بولغري.. احترام وتقدير في صناعة الساعات والمجوهرات
أتيحت الفرصة أما مجلتنا للقاء جان كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لدار بولغري، أثناء زيارته إلى دبي مؤخراً لإزاحة الستار عن الإصدار الثاني من مجموعة جنة هاي جوليري. وقد منحنا ذلك اللقاء فرصة لسؤاله حول التكريمات الأخيرة التي حصلت عليها العلامة عن إنجازاتها التي حققتها في صناعة الساعات الراقية.
ما هو شعورك حيال فوز بولغري مؤخراً بجائزة العقرب الذهبي – الجائزة الكبرى عن ساعتها أوكتو فينيسيمو؟
الشعور الأول هو الشعور بالفخر بالفريق الذي كتب صفحة جديدة في سجل صناعة الساعات. فقد عملنا على ابتكار حركات ميكانيكية جديدة، وجعلها متوافقة مع الملابس الرجالية المعاصرة ذات التصاميم الضيقة النحيلة، وللقيام بذلك كان علينا إعادة التفكير كثيراً في ما يجب أن تُصنع منه حركاتنا الميكانيكية؛ من حيث المكونات، لتظل دقيقة وموثوقة، وفي الوقت نفسه لتكون رائعة وملائمة للساعات الأنيقة.
وإنه لمن دواعي الفخر الكبير أن نكون أول علامة إيطالية، وأول علامة لا يقتصر نشاطها على صناعة الساعات، على الإطلاق تفوز بجائزة العقرب الذهبي. كما أنه يساعدنا في ترسيخ الشرعية لعلامة للساعات عمرها أقل من عقد من الزمان. ومن الواضح أنه كانت لدينا سمعة راسخة كعلامة للمجوهرات، وللساعات كذلك، لكن لم تكن بخصوص الساعات المعقدة أو شديدة التطور. وفي أقل من عقد – وإلى حد ما بفضل ساعة فينيسيمو – تمكنّا من تحقيق سمعة قوية لدى المتخصصين أمثالكم، والجامعين، وأفضل وكلاء التجزئة، وتدريجياً لدى الزبون النهائي.
وبالنسبة لي، فإن جائزة العقرب الذهبي هي جوهرة التاج في هذه الفئة من صناعة الساعات السويسرية. ولا أذكر أنه توجد علامة أخرى يمكنها القيام بمثل هذا الابتكار في غضون سبعة أعوام فقط؛ عاماً بعد عام، مسجلة أرقاماً قياسية جديدة، وفي النهاية تُحدث ثورة في الطريقة التي يتم بها تصميم وتطوير حركة ساعة ميكانيكية حتى تتلاءم مع مظهر جديد للساعة؛ والتجرؤ على ارتدائها بتصميم شديد الحداثة والعصرية. ونحن الآن نحظى بالتقدير والاحترام ليس فقط كصانعي مجوهرات ولكن أيضاً كصنّاع ساعات حقيقيين، وهو ما يفتح أمام الشركة مجالات جديدة من حيث النمو. وفور اكتسابك الشرعية والمصداقية في إنتاج الساعات، يمكنك أن تهدف، تدريجياً، إلى أن تصبح أحد العشرة الأوائل، وأن تقوم بصُنع ساعات مهمة حقاً في هذه الصناعة. وحتى تصل إلى هذه المكانة، يمكنك دائماً أن تحوز على الإعجاب بسبب أسلوبك الفني، لكن ستظل في دوري الدرجة الثانية.. أما الآن، فعلى الأرجح، سيبدأ النظر إلينا كلاعبين في دوري الدرجة الأولى.
بيعت ساعة أوكتو فينيسيمو بربتشوال كاليندر تنتالوم من إبداع بولغري مقابل 220,000 فرنك سويسري في مزاد أونلي واتش نسخة العام 2021؛ فما مدى أهمية أونلي واتش بالنسبة إلى العلامة؟ وهل أنت راضٍ عن السعر الذي حققته الساعة؟
أدهشني السعر لأنه كان أكثر بنحو أربع مرات من سعر التجزئة، رغم أنه لا يوجد في الحقيقة سعر تجزئة حيث إن هذه الساعة قطعة وحيدة؛ إذ لو كان يوجد سعر تجزئة لكان قريباً من سعر ساعة تقويم دائم، أي حوالي 60,000 فرنك سويسري، لكن الساعة بيعت مقابل 220,000 فرنك سويسري. ومضاعفة السعر أمر مثير للاهتمام جداً في حد ذاته؛ لأنه يؤكد حقيقة أن الناس يصنّفون الساعة كإحدى الساعات التي يقتنيها هواة جمع الساعات الراقية، فأنت لن تدفع أربعة أضعاف السعر إذا لم تكن متأكداً تماماً أن هذا شيء أيقوني مبدع؛ وهذا الجزء يتعلق بحب علامة بولغري ذاتها الإبداعية.
أما بالنسبة إلى لوك بيتّاڨينو ومؤسسة موناكو لمكافحة الاعتلال العضلي؛ فنحن سعداء أن بولغري تمكنت من الإسهام بتبرع صغير ولكنه مهم من أجل هذه القضية. وهذا أيضاً جزء من سخاء بولغري المتأصل في هوية العلامة. فقد حاولنا مساعدة مجتمعنا، سواء كان ذلك في مكافحة وباء كوڨيد، أو دعم جهود التعليم، ومشاركتنا في مزاد أونلي واتش جزء من تلك المبادرات. فهذا السعر في صالح المجتمع كما أنه في صالح العلامة؛ لأنه يؤكد في النهاية أن ساعاتنا تُصنّف من الساعات التي يقتنيها هواة جمع الإبداعات الساعاتية، كما أنه سيوفر أموالاً لدعم الأبحاث حول علاج هذا المرض، فضلاً عن أنه يعرّف العالم أن الساعات الراقية تساوي أكثر بكثير من تكلفتها.
بالانتقال إلى مجموعة المجوهرات جنة هاي جوليري التي أطلقتها العلامة في عام 2020؛ كيف كانت الاستجابة التي تلقتها؟
حققت المجموعة نجاحاً ضخماً لعدد من الأسباب؛ فقد كانت تلك هي المرة الأولى على الإطلاق التي تقوم فيها علامة مجوهرات بتصميم مجموعة مجوهرات بالتعاون مع أميرة من المنطقة، هي سمو الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان. وكانت مجموعة مجوهرات كاملة وليست قطعة واحدة أو قطعتين فقط؛ لأنه سبق أن قامت علامات للمجوهرات في الماضي بتصميم قطعة مجوهرات لإحدى الملكات أو نحو ذلك. إلا أن بولغري طرحت مجموعة كاملة تتضمن 15 قطعة مجوهرات فاخرة. وقد حققت المجموعة نجاحاً فورياً، رغم أنه لم يكن ظاهراً بعض الشيء بسبب وباء كورونا؛ حيث استحوذ الوباء على عناوين الأخبار فغطى على أخبار نجاح جنة. فقد أطلقنا المجموعة في فبراير 2020، وبعد فترة وجيزة أُغلق كل شيء حيث دخل العالم مرحلة الإغلاق. لكن على أية حال كانت المجموعة ناجحة للغاية.
لكن أثناء انتشار وباء كوڨيد، واصلت بولغري إبداع الإصدار الثاني من مجموعة المجوهرات هذه، فكيف حدث ذلك؟
كنا قد حققنا نجاحاً كبيراً مع مجموعة جنة، لكن النجاح شابه حقيقة سيطرة أخبار كوڨيد على ما عداها من الأخبار، كل يوم ولعدة أشهر. ومن الواضح أن ذلك أثار قلقنا لأن هذا التصميم لم يكن الغرض منه فقط تقديم مجوهرات فاخرة؛ حيث أوضحت الشيخة فاطمة أنها لا تريد شيئاً مخصصاً فقط للطبقة الراقية المترفة محدودة العدد، ولكنه يجب أن يكون أيضاً متاحاً لعدد أكبر من الأشخاص. فكان هدفنا تصميم مجوهرات راقية يمكن لأكبر عدد من الناس شراؤها لأن أسعارها أقل من نظيرتها، فبدلاً من استخدام 5 قراريط من الأحجار الكريمة، استخدمنا قيراطاً واحداً كحد أقصى، وهذا ما أدى إلى انخفاض السعر إلى حد كبير. وكنا قد بدأنا بالفعل في تصنيع المجموعة الثانية – وفي الوقت نفسه الانتقال بالتصميم من المجوهرات الفاخرة إلى المجوهرات الراقية – ومن ثمّ اكتملت المجموعة أثناء انتشار وباء كورونا، وبذلك تمكنّا بكل فخر من إزاحة الستار عن هذه المجموعة هنا في دبي مؤخراً، وستتوفر المجموعة مبدئياً في دولة الإمارات حصرياً، وبعد ذلك في دول مجلس التعاون الخليجي؛ اعتماداً على نجاحها، وأنا متأكد تماماً أنها ستحقق نجاحاً؛ لأن التصاميم جميلة وتذكّر بفكرة معرض إكسبو 2020 وتستحضرها؛ وهي الترابط بين الناس؛ حيث الجمال يربط بين الناس.
كانت مجموعة جنة الأولى من المجوهرات الفاخرة، لكن الآن تطرح بولغري مجموعة من المجوهرات الراقية؛ لماذا؟
العادة المتبعة أن تبدأ بإنتاج المجوهرات الفاخرة، ثم تنتقل من تصنيع المجوهرات الفاخرة إلى تصنيع المجوهرات الراقية، وهذا يكون أكثر نجاحاً لأنك تكون قد وطّدت سمعتك بالفعل، وتكون وصلت إلى القمة في فن المجوهرات الفاخرة. ومن المجوهرات الفاخرة تنتقل إلى تصميم مجموعة يمكن – بسبب التصميم والأحجار الكريمة والمواد المستخدمة – تصنيعها بسعر متاح لعدد أكبر من الناس. فالمجوهرات الفاخرة تحقق لك كعلامة مكانة أعلى، نعم يمكنك أن تبدأ من الأدنى ثم تنتقل إلى المجوهرات الفاخرة، ولكن من المنطقي أكثر أن تبدأ من المجوهرات الفاخرة ثم تنزل إلى المجوهرات الراقية، وحتى المجوهرات الراقية تراوح أسعارها بين 10,000 و50,000 يورو.
وقابلية ارتداء قطع مجوهراتنا الفاخرة مدهشة للغاية، وهي ملائمة تماماً للارتداء مع فستان سهرة أنيق. لكن الناس لن يذهبوا إلى دبي مول وهم يرتدونها، بينما المجوهرات الراقية أنيقة ورقيقة وغير مبهرجة أو مبالغة، فهي دلالة تميز تُظهر أنك شخص يحب الجمال، لكنك لست شخصاً يريد التباهي. ولا تزال المجموعة الثانية تروي نفس القصة، حيث تدور فكرتها حول نفس الزهرة ذات البتلات الخمس، ولكنها متاحة للمزيد من الناس ومناسبة لمزيد من المناسبات.