التقت مجلتنا مع غريغوري بروتان، مدير استراتيجية الإنتاج في شركة الساعات السويسرية الراقية روجيه دوبوي، على هامش العرض التقديمي لإصدارات العلامة أثناء معرض ساعات وعجائب 2021. ويوضح بروتان في هذا اللقاء كيف أن صناعة الساعات الفاخرة فن ملهم، وأن الشيء الممتع في إبداع هذه الساعات هو بالتأكيد طريقتها في سرقة الأضواء، وأن تصبح محط الأنظار، بمجرد كشف النقاب عنها..
هل يمكن أن تحدثنا عن الساعة التي يتحدث عنها الجميع: Excalibur Glow Me Up؟
ساعة Glow Me Up غلاو مي أب تدور فكرتها حول حقيقة أننا جميعاً لدينا وجهان؛ أحدهما أثناء النهار في أعمالنا ووظائفنا، والآخر أثناء الليل. وفي روجيه دوبوي لدينا دائماً طريقة لإظهار الوجهين اللذين نمتلكهما؛ فصانع الساعات الذي يعمل على تصنيع الساعات الراقية، هو في نفس الوقت الشخص الآخر المجنون بعض الشيء الذي يحب عمل المفاجآت. وهذه كانت نقطة بداية القصة. وقررنا استخدام الألماس، لأنه مهم بالنسبة إلينا، لكن قررنا تعديل شكل الألماس قليلاً، لوضع بعض المواد المضيئة في الداخل للحصول على تأثير الوهج أثناء الليل. إنها أشبه ما تكون بساعة توفولد؛ فلدينا وجه للنهار – هادئ وطبيعي جداً – ووجه آخر لليل أكثر جنوناً وألواناً.
كم عدد النماذج الأولية التي قمتم بتصنيعها قبل أن تتوصلوا أخيراً إلى الساعة التي تريدونها؟
لقد تلاعبنا بأحجار الألماس بالفعل، حيث كنا نأخذ حجراً ونقوم بجرش جزء منه لإيجاد الزاوية الصحيحة لوضع مادة سوبرلومينوفا المضيئة. ولأن طريقة قص الماس مصممة لاحتجاز الضوء، فقد احتجنا إلى إيجاد الزاوية الصحيحة لوضع مصدر إضافي للضوء داخل حجر الألماس. ومزية أحجار الألماس هي أنه يمكننا أخذ نفس الماسة ثم تعديل الزاوية لوضع العنصر المضيء داخلها. وقد قمنا بهذه العملية خمس أو ست مرات للحصول في النهاية على النتيجة التي أردناها. وهذا كان بالنسبة إلى شكل الألماس.
أما بالنسبة إلى اللون فكان الأمر أكثر صعوبة، لأن اللون على الجزء الخارجي من الساعة، ولا توفر العلبة الحماية لمادة سوبرلومنيوفا؛ لذا كان من المهم بالنسبة إلينا أن نجد المعدن المناسب لمزجه مع مادة سوبرلومنيوفا للحصول على مقاومة جيدة للتآكل والتلف مع مرور الزمن. كان علينا تجربة الكثير من المعادن بنسب وكميات مختلفة من مادة سوبرلومنيوفا، والغراء لاستخدامها داخل المعدن. وقد أجرينا حوالي 20 أو 30 اختباراً ليس فقط للعثور على اللون المناسب، ولكن أيضاً النسبة الصحيحة للحصول على التألق الضوئي المطلوب. كان التحدي يتمثل في تحقيق نفس التأثير بين الميناء والجزء الأعلى من الساعة وأحجار الألماس.
أين تتصور أنه يمكن استخدام هذه التقنية في المستقبل؟ في أي خط من الساعات؟
عملنا كثيراً للوصول إلى هذه التقنية، وحصلنا عنها على براءة اختراع. ونخطط لاستخدامها في المستقبل للآليات المتحركة وغيرها من العناصر. هناك الكثير من الإمكانيات، حيث لا يمكننا التلاعب بأحجار الألماس فحسب، بل تلوين الأحجار كذلك. ولا يمكننا حتى تخيل ما الذي سيحدث إذا وضعت مادة سوبرلومنيوفا باللون الأصفر داخل حجر سافير أزرق اللون؛ فربما سيكون أمراً استثنائياً لا يُصدق. والفكرة هي استخدام تلك التقنية في مجموعة أكسكاليبور؛ لأن مفهوم توفولد أكثر ارتباطاً بالفنون ولذا نفضل استخدامه في هذا الخط من الساعات. وهو أقل ارتباطاً بعالم رياضة السيارات أو الجانب الرياضي السائد في مجموعة سبايدر.
ما هو التحدي الرئيسي الذي واجهكم عند ابتكار ساعة Glow Me Up؟
قيامنا بطلاء مادة سوبرلومنيوفا داخل جزء من قصّة حجر الألماس، لكن مع عدم الإضرار به. أي أن يكون من الممكن إزالة طلاء مادة سوبرلومنيوفا، وأن يظل لديك حجر ألماس بجودة جيدة. وهذا أمر مهم لأخذه في الاعتبار، فنحن نحتاج إلى احترام القواعد الدولية في هذا الشأن. هذا هو التحدي الرئيسي الذي يواجهنا عند تغيير شكل الأحجار الكريمة والذهب؛ والأهم عدم الإضرار بجودة الألماس.
هل توقعت كم التعليقات وردود الفعل الإيجابية التي تلقتها هذه الساعة؟
صدقاً لا، نحن ندرك جمال العلامة عندما نقوم بمثل هذا النوع من المشروعات. وقد بدأنا في هذا المشروع لأنه كان ممتعاً حقاً، وقد استمتعنا في الشركة بالعمل عليه. وغالباً عندما نستمتع بابتكار مشروع، فإنه يحقق نجاحاً كبيراً. والمثال الأخير كان ساعة أكسكاليبور توفولد التي أطلقناها العام الماضي. ففي البداية كان مشروعاً مجنوناً حقاً وكان من الرائع تحقيقه، والجميع كانوا سعداء جداً بالنتيجة.
لكن بالنسبة إلى ساعة Glow Me Up غلاو مي أب، فقد فوجئنا بعض الشيء بنجاحها؛ لأن ساعة Day داي النهارية هادئة جداً بالنسبة إلى تصاميم روجيه دوبوي؛ فهي ليست مثل ساعة توفولد التي كانت باللون الأبيض تماماً بتصميم آسر للنظر. ونعتقد أن زبائن روجيه دوبوي تعجبهم البراعة والدقة، وأعتقد أنهم يحبون أن يرى أصدقاؤهم البراعة والدقة في هذه الساعة؛ كيف تبدو في النهار ثم كيف تبدو ممتعة جداً أثناء الليل، بفضل أحجار الألماس الملونة، كما أننا نحب تحدي قواعد صناعة الساعات. ويُعد صنع تصاميم بألوان قوس المطر اتجاهاً في صناعة الساعات الآن، ولكن تقديم تصميم بهذا النهج فقط أثناء الليل هو متعة كبيرة. وبالنسبة إليّ، أفضل ما في الأمر هو أن الكثير من الناس يسألونني ما إذا كان بإمكانهم استخدام تقنيتنا، وهو أمر جميل للغاية.
أعيد تصميم ساعة أكسكاليبور سينغل فلاينغ توربيون الجديدة لمنحها لمسة عصرية حديثة، فهل هذا ما سيكون عليه تصميم ساعات روجيه دوبوي مستقبلاً؟
لا، فالمهم هو صُنع اتجاه لقيادة التطور في صناعة الساعات. فهذه الساعة هي ساعة اليوم لكن ربما في السنوات الخمس أو العشر المقبلة، سنقدم تطوراً لهذه الساعة. وبالنسبة إلينا، من المهم صنع اتجاه في الصناعة، وأحب في هذه الحالة استخدام المقارنة مع السيارات. فإذا أخذت سيارة بي إم دبليو كمثال؛ تجد أن السيارة التي أُطلقت اليوم مختلفة للغاية عن السيارة التي تم إطلاقها قبل 10 سنوات؛ مختلفة جداً من حيث التصميم وبيئة العمل والراحة والتكنولوجيا. وفي شركة روجيه دوبوي، من المهم جداً أن نقدم تطوراً لزبائننا؛ لتحسين جودة منتجاتنا من حيث التكنولوجيا والراحة والجماليات، وما إلى ذلك. فالساعة التالية ستكون تطوراً للساعة التي لدينا اليوم، ومن الصعب جداً اليوم توقع ما سيكون عليه شكل التطور غداً، لكننا سنتلمس حال السوق، وننظر إلى التقدم في هذا المجال، وسنخرج بتطور ربما بعد عشر سنوات من الآن. وبالتأكيد سيكون هناك تطور لصناعة الساعات في روجيه دوبوي؛ حيث ستنمو جميع ساعاتنا بهذه الطريقة. لدينا الكثير من الأفكار، وسنعود بالعديد من المشروعات في المستقبل.
التعاون مع لامبورغيني هو جزء لا يتجزأ من هوية روجيه دوبوي، لكن هذا العام لم تكن هناك مشروعات تعاون بين الشركتين؟
ليس بعد، وكذلك العام لم ينته. لم ننس بالطبع علاقتنا مع لامبورغيني؛ فهي شراكة مهمة بالنسبة إلينا، وسنواصل تطوير المنتجات معاً. لدينا الكثير من المشروعات في طور الإعداد. وتُعد مجموعة أكسكاليبور شديدة الأهمية بالنسبة إلى العلامة؛ من حيث الابتكار والإدراك لأنها النافذة التي نسلط من خلالها الضوء على معرفتنا وخبرتنا في صناعة الساعات الراقية. وتمثل هذه المجموعة مشروعاً مهماً بالنسبة إلينا، وسيظل مهماً وسنواصل إبقاءه حياً. فنحن لم ننس لامبورغيني أو ساعة سبايدر، وسنعود بالكثير من المفاجآت.