تجسد علامة ريسانس مفهوماً أصيلاً مبتكراً في صناعة الساعات، يلخصه شعار الشركة #AheadOfTime. حيث تستبدل عقارب ساعات ريسانس شكل العقارب التقليدية في صناعة الساعات بأقراص دوّارة تمنح قراءة بديهية حقيقية للزمن. التقت مجلتنا بينوا مينتيان، مؤسس شركة ريسانس؛ للتعرف على تفاصيل رحلته من مصمم صناعي إلى صانع للساعات.
كونك بدأت مسيرتك المهنية كمصمم صناعي، كيف تحولت إلى الاهتمام بالساعات؟
كنت بعيداً جداً – جسدياً وذهنياً – عن صناعة الساعات. لم أكن أعرف أحداً ممن يعملون في هذه الصناعة، ولا حتى أحداً من هواة جمع الساعات. لكننا في أنتويرب لدينا مجتمع كبير، صناعة بأكملها؛ تتمحور حول الألماس. لدينا أناس من مختلف الأعراق والأديان، بل حتى لدينا الآن روس وأفراد من دول أوروبا الشرقية يتولون الأمور في هذه الصناعة. وكان أن أخبرني أحد أصدقائي، الذي يعمل في تجارة الألماس؛ أن لديه عدداً من أحجار الألماس لا يمكنه بيعها، بما أنها ليست جيدة بما فيه الكفاية لاستخدامها في صناعة المجوهرات، إلا أنه أخبرني أنه يمكن استخدامها في صناعة الساعات. وسألني إن كان بإمكاني تصنيع ساعة تتزين بعدد من أحجار الألماس، حيث إن ذلك سيمكنه من بيع المزيد من أحجار الألماس دفعة واحدة.
عندما تشاهد المنتجات التي أقوم بتصنيعها، ستدرك أن الألماس ليس صديقي المفضل. على أية حال، اعتقدت أنني سأحاول، وبالفعل استخدمت التكنولوجيا لحقن الضوء داخل أحجار الألماس، من خلال إدخال ألياف زجاجية داخل حجر الألماس. كان هذا من شأنه أن يجعل أحجار الألماس تضيء، وليس بطريقة عشوائية بل بأسلوب دقيق. قمنا بتصنيع بعض النماذج الأولية، ثم بدأنا العمل عليها، لكن كان على صديقي هذا الانتقال إلى هونغ كونغ، حيث انتقلت الشركة التي كان يعمل فيها إلى هناك.
ولذلك، توقف المشروع ولكنننا كنا مازلنا نعمل عليه في أوقات فراغنا. كل عام كان صديقي هذا يصحبني إلى معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات – بازل ورلد – حيث كان يستشكف معروضات هذا المعرض من أجل عمله في مجال المجوهرات. وأثناء ذلك كنت أشاهد الساعات أيضاً، ولاحظت أنه لم يكن هناك تغيير كبير في تصميم الساعة، فوقتها كنت لا أزال مصمماً غراً ولم أكن أعرف الكثير عن هذه الصناعة، فبعد كل هذه الأعوام من الانخراط في هذه الصناعة، أصبحت الآن أدرك لماذا كان تصميم الساعة بهذا الشكل.
قررت تصميم ساعة لنفسي، وقد فرضت بعض القواعد على ذلك التصميم، وقمت بعمل بعض الرسومات التخطيطية. وأنا مفتون جداً بالساعات؛ لأن الساعة هي إحدى تلك المنتجات النادرة والشاملة أو الكلية للغاية، وذلك عند رؤيتها من وجهة نظر إبداعية. فبعيداً عن السيارات، لا أعتقد أن هناك أي منتج آخر أكثر من الساعات؛ يتعين عليك فيه تصميم تشكيلة متنوعة من الأبعاد الإبداعية. بالطبع هناك جماليات مهمة جداً بالنسبة إلى كل منتج، لكن في الساعات هناك آليات لابد من تفاعلها مع الجماليات؛ وهذا ما يُعرف بالتأثير. وعندما تنظر إلى ساعة ريسانس، ستشعر أنها تشبه قيادة سيارة من دون جسم؛ فالوحدة التي تراها هي في الأساس آلية الساعة.
وإضافة إلى جماليات الساعة وميكانيكيتها، هناك أيضاً الجانب الاجتماعي في الساعة؛ فعندما ترتدي ساعة فإنها تمثلك؛ ويمكن القول إنها الصورة الرمزية الخاصة بك. فكيف إذن تعبر عن ذلك؟ من المهم التفكير في الأمر. وهنا أنت بحاجة إلى تصميم خاص بالعلامة، كما تحتاج إلى ابتكار اسم، والتعبير عن جميع القيم التي تريد البناء حولها. ومن ثمّ هناك المواد والإنتاج والابتكارات التي ترغب في القيام بها.
وبالنسبة إليّ، كمصمم، كان هذا مجالاً مثيراً للاهتمام جداً؛ أعني طريقة عرض الزمن بأسلوب مختلف عما يتم عرضه به عادة. ويجب أن يتناسب هذا الأسلوب مع عالم بيئة العمل بشكل عام، فقد كنت بحاجة إلى عرض الزمن بطريقة تشغّل الدماغ لقراءته. في كل هذه الأبعاد – من بيئة العمل إلى التصميم والجماليات والآليات والجانب الاجتماعي – إذا استطعت ابتكار أو إبداع شيء مختلف؛ فإن ذلك من شأنه أن يكون حقيقة جديدة. وعندما وضعت كل هذه الحقائق معاً، استطعت الخروج بشيء جديد؛ شيء من الصعب جداً أن تقوم به في أي مجال عمل آخر؛ وهكذا فإن النهج الشامل – أو المقاربة الكلية – في صناعة الساعات هو ما جذبني إلى هذه الصناعة.
في عام 2010، ظهرت للوجود أولى ساعاتك، كيف استطعت ابتكار آليات حركة ساعاتك، سيما أنها غير عادية للغاية؟
في تلك المرحلة، أصبت بالذعر حقاً لأنني اعتقدت أنني لن أتمكن أبداً من إيجاد من يقوم بصنع حركات ساعاتي. وفي النهاية قمت بصنعها بنفسي، لم تكن لدي أي اتصالات مع منشآت التصنيع السويسرية، لذلك قررت الاتصال بشركة تقوم بتصنيع المكونات المستخدمة في صناعة الفضاء، حيث تقوم هذه الشركة بتصنيع مكونات الأقمار الصناعية. وقد استخدمت الشركة نفس الماكينات التي تستخدمها صناعة الساعات، إلا أن الشركة قامت بصنع مكونات أخرى باستخدام هذه الماكينات، ولكن بنفس الدقة، وبنصف أو ثلث السعر.
وقد ساعدتني هذه الشركة في إنتاج المكونات الخاصة بالنماذج الأولية الثلاثة من ابتكاري. كان علي أيضاً أن أكون مبدعاً جداً في إيجاد حلول للتروس والمحاور. وعندما بدأت كانت ميزانيتي تبلغ 30000 يورو، وكانت هذه هي مدخراتي من العمل سنوات طويلة في مجال الاستشارات. وقد أدركت أنني سأندم إذا لم أقم بذلك، فقررت استثمار هذه الأموال في ابتكار ساعة ثم أرى إلى أين سأصل. ومن هذه الميزانية كان لابد أيضاً أن أدفع إيجار مقصورتي في معرض بازل للساعات والمجوهرات، حيث كان عليّ إطلاق ساعتي.
وكان لدى معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات؛ ما يُعرف بـباقة المبتدئين – وهي فكرة جيدة جداً – والتي تكلف حوالي 9250 يورو، أي أن ثلث ميزانيتي دفعته مقابل المشاركة في بازل ورلد، والمزية في هذه الباقة أنها كانت تتضمن توفير مكان للإقامة. وهكذا تبقى لدى مبلغ 20000 يورو، والذي منه كان علي صنع النماذج الأولية الثلاثة، وقد عملت على هذه النماذج الأولية بعد انتهاء مواعيد عملي والذي لم يكن سهلاً بالمرة. ثم كان لا يزال عليّ تجميع هذه النماذج، وكانت لدي ساعة واحدة فقط جاهزة للعرض في اليوم الأول من معرض بازل، ثم صارت الساعة الثانية جاهزة في اليوم التالي؛ لأنني قمت بتجميعها في الليل. وفي اليوم الثالث، كانت الساعة الثالثة جاهزة. نعم.. كل البدايات صعبة حقاً.
وكيف كانت ردود الفعل التي حصلت عليها من وكلاء التجزئة وهواة جمع الساعات ووسائل الإعلام، عندما شاهد هؤلاء نماذجك الأولية؟
بشكل عام كانت ردود فعل إيجابية للغاية، وكنت قد قررت أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، بعد المعرض، فسأقوم بإنتاج الدفعة الأولى وتتضمن 50 ساعة. وخلال أيام معرض بازل ورلد، قمت ببيع ثلثي هذه الـ50 قطعة. أما من قاموا بطلب الشراء فكانوا مزيجاً من هواة الجمع المستقلين؛ أناس مجانين ولابد؛ لأنه لابد أن تكون مجنوناً لتشتري ساعة من شخص لم يصنع ساعة من قبل على الإطلاق!
ووقتها تواصلت مع بعض وكلاء التجزئة والموزعين، لكنه كان لا يزال لا يوجد لديّ منتج؛ فقط نماذج أولية. وجميعهم قالوا إنها نماذج مثيرة للاهتمام، كما أن السعر لم يكن سيئاً، ولذا إذا واصلت العمل وقمت بتصنيع الساعات بالفعل، فيمكنني الاتصال بهم حينها. كذلك قالوا إنهم على الأرجح سيقومون بتوزيع منتجات العلامة، إذا تطابقت الساعات مع معايير الجودة الخاصة بهم. فذهبت إلى أحد البنوك للحصول على التمويل لبدء الإنتاج، ولقد استغرق الأمر عاماً ونصف العام أخرى لطرح المنتج الفعلي، وهكذا بدأت العلامة.
للمزيد: https://ressencewatches.com