في حواره معنا، يوضح ويلهم شميد، الرئيس التنفيذي لعلامة الساعات الراقية ألمانية الأصل “إيه. لانغيه آند صونه”، كيف أن متجرها الجديد المعاد تصميمه لا يعرض فقط جذور العلامة التاريخية، بل أيضاً نموها الحالي ورؤيتها المستقبلية..
هل يمكنك إلقاء الضوء على بوتيك “إيه. لانغيه آند صونه” الجديد؟
يعود أول اقتراح لإنشاء بوتيك للعلامة إلى العام 2004، حيث أطلقنا البوتيك الأول في العام 2007 في مدينة درسدن. وفي ذلك الوقت، ركزنا كثيراً على الجذور الألمانية للعلامة؛ الحجر الرملي، واللون الرمادي والعناصر الباروكية؛ حيث أردنا بوضوح أن نبيّن من أين جئنا وأن نظهر ذلك. لكن منذ ذلك الوقت، نمت العلامة كثيراً، فقد أصبحنا أكثر نضجاً ورسوخاً، ولدينا نهج مختلف تماماً تجاه العديد من الأمور. فنحن نعتقد أننا بحاجة إلى التعبير عن أننا قد تغيرنا حتى ينظر الناس إلينا بطريقة مختلفة.
إذا نظرت إلى مصنعنا الجديد، ستجد أن هناك بعض أوجه التشابه مع المصنع القديم، لكنه مع ذلك مختلف، وهذا هو تماماً ما أردناه: أن تشاهد من خلال البوتيك إرثنا، وأن تدرك على الفور أن هذا خاص بعلامة “إيه. لانغيه آند صونه”، لكنه كان يجب أن يكون أيضاً ذا مظهر عصري وحيوي، مع كثير من التشديد على التفاصيل والتصميم المعماري. كذلك تعلمنا بمرور الوقت كيفية تلبية متطلبات مختلف العمليات من خلال متاجرنا، ويجب ألا ننسى أن عملية البيع تُجرى في هذا المكان.
ماذا تقصد عندما تتحدث عن عملية البيع؟
الأمر بسيط للغاية، فبينما يفضل بعض الناس الجلوس في المنطقة العامة، يفضل آخرون الخصوصية. ومن ثمّ ستحتاج إلى منطقة لدفع الفواتير، وللتعامل مع الشكاوى، ولإجراء المقابلات الصحفية، والاستقبال، إلى آخر ذلك. علينا التفكير في هذه العمليات عند تصميم بوتيك خاص بنا، وما تشاهده هنا هو نتيجة كل هذه الاعتبارات.
متى قررت العلامة إعادة تصميم متاجرها؟
بدأنا العملية حوالي 2013-2014.
ماذا كانت المعايير الرئيسية لإعادة تصميم البوتيك؟
كنا واضحين للغاية بخصوص بعض الأمور. المفهوم القديم كان إلى حد كبير هو تراثنا، ومن أين جئنا. أما المفهوم الجديد فكان لا بد من أن يُظهر أيضاً أين نحن اليوم، وأين نريد أن نكون في المستقبل؛ ولذلك كان ينبغي أن يكون التركيز أقل على ماضينا وأكثر على التطلع إلى المستقبل. كذلك كان يجب أن يضم البوتيك جميع متطلبات الحياة الحديثة، خصوصاً الأشياء الرقمية التي لم تكن أنظمتنا القديمة مجهزة للتعامل معها.
الأمر الثاني هو أنه كان يجب أن يكون واضحاً جداً أن هذا بوتيك “إيه. لانغيه آند صونه”، وهكذا كان لا بد من وجود الكثير من التفاصيل، لكن أيضاً كان يتعين استخدام مواد جديدة، وأن يكون البوتيك أكثر جاذبية، وبمساحات مفتوحة أكثر من البوتيك السابق.
هل بوتيك دبي هو الأول الذي يتم إطلاقه بالتصميم الجديد؟
لا، بوتيك درسدن كان هو الأول الذي تم إطلاقه بالتصميم الجديد، حيث إنه أكثر سهولة أن تراقب شيئاً أمامك مما لو كان على بعد أكثر من 5000 ميل. والثاني كان بوتيك سنغافورة الذي قمنا بافتتاحه قبل ثلاثة أسابيع (وقت إجراء الحوار). وهذا البوتيك هو الثالث.
هل سيتم تحديث جميع متاجر “إيه. لانغيه آند صونه”، حول العالم، بالتصميم الجديد لتبدو متشابهة؟
لا، لن تبدو هي نفسها. سيكون هناك دائماً بعض العناصر الشائعة التي يمكن أن تشاهدها في كل مكان. لكن في سنغافورة، حيث قمنا بافتتاح بوتيك قبل ثلاثة أسابيع، لدينا فقط مساحة تبلغ 70 متراً مربعاً وارتفاع 3.40 متر للتصرف فيها، وهذه المساحة تشمل المكتب الخلفي الملحق بالبوتيك. أي أن علينا القيام بممارسات مختلفة في أماكن مختلفة. لكنك ستشاهد دائماً شكل حرف L الذهبي، والعناصر المستمدة من حركة “باوهاوس” المعمارية؛ مثل الجدار الكبير، والذي جاء أصغر كثيراً في بوتيك سنغافورة. نعم، ستكون هناك أوجه تشابه، ولكن يجب القيام بتعديلات داخلية لتناسب الأحجام الأصغر.
كم عدد المتاجر التي تملكها “لانغيه” حالياً؟ وكم منها يُوجد في الصين؟
لدينا 15 متجراً في جميع أنحاء العالم، ستة منها في الصين؛ واحد في ماكاو، واثنان في هونغ كونغ، وواحد في شنغهاي، واثنان في بيجين.
ما هي خططكم المستقبلية بشأن التوسع في متاجر العلامة؟ أليس صحيحاً أنه كلما زاد عدد المتاجر التي تقومون بافتتاحها، زاد عدد الساعات التي يجب أن تنتجها العلامة؟
نعم هذا صحيح، ولكننا في الوقت نفسه قمنا بتخفيض عدد نقاط البيع (POS) في جميع أنحاء العالم إلى نحو 20 خلال العام الماضي، وسنقوم بمزيد من التخفيض. فالفكرة هي أن تمتلك الجودة وليس الكمية. فمع زيادة العدد أنت بحاجة إلى نقل المخزون إلى كل مكان، لكننا نفضل أن يكون متركزاً في مكان واحد بدلاً من توزيعه في كل مكان. وفي الوقت الحالي نقوم حرفياً بافتتاح متجر كل شهر، وبعضها يملكها وكيل التجزئة. وهذا هو المعدل الذي نريد أن نستمر عليه. ونعتقد أنه من الأفضل تماماً أن يكون لدينا نقطة بيع واحدة – مع الأشخاص المدربين تدريباً سليماً، والمخزون المناسب، والتواصل الصحيح مع المقر الرئيسي – في مدينة ما، بدلاً من وجود العديد من نقاط البيع حيث تكون مجرد واحد من بين الكثيرين. وهناك مدن لا يكون وجود بوتيك مستقل فيها منطقياً من الناحية المالية، وأنا أتفهم ذلك، لكن حيثما يكون هذا منطقياً، ينبغي علينا التركيز عليه.
كيف تم اختيار الاسم “أوديسيوس“، ذي الأصول الإغريقية، ليكون اسماً لعائلة “لانغيه” الجديدة من الساعات؟
أولاً، أردنا اسماً مختلفاً بشكل واضح عن أي اسم آخر اخترناه من قبل. ثم، كان يجب أن يكون اسماً ذا معنى؛ ذلك أن أوديسيوس لم يكن هو الأكثر صلابة، أو الأكثر قوة، أو الأكثر شدة بين الأبطال الإغريق، لكنه كان الأكثر ذكاء والأكثر مرونة. كذلك كان الأكثر ثباتاً ومثابرة، وبفضله سقطت جدران “طروادة”. لم يغب هدفه عن عينه مطلقاً؛ غير طريقه وحقق النصر حتى عاد إلى بيته وزوجته وأسرته.
من الذي قدم الاسم؟
لدينا حوالي تريليون اسم جاهز! لم نقم مطلقاً بحساب عدد الأسماء التي توصل إليها الفريق. لقد أعجبنا معنى الاسم، والاعتبار التالي كان إعلانه عالمياً؛ وبما أن هذا اسم شائع في الإنجليزية، فإن إعلانه لم يكن ليشكل تحدياً. أنا لا أعرف من الذي اقترح الاسم فعلياً، الأمر أشبه بنظرية داروين؛ كان لدينا الكثير من الأسماء في البداية، لكن عدداً منها لم يفِ بالغرض فلم يتم اختياره، ثم في النهاية تبقى لدينا اسم واحد وكان ذلك هو “أوديسيوس“.
متى ظهرت فكرة ساعة “أوديسيوس” داخل “لانغيه”؟
لكي أكون صادقاً، فإن الفكرة كانت موجودة دائماً. حتى السيد بلوملاين كانت لديه أفكار عن طرح ساعة لأكثر أوقات العام أهمية، وهو ذلك الوقت الذي تقضيه مع أسرتك وأنت في إجازة. فقط لم تكن لدينا فكرة جيدة عن كيفية تنفيذ ذلك، ولم نرد صنع منتج “زيادة عدد”.
وقد أجرينا مناقشات مكثفة حول ما الذي نحتاج إليه لتأمين المكانة التي وصلنا إليها، وأيضاً لجعلها أكثر صلابة. كنا مدركين بوضوح بالغ أنه مادمنا لا نملك ملامح وسمات مميزة، فلن نبدأ العمل على ذلك. وقد مر وقت طويل قبل أن يتوصل فريقنا إلى سمة مؤشر التاريخ، وتغيير تصميم العلبة من خلال الزر الضاغط ذي الوظيفتين. وبعد أربع سنوات استطعنا عرض نموذج أولي للساعة في معرض “الصالون الدولي للساعات الراقية” SIHH لهذا العام 2019. ومن الواضح أننا قمنا بعد ذلك بإجراء بعض التغييرات على ذلك النموذج الأولي.
هل كان التصميم الأصلي للساعة مصنوعاً من الفولاذ مع سوار، خصوصاً أن هذا يتناقض تماماً مع فلسفة “لانغيه” التي تتمثل في إنتاج تصاميم كلاسيكية فقط باستخدام معادن ثمينة مثل الذهب؟
أعلنا دائماً أننا نقوم بإنتاج ساعات رجالية مصنوعة من المعادن الثمينة؛ وهذه الساعة ساعة رجالية ولكنها ليست كلاسيكية في تصميمها. قمنا بإطلاق ساعة مصنوعة من الفولاذ؛ لأن هناك أشخاصاً مثلي؛ حيث إنني كلما ذهبت إلى منزلي في جنوب أفريقيا، أكون حريصاً، فمع القفز إلى حوض السباحة، والذهاب إلى الشاطئ، واللعب مع أطفالي؛ لم أضع ساعة فوق معصمي مطلقاً لأنني كنت دائماً قلقاً من تعرضها للخدش، أو تلف الحزام الجلدي، أو فقدانها. لكن مع هذه الساعة أستطيع القيام بكل هذه الأمور وأنا أرتديها. لدينا زبائن أوفياء جداً يحبوننا حقاً، ودائماً ما شعرت أنه من المؤسف أن مثل هؤلاء الأشخاص الذي يعملون بجد طوال السنة، لا يستطيعون استخدام ساعاتنا أثناء عطلاتهم لأنهم يخشون إن فعلوا أن تتعرض لما ذكرت.
عندما بدأتم العمل على هذه الساعة للمرة الأولى، هل كان مقرراً أن تكون عائلة الساعات السادسة لعلامة “لانغيه”؟
نعم، فقد قررنا أننا لن نعمل على إنتاج موديل جديد من الفولاذ من عائلات ساعاتنا التقليدية؛ لأنني كنت سأجد صعوبة بالفعل لشرح ذلك. وقد قمنا كعلامة بصنع بضع ساعات من الفولاذ، ولكن ذلك كان في تسعينيات القرن الماضي عندما كانت الشركة حديثة العهد جداً. ولكن خلال فترة وجودي مع “لانغيه”، فإن الساعة الوحيدة التي قمنا بصنعها من الفولاذ كانت هي ساعة “هوميج تو والتر لانغيه”.
ولماذا جاء الميناء باللون الأزرق؟
استخدمنا اللون الأزرق من قبل، ففي العام الماضي والعام الذي قبله استخدمنا اللون الأزرق في تفاصيل الساعة. فالأزرق ليس لوناً غير معتاد بالنسبة إلينا. وأعتقد أن الفولاذ واللون الأزرق، خصوصاً مع مستويات الأسطح المختلفة هذه، يبدو اختياراً صائباً تماماً ونحن دقيقون جداً في اختياراتنا. فلو كانت هي ساعة “داتوغراف” المصنوعة من البلاتين، كانت لتأتي بميناء أسود اللون؛ حيث إننا لم نقم مطلقاً بوضع ميناء أسود اللون داخل علبة “داتوغراف” المصنوعة من الذهب الأبيض، فنحن لدينا تراكيب ثابتة؛ فإذا كان الميناء أسود تكون الساعة من البلاتين، والآن أصبح هذا ثابتاً أنه إذا كان الميناء أزرق تكون الساعة من الفولاذ.