بينما اعتُبر تربيع الدائرة مشكلة هندسية غير قابلة للحل؛ منذ القدم؛ تغلبت هوبلو على التحدي المتمثل في تصنيع ساعة مربعة الشكل، وذلك من خلال ساعتها سكوير بانغ أونيكو Square Bang Unico؛ أحد إصداراتها الجديدة التي أزاحت الستار عنها في معرض ساعات وعجائب (واتش آند وندرز) الأخير. تحدثنا إلى ريكاردو غوادالوبي، الرئيس التنفيذي لشركة هوبلو، حول هذه الساعة والساعات الجديدة الأخرى التي أطلقتها العلامة.
هل يمكنك أن تبدأ بإخبارنا عن مفاجأة هوبلو الكبرى لهذا العام – ساعة سكوير بانغ أونيكو Square Bang Unico؟ متى كان تصوّر فكرة تصنيع ساعة مربعة الشكل؟ وكم من الوقت استغرق تصنيع هذه الساعة؟
ظلت فكرة تصنيع ساعة مربعة الشكل في ذهني لأكثر من 20 عاماً. فلطالما حلمت بصُنع ساعة مربعة؛ لأنه شكل صعب وفريد من نوعه. لم أتمكن من تنفيذ هذه الفكرة في وقت سابق، في هوبلو؛ لكنني كنت مقتنعاً أننا نستطيع تنفيذ هذه الفكرة بعد قيامنا بتصنيع العلبة برميلية الشكل لساعة سبيريت أوف بيغ بانغ. وقد اعتقدت أن تلك الساعة ستحقق نجاحاً محدوداً، لكنني فوجئت بأهمية ساعة سبيريت أوف بيغ بانغ ضمن مبيعات ساعاتنا؛ حيث تشكل تقريباً نسبة 15% من مبيعاتنا، وهو أمر لا يُصدق بالمرة.
قبل ثلاثة أعوام، بدأنا دراسة تصميم ساعة مربعة العلبة. كانت الفكرة هي إدخال الهوية المميزة لمجموعة بيغ بانغ في ساعة سكوير بانغ. كما أردنا استخدام حركة أونيكو من صُنع الشركة؛ لأننا بعد ذلك سيمكننا تصميم أي شيء نريده في هذه الساعة. وقد استخدمنا نسخة من حركة إل بريميرو قامت هوبلو بتعديلها، في ساعة سبيريت أوف بيغ بانغ؛ حيث إن سلسلة التوريد صعبة للغاية، فلا يمكننا إنتاج عدد أكثر مما تم التخطيط لإنتاجه.
هل ساعة سكوير بانغ ذات إصدار محدود؟
خططنا لإنتاج 1500 قطعة لهذا العام. لكن مشكلتنا هي أيضاً زيادة تصنيع وإنتاج حركة أونيكو الخاصة بنا؛ حيث يستغرق الأمر بين عامين إلى ثلاثة أعوام على الأقل من التخطيط؛ قبل أن نتمكن من زيادة إنتاج حركاتنا. نحن بحاجة إلى الكثير من الوقت للحصول على المكائن المطلوبة، وتوظيف المتخصصين، وتخطيط مساحة العمل.. إلى آخر ذلك. وفي الوقت الحالي، نعمل بكامل طاقتنا الاستيعابية في مصنع نيون Nyon؛ وهذه هي مشكلتنا اليوم. وهذا هو السبب في أننا نخطط لبناء مصنع جديد. و نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على المخططات والرسوم الفنية الخاصة بالمصنع الجديد، وسنبدأ عملية البناء مع بداية العام 2023. ونحن نبني مصنعاً كبيراً، حتى لا نُضطر إلى بناء مصنع آخر في غضون سبع سنوات كما نفعل الآن. وسيكون المصنع الجديد أكبر أربع مرات من المصنع الحالي.
هل سيقع المصنع الجديد إلى جوار المبنيين الحاليين التابعين لـهوبلو؟
نعم، سيقع إلى جانبهما، ونخطط لأن يكون جاهزاً بحلول صيف العام 2025.
هل ستكون ساعة سكوير بانغ الركيزة الأخيرة بالنسبة إلى مجموعات هوبلو؛ حيث إن لديكم بالفعل مجموعات بيغ بانغ وسبيريت أوف بيغ بانغ وكلاسيك فيوجن؟
ما فعلناه هو تقسيم مجموعاتنا مثل بيغ بانغ وكلاسيك فيوجن، وابتكار مجموعة Shaped (الأشكال) التي ستحتوي على ساعات مثل سبيريت أوف بيغ بانغ وسكوير بيغ أونيكو؛ وقد يكون لدينا ساعة أخرى بشكل آخر ضمن هذه المجموعة.. ليس غداً! ولكن ربما في غضون خمس سنوات يمكن أن يكون لدينا ساعة ذات علبة مستطيلة الشكل، أو بشكل آخر. فالفكرة هي أن يكون لدينا مجموعة للساعات ذات الأشكال Shaped، والتي ستكون الركيزة الثالثة للعلامة؛ ليكون لدينا بذلك ثلاث ركائز.
هل يمكننا توقع إصدارات مختلفة من ساعة سكوير بانغ – كما هو الأمر بالنسبة إلى Classic Fusion وHours and Minutes – على مدى السنوات القليلة المقبلة؟
أعتقد أننا سنطرح حجماً أصغر من ساعة سكوير بانغ تايم أونلي؛ ولا أعرف ما إذا كنا سنفعل ذلك في العام المقبل أو العام الذي يليه. لكن إصدار كرونوغراف من هذه الساعة لن يكون ممكناً. كما نقوم أيضاً بتطوير حركة تايم أونلي الخاصة بنا، والتي من المفترض أن تكون جاهزة بحلول العام 2024. ونعمل كذلك على عيار جديد حيث يمكنك رؤية جهاز التنظيم على جهة القرص.
تتضمن ساعة كلاسيك فيوجن تيتانيوم أورلينسكي لهذا العام سواراً مدمجاً بتصميم أورلينسكي؛ فما جدوى هذه الساعة مالياً؟
يعتمد هذا على المبيعات، فالجدوى المالية تعتمد على عدد الساعات التي يمكننا بيعها. لكنها ساعة ليست بذلك التعقيد كونها تضم سواراً من التيتانيوم؛ فالعمل بمعدن التيتانيوم ليس صعباً مثل العمل بالسيراميك؛ كما كان الأمر في ساعة بيغ بانغ إنتغرال سيراميك. والسيراميك يحتاج إلى مزيد من الاستثمار من الناحية المالية؛ حيث يتعين علينا إنشاء قالب لكل وصلة من وصلات السوار. أما بالنسبة إلى التيتانيوم فيمكن العمل على شريط واحد ومن ثمّ قطعه بالماكينة. وهو في الواقع أمر أسهل قليلاً رغم أنه معقد، نظراً إلى وجود العديد من الأسطح – الوجيهات – والتشطيبات. وتشتهر هوبلو بالأحزمة المطاطية، وليس بالأساور المعدنية، ولكن سوار أورلينسكي مثير جداً للاهتمام؛ فهو مجزأ إلى مقاطع ومتعدد الأسطح. وهذه الساعة للرجال والنساء معاً؛ لكنني أعتقد أنها ستجتذب النساء أكثر من الرجال، ما علينا إلا أن ننتظر ونرى.. السوق هو من سيعطينا الإجابات.
قدمت ساعة كلاسيك فيوجن تاكاشي موراكامي عنصراً من المرح والحيوية في تصميم هوبلو؛ هل جعل ذلك هوبلو مهتمة بالاتجاه إلى طريق أكثر مرحاً؟
لدينا شراكات أخرى مثل شراكتنا مع أورلينسكي وسان بلو، لكنني أعتقد أن هوبلو خطت خطوة أخرى إلى الأمام بشراكتها مع موراكامي. فهو فنان رائع، وأحد أكثر الفنانين المعاصرين نجاحاً في الوقت الحالي. كان كلا إصداري موراكامي محدوداً جداً؛ فالإصدار الأول كان بعدد 200 قطعة، أما إصدار السافير فكان بعدد 100 قطعة فقط، وكان بإمكاننا بيع 10 مرات أكثر من هذا الرقم، ولكن الفكرة هنا كانت جعل هذه الساعة نموذجاً مبدعاً؛ نادراً جداً ومطلوباً بشدة؛ حيث تبلغ قيمة إعادة بيع الساعة 3-4 أضعاف قيمة سعر التجزئة الأصلي. وفي النهاية هي قطعة فنية من إبداع موراكامي ضمن ساعة هوبلو، وقد رأينا أنه عندما نطرح ساعة مثل هذه، يكون هناك طلب ضخم على شرائها. وكان الأمر نفسه بالنسبة إلى ساعة سان بلو؛ حيث كان النجاح التجاري لا يُصدق.
كان الظهور الأول لساعة بيغ بانغ إنتغرال تايم أونلي منذ وقت قصير فحسب؛ فكم عدد الذين طلبوا شراءها؟
لقد بدأنا للتو في تسليم هذه الساعة، لذا لا يمكنني أن أعطيك رقماً. إلا أن ساعة إنتغرال هي شيء لم يتوقعه عشاق إبداعات هوبلو من العلامة. أعتقد جازماً أنه يمكننا الحصول على حصة مهمة من السوق بفضل ساعة بيغ بانغ إنتغرال أونيكو التي سبق إطلاقها، والآن بفضل ساعة تايم أونلي، لكن الأمر سيستغرق وقتاً؛ فلن يكون نجاحاً فورياً، بل سنحتاج إلى تقديم الكثير من الدعم التسويقي، ونحتاج إلى تقديمه بطريقة تظل باقية في أذهان الناس. وأعتقد أن الساعة ستحقق النجاح في غضون السنوات الـ3-5 المقبلة، ويمكن أن تصبح إحدى ركائز العلامة ضمن مجموعة بيغ بانغ.
في ظل المشكلات الحالية التي تواجهها سلسلة التوريد، هل ستتمكن هوبلو من تسليم جميع الساعات المقررة لكأس العام لكرة القدم 2022 المقامة في قطر؟
نعم، تعاني هوبلو من بعض النقص في التوريد، ولكن ليس بالمستوى الذي تعانيه بعض العلامات الأخرى؛ والتي لا تحتوي متاجرها على ساعات. فليست هذه الحال بالنسبة إلى هوبلو؛ لأننا قادرون على تكييف إنتاجنا بوسيلة أكثر مرونة من العلامات الأخرى. أو ربما يكون الطلب كبيراً جداً بالنسبة إلى العلامات الأخرى، لدرجة أنها تواجه صعوبات. نحن نركز شحنات التسليم الخاصة بنا لتتوجه إلى الأسواق التي بحاجة إليها حقاً، ونضع استراتيجيتنا وفقاً لذلك. وفي ما يخص حالة قطر، سنولي مزيداً من التركيز على قطر، وسنكون موجودين بعمليات تسليم قوية للسوق القطرية.
ما مدى أهمية بعثة القرن القطبي Polar Pod بالنسبة إلى هوبلو؟ ولماذا هوبلو جزء من هذه الرحلة الاستكشافية؟
لقد تعلمنا أن العالم يتغير – وقد أدت الجائحة إلى تسريع هذا الأمر – وكذلك توقعات المستهلكين. فالمستهلكون يريدون معرفة ما تفعله العلامة التي يشترون منتجاتها لحماية الكوكب، وأعتقد أننا يمكننا إبداع سردية قصصية قوية حول هذا المفهوم؛ ولهذا السبب أحدثنا مشروع Hublot Xplorations، والذي من خلاله ندعم العديد من المشروعات والمبادرات المتعلقة بالبحار – وهي فرصة لتذكّر جذورنا؛ مثل رياضة اليخوت والإبحار وما يتعلق بالبحر. القرن القطبي Polar Pod هي رحلة استكشافية ستقوم للمرة الأولى باستكشاف القارة القطبية الجنوبية على متن هذه السفينة العمودية المذهلة. وهذا شيء نفعله بالتأكيد من أجل كوكبنا؛ لأن القارة القطبية الجنوبية لم يتم تحليل مكوناتها من قبل مطلقاً بالشكل الكافي، وقد يكون ذلك هو الحل لما يحدث بسبب التلوث في أرجاء كوكبنا.
ويُعدّ السرد القصصي أيضاً جانباً مهماً في الموضوع؛ لأن هذه الرحلة مادة للأحلام؛ مغامرة؛ رحلة استكشافية. وبالانتقال إلى الأرض، وتحت مظلة مشروع Xplorations، نعمل مع منظمة SORAI لحماية حيوانات وحيد القرن، كما لدينا مشروع في الفترة المقبلة أيضاً مخصص للفضاء. وبالطبع كرة القدم هي محل تركيزنا الأساسي في مجال الرياضة؛ بينما الفن والموسيقى ونمط الحياة هي مجالات أخرى لتركيزنا. وقد ندعو الصحافة لإلقاء نظرة عندما يصبح القارب العمودي جاهزاً، أو عندما يبحر إلى القارة القطبية الجنوبية. ويمثل هذا المشروع نهجاً جديداً لنا؛ حيث من المثير للاهتمام أن يكون لديك شيء مختلف.
هل تم استخدام القرن القطبي Polar Pod بذلك التكوين التصميمي من قبل، أو أنها فكرة جديدة كلياً؟
قام الجيش الأميركي ببناء قارب مشابه في ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي، وقد أدى المهمة المطلوبة، لكنه استُخدم لأغراض عسكرية، ولهذا لا أحد يعرف بالضبط كيف قام ذلك القارب بأداء عمله. لكن المستكشف والعالم الفرنسي جان-لون إتيان شارك في هذا المشروع، وهو يعرف كيف يقوم هذا القارب بأداء مهمته. يُذكر أن وجود ذلك القارب غير معروف؛ لأنه كان يُستخدم للتعرف على الغواصات، وقارب Polar Pod مختلف عن ذلك القارب ولكنه يستخدم تقنية مماثلة. إلا أنه بالطبع هناك دائماً عامل خطر، وآمل أن ينجح الأمر.
Hublot CEO Ricardo Guadalupe and Jean-Louis Etienne