في إطار معرض أسبوع ساعات LVMH الذي أقيم في سنغافورة، كشفت علامة الساعات الراقية تاغ هوير النقاب عن أحدث إصداراتها. فريدريك أرنو، الرئيس التنفيذي للعلامة، تحدث إلينا حول كيفية عمل العلامة على إصداراتها التاريخية لجذب ذوي الأذواق الحديثة، كما حدثنا عن جاذبية ساعات كونكتد الفاخرة، وتعاون العلامة مع شركة ألعاب الڨيديو نينتندو.
كيف نشأت فكرة إعادة تقديم ساعة تاغ هوير الأيقونية كاريرا من خلال ساعة تاغ هوير كاريرا كرونوغراف إصدار الذكرى السنوية الستين؟
هناك بعض السمات المميزة لساعة كاريرا، وهذه العلبة التي أطلقناها قبل بضع سنوات هي واحدة منها. وهي تذكرنا بساعة كاريرا التاريخية، والتي كانت علبتها بقياس 36 مم، أما هذه العلبة التي طرحناها قبل بضع سنوات فكان قياسها 39 مم، ولكن بنفس العروات. ومنذ البداية، كانت هذه الساعة ناجحة للغاية، وكانت هي الأساس الذي تم عليه إطلاق بضعة إصدارات محدودة. حيث تمتعت ساعة كاريرا 160 ييرز سلڨر ليميتد إيديشن بميناء من الفضة بالكامل، كما كانت هناك بعض القطع الملونة – باللونين الأخضر والأحمر – وجميعها كانت ناجحة للغاية. وقد أدركنا أن هناك طلباً حقيقياً على هذا النوع من الجماليات، والذي كان قريباً جداً من جماليات الساعة الأصلية، علماً أن جامعي ساعاتنا وعاشقي إبداعاتنا هم الأكثر شغفاً بهذا النوع من جماليات ساعة كاريرا. فقررنا تحديث هذه الساعة وجعلها أكثر تعبيراً عن تاغ هوير؛ لأنها لا تزال تحمل شعار تاغ هوير فوق واجهتها. لقد أعدنا العمل على التصميم والبنية، في محاولة للبقاء أوفياء للإلهام والفكرة الأصليين، ولكن مع مزيد من الحداثة. ومن ثم قررنا إكمال العلبة السابقة بأحد أكثر الموانئ المرغوبة؛ ميناء باندا.
تشكل ساعة تاغ هوير كونكتد بالفعل 15 % من مبيعات جميع الساعات الذكية المتصلة، وهي أحد أعمدة ساعات العلامة.. فكيف ترى ساعة كونكتد في المستقبل؟ وما مدى أهمية الموديل الجديد البالغ قياسه 42 مم بالنسبة إلى العلامة من حيث المبيعات؟
15 % هي نسبة جيدة جداً بالنسبة إلى مبيعات أي علامة، وبالتأكيد نحن نستثمر بكثافة في قطاع ساعات كونكتد، وهو في حالة جيدة. لكن جذورنا متصلة بقطاع الساعات التقليدية، والذي بدوره يُظهر نمواً قوياً، ولذلك كلا القطاعين ينمو بوتيرة متشابهة. ونحن نريد أن نمنح ساعة كونكتد أهمية، ولكن أيضاً لا نريد منحها مساحة أكبر من اللازم؛ لأننا في جذورنا صانعو ساعات تقليديون، وستكون هذه دائماً أولويتنا؛ في تطورنا واتصالاتنا ومتاجرنا – نريد أن يُنظر إلينا أولاً على أننا شركة صانعة للساعات. وفي المقابل فقد استثمرنا في التكنولوجيا والتصميم، وكنا أول من أدرك إمكانات قطاع ساعات كونكتد، والذي نعتقد أن لديه مساحته الخاصة بالنسبة إلينا. حيث نعتقد أنه سيجلب زبائن جدداً سينتقلون بعد ذلك إلى الساعات الميكانيكية.
كيف تعمل تاغ هوير على إثبات وجود ساعة كونكتد في المستقبل حيث إن كونكتد هي ساعة ذكية فاخرة؟
تُصاب هذه الساعة بما يُسمى التقادم، ولن نكذب بخصوص ذلك. فعندما تشتري ساعة ميكانيكية، فإنها تدوم لعقود، إلا أن هذه ليست هي الحال بالنسبة إلى ساعة كونكتد. ومع ذلك فإننا نستثمر في متانة الساعة، لنضمن أن ساعاتنا أكثر متانة من سائر الساعات من نفس النوعية التي تنتجها الصناعة. فعلى سبيل المثال، نوفر تغيير البطاريات لأن البطارية هي أول ما يتوقف عن العمل، وهذا ما يوفر عمراً إضافياً للساعة، ونتوقع أن يكون الزبائن قادرين على ارتداء الساعة من 5 إلى 7 سنوات. فدورة حياة تطويراتنا ليست شديدة القصر مثل بعض منافسينا، الذين يطلقون جيلاً جديداً من الساعات كل عام. فنحن نضمن ألا تتقادم ساعات كونكتد من إنتاجنا سريعاً جداً، وأن تكون على درجة من المتانة باعتبارنا علامة فاخرة، ومن ثم يُنظر إلى ساعاتنا كونكتد على أنها منتج فاخر.
هل لديكم برنامج استبدال بالنسبة إلى ساعات كونكتد؟
نعم لدينا، حيث نعيد شراء الساعات القديمة، والتي تتم إعادة تدويرها بعد ذلك. وحتى بالنسبة إلى زبائننا الذي يشترون ساعات كونكتد، فإن هدفنا هو إبقاؤهم مرتبطين بساعة كونكتد، فنحن نتتبعهم على أساس يومي: كم عدد الأشخاص الذين يرتدون هذه الساعة، وما هي الوظائف التي يستخدمونها من أجلها، وما إلى ذلك. ونتأكد من أن هذا الرقم ينمو، وأن الساعة تجلب إلى حياتهم قيمة يومياً؛ لأنه فقط إذا حدث ذلك، فسيرغبون في شراء الجيل الجديد من ساعة كونكتد.
كيف تحققون التوازن الدقيق بين احترام تراث العلامة ورموزها وتاريخها وإرثها في صناعة الساعات، وابتكار ساعات تناسب عصرنا وجيل الشباب؟
يمكن للبعض أن يفكر في التراث على أنه عبء، لأنك تكون بحاجة إلى احترام الكثير من الأشياء وهو أمر لا يمنحنا الكثير من الحرية، ولكنني أعتقد أن التراث يمنحنا الكثير من القوة، فهو يمكننا من قول: لقد قمنا بهذا لسنوات عديدة أو هذا التصميم أُطلق لهذا السبب، فالتراث مصدر إلهام هائل ويمنحنا المزيد من القوة. ورؤيتنا للعلامة مستوحاة بالطبع من تراثها، ولكننا دائماً نحاول التحديث قدر الإمكان، مهما كانت الساعة التي نعمل عليها.
وهذا ما حاولنا فعله في ساعة تاغ هوير مونزا فلايباك كرونو، التي تتميز بشكل الوسادة وأوجه تشابه أخرى مع التصميم التاريخي. على سبيل المثال، أزرار الدفع وكذلك العقارب هي نفسها التي توجد في الإصدار الأقدم، إلا أن هذه الساعة تبدو حديثة بشكل لا لبس فيه، حيث تتميز بعلبة وميناء مفتوحين. فلم نكن نريد إعادة إصدار، بل أردنا ساعة عصرية حقاً. وقد لا يكون معظم زبائننا على دراية بساعة مونزا التاريخية، لكننا تمكنّا من خلال الساعة الجديدة من التعبير عن فكرة وسرد قصة. فالساعة تبدو عصرية، ولكن مع ذلك يمكننا القول إننا نفعل هذا لسنوات عديدة، وإن هذا التصميم مستوحى من ذلك التصميم؛ وهذا يُكسب الساعة المزيد من القوة.
كانت شراكة تاغ هوير مع شركة نينتندو غير متوقعة تماماً، خصوصاً وأن نينتندو تعقد شراكات قليلة جداً، فكيف حدث التعاون بينكما؟
نعم، هذا صحيح، بدأت العلاقة في العام 2018، وكانت فكرتنا الأولية متعلقة بساعة كونكتد. تلك كانت الطريقة التي بدأ به التعاون، حيث أردنا واجهة ساعة عليها مجسم شخصية ماريو ليتحرك فوق واجهة الساعة الذكية ويمنحها الحيوية. وقمنا بذلك المشروع معهم، وقدمنا بعض المفاهيم الرائعة، وكان مشروعاً ناجحاً بالفعل. وأثناء المناقشات معهم، أدركنا أن كلتا العلامتين تريد أيضاً صنع ساعة ميكانيكية، فقررنا جعلها أصيلة للغاية من خلال جعلها لا تتعلق بشخصية ماريو، ولكن بعربة ماريو، وربطها بعالم سباقات السيارات وسباقات فورمولا 1. كانت الإثارة متبادلة من الطرفين تجاه هذا المشروع، وقد أردنا أن نخرج بشيء غير تقليدي، ولذا كانت تعقيدة التوربيون مناسبة تماماً، وكان هناك طلب هائل على الساعة.
هل الشراكة مع نينتندو شراكة قصيرة الأجل أو أننا يمكن توقع المزيد من المنتجات في المستقبل؟
بالطبع، يمكننا صنع منتجات أخرى، وقد تلقينا بالفعل الكثير من الاستفسارات حول هذا الأمر. لكنني أعتقد أنه من الأفضل أن يكون هذا النوع من التعاون حصرياً. فهذه المرة كانت لدينا هذه الساعات، وكانت ناجحة حقاً، لكن لا ينبغي أن نصنّع الكثير منها. والآن أصبحت الساعة جزءاً من تراث العلامة.