بِل آند روس.. قصة نجاح
خلال فعاليات أسبوع دبي للساعات، أُتيحت لمجلتنا الفرصة للقاء كارلوس روسيو، الرئيس التنفيذي والمؤسس الشريك لـبِل آند روس؛ شركة الساعات التي صنعت لنفسها اسماً تُحسد عليه في مجال الطيران والساعات الاحترافية؛ وذلك ليخبرنا عن قصة تأسيس العلامة وحبها لساعات الطيران.
كيف تعاملت بِل آند روس مع وباء كورونا وتحدياته؟
كانت بِل آند روس قادرة على التعامل مع التحديات التي أفرزها كوڨيد بسبب عدد من العوامل. أولاً، تمكنّا من تثبيت إنتاجنا، فمن الواضح أنه كان علينا إيقاف الإنتاج أثناء الإغلاق، ولكن بعد ذلك مباشرة، بدأنا العمل تدريجياً. ثانياً، كان لدينا شركاؤنا ووكلاء التجزئة في عدد من الدول، وكان هذا أمراً مفيداً للغاية في وقت كان السفر عبر الدول محدوداً للغاية، حيث كان وكلاؤنا للتجزئة لهم حضور وموجودون بالفعل ويعملون في جميع الدول.
ثالثاً، كنا أول علامة تطلق البوتيك الإلكتروني الخاص بها في 2009، ما يعني أننا كنا نمتلك هذه الخبرة بالفعل، ولذا أثناء فترة انتشار وباء كورونا؛ كان متجرنا الإلكتروني يعمل بشكل جيد جداً حيث كان الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها شراء ساعاتنا. والآن أرى الكثير من العلامات الأخرى تقوم بتطوير نشاطها التجاري الإلكتروني، لأنها بحاجة إلى ذلك، فيما نحن لدينا هذه الخبرة بالفعل بما أننا مارسنا هذا الأمر منذ فترة طويلة.
أيضاً لدينا مجموعة رائعة من وكلاء التجزئة في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال؛ لدينا هنا في الإمارات مجموعة أحمد صديقي وأولاده، وفي قطر لدينا مجموعة الماجد. فنحن شركة عائلية، وكذلك وكلاؤنا للتجزئة. ففي صناعتنا هذه، فإن الشغف عامل مهم جداً؛ الشغف بالزمن، والشغف بالساعات؛ تماماً مثل الشراكة مع الطرف الصحيح. فلا يكفي أن يكون لديك منتج جيد، بل يجب أن يكون لديك توزيع جيد واتصالات جيدة وخدمة جيدة. فإذا كان لديك كل هذه الأمور، سيكون الزبون سعيداً، أما إذا كان أحد هذه الأمور مفقوداً، فلن يكون الزبون سعيداً.
علاوة على هذا لدينا هذه الفرصة للتخطيط إلى أين نحن ذاهبون، خطوة بخطوة؛ فلا اندفاع مفاجئ وإنما نمو تدريجي. وقد شهدنا نمواً حقيقياً لأننا نعمل مع أشخاص جيدين جداً يقومون بعمل رائع حقاً. فنحن نعمل فقط مع أولئك الذين يساعدوننا في تطوير العلامة، وهذا أمر جيد لأن إدراك المطلوب واستيعابه أفضل كثيراً، وهكذا حققنا نمواً في السوق الدولية. فلدينا الآن أساس قوي في هذه المنطقة، كما أن فيها إمكانيات قوية للنمو. فعندما أشاهد للعلامة وجوداً في بعض الأماكن في آسيا أو في فرنسا على سبيل المثال، فإن هذا يعني أن العلامة أكثر نضجاً. وهنا في منطقة الخليج وضعنا جيد، إلا أن هناك إمكانية لزيادة المعرفة بالعلامة.
ولكن بِل آند روس كانت أولاً أكثر شهرة في إيطاليا .. صحيح؟
نعم، في إيطاليا وفرنسا، ولكننا الآن أصبحنا علامة عالمية.
هل أنت من أنشأ الشركة؟
نعم، أنا مؤسس الشركة. واسم عائلتي روسيو يشكل جزءاً من اسم العلامة؛ روس من بِل آند روس. فقد شاركت في تأسيس الشركة مع صديق طفولتي برونو بِلاميش، ولقبه بِلاميش أُخذت منه كلمة بِل في اسم العلامة.
لماذا أنشأت الشركة؟
أنا أعشق الساعات، كما أنني من هواة جمع واقتناء الساعات مثل صديقي وشريكي بِل. يرمز شعارنا – علامة العطف & – إلى اتحاد المهارة والكفاءة بين المصممين والمهندسين وصانعي الساعات والمستخدمين المحترفين؛ حيث تتحد مهاراتهم جميعاً لإبداع ساعاتنا. في البداية كان هيلموت سين؛ وهو رجل موهوب يصنع ساعات احترافية جيدة، يعمل معنا. وقد انضم إلينا العديد من المهندسين المتميزين اللامعين في ابتكار أولى ساعاتنا الاحترافية. وقد حققت مجموعة ساعاتنا الأولى نجاحاً فورياً، ثم دخلت علامة شانيل إلى شركتنا كمساهم.
ماذا كان شعورك عندما انضمت علامة شانيل إلى شركة بِل آند روس؟
بعيداً عن كونها علامة مرموقة واسماً عريقاً، فإن مالكي شانيل شغوفون بالساعات؛ فهم يعشقون الساعات وهذا ما يجعل الأمور سهلة. والآن، أنا وأنت نجلس معاً وننظر إلى بعضنا البعض فندرك أن كلينا يعشق الساعات، وهو الأمر نفسه بالنسبة إليهم في شانيل. فبعد الانتهاء من الجانب التجاري في الأمر – لأنك يجب أن تكون جاداً بشأن تجارتك – فإن الشأن المتعلق بالساعات يدور حول الشغف، وهم بالفعل يحبون الساعات.
تتمتع ساعات بِل آند روس بشكل مميز شهير؛ كيف كانت ردة فعل وكلاء التجزئة عندما طرحتم مثل هذا الشكل لأول مرة؟
كان معظم الساعات ذا شكل مستدير، ولكننا – مؤسسيّ الشركة – نحب الطيران والطائرات. ولأن أهم جزء في الطائرة هو قمرة القيادة والتي منها تتم قيادة الطائرة، فقد ألهمتنا منذ البداية ساعة لوحة العدادات وشكل لوحة القيادة. وبالفعل بدأنا التفكير..
ما هي روح بِل آند روس وجوهرها؟ كيف نتميز عن علامات الساعات الأخرى التي تحب هي أيضاً الطيران؟ كيف نجسد هذا الحب ونضعه في تصميم؟
والإجابة كانت لوحة قيادة الطائرة. فسألت برونو ما إذا كان بإمكاننا نقل لوحة القيادة إلى فوق المعصم؟! فقام بصنع ساعة على هذا الشكل؛ كبيرة الحجم وضخمة؛ وفي المشاركة الأولى لنا في بازل وورلد (معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات)؛ أخبرني أنه يريد إغلاق الشركة؛ حيث إن المنافسة كانت مخيفة وجنونية. لكنني قلت له: اعتبر الجانب التجاري غير موجود، فكّر فقط في العلامة وما نريد القيام به. فكّر هو في الأمر للحظة، ثم قال: لا، لا أريد إنهاء مشروع بِل آند روس، لنكمل الأمر. ولا أعرف ما إذا كان سينجح أو لا، ولكن دعنا نحاول.
كان هذا في عام 2005، حيث كانت سوق الساعات شديدة التنافسية، لاسيما في ما يتعلق بقطاع الأسعار المتوسطة. وقد قمنا بصنع شيء مختلف جداً، ولكن يتسم بروح الطيران، وعندما تقوم بذلك، بعد اكتساب الكثير من المعرفة والدراية في هذا المجال، يجد الناس الأمر مشوقاً ومثيراً. ربما لن يقوموا على الفور بشراء الساعة وارتدائها، لكن شيئاً فشيئاً ستنطبع صورتها في أذهانهم.
كان أولئك الذين يرغبون في إظهار قوتهم مستعدين لارتداء هذه الساعة ضخمة الحجم، بينما رفض آخرون لأنهم أرادوا شيئاً أصغر حجماً حيث إنهم من سكان المدينة الذين يرتادون المراكز المالية. ولهؤلاء قدّمنا ساعة BR05 بي آر 05، بنفس فكرة التصميم؛ ميناء مستدير داخل علبة مربعة الشكل مزوّدة بأربعة براغٍ، لكن ذات سوار مدمج. فهذا السوار المدمج يعمل على تلطيف حدة الشكل المربع، فيجعله مريحاً وسهل الارتداء.
كانت تلك بداية مجموعة BR05؛ والتي كانت ببساطة تحويلاً لتصميمنا الشهير إلى شكل أكثر مناسبة لحياة المدينة؛ بالانتقال به من العيش في الأرياف للعيش في المدينة، مع تغيير السوار إلى سوار مدمج من المطاط، وبفضل ذلك وجدنا لنا موطئ قدم داخل شريحة أخرى من شرائح السوق.
لماذا استغرقت بِل آند روس وقتاً طويلاً لطرح ساعة BR-X1 Chronographe؟
التمكن من التعقيد التقني يستغرق وقتاً. فساعة BR-X1 Chronographe بي آر-إكس1 كرونوغراف أكثر تعقيداً بكثير من ناحية التقنيات والمواد. وفي العام المقبل نخطط لطرح حركة من تصنيع الشركة. ففي مجال صناعة الساعات، ليس من الجيد التسرع؛ فأنت بحاجة إلى النمو ببطء.
ماذا كانت ردة الفعل عندما طرحتم ساعة BR-X1 Chronographe، حيث كانت بمثابة إعلان لدخولكم إلى شريحة مختلفة؟
لقد أُعجب بها الناس، إلا أن أحد التحديات التي نواجهها هو أننا بحاجة إلى شيء في منطقة بين مجموعتنا الحالية ومجموعة BR-X1. فنحن بحاجة إلى شرائح أسعار مختلفة، نعم أُعجب الناس بساعة BR-X1، ولكنها تُعد قفزة ضخمة في السعر، بانتقالها بأسعارنا من 5000 فرنك سويسري إلى 20000 فرنك سويسري!
