استلهاماً من الفلسفة المعمارية التي تطورت في ستينيات القرن الماضي، والتي يمكن تسميتها علم بناء المنازل، أي مراعاة بناء المنازل بشكل صحي وسليم ومتوافق مع البيئة المحيطة؛ جاءت أحدث إبداعات إم بي آند إف آلة قياس الزمن هورولوجيكال ماشين رقم 11 آركتكت لتشكل إجابة عن سؤال ماكسيميليان بوسير، مؤسس إم بي آند إف: ماذا لو كان هذا المنزل ساعة؟. وبفضل أحدث إبداعاتها، تخطو إم بي آند إف خطوة أبعد لتقوم بطمس الخط الفاصل بين الاثنين: المنزل والساعة، والنتيجة هي اللون الرمادي الذي يميّز قضبان التسليح الفولاذية، واللون الرمادي الذي تتميز به الخرسانة المرشوشة حديثاً.
شكّلت حركة بناء المنازل المتوافقة مع البيئة المحيطة Habitology أو علم بناء المساكن؛ الفضاء حول شكل الجسم البشري، ونطاق الرؤية الكروي الذي تدركه عين الإنسان، والنطاق الشعاعي للأطراف البشرية التي تتحرك عبر الهواء، ودائرة التنفس التي تنفخها رئاتنا لتكوّن هالات بخارية سريعة الزوال على نوافذ السيارات في فصل الشتاء.
في آلة قياس الزمن إتش إم 11 آركتكت؛ يشكّل توربيون محلق (سريع الحركة) مركزي قلب هذا المنزل، الذي يتخذه تصميم الساعة، صاعداً نحو السماء تحت سقف من قبة مزدوجة من السافير. يذكّرنا الجسر العلوي لهذه الآلية والذي يتخذ شكلاً رباعي الأوراق؛ بشكل النوافذ التي توجد في الجزء العلوي لعدد من أعظم المعابد التي بناها الإنسان لعبادة خالقه، أو ربما شكل البويضة الملقحة أثناء مرورها بعملية الانقسام الخلوي بعد إخصابها. من هذا القلب الدوّار، تمتد أربعة أحجام متناظرة إلى الخارج، مكوّنة الغرف الأربع – التي تتخذ شكل منحنى قوسيّ – للمنزل الذي هو آلة قياس الزمن إتش إم 11 آركتكت.
أدر المنزل حتى تتمكن من الدخول إلى جميع الغرف؛ ذلك أن الهيكل بأكمله يدور على أساساته. وتعني زاوية الإزاحة البالغة 90 درجة بين كل غرفة وأخرى من غرف المنزل، أنه يمكنك وضع آلة إتش إم 11 بحيث تكون إحدى غرفها مواجهة لك مباشرة، أو مع جعل أحد ممرات المنزل تتجه نحوك، والغرف تميل بزاوية إلى كل جانب. هذا التنوع في توجيه عرض المؤشرات له أيضاً استخدام عملي، فآلة قياس الزمن إتش إم 11 آركتكت هي بنية موفرة للطاقة تستخدمها بكفاءة وفعالية – حيث يُشار إلى حدوث كل دورة بزاوية 45 درجة في اتجاه عقارب الساعة، بواسطة نقرة أصبع، لتُوصل 72 دقيقة من الطاقة مباشرة إلى الخزان. وبعد 10 دورات كاملة، تصل إتش إم 11 إلى أقصى استقلاليتها في العمل البالغة 96 ساعة.
وبينما تشترك جميع الغرف الأربع في تصميم داخلي متماثل – جدران بيضاء لامعة مع كامل زجاج نافذة من البلور السافيري – إلا أن كل غرفة منها لها وظيفة مختلفة. فغرفة الزمن هي المكان الذي تذهب إليه لمعرفة الساعات والدقائق المنقضية، حيث تعمل كريات مثبتة فوق قضبان كعلامات للساعات، وذلك باستخدام كريات أكبر حجماً وأفتح (لوناً) مصنوعة من الألمنيوم المصقول لكل ربع ساعة، وكريات أصغر حجماً وأغمق مصنوعة من التيتانيوم المصقول لبقية أجزاء الساعة. تشير الأسهم ذات الرؤوس الحمراء إلى الساعات والدقائق، ما يضفي لمسة لونية نادرة على غرفة الزمن التي تبدو متقشفة في ما عدا ذلك؛ لخلوها من الألوان.
الغرفة التالية، التي تقع بزاوية 90 درجة إلى اليسار، هي المكان الذي يقيم فيه مؤشر احتياطي الطاقة. واتباعاً لمخطط التصميم المعتمد في غرفة الزمن، تقترن كريات مثبتة فوق قضبان مع سهم ذي رأس أحمر لعرض مقدار استقلالية التشغيل – الطاقة الاحتياطية – المتبقية في خزان طاقة آلة إتش إم 11. ومع التقدم في اتجاه عقارب الساعة، يزداد قطر الكريات الخمس حتى نصل إلى الكرية الأخيرة المصنوعة من الألمنيوم المصقول، التي يبلغ قطرها 2.4مم، حيث تشير إلى كامل مدة احتياطي الطاقة البالغة 96 ساعة.
في الغرفة المجاورة نُصبت أداة نادراً ما نشاهدها في سياق صناعة الساعات (على الرغم من أنه من المألوف مشاهدتها داخل المنازل) – هي مقياس للحرارة. حيث تستخدم آلة قياس الزمن إتش إم 11 نظاماً ميكانيكياً للإشارة إلى درجة الحرارة، بواسطة شريط ثنائي المعدن. ويعمل هذا النظام الميكانيكي من دون أي إمداد خارجي بالطاقة، ويتيح عرض درجة الحرارة المئوية وعرض درجة الحرارة الفهرنهايت.
تبقى هناك غرفة أخيرة، عبارة عن فراغ أبيض، سمتها الجمالية الوحيدة هي شارة صغيرة مستديرة منقوشة بنمط فأس المعركة الذي تشتهر به إم بي آند إف، ترصع نافذة مصنوعة من البلور السافيري. وتقوم هذه المساحة الفارغة بوظيفة تاج ضبط الوقت لساعة إتش إم 11. اسحب الوحدة الشفافة، وستنفتح مع صوت نقرة. إنها الباب الأمامي ومفتاح دخول آلة قياس الزمن إتش إم 11، وبتدويرها فإنك تقوم بتحديد موقعك من الزمن.
وفي حين أن الغرف الطرفية – التي تحيط بحواف الميناء – لساعة إتش إم 11، محاطة بدورها بجدران خارجية من التيتانيوم المصقول من الدرجة 5، فإن الردهة المركزية مفتوحة للضوء، ومغطاة بسقف مقوس مزدوج من البلور السافيري. وتحتها يعمل بثبات محرك إتش إم 11 المصنّع داخلياً، والذي يضبط إيقاعَه ميزانُ التوربيون المحلق الذي يتردد بمعدل 2.5 هرتز (18000 ذبذبة في الساعة). تم تلوين الصفائح والجسور باستخدام عملية الترسيب الفيزيائي للبخار بي ڨي دي، لتأتي بلون أزرق أوزوني أو بدرجات لونية شمسية دافئة لذهب عيار 5N، ويقتصر كلٌّ من إصداري الإطلاق من آلة إتش إم 11 على 25 قطعة.
صُنع إصدارا الإطلاق من آلة إتش إم 11 آركتكت، من التيتانيوم والبلور السافيري. أما النصف السفلي من علبة إتش إم 11 فهو عبارة عن غلاف خارجي مرتفع ثلاثي الأبعاد من التيتانيوم من الدرجة 5، مع ملامح تصميمية مختلفة للسطح داخلياً وخارجياً. بينما يتم تشكيل الأغطية العلوية لكل غرفة من غرف إتش إم 11 الأربع بشكل منفصل، بما أنه لا يمكن تثبيتها إلا بعد تجميع وتركيب الحركة. ويتطلب استكمال صُنع علبة واحدة من علب إتش إم 11 ما يقرب من أسبوع، ويشمل ذلك جميع عمليات الجرش والتشطيب ومراقبة الجودة.
تتمتع آلات قياس الزمن هورولوجيكال ماشين من إبداع إم بي آند إف بسمعة طيبة، لجهة زيادة تعقيد وتطور المكونات المصنوعة من البلور السافيري بعد تشكيله؛ المستخدمة في صناعة الساعات، وليست آلة هورولوجيكال ماشين رقم 11 استثناء من ذلك. فهناك ستة مكونات مصنوعة من البلور السافيري تواجه المنظور الخارجي، داخل علبة إتش إم 11، أكبرها يتألف من قبتين منفصلتين من البلور السافيري، مكدستين بشكل متحد المركز لتشكلا سقف الردهة الشفاف لآلة إتش إم 11.
إحدى السمات غير المسبوقة في صناعة الساعات تتمثل في التاج الشفاف، الذي يقرب قطره من 10مم، ما يسمح برؤية مباشرة من دون عوائق إلى داخل حركة الساعة. تاجٌ بهذا الحجم مصنوعٌ من البلور السافيري، يأتي تصنيعه مترافقاً مع تحديات تقنية محددة يجب التغلب عليها. في آلة قياس الزمن إتش إم رقم 11، كانت الحشية التقليدية ذات الحجم المتناسب مع التاج الأكبر حجماً بخمس مرات؛ ستوّلد قدراً كبيراً من الاحتكاك لدرجة أن التاج كان سيتوقف عن العمل من الأساس، ويصبح غير قابل للاستخدام. لكن بدلاً من ذلك، استُخدمت مجموعتان من الحشيات، كما هي الحال في نظام أمان غرفة معادلة الضغط المزدوج في المركبات الفضائية أو الغواصات.
وباتجاه الحافة الخارجية للساعة، توجد حشية ذات احتكاك منخفض تُنشئ ما يكفي من البرشمة – الختم – لمنع دخول الغبار عبر النافذة المصنوعة من البلور السافيري. بينما توجد حشية مانعة لتسرب الماء، ذات قطر أصغر كثيراً، قريباً من مركز منظومة الحركة، حيث تحيط بمحور التاج. وقد خُصص ما مجموعه 8 حشيات للتاج السافيري وحده. ولضمان سلامة العلبة والحركة التي توجد في داخلها، يوجد في الواقع ما مجموعه 19 حشية، وهو ما اقتضاه تعقيد تصميم العلبة ومكوناتها الخارجية المتنوعة.
أكبر حشية مستخدمة في آلة إتش إم 11 آركتكت هي حشية ذات بنية على شكل طارة، تم تشكيلها بالكامل بأبعاد ثلاثية، ووُضعت بين العلبة والإطار. وقد صُبّ قالب مصمم خصيصاً لهذه الحشية، التي تُقدّم إلى جانب الحشيات الـ18 الأخرى – حلاً مصمماً خصيصاً يضمن بقاء العلبة الحاضنة لـإتش إم 11 آمنة محمية من التأثيرات البيئية، مع مقاومة لتسرب الماء تصل إلى 2 وحدة ضغط جوي (20 متراً).
وعلى الرغم من تصميمها ثلاثي الأبعاد، وفكرتها المستمدة من الهندسة المعمارية، وتعقيد حركتها؛ فإن علبة إتش إم 11 تأتي بقطر يبلغ قياسه 42مم فقط. كما تستقر فوق المعصم بشكل أنيق ومريح، وذلك بفضل أقدام العلبة المنحنية التي هي أيضاً نقاط ربط الحزام. حيث تسمح هذه الأقدام للساعة بملاءمة مقاسات مختلفة للمعصم، وتوفر أيضاً ثباتاً عندما يتم تدوير العلبة لتعبئة برميل الطاقة.
يتحصل الخزان – البرميل – على الطاقة من خلال الفعل الحركي العَرَضي (بالاشتراك مع نظام تعبئة أوتوماتيكية)، أو الإدخال اليدوي المتعمد (عبر تاج التعبئة). وتجتمع هاتان الطريقتان للتزوّد بالطاقة في آلة قياس الزمن إتش إم 11. فهنا في هذه الساعة يتضخم الفعل نفسه؛ إذ إنه بدلاً من تدويرك تاجاً ذا قطر صغير، فإنك تقوم بتدوير الساعة نفسها، مضيفاً بذلك وزناً أكبر إلى العلاقة بين إتش إم 11 ومرتديها. وفي ساعة إتش إم 11، فإن طاقتها الاحتياطية البالغة 96 ساعة يمكن إعادة تعبئتها بالكامل بعد 10 دورات كاملة – فحسب – للعلبة في اتجاه عقارب الساعة.
ويُعدّ التوربيون المحلق سريع الحركة، الذي يتحكم في قدرة آلة قياس الزمن إتش إم 11 آركتكت على ضبط الوقت بدقة؛ اليومَ جزءاً رئيسياً من الهوية الميكانيكية لـإم بي آند إف، حيث يظهر كعنصر رئيسي في آلات قياس الزمن هورولوجيكال ماشين 6 وهورولوجيكال ماشين 7، وكذلك ليغاشي ماشين فلاينغ تي. ذلك أن ترس التوازن كبير الحجم الخاص بالتوربيون، يعزز القصور الذاتي الكلي للنظام، ما يعود بالفائدة من حيث الثبات الكرونوميتري؛ أي ثبات القدرة على قياس الزمن، لكن آليات التوربيون (وآليات التوربيون السريع على وجه الخصوص) هي آليات هشة، سريعة التأثر بالصدمات ما يمكن أن يؤثر في الأداء. والحلول التقليدية للحماية من الصدمات في صناعة الساعات؛ مصممة لحماية مكونات محددة، ولاسيما محاور العجلات، في حين أن الحلول الشاملة لمقاومة الصدمات، التي تحمي مكونات الحركة بأكملها تُعد غير شائعة أو نادرة. وبدلاً من تطبيق عناصر إضافية لمقاومة الصدمات على المكونات الفردية للساعة، تشتمل ساعة إتش إم 11 على نظام مخمّد بالكامل، يتكون من أربعة نوابض معلقة عالية التوتر، تقع بين الحركة وأسفل هيكل العلبة.