زينيث: الاحتفال بالإرث والمستقبل
تحتفل علامة صناعة الساعات العريقة زينيث هذا العام بمرور 160 عاماً على إرثها. تحدثنا مع بينوا دو كليرك، الرئيس التنفيذي للشركة، خلال زيارته الأخيرة إلى دبي، حول خططه للاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس الشركة، وكذلك رؤيته ونهجه المستقبلي لعمل الدار.
كنت سابقاً في تاغ، ثم بانيراي، والآن أنت في زينيث. لماذا زينيث؟
أنا ممتن جداً لمسيرتي المهنية في صناعة الساعات، لقد حققت الكثير، وأنا ممتن لوظائفي السابقة، وللأشخاص الذين وثقوا بي في الماضي، والذين يثقون بي اليوم، وأولئك الذين سيثقون بي في المستقبل. أما لماذا زينيث؟ فلأن زينيث علامة جميلة. فهي علامة تجارية تتمتع بالكثير من المقومات: الإرث والأصالة والعامل البشري. كما أنها اسم علامة أحبه، ولطالما أردت إدارة مصنع أو علامة لها مصنعها الخاص. وفي زينيث لدينا مصنعنا الخاص، الموجود منذ 160 عاماً، والذي سيظل موجوداً لـ160 عاماً أخرى. هناك أسباب لا حصر لها للإجابة عن سؤال: لماذا زينيث؟ ولكن هذه بالتأكيد هي الأسباب الرئيسية.
انضممت إلى زينيث في يناير من العام 2024، وقد عملت مع العلامة لما يقرب من العام. فهل ستشهد العلامة تغييرات في المستقبل؟
هناك بالفعل تغييرات حادثة، لأن العلامة التجارية يجب أن تتطور وتتكيف مع واقع السوق وتوقعات زبائنها. وتحتاج العلامة إلى استغلال رأس مالها، والذي يتمثل بالنسبة إلى زينيث في تاريخها وأصالتها وحرفيتها وخبرتها ودرايتها بالصناعة. وتشتهر علامة زينيث بحركاتها المبتكرة، حيث تلعب آليات الحركة دوراً مهماً في تطوير العلامة؛ إذ لدينا حركتا إليت وإل بريميرو الشهيرتان، إضافة إلى العديد من الحركات الأخرى. ونحن بحاجة إلى استغلال قوة وثراء العلامة.
هذا العام هو الذكرى السنوية الـ160 لتأسيس زينيث، فما هي خططكم للاحتفال بهذه الذكرى السنوية؟
هناك خطط كبيرة، لكنني لا أريد القيام بأي شيء مبهرج أو مفرط، لأن هذا ليس أسلوب العلامة. فالعلامة تدور حول الأصالة، وما ستشاهده في هذا العام؛ عامنا الـ160، سيكون إبداعات أكثر جرأة واستثنائية. فنحن سنستمر في تطوير ابتكاراتنا، حيث سترى ساعات جريئة ومبتكرة للغاية، ربما في إصدارات محدودة من 160 قطعة، على سبيل المثال. وفي الوقت نفسه ستستمر رؤية العلامة هي نفسها كما كانت على مدار الـ160 عاماً الماضية، حيث سنعمل بمواد مختلفة، وتصاميم مختلفة، وما إلى ذلك. كما أننا نعمل على شيء مهم جداً، في ما يتعلق بالحركة، وسنعلن عنه بمجرد أن يتحقق.
لدى زينيث تاريخ طويل في ما يتعلق بتصميم الساعات؛ فكيف تقرر أي ساعة أو خط هو الذي سيتم إحياؤه؟
يجب أن يكون الأمر متسقاً ومتماشياً مع الرسالة التي تريد العلامة إيصالها. على سبيل المثال، في العام 2024، أطلقنا ساعة ديفاي ريڨايڨل دايڨر A3648 – الإصدار البرتقالي، وقد ألهمنا هذا لإنتاج ساعات ضمن مجموعتي سكاي لاين وديفاي سكاي لاين، بإصدارات محدودة. والمثير للاهتمام هو أننا تمكنا من الاستلهام من ساعة عمرها 50 عاماً، ومن تلك الساعة المستلهمة الجديدة، ألهمنا أنفسنا لنحصل على ساعة دايڨر.
ما هو تصورك للعلامة الآن؟ وأين تراها بعد خمس سنوات؟
زينيث هي علامة للأشخاص ذوي المعرفة بالصناعة – أي للخبراء والذواقة، فهي للأشخاص الذين يعرفون حقاً ما هي صناعة الساعات. فالأمر كله يتعلق بقلب الساعة – أي الحركة – ونحن معروفون بتصنيع الحركات. كما نركز كثيرًا على التصميم، وتعكس تصاميمنا الحداثة والطابع العصري. هذا هو وضع العلامة اليوم، ولدينا طلب كبير على ساعاتنا، وهو أمر جيد بالنسبة إلينا. وكغيرنا من العلامات الأخرى في السوق اليوم، فنحن نعاني ونواجه تحديات بسبب التباطؤ الواضح، نظراً إلى الأوضاع الحالية. ولكن في الواقع هو أشبه بتصحيح في السوق، ومع ذلك، لا تزال العلامة التجارية تحتفظ بجاذبية قوية للغاية تستهدف جيلاً جديدًا من عشاق الساعات، وهذا أمر مهم جدًا بالنسبة إلينا. وأرى أن العلامة ستستمر بالتأكيد في البقاء لسنوات كثيرة قادمة.
ما لا أريده هو صُنع ساعات لا تتوافق مع جوهر العلامة – سواء من حيث التصميم، أو الحركة، أو الجودة، أو الجاذبية – وهذا أمر في غاية الأهمية. وبالنسبة إلى السنوات الخمس المقبلة فأمرها محسوم. ومهمتنا هي ضمان أن نتمكن من الاحتفال بـ 160 عامًا أخرى. ونعمل أنا وفريقي من أجل تحقيق هذا الهدف.
ما هي الأسواق التي تُعتبر زينيث قوية فيها؟ وفي أي الأسواق تخططون لزيادة حضوركم؟
يكمن جمال زينيث في انتشارها المتساوي حسب المناطق؛ تقريبًا، حيث يأتي حوالي ثلث مبيعاتنا من آسيا، وثلث آخر من أوروبا، ويتضمن هذا منطقة الشرق الأوسط، وثلث ثالث من أميركا. ونحن محظوظون لأن الأسواق اليوم تتقلب بشكل كبير، بسبب الأوضاع الجيوسياسية. ولدينا أيضًا قاعدة عملاء قوية في اليابان. فاليابانيون لديهم هوس بالتفاصيل، ونحن مثلهم. لذلك، تُعد اليابان سوقًا قوية جدًا بالنسبة لنا.
وتمثل منطقة الشرق الأوسط كذلك سوقًا قوية بالنسبة لنا، فنحن نسجل نموًا بنسبة مئوية من رقمين في الإمارات العربية المتحدة. نحن في وضع جيد في الشرق الأوسط، بما هي سوق مهمة وحيوية للغاية أيضاً. لدينا قاعدة عملاء قوية في الخليج، والتي تنمو يومًا بعد يوم، وتضم أيضاً الشريحة الأصغر سنًا. وهذا يتماشى مع التركيبة السكانية العالمية اليوم، ونحن نتواصل بشكل جيد مع هذا القطاع. أما أميركا، التي تشكل ركيزة مهمة بالنسبة لنا، فهي تشهد نموًا بنسبة مئوية من رقمين، ولدينا خطط كبيرة للعلامة هناك، خصوصًا في ما يخص التوزيع. الأمور تسير على نحو جيد لتحقيق النمو في هذه الأسواق الثلاثة، كما أن الأسواق الأخرى تنمو أيضًا. فجنوب شرق آسيا يشهد نموًا، ولدينا قاعدة عملاء أقوى في سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا، حيث نحقق أداءً جيدًا.
هل تعتقد أن فترة التصحيح قد انتهت؟
يقول البعض إن المبيعات تباطأت، لكن إذا قارنت مبيعات هذا العام بمبيعات ما قبل فترة كوڨيد، ستجد أنها في الواقع قد زادت. لا يمكننا اعتبار فترة كوڨيد نموذجًا، لأنها كانت وقتًا غير طبيعي، وكنا جميعًا تحت تأثير ظروف غير معتادة. ما يحدث الآن هو بالفعل تصحيح. ونحن هنا من أجل المدى الطويل، ولا توجد أبدًا أنماط مستقيمة؛ سيكون هناك دائمًا صعود وهبوط ومنحنيات، وعلينا أن نتكيف مع السوق. لأننا زينيث، ولأننا ومتكاملون بشكل جيد للغاية، فإن لدينا المرونة والقدرة على التكيف التي لا تمتلكها العديد من العلامات الأخرى.
واجهت مشكلة مع الأمن في اليوم الأول من معرض Watches and Wonders؛ ماذا حدث؟
إنها قصة مثيرة للاهتمام. في اليوم الأول من معرض Watches and Wonders، كنت متحمسًا جدًا، وذهبت إلى موقع المعرض مبكرًا – حوالي الساعة 6:30 صباحًا. كنت أعتقد أن فريقي سيكون داخل الجناح، ولكن لم يكن هناك أحد. عندما فتحت باب الجناح، قمت بتفعيل جهاز الإنذار. سمع الأمن الإنذار، وهرع الجميع إلى المكان، وقفزوا عليّ. كان أمن المعرض والشرطة والكلاب يركضون في كل مكان. شعرت بارتباك شديد واضطررت إلى الاتصال بمسؤول الأمن لدينا، الذي كان قد استيقظ للتو وكان في طريقه إلى الموقع. انتهى كل شيء خلال خمس دقائق؛ بالطبع طلبوا مني بطاقة الهوية وبطاقة العمل، والتي كنت محظوظًا أنني كنت أحملها معي. ثم اتصلوا بالرئيس التنفيذي لمعرض Watches and Wonders، الذي أعرفه جيدًا، وقام بتأكيد هويتي.