لقاءات

مشاهدة العالم بعدسة ساعات لوي مونيه

تحظى علامة لوي مونيه باحترام كبير في عالم صناعة الساعات الراقية، حيث تدهش وتذهل الجميع باستمرار بفضل ما تقدمه من إصدارات، ومعظمها إبداعات تجمع بين التعقيدات العالية والحرف الفنية والمواد غير العادية. أتيحت لنا فرصة الحديث إلى جان-ماري شالر، مؤسس العلامة ومديرها الإبداعي، حول ساعاتها المبهرة التي تجمع بين الإبداع والجمال الفريد.

حققت مجموعة سافانا توربيون Savanna Tourbillon نجاحاً كبيراً لدى إطلاقها. هل ستكون هناك في المستقبل مجموعة أخرى يستند تصميمها إلى الموانئ التي تصور أحاجي الصور المقطوعة المصغرة؟
في لوي مونيه نستكشف دائماً طرقاً جديدة للتعبير عن فن صناعة الساعات، وكانت ساعات سافانا توربيون ذات القطع الفريدة نموذجاً مثالياً لذلك. فهذه الإبداعات قدمت الميناء المصمم على شكل أحجية الصور المقطوعة المصغر، وهي تقنية يتم فيها ترتيب 81 قطعة متشابكة بعناية عبر أربعة مستويات، كل منها تم رسمه يدوياً بشكل فردي. وقد وسعت هذه الحرفية الدقيقة حقاً حدود الحرف الفنية إلى آفاق جديدة.

كما قمنا بتضمين هذه الحرفة الفنية في إبداعات مصممة حسب الطلب، وكذلك في أحد إبداعاتنا من ساعات our Around The World In 8 Days أروند ذا ورلد إن إيت دايز – ساعة باريس. في هذا الموديل، قمنا بتصميم ميناء يصور أحجية الصور المقطوعة بمستوى واحد، يتضمن خريطة مصغرة للمدينة، موضوعة أسفل مجسم برج إيفل المنحوت يدوياً، والمصنوع من شظية من مادة أصلية استخدمت في بناء هذا المعلم الشهير.

ورغم أنه ليست لدينا خطط حالية لإطلاق موديل آخر تُستخدم فيه هذه التقنية الفنية، إلا أنها تظل جزءاً عزيزاً من ذخيرتنا الإبداعية. ومن يدري؟ ربما ستلهم هذه التقنية إحدى الساعات المستقبلية. ومع ذلك فإننا في الوقت الحالي، نركز تماماً على بث الحياة في أفكار مشروعات مثيرة أخرى.

فاجأت مجموعة Around the World in 8 Days الجميع عندما عُرضت في معرض ساعات وعجائب Watches and Wonders، فكم من الوقت استغرقه إبداع هذه المجموعة؟
كان مشروع Around the World in 8 Days مشروعاً مفاجئاً وطموحاً بالفعل، ولكن إبداع هذه الساعات كان بمثابة رحلة طويلة. فالفكرة نفسها شخصية للغاية، وُلدت من خلال أسفاري العديدة. وعلى مر السنين، احتفظت بهذه الفكرة في ذهني، مدوناً الملاحظات أثناء رحلاتي لتساعدني في التقاط أحاسيس الأماكن التي زرتها – طاقتها، وجمالها، وشخصيتها الفريدة.

على الجانب الإبداعي، تضمن الأمر العديد من النقاشات الملهمة مع الحرفيين للعثور على طرق مبتكرة لتمثيل كل مكان من هذه الأماكن. وكنا نهدف إلى الجمع بين الحرف الفنية والمواد عالية التقنية وشظايا من التاريخ، لمنح كل ساعة هوية متميزة. وقد استغرق تحديد فكرة التصميم وحلول التطوير الخاصة بكل مدينة ما يقرب من عام. فيما استغرقت عملية الإنتاج نفسها أكثر من عام آخر، حيث تطلبت كل قطعة اهتماماً دقيقاً بالتفاصيل، وتعاوناً مع حرفيين ذوي مهارات عالية. وفي المجمل، أود القول إن تحويل هذه المجموعة من فكرة إلى واقع استغرق تقريباً ثلاث سنوات، من الجهد الشاق المفعم بالحب والشغف.

ما هي المعايير التي تم اعتمادها عند اختيار المدن في هذه المجموعة؟
Around the World in 8 Days هي صدى حديث لعمل جول فيرن الملحمي وإعادة تصور له، من خلال 8 مدن و8 ساعات. ومع ذلك، فهناك عدد لا يُحصى من الأماكن الأخرى التي أود زيارتها مرة أخرى، والتي آمل يوماً ما تضمينها في إبداعات مستقبلية. كان الاختيار النهائي لتلك المدن شخصياً للغاية، موجهاً بالتأثير العاطفي والثقافي الذي تركته هذه المدن فيّ أثناء أسفاري.

لماذا كان استخدام تلك الحرف الفنية والمواد المختلفة في تصنيع كل ساعة رغم الصعوبة والوقت الذي يستغرقه ابتكار كل ساعة بسبب هذا الأمر؟
لتوضيح الثراء الثقافي والفني والتاريخي والابتكاري لكل مكان من هذه الأماكن، كان من الضروري الجمع بين الحرف الفنية والمواد غير العادية. فلكل مدينة قصتها، واستخدام تقنيات ومواد مختلفة سمح لنا بتجسيد جوهرها الفريد بطريقة أصيلة حقاً. نعم إنها عملية معقدة ودقيقة، لكن النتيجة تستحق العناء؛ حيث هي تكريم حقيقي للتنوع والثراء اللذين تتميز بهما الأماكن التي احتفينا بها.

خلال معرض SIAR، أعلنت لوي مونيه عن ساعة فويغو نوفو Fuego Nuevo ذات القطعة الفريدة، هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هذه الساعة؟
ساعة Fuego Nuevo هي ساعة ذات قطعة فريدة، مستوحاة من طقوس النار الجديدة أو New Fire، في حضارة الأزتك، والتي تحتفل بالولادة الجديدة للشمس وتجديد دورات الزمن. وميناؤها مصنوع من نيزك Muonionalusta أحد أقدم النيازك التي تم العثور عليها، وقد نقش بالليزر بدقة لتصوير ما يُعرف بـحجر الشمس كما صورته حضارة الأزتك. ولإضفاء الحياة على مثل هذه المادة القديمة، استخدمنا التقنيات المتطورة لعصرنا، مما يجمع بين التاريخ والابتكار بطريقة مذهلة.

وساعة Fuego Nuevo مزوّدة بتوربيون سريع الحركة وخزانين للطاقة، مرتبين بنظام فولتي-فيس، ليوفرا احتياطي طاقة يبلغ 96 ساعة. وتحتضن كل ذلك علبة بقطر 40مم من الذهب الأحمر، تتميز بخطوط انسيابية وبلورة سافيرية مقببة تستعرض تفاصيل الميناء المعقدة.

ميناء الساعة مصنوع من نيزك Muonionalusta أحد أقدم النيازك التي تم العثور عليها على سطح الأرض؛ كيف تمكنت لوي مونيه من تأمين الحصول على هذا النيزك؟
على مر السنين، قمت ببناء شبكة من المحترفين، بما في ذلك صائدو النيازك، والذين أصبحوا أصدقاء مقربين. وغالباً ما يشاركونني اكتشافاتهم أولاً، وهكذا تمكنت من الحصول على نيزك Muonionalusta. إنه أمر رائع – تخيل أن عمر هذه الشظية النيزكية يبلغ 4.5 مليار سنة! فيا له من امتياز أن أحولها إلى ساعة تكرّم كلاً من التاريخ والفن.

تم قطع طبقة رقيقة من النيزك باستخدام الليزر لإنشاء تفاصيل الميناء؛ كيف تمكنت لوي مونيه من فعل ذلك من دون أن ينكسر الميناء؟
لإنشاء هذه الزخرفة المعقدة على مثل هذا النيزك القديم والنادر، تعين علينا الاعتماد على تكنولوجيا الليزر المتقدمة الموجودة اليوم. من خلال استخدام النقش بالليزر فائق الدقة بنبضات الفيمتوثانية، أعدنا تصوير التفاصيل المعقدة لـحجر الشمس كما صورته حضارة الأزتك على عمقين: 0.2مم و0.1مم، مع الحفاظ على الهيكل الرقيق للقرص النيزكي الذي يبلغ سمكه 0.5مم. وهذا نموذج مثالي لكيفية تكامل التكنولوجيا الحديثة مع براعة صناعة الساعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى