تأسست دار منتجات الرفاهية الفاخرة سيرابيان في ميلانو في العام 1928 على يد ستيفانو سيرابيان. وباعتبارها سفيرة فوق العادة لأناقة ميلانو والمهارة الحرفية الإيطالية، تُصنع إبداعات سيرابيان بالكامل في إيطاليا من أرقى أنواع الجلود والمواد وأكثرها جودة. التقت مجلتنا في هذا الحوار مع جوفاني نوداري سيرابيان – مدير قسم التصميم المخصوص، في دار سيرابيان، وأحد أفراد الجيل الثالث للعائلة؛ وذلك أثناء زيارته الأخيرة إلى المنطقة.
قبل أن نتحدث عن منتجات سيرابيان، أخبرنا عن العام 2017، عندما أصبحت سيرابيان جزءاً من مجموعة ريشمونت غروب. حيث قبل ذلك التاريخ، كانت سيرابيان تزوّد مجموعة ريشمونت غروب بالمنتجات الجلدية لمدة طويلة. فهل يمكنك أن تخبرنا كيف حدث هذا؟ وكيف تستفيد سيرابيان من ذلك الاستحواذ؟
بدأت العلاقة بين ريشمونت غروب وسيرابيان في ستينيات القرن العشرين، وكانت بالفعل علاقة طويلة الأمد. وكان القرار سهلاً للغاية؛ لأنه في ذلك الوقت كان هناك توسع هائل في سيرابيان، واعتقدت العائلة أن الوقت قد حان لمنح الدار فرصة لكي تكون معروفة على المستوى الدولي. وقد أبدى العديد من المجموعات الأخرى اهتماماً كبيراً بالاستحواذ على الدار، ولكن بفضل العلاقة التي كانت سيرابيان تتمتع بها بالفعل مع ريشمونت لعقود عدة، وحقيقة أن كلاً من ريشمونت غروب وسيرابيان يهتمان بالقدر نفسه بالبراعة الحرفية والرفاهية الفاخرة، أكثر من اهتمامهما وحرصهما على اتباع الموضة والاتجاه السائد؛ فإن ذلك منحنا الاطمئنان لاتخاذ هذا القرار.
ظهر اسم (منتجات) سيرابيان في فيلم How to Steal a Million بطولة أودري هيبورن وفرانك سيناترا. لكن العلامة كانت دائماً علامة متخصصة، تعتمد إبداعاتها في الغالب على الاتفاق الشفهي، لماذا؟
هذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد من أننا علامة منتجات رفاهية، حيث لا يمكنك إبداع قطع فريدة – أي وحيدة – مخصصة، إذا لم تتحكم في إنتاجك. نحن نتحدث هنا عن الرفاهية والفخامة، وليس عن الإنتاج الضخم، ويجب أن نحافظ على الأمر على هذا النحو للتحكم في جودة وتفرد الدار.
تشتهر سيرابيان بإبداع موزايكو الذي يستخدم جلد نابا، والذي تم طرحه في العام 1947. هل يفاجئك مدى الحضور والاهتمام اللذين يلقاهما هذا الإبداع حتى اليوم؟
صُمم إبداع موزايكو، والإبداعات الأخرى التي تشكل الركائز الأساسية للدار وأعمدة إبداعها؛ مع أخذ المستقبل في الاعتبار؛ حيث لم يتم تصميم هذه الإبداعات اتباعاً للموضة السائدة وقتها، ولكن صُممت من أجل المستقبل. فجميع تصاميمنا – ومؤسس الدار كان دقيقاً ومحدداً للغاية بهذا الخصوص – يجب أن تدوم طويلاً وأن تكون خالدة لا يحدها الزمن. وإذا كان لديك هذه العقلية، فستقوم دائماً بتطوير وإنتاج إبداعات تدوم لسنوات وسنوات؛ لأنها ليست منتجات للحاضر، بل إبداعات للمستقبل.
تتوسع سيرابيان في كل مكان؛ فما هي السوق التي تهتم أكثر بدخولها الآن؟
نحن اليوم هنا في هذه المنطقة؛ لأن عقلية الزبائن الراقين المتميزين في المنطقة قريبة جداً من عقليتنا. وقد تحدثت إلى الكثير منهم، ولا أستطيع أن أصدق إلى أي مدى أشعر أنني في بلدي ووطني، رغم أننا ننحدر من عوالم وثقافات مختلفة. فاليوم، يحتاج الناس في هذه المنطقة إلى الفردية والخصوصية، للتعبير عن أفكارهم وإبداعهم؛ تماماً كما يفعل الناس في ميلانو. ولكل هذه الأسباب، فإن هذه المنطقة هي قطعاً المكان الذي يمكن أن تُفهم فيه سيرابيان وإبداعاتها بشكل أفضل.
سيرابيان هي علامة موطنها مدينة ميلانو؛ هل يمكن أن تخبرنا ما هو أفضل تعريف لأسلوب ميلانو؟
أسلوب ميلانو يعني أن تكون كلاسيكياً، وأن تدوم طويلاً، وأن تكون فريداً، وغير متوقع في الوقت نفسه. وخير مثال على هذا هو تلك الفيلا الجميلة التي تقع قريباً من مقرنا الرئيسي؛ فهي المنزل الأكثر كلاسيكية في ميلانو، حيث يمكنك تخيله مع حديقة جميلة أمامه، ولكن إذا أتيحت لك الفرصة لإلقاء نظرة على الداخل، فستجد طيور الفلامنغو (النحام) الوردية تتجول في المكان، وهنا ستلحظ التناقض أو التباين بين هذا المبنى الكلاسيكي واللون الفريد وغير المتوقع لطيور الفلامنغو. وهكذا هو أسلوب سيرابيان وأسلوب ميلانو؛ فريد من نوعه وسرمدي لا يحده الزمن، ولكن مع لمسة غير متوقعة.
والآن أخبرنا عن أحدث تعاون إبداعي لكم؛ والذي حمل اسم سيرابيان إكس سبيس إنفيدرز Serapian X Space Invaders، مع شركة تايتو Taito؟
بدأ هذا التعاون الإبداعي لأن مجموعة ستيبان – التي سُميت باسم مؤسس الدار – ابتُكرت في العام 1972. وبعد ذلك بمدة قصيرة، في العام 1976؛ ابتكرت تايتو Taito لعبة سبيس إنفيدرز Space Invaders. وبالنسبة إلينا فإن السوق اليابانية مهمة للغاية، وبكل صراحة؛ فنحن في الدار مفتونون بلعبة سبيس إنفيدرز Space Invaders. وفي كل مرة نقوم فيها بالتعاون في أحد الإبداعات، ننظر خارج الصندوق، ولذا كان من الطبيعي جداً أن نتعاون مع شركة تايتو في هذا المشروع. حيث إن زبائننا فريدون من نوعهم، كما أنهم كلاسيكيون؛ إلا أنهم يريدون لمسة غير متوقعة وملوّنة.
كيف كانت ردود الفعل عندما تم الكشف عن مجموعة سبيس إنفيدرز؟
كانت إيجابية تماماً، كما كانت المجموعة مختلفة تماماً بالنسبة إلى زبائننا. لأن خط ستيبان الذي تم تصميم هذه المجموعة بالاستناد إليه؛ هو – بعد موزايكو – أحد أكثر مجموعاتنا شهرة؛ فقد كان مثيراً للاهتمام كيف أن شخصاً من جيلي رأى خط ستيبان وقد استخدمه والده وابنه؛ يراه الآن مستخدماً في الجيل الأصغر سناً بنسخة جديدة. وبالفعل كان هذا لقاء جيلين في منتج واحد.