لقاءات

سيربنتي الجديدة.. تعاون إبداعي بين بولغري وإم بي آند إف يبث الحياة في الأفعى الأيقونية

في هذا التعاون الثاني بين العلامتين، اختار فابريزيو بوناماسا ستيجلياني، المدير التنفيذي لقسم تصميم الساعات في بولغري، وماكسيميليان بوسير، المؤسس والمدير الإبداعي لـإم بي آند إف، إعادة تفسير أحد أشهر إبداعات بولغري التاريخية – ساعة سيربنتي، التي ظهرت لأول مرة في إبداعات بولغري في العام 1948، وإدخالها إلى عالم الابتكار الميكانيكي لساعات إم بي آند إف الفاخرة. ومن خلال الجمع بين رؤية وخبرة هاتين القوتين الإبداعيتين، ظهرت ساعة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي إلى الوجود.

في العام 2021، وبسبب لقاء عابر جمع بين فابريزيو وماكسيميليان قبل ذلك التاريخ ببضع سنوات، أطلقت العلامتان تعاونهما الأول: ساعة إم بي آند إف x بولغري إل إم فلاينغ تي أليغرا. جمع هذا التعاون بين عالم مجوهرات بولغري الملون المفعم بالحياة، وعالم آلات قياس الزمن ليغاسي ماشين الإبداعي من إم بي آند إف. وبعد النجاح الذي حققه ذلك التعاون، تساءل الصديقان بطبيعة الحال: ماذا بعد؟ أو ما هي الخطوة التالية؟

لقد تطلبت إعادة تصور سيربنتي – رمز التجدد الأبدي والتحول الجريء – كإحدى آلات قياس الزمن هورولوجيكال ماشين عملية إعادة تطوير كاملة لهذه الساعة التاريخية، ليس فقط من حيث الهندسة الميكانيكية، وتصور آلية الحركة، ولكن أيضاً من حيث تصميم العلبة وتصنيعها. تمثل ساعة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي إبداعاً فريداً، كان نتاج لقاء ملهم ورؤية مشتركة، حيث تتكامل الحركة والتصميم بسلاسة وانسجام ليعزز كل منهما الآخر.

ووفقاً لفابريزيو، فإن جوانب التصميم كان ممتعاً ابتكارها، مما قد يوحي بأن هذه المرحلة من العملية كانت سهلة نسبياً – لكن مئات الرسومات التخطيطية، وعشرات النماذج المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تثبت خلاف ذلك. وعلى عكس العلبة الدائرية الكلاسيكية، التي توفر أبعاداً محدودة للتجريب والابتكار، جاء تصميم علبة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي شديد التعقيد.

وكما هي الحال في تصميم السيارات، يختلف المنظر جذرياً اعتماداً على الزاوية التي تنظر إليه من خلالها: من الأمام أو من الجوانب أو من الأعلى أو من الخلف، مع وجوب الاستمتاع بالمشاهدة من أي زاوية نظرت. إلا أن أي تعديل لزاوية أو انحناء معين، رغم تحسينه جانباً محدداً من المنظر العام، قد يؤدي إلى تدمير جانب آخر. وهذا ما أدى إلى وجود عدد لا يُحصى من النسخ التجريبية لتصميم ساعة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي، للوصول إلى الشكل المثالي.

بعد أن تم إتقان التصميم من الناحية الجمالية، كان لابد من هندسته وتصنيعه – مما ولد عدداً من التحديات الإضافية. يعتمد تصميم علبة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي على المنحنيات المدمجة معاً، والتي تشكل كابوساً لعملية التصنيع. تمتد هذه المنحنيات المعقدة إلى ما هو أبعد من المعدن، لتصل إلى البلورات السافيرية الخمس، بما في ذلك عينا الأفعى والقسم الخلفي متعدد الوجيهات؛ وجميعها معالجة بطلاء مضاد للانعكاس على الجهتين، وتوفر فتحات واسعة تطل على آلية الحركة. هذا المزيج من المعادن المنحنية والبلورات السافيرية، ليس فقط صعباً للغاية من ناحية التشكيل والتشطيب، ولكنه يمثل تحدياً كبيراً لجعله مقاوماً للماء حتى عمق 30 متراً.

داخل العلبة معقدة التصميم، توجد حركة معقدة بنفس القدر – تكسر جميع أعراف صناعة الساعات التقليدية – صممتها وطورتها إم بي آند إف داخلياً. منذ البداية كانت إحدى الأفكار الرئيسية لفابريزيو هي بث الحياة (ميكانيكياً) في أفعى سيربنتي، من خلال تحريك عينيها، وقد تجسد ذلك في صورة قبتين دوّارتين للساعات والدقائق، حيث تقوم القبة اليسرى بعمل دورة كاملة في 12 ساعة، بينما تكمل القبة اليمنى دورة كاملة في 60 دقيقة. صُنعت القبتان الرقيقتان من الألمنيوم الخالص لجعلهما خفيفتي الوزن قدر الإمكان، وهو ما يتطلب عمليات جرش مبتكرة. كلتا القبتين مزينة بعلامات من مادة سوبر-لومينوڨا مطبقة يدوياً، بحيث تظل عينا الأفعى متوهجتين في الأجواء المظلمة.

يُرمز إلى دماغ الزاحف الميكانيكي بعجلة التوازن المحلقة كبيرة الحجم، ذات القطر البالغ 14مم، والتي يمثل تصنيعها تحدياً تقنياً، وتأتي مزودة بأربعة براغ تنظيمية تقليدية، وتنبض بمعدل تقليدي يبلغ 2.5 هرتز (18,000 ذبذبة في الساعة). وتُثبّت العجلة في مكانها بإحكام بفضل جسر توازن ثلاثي الأبعاد يحمل اسمي الشريكين. يوجد تاجان منفصلان أحدهما للتعبئة والآخر لضبط الوقت، وهما مدمجان في العروات الخلفية لعلبة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي.

عند قلب آلة قياس الزمن هذه رأساً على عقب، يظهر مؤشر احتياطي الطاقة إلى جانب بعض المكونات الأخرى للحركة المشطبة يدوياً، والتي تتألف من 310 أجزاء. وإم بي آند إف هي واحدة من عدد قليل من العلامات الموجودة حالياً، التي تحافظ على عمليات التصنيع الحرفي وتشطيب المكونات يدوياً، وهو نهج لا يمكن تطبيقه إلا عندما يتم تصنيع عدد محدود جداً من الساعات في السنة (قامت بتصنيع أقل من 400 ساعة فقط في 2024). فصانعو الساعات في إم بي آند إف يمكنهم فقط تصنيع وتجميع من ست إلى ثمان حركات لساعة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي شهرياً، وبذلك سيتطلب تسليم الـ99 قطعة، عدد ساعات هذا الإصدار المحدود، أكثر من عام.

سيتعرف خبراء صناعة الساعات، الذين تابعوا إبداعات إم بي آند إف، على عدد من السمات غير التقليدية للحركة. وهي نتيجة للخبرة التي تم تطويرها بدأب عبر أكثر من 20 معيار حركة ابتكرتها إم بي آند إف منذ العام 2005، وخصوصاً حركة إتش إم 10 يدوية التعبئة، رغم أن الأمر تطلب إجراء تعديلات كبيرة عليها لتتناسب مع تصميم سيربنتي الأنيق الجديد.

وإضافة إلى أصولها الواضحة المستوحاة من ساعة سيربنتي، تكشف هذه السلسلة الفريدة الجديدة عن مصدر إلهام آخرين لمبدعيها الاثنين. فكل من فابريزيو وماكس من عشاق تصاميم السيارات، ونشأ كلاهما على التعلق بنفس الموديلات. في البداية لم تكن هناك خطة لدمج رموز تصميمية مستوحاة من عالم السيارات، في تصميم ساعة بولغري x إم بي آند إف سيربنتي، لكن لا يمكن إنكار التأثير الذي تسلل إلى هذا الإبداع الجديد: علبة تشبه هيكل سيارة أنيق، وبلورة سافيرية معقدة متدرجة تتخذ شكل الفتحات الموجودة على النافذة الخلفية للسيارات الرياضية، وتيجان يمكن بسهولة الخلط بين شكلها وشكل عجلات السيارة. كما أن الجزء الظاهر من الحركة يتضمن أيضاً مكونات تشبه مكونات محرك السيارة، بما في ذلك شبكة تحمل زخرفة المقياس السداسي الشهير التي ظهرت في إبداعات سيربنتي السابقة.

هناك ثلاث نسخ مختلفة للاختيار من بينها، كل منها محدودة بعدد 33 قطعة فقط. تأتي النسخة الأولى بعلبة من التيتانيوم من الدرجة الخامسة، مع قبتين للساعات والدقائق باللون الأزرق. والثانية تحتضنها علبة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، وتتميز بعينين (قبتين) باللون الأخضر اللامع. بينما النسخة الثالثة مصنوعة علبتها من الستانلس ستيل المطلي بتقنية بي ڨي دي باللون الأسود، وتنبض بالحياة بفضل عينين باللون الأحمر الزاهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى