فابريتسيو بوناماسا ستيلياني – المدير الإبداعي لقسم الساعات في دار بولغري – وماكسيميليان بوسير – مؤسس إم بي آند إف – كلاهما جلس إلينا لإجراء هذا الحوار بعد إطلاق ساعة إم بي آند إف X بولغري إل إم فلاينغ تي أليغرا؛ أثناء معرض أسبوع دبي للساعات، وذلك للحديث عن هذه الشراكة وعن إبداعهما المذهل.
كيف نشأت عملية التعاون الإبداعي هذه بأكملها؟ هل اتخذت إم بي آند إف زمام المبادرة أو كانت بولغري هي التي اقترحت التعاون؟
ماكسيميليان: بدأ كل شيء عندما قام رجل بتقديم نفسه إلى رجل آخر للتعارف، قبل أربع سنوات في أسبوع دبي للساعات.
فابريتسيو: هذه رابطة أو علاقة، فهي ليست قصة عن تعاون علامتين، بل هي قصة مبدعين مجنونين. جاءني ماكس وقال: مرحباً، أنا ماكس وأتمنى أن نقوم بتصنيع ساعة معاً. وهكذا لم تكن بولغري وإم بي آند إف هما من اجتمعتا من أجل تعاون إبداعي، وإنما كان ماكس وفابريتسيو هما من قررا العمل معاً. وبالطبع، بمجرد أن بدأنا العمل، انخرط فيه فريقا الدارين.
عندما توجهت إلى فابريتسيو باقتراح التعاون، هل كانت لديك فكرة عن الكيفية التي يجب أن تكون عليها الساعة؟
ماكسيميليان: قبل أربع سنوات، كنت من أشد المعجبين بإبداعات بولغري – ولا أقول هذا لأننا الآن شركاء – فقد رأيت عمله في ساعة أوكتو فينيسيمو فأردت لقاءه وربما بعد ذلك نحاول العمل على شيء ما معاً. وهذا أمر قد تعلمته، وهو أنك عندما تقابل الأشخاص الأكفياء المؤهلين، أولئك الملهمين حقاً، فعليكم فعل شيء ما معاً إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً.
وهكذا بدأ الأمر؛ بدأنا عمل رسم تخطيطي ونحن في الشرفة وظل الأمر على هذا النحو. كان هذا قبل أربع سنوات، وبعد ذلك بعامين، تولى أنطوان بين منصب المدير العام لقطاع الساعات في بولغري، وقد التقينا وقررنا تناول الإفطار معاً أثناء أسبوع دبي للساعات. وهذا هو سبب إطلاقنا هذه الساعة أثناء أسبوع دبي للساعات؛ فقد التقينا بداية أثناء معرض أسبوع دبي للساعات، وتناولنا الإفطار معاً أثناء أسبوع دبي للساعات حيث كان أنطوان شاهداً علينا ونحن نتصرف كالأطفال – نرسم بحماس على الأوراق – ليخبرنا أن نكمل مشروعنا. وسألته إذا كان بإمكانه أن يتحدث مع جان-كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لدار بولغري؛ بهذا الخصوص، والذي وافق أيضاً بدوره على هذا المشروع. ومن ثمّ تم العمل على المشروع عبر الإنترنت أثناء فترة الإغلاق بسبب الجائحة، حيث كنا نعقد اجتماعاتنا ولقاءاتنا عبر برنامج زووم، رغم أن كلينا كان في سويسرا في ذلك الوقت.
كم شكلاً من هذه الساعة قمتم برسمه قبل الانتهاء من تصميمها؟
فابريتسيو: لم تكن هناك تغييرات، حيث يمكنك أن ترى أن الرسم التخطيطي الذي عرضته على ماكس هو نفس التصميم.
ماكسيميليان: بالطبع كانت هناك تغييرات طفيفة، لكن لم تكن هناك تغييرات كبيرة.
فابريتسيو: بعد ذلك، قمنا بعرض تجريبي للتصميم باستخدام الكمبيوتر.
ماكسيميليان: وبعد ذلك مكثت سنة أو نحوها في العمل على التصميم، والشيء الوحيد الذي كان حقاً هو نفسه في ساعة فلاينغ تي الأولى هو الحركة. بينما كان كل شيء آخر مختلفاً بالتأكيد، وهو أمر لا يكون واضحاً تماماً في الصور. كما كان هناك قرار في مرحلة ما بخصوص حجم أحجار الألماس.
فابريتسيو: نعم، لأن فكرتنا عن أحجار الألماس كانت أن تكون أكبر حجماً، وفي النهاية اخترنا الأحجار الأكبر حجماً.
عادة في مثل هذا التعاون الإبداعي، يكون هناك الكثير من العقبات ولكن يبدو أنه لم تكن هذه هي الحال هنا؟
فابريتسيو: نعم، لأنها لم تكن منافسة إبداعية، بل كان الأمر أقرب إلى لدي فكرة، فما رأيك؟، فيرد الآخر: نعم، يبدو هذا جيداً بالنسبة إليّ، وينتهي الأمر. فلم يكن الأمر لدى فكرة أفضل من فكرتك أو أريد أن أضع المزيد من علامتي هنا أو نحو هذا. فنحن لم نناقش إطلاقاً مكان شعاري العلامتين، أو أن الساعة تبدو أقرب إلى كونها من إبداعات إم بي آند إف أو أكثر شبهاً بإبداعات بولغري، كما لم نناقش عملية التغليف أو أي شيء من هذا القبيل. قمنا فقط بعمل رسومات تخطيطية، ثم ناقشناها، وتبادلنا الرسائل، وتناقشنا قليلاً حول عروات العلبة، لأننا كنا قد أزلنا العروات وكانت تلك مشكلة فنية.
ماكسيميليان: لقد كان أمراً لا يُصدق، وقد صُدم الجميع، لأنهم لم يكونوا يعتقدون أن هناك تعاوناً – بين إم بي آند إف وبولغري – في الأفق. أما بالنسبة إلينا فلم يكن الأمر يحتاج إلى تفكير، وقد أدركت ذلك تماماً قبل 20 عاماً، عندما كنت أعمل في صياغة المجوهرات في دار هاري ونستون، وذهبت لمقابلة صانع للساعات فكانت ساعة أوبوس 1. ويبدو الأمر جنونياً أن أكون أنا بعد 20 عاماً صانع الساعات ذلك. كبرت في السن، وأدركت أنه من المهم أن تعرف عيوبك وثغراتك، فالكثير من الناس يعرفون مواطن قوتهم، ولكنهم عادة ما ينكرون مواضع النقص لديهم. وعلى مر السنين، أعتقد أنني أدركت بالفعل ما هي الأمور التي لا أجدى فيها نفعاً، وأحاول عدم القيام بها؛ على المستويين الشخصي والمهني.
لكن لماذا 20 قطعة فقط من كل إصدار؟
ماكسيميليان: لأنني أقوم بتصنيع نحو 200 ساعة فقط سنوياً. وقد بيعت جميع قطع إصدار إم بي آند إف X بولغري إل إم فلاينغ تي أليغرا بالكامل قبل الإطلاق الرسمي. ما عدا ساعتين أبقينا عليهما لمناسبة الإطلاق. وبالنسبة إلينا في إم بي آند إف، فإن هذا العدد – 20 قطعة – يمثل 10% من إنتاجنا السنوي، ولا يمكننا فعل أكثر من ذلك. إذن، هل يمكننا تصنيع إصدارات مختلفة العام المقبل؟ نعم، بالتأكيد، لكننا لن نفعل ذلك. لأن هذا ما يفعله التجار، بينما نحن مبدعون وهذا ما يجعل الأمر أكثر أهمية. ففي الوقت المناسب، ولمرة واحدة فقط، تعاونت بولغري وإم بي آند إف لإبداع هذه الساعة.
هل ستشترك بولغري وإم بي آند إف في إبداع ساعة أخرى غير هذه في وقت ما في المستقبل؟
فابريتسيو: لم نخطط حقاً على الإطلاق لمثل هذا الأمر. لدينا الكثير من الأفكار إلا أننا لا نعرف ما الذي سيحدث في المستقبل. فليست لدينا على سبيل المثال صفقة أو اتفاق لتصنيع 2 أو 3 أو 4 إصدارات محدودة في السنوات العشر المقبلة. سنرى ما الذي سيحدث، ونحن سعداء جداً بنتائج هذه التعاون الإبداعي؛ فقد كانت مفاجأة مذهلة للجميع. فلسنا ملزمين بإبداع ساعة أخرى معاً، لكننا سنرى.. لم لا؟! حقاً!
ماكسيميليان: أعتقد أننا قد نرغب في مثل هذا التعاون، فقد ناقشنا الكثير من الأشياء الأخرى التي نود أن نراها حقيقة واقعة، إلا أن جزءاً من أهمية هذا التعاون الإبداعي هو الدهشة والذهول اللذان يثيرهما. فإذا قمنا بتعاون إبداعي كل عام، فبعد العام الثالث سيكون الناس قد تشبعوا بمخرجاته. لذا علينا ألا نفعل ذلك؛ لأنه أمر مخيب للآمال أحياناً.
فابريتسيو: نعم، علينا أن نجد التحدي الصحيح، والدافع الصحيح، والمدخلات الصحيحة. دعنا ننتظر.
ماذا كان شعور الزبائن حيال ساعة من إم بي آند إف مجوهرة بالكامل؟
ماكسيميليان: خمس من الساعات العشرين بيعت لأشخاص لم يكونوا حتى قد رأوا الساعة؛ فعندما سمع هؤلاء أننا نتعاون مع بولغري، دفعوا أموالهم مقدماً. وقد أخبرنا أحد وكلائنا للتجزئة في تايبيه أن لديه ثمن الساعة مدفوع مقدماً، وعندما سألناه كيف ذلك من دون رؤية الساعة، فقال إنه قد أوضح للزبون أن هذه ساعة فلاينغ تي تم صنعها بالتعاون مع بولغري، وعلى الفور قام الزبون بدفع ثمن الساعة. ثم بدأنا بعمل مكالمات عن طريق برنامج زووم مع الأشخاص الذين اعتقدنا أنهم قد يهتمون بمثل هذه الساعة، وبكل أمانة كل شخص عرضنا عليه الساعة قام بالشراء. وتوقفنا في البيع عند القطعة رقم 18، حيث عرضنا الساعتين المتبقيتين في صالتي العرض الخاصتين بنا في سنغافورة وشنغهاي، بينما بيعت جميع الساعات الـ18 هناك، ولم تتح لنا الفرصة في عرض الساعة في متاجر بولغري الـ215 الأخرى.
فابريتسيو: هذا هو المقصد، فقد خططنا لعرض الساعة في 150 صالة عرض، وفي النهاية بيعت جميع قطع الساعة في صالة عرض واحدة فقط.