أعلنت مجموعة المنتجات الفاخرة LVMH عن سلسلة من تعيينات المناصب الداخلية، وذلك في الأسبوع الأول من شهر يناير 2024. وقد عُيّن بنوا دو كليرك، رئيساً تنفيذياً لشركة زينيث ، حيث يتمتع بخبرة 25 عاماً في عالم صناعة الساعات. وقد أتيحت لمجلة داي آند نايت فرصة توجيه عدد من الأسئلة إلى الرئيس التنفيذي الجديد لعلامة زينيث، بشأن رؤيته وما يطمح إلى تحقيقه للعلامة، وذلك أثناء معرض أسبوع ساعات LVMH – LVMH Watch Week، والذي أقيم في مدينة ميامي الأميركية أواخر شهر يناير الماضي.
بداية.. تهانينا على منصبك الجديد في زينيث . وهل يمكنك أن تخبرنا بما يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع كلمة زينيث ؟
أولاً العلامة الجميلة ، وثانياً الأصالة .. إنه أمر لا يُصدق كم هي ثرية هذه العلامة من حيث التاريخ والتراث، وكم هي مدهشة خلفيتها الإبداعية. في الأسبوع الماضي، قمت بزيارة متحف الشركة بصحبة الفريق الذي يدير هذا المتحف، وفي اليوم التالي قضيت اليوم بأكمله مع الفريق المختص بالتراث لدينا، وقد اكتشفت أشياء لم أكن لأتخيل وجودها أبداً. وهكذا، فإن الكلمات التي تمثل زينيث وتعبر عنها بالنسبة إليّ هي: الأصالة – Authenticity ، و إل بريميرو – El Primero ، و جميلة – Beautiful ؛ فهي بالفعل علامة جميلة.
أين ترى العلامة في المستقبل؟ وما هي خططك المستقبلية للعلامة؟
أرى أن مستقبل العلامة هو استمرار النمو. فلقد قام جوليان (تورناري) بعمل رائع، إلا أن العلامة تمر الآن بمرحلة أخرى؛ أو لنقل إنها انتقلت إلى الخطوة رقم 2، وأنا سعيد حقاً بتولي مهمة الانتقال بها إلى هذه الخطوة. فلقد استفاقت الجميلة النائمة Sleeping Beauty، والآن بعد استيقاظها نحتاج إلى إخراجها من السرير، والتأكد من أنها تقوم بعملها بشكل جيد؛ وهذه هي المهمة التي سأتقاسم القيام بها مع فريقي؛ لللتأكد من أننا سائرون على الطريق الصحيح.
حققت العلامة تقدماً هائلاً من ناحية الرؤية والمصداقية بإطلاقها هذا العام ساعة كرونوماستر سبورت ، بعدة إصدارات من كرونوماستر سبورت ، منها موديلان كلاهما هو الأول من نوعه: أول موديل من التيتانيوم من هذه الساعة، وأول موديل ذي إطار من السيراميك باللون الأخضر. هل يمكنك أن تحدثنا أولاً عن موديل التيتانيوم؛ لماذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً من العلامة لإصدار نسخة من هذه الساعة مصنوعة من التيتانيوم؟
أولاً، ومن الناحية التقنية، يُعد التيتانيوم مادة شديدة الخصوصية تحتاج إلى معالجة خاصة. ثانياً؛ يتميز التيتانيوم بأنه مادة شديدة الصلابة والمتانة، وفي الوقت نفسه خفيفة الوزن. صُنعت ساعة هذا الموديل استجابة لطلب عملائنا، لكنه أيضاً كان مطلوباً وجوده ضمن المجموعة على أية حال؛ فلقد كانت لدينا ثغرة صغيرة في مجموعة كرونوماستر سبورت احتاجت إلى موديل التيتانيوم لسدّها. هذا هو سبب ابتكارنا لموديل التيتانيوم، ونفس الأمر ينطبق على الموديل ذي اللون الأخضر. كنا قد أطلقنا موديلاً باللون الأخضر – هو ساعة كرونوماستر سبورت آرون رودجرز إيديشن – في العام 2023. علماً أن عدداً قليلاً جداً من العلامات هو من لديه ساعات مع إطار لزجاج العلبة باللون الأخضر مصنوع من السيراميك، ونحن إحدى العلامات القليلة التي لديها إطار ساعة من السيراميك باللون الأخضر، مع ميناء باللون الأخضر يتوافق أيضاً مع هوية مجموعة ساعات كرونوماستر سبورت – التي تتميز بموانئ فرعية بألوان الأزرق والأخضر الداكن والرمادي الفاتح – مع نافذة للتاريخ كذلك باللون الأخضر لتتطابق في اللون مع الميناء. وكل هذه العناصر تُعد تمثيلاً لهوية ساعات كرونوماستر سبورت يشمل جميع نواحي التصميم.
تتمتع ساعة كرونوماستر أوريجينال الجديدة بطابع يستلهم من تصاميم الماضي، وتثير في النفس إحساساً قوياً بالكلاسيكية، باستناد تصميمها إلى موديل العام 1970. هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن هذه الساعة؟
تم ابتكار ساعة التقويم الثلاثي تريبل كاليندر في العام 1970، أي منذ 54 عاماً، وعندما قاموا بتصنيع تلك الساعة أنتجوا منها 25 قطعة فقط، نحتفظ بقطعتين منها في متحف وأرشيف العلامة، والقطع الباقية تتجول في أنحاء العالم. إحدى تلك الساعات بيعت في العام 2013 في إحدى دور المزادات، مقابل ما يقرب من 100,000 دولار. وبالتأكيد كانت تلك الساعة موديلاً أنتجته الشركة بكمية صغيرة للغاية في العام 1970. فقررنا أن نأخذ تلك الساعة التاريخية ونعيد تقديمها وإطلاقها اليوم، وقد قمنا بتحسين تصميم الساعة؛ لآن آلية حركة الساعة تم العمل على تحسينها على مدار الـ54 عاماً الماضية. فلدينا الآن كرونوغراف عشر الثانية؛ أي الذي يقيس 1/10 من الثانية، كما لدينا تقويم ثلاثي. ويُعد التقويم الثلاثي هو نقطة البداية أو مدخل قطاع ساعات التقويم، ثم هناك ساعة التقويم السنوي الذي يتم تعديله مرة واحدة في السنة، وبعد ذلك هناك التقويم الدائم. لذا، فإن التقويم الثلاثي هو نقطة البداية، كما أن هذه الساعة ذات سعر مغرٍ للغاية.
بل يمكن القول إنه سعر تنافسي للغاية، إلا أننا طرحنا هذا السعر بشكل متعمد. فقد أردنا أن تكون الساعة بهذا السعر؛ لأن لدينا الكثير من الزبائن الشباب الذين يميلون إلى شراء الساعات المعقدة، فأردنا منح الفرصة لهذا القطاع من الزبائن بما أن هذه الساعة مدخل جيد أو بداية جيدة لدخول عالم الساعات المعقدة. وأذكر هنا أن عدداً قليلاً جداً من العلامات هو من لديه ساعة تقويم ثلاثي، لكنه يقوم ببيعها بسعر أعلى كثيراً جداً من السعر الذي نبيع به ساعتنا.
كيف يمكن لهذا الإصدار الجديد أن يكون مشابهاً بهذا الشكل الكبير من ناحية التصميم لموديل العام 1970 الأصلي، وفي الوقت نفسه يبدو بهذه الروعة بمقاييس اليوم؟
هذا في الحقيقة هو جمال زينيث ، وهذا هو ما هدفنا إلى إظهاره؛ أن ما ابتُكر قبل 54 ساعة لا يزال مثيراً ورائعاً. وهذا الجمال هو جزء لا يتجزأ من رموز هوية العلامة؛ فمن خلال هذه الساعة نُظهر ونثبت أننا قد استلهمنا تصميم موديل العام 1970، إلا أن ما سيحصل عليه عملاؤنا ومحبو ساعاتنا هو: حركة أفضل كثيراً، تم تحسينها بشكل كبير لتكون أكثر موثوقية، وما إلى ذلك.
تتسم كلٌّ من ساعتي كرونوماستر ريفافل و كرونوماستر أوريجينال بأنها ذات توجه كلاسيكي عتيق قوي. فهل هذا شيء يمكن أن نتوقعه من ساعات أخرى في المستقبل؟
هذا صحيح تماماً، وهذا هو جمال زينيث . فعلامة زينيث ذات تاريخ ثري للغاية، ولدينا في العلامة قدر هائل من ثروة التصاميم والمعرفة، توجد محفوظة في متحفنا وأرشيفنا. فنحن لا نحتاج إلى ابتكار قصة تسويقية من أجل تسويق موديل ما؛ لأن لدينا جميع القصص التي نحتاج إليها؛ كلها موجودة هنا. وكمثال على ما أقول أسلوب التصميم الكلاسيكي لساعة كرونوماستر تريبل كاليندر ؛ فهذه الساعة التي صُمّمت قبل 54 عاماً لا تزال مثيرة وجذابة في يومنا هذا.
ماذا كانت ردود الأفعال على ساعات بايلو التي تم إطلاقها خلال دورة العام الماضي من معرض ساعات وعجائب Watches & Wonders؟
لقد تجاوزت ردود الأفعال توقعاتنا بكثير، وهذا هو سبب أننا نواجه نقصاً طفيفاً في المخزون من هذا المنتج، لسوء الحظ، حيث شهد إقبالاً واسعاً على شرائه. وحالياً عاودنا إنتاج هذه الساعة مرة أخرى، لتلبية الطلب عليها. وخط ساعات بايلوت له تاريخه الخاص به؛ فنحن العلامة الوحيدة التي لديها الحق في كتابة كلمة Pilot على ميناء الساعة، وهذا شيء قد طوّره مؤسس الشركة منذ زمن طويل، ومرة أخرى؛ هذه ساعة مرتبطة بجذور العلامة. والآن نقوم بإطلاق إصدارين من ساعة بايلوت ، وسنواصل تطوير هذا الخط من الساعات. كما أن لدينا موديلات أخرى ستظهر هذا العام، من المحتمل أن نكشف عنها خلال معرض ساعات وعجائب المقبل. ونحن لدينا ركائز قوية للعلامة مثل مجموعة ديفاي ، ومجموعة كرونوماستر ، فيما نخطط لتعزيز خط ساعات بايلوت بناء على الطلب والخيارات التي يطالب الناس بأن تتوافر في ساعات بايلوت .
سيوافق العام المقبل الذكرى الـ160 لتأسيس العلامة، فهل هناك خطط كبيرة للاحتفال بهذه المناسبة؟
نعم، هناك بالفعل خطط كبيرة. لكن كل ما يمكنني إخبارك به الآن هو أنه لن يخيب أملك. وستكون هذه الخطط بالتأكيد مستندة إلى تاريخ العلامة، كما ستكون بمثابة طفرة في هوية العلامة. ونعمل على وضع أفضل ما يمكن من خطط لتناسب هذا الحدث الكبير؛ فمصنع زينيث هو أحد أقدم مصانع الساعات ويتميز بتكامل عمليات التصنيع بشكل تام. كما أن المصنع لم ينتقل من مكانه، بل هو موجود في مكانه منذ 160 عاماً، وقد حرص مؤسس الشركة في ذلك الوقت على أن تتم جميع عمليات تصنيع الساعات داخل المصنع. فعلى سبيل المثال أراد أن يكون للعلامة ساعات مصنوعة من الذهب؛ لذا دمج في المصنع مصهراً للذهب خاصاً بالمصنع وحده. وغير ذلك من الأمثلة التي يطول المقام بذكرها، فلدينا الكثير من النقاط المتعلقة بالعلامة وتاريخها للحديث عنها.
