم بي آند إف تستلهم ساعة جديدة من عالم السيارات

تمتد علاقة إم بي آند إف بالسيارات عميقاً، حيث تجسدت في العديد من الإصدارات المستلهمة من عالم السيارات، من خلال مؤشرات الزمن التي يمكن تمييزها على الفور، والمصممة بنمط عدادات السرعة في السيارة، والواقعة على جانب العلبة التي تستحضر تصميماً جريئاً ومستقبلياً يعود إلى سبعينيات القرن العشرين. وأحدث هذه الإصدارات هو آلة قياس الزمن إتش إم 8 مارك 2، والذي يُعد الموديل الأكثر تطوراً من الناحية التكنولوجية حتى الآن، ويتوفر في نسختين إحداهما بإصدار محدود.

وجد ماكسيميليان بوسير، مؤسس إم بي آند إف، الذي قضى معظم طفولته وهو يحلم بأن يصبح مصمماً للسيارات،  إلهامه في تصميم مجنون من ابتكار أميدا، يُسمى أميدا ديجيترند، وهي ساعة أزيح الستار عنها في العام 1975. من خلال العمل على فكرة مماثلة، وظّفت إم بي آند إف منشوراً من السافير يسمح بالإشارة إلى الساعات القافزة والدقائق الجرارة بشكل عمودي، بينما هما – مؤشرا الساعات والدقائق – في الواقع مسطحان مثل فطيرة الزلابية أعلى الحركة. أشير إلى الزمن داخل نافذة تشبه عداد السرعة بالنمط القديم في مقدمة العلبة، بحيث يمكن أيضاً رؤيتها بسهولة أثناء قيادة السيارة، وهو أمر مهم بالفعل. وبخلاف ساعة أميدا، التي جاءت أقراصها الواحد إلى جانب الآخر، تميز تصميم ساعة إتش إم من إم بي آند إف بأقراص جاء الواحد منها فوق الآخر، ما يعظّم من حجم الأرقام وبالتالي يزيد من وضوح القراءة.

بعد العديد من الإصدارات، جاءت آلة قياس الزمن إتش إم 8 كَن-أَم مزودة ببلورة سافيرية، سمحت أيضاً بإلقاء نظرة على نابض التعبئة الدوّار، وحركة بالاستناد إلى كاليبر من جيرار-بيرغو، هي التي توفر كذلك الأساس لآلة قياس الزمن إتش إم 8 مارك 2 الجديدة تماماً. وقد استمدت إتش إم 8 ملامحها التصميمية من سيارات كَن-أَم (ومن هنا جاء لقب الساعة) التي كانت تشارك في بطولة سباقات كأس التحدي الكندي-الأميركي الشهيرة. وقد أصبح التصميم الاستثنائي لتلك السيارات، وقضبان منع الانقلاب المميزة التي اشتُهرت بها؛ مصدر إلهام لقضيبي منع الانقلاب المصنوعين من التيتانيوم اللذين تميزت بهما هذه الساعة. في المقابل، تستمد إتش إم 8 مارك 2 إلهامها من مصادر مختلفة، مثل سيارة بورشه 918 سبايدر الأيقونية من ناحية شكل الجسم، وسطح سيارة زغاتو على شكل فقاعة مزدوجة – من ناحية تصميم البلورة السافيرية.

بُنيت آلتا قياس الزمن إتش إم 5 وإتش إم 8 من هيكل مستقل مقاوم للماء، أضيفت إليه ألواح لجسم علبة الساعة، بينما فضلت آلتا إتش إم إكس وإتش إم 8 البنية أحادية الكتلة. بالنسبة إلى آلة قياس الزمن إتش إم 8 مارك 2 الجديدة، يأتي جسم علبة الساعة التي يتخذ تصميمها شكل سيارة مصنوعاً من مادة كربون ماكرولون، باللون الأبيض أو بلون أخضر السباقات البريطاني، بتشطيب غير لامع على الجزء العلوي وصقل فائق على الجوانب. جاءت نسخة اللون الأبيض مقترنة بدوّار تعبئة مطلي باللون الأخضر بتقنية سي ڨي دي، وعلامات دقائق باللون الأخضر الفاتح. بينما جاءت نسخة لون أخضر السباقات البريطاني بدوّار تعبئة وعجلة توازن من الذهب الأحمر، وعلامات دقائق باللون الفيروزي، ومقتصرة على 33 قطعة.

طُوّرت مادة كربون ماكرولون خصيصاً لصالح إم بي آند إف، وهي مادة مركبة تتألف من كتلة مصفوفة من البوليمر محقونة بأنابيب نانوية من الكربون، ما يضيف إليها قوة وصلابة. حيث توفر أنابيب الكربون النانوية قوة شد فائقة، وصلابة أكبر من التقوية بألياف الكربون التقليدية. ومادة كربون ماكرولون الخاصة بـإم بي آند إف، هي مادة مصمتة صلبة يمكن تلوينها وصقلها وسفعها بالذرات الدقيقة وطلاؤها بالورنيش وتشطيبها تشطيباً ناعماً. وإضافة إلى كل هذه السمات، فإن وزنها أقل من وزن الفولاذ بثماني مرات، ما يجعلها متعددة الاستعمالات بشكل فائق، ومثيرة للاهتمام من وجهتي النظر التقنية والتصميمية.

ومثل أي سيارة فائقة السرعة أو التطور، فإن الكثير من السمات التقنية التي توجد داخل آلة قياس الزمن إتش إم 8 مارك 2 غير واضحة للعيان، بدءاً بالهيكل المصنوع من التيتانيوم، والذي يُعد جرشه عملية معقدة للغاية. وحتى لو جاء الهيكل مصنوعاً من الستانلس ستيل، كان صنعه سيكون أمراً معقداً للغاية، إلا أن صلابة هذه السبيكة وضعت فنيي إم بي آند إف أمام اختبار حقيقي. وينطبق الأمر نفسه على ألواح جسم العلبة المصنوعة من مادة الـكربون ماكرولون، والتي نظراً إلى كميات الإنتاج الصغيرة، لا يمكن جرشها إلا من كتلة، ما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى عملية تصنيع جسم الساعة الذي يتخذ شكل السيارة.

تخطى عدد كبير من ساعات إم بي آند إف المتتالية حدود ما هو ممكن مادياً في ما يتعلق بتصنيع البلور السافيري، وليست إتش إم 8 مارك 2 استثناء من ذلك. فقد وصل تشكيل هذه البلورة السافيرية ذات الانحناء المزدوج إلى تعقيد أكثر تكلفة من تشكيل بلورة سافيرية مقببة بـ30 إلى 40 مرة. وقد وافق مورد واحد فقط على خوض هذا التحدي. فأثناء ساعات العمل العديدة اللازمة لتصنيع كل بلورة سافيرية، يكون خطر الكسر مرتفعاً بشكل لا يُصدق. إلا أنه بمجرد اكتمال تصنيعها بأمان وتثبيتها في الساعة، تكون متينة قوية مثل البلورة السافيرية التي تغطي أي ساعة رياضية.

وأخيراً وليس آخراً، فإن دوّار التعبئة الفأسي الشكل الذي يمد الحركة بالطاقة معقد الصُنع بشكل لا يُصدق، حيث إن إحدى شفراته المصنوعة من الذهب عيار 22 قيراطاً لا يتجاوز سمكها اثنين على عشرة من الملليمتر. ولأنه من غير الممكن تشكيلها بالماكينة، لذا كان لابد من ختمها، مع النقش المتضمَّن بالفعل داخل الختم.

وهناك – ليس تحت الكبُّوت (غطاء المحرك)، ولكنه مخفي بدوره – تاج بنمط جديد كلياً يحتوي على نوع من أنظمة فك التعشيق المزدوج، إذا أردنا صياغة تناسب مصطلحات السيارات. ويعمل عن طريق دفع التاج إلى الداخل، ولفه ثلاثة أرباع دورة لتحريره. ويتمتع هذا النظام بمزية اكتساب المساحة، وتوفير أمان إضافي إلى النظام، وهي مزية حقيقية بالنسبة إلى ساعة رياضية.

تتمتع إتش إم 8 مارك 2 بكل ما أحبه عشاق إبداعات إم بي آند إف في سلسلة آلات قياس الزمن هذه التي يستلهم تصميمها السيارات، على مدار السنوات العشر الماضية، أو أكثر، وقد صنعت العلامة هذه الساعة لتكون أكثر تقنية، وأكثر وضوحاً من حيث القراءة، وأكثر جاذبية، وأكثر سهولة في الارتداء. لكن فوق ذلك، صنعتها لتكون تذكيراً بأنه أينما كنت في الحياة لم يفت الأوان بعد لتحقق أحلامك.

Related Articles

Back to top button