لقاءات

مون بلان.. إثراء الساعات الكلاسيكية وابتكارات المواد الجديدة

أطلقت دار المنتجات الفاخرة السويسرية مون بلان، إضافات جديدة إلى مجموعاتها الأيقونية 1858 وهيرتيدج وستار ليغاسي، بمناسبة معرض ساعات وعجائب 2021؛ التقت مجلتنا لوران لوكام، المدير العام لقطاع الساعات في مون بلان، على هامش ذلك الحدث، وسألته عدة أسئلة حول التشكيلات الجديدة.

هل يمكنك أن تحدثنا عن ساعة 1858 مونوبوشر كرونوغراف أوريجينز الجديدة؟

هذه الساعة هي إعادة إصدار لساعة الكرونوغراف الأصلية ذات الطابع العسكري، 1858 التي أنتجها مصنع مينيرڤا في القرن الماضي، وكما ترى فإن الساعة ذات قطر يبلغ 46 مم، وبذلك تعد ساعة كبيرة الحجم ضمن إصداراتنا الحالية. كذلك جاء التاج في إصدارنا الحالي مطابقاً لتاج ساعة الكرونوغراف الأصلية. كما أن إصدارنا الحالي مستوحى بالكامل من ساعتنا الكرونوغراف التاريخية، وقد حاولنا في هذا الإصدار الجديد الحفاظ على نفس التصميم وحتى الوظائف نفسها.

هل ستكون هناك عملية إعادة إصدار سنوية لهذه الساعة أو أنها إعادة إصدار لمرة واحدة؟

لا، هذه الساعة هي إعادة إصدار للساعة الأصلية تحدث مرة واحدة في العمر، ولهذا جعلناها إصداراً محدوداً من 100 قطعة. نحن نستمد إلهامنا من المجموعات السابقة عند إصدار ساعات جديدة، ولكن بالنسبة إلى ساعة ذات قطر يبلغ 46 مم وعلبة من البرونز، فإن هذا يكون لمرة واحدة فقط. وهذا هو السبب في أن هذا الإصدار حصري للغاية، وهو يحمل شعار جبل مون بلان كما هو شأن جميع ساعاتنا الكلاسيكية العتيقة. وفي هذا الإصدار أردنا صنع ساعة كلاسيكية بعلبة من البرونز، حيث يخلق البرونز أجواء كلاسيكية خاصة.

في السنوات الأخيرة، قامت مون بلان بطرح عدد من الساعات الكلاسيكية ذات الطابع العتيق؛ فهل أدى ذلك إلى جذب زبائن جدد إلى العلامة؟

أعتقد أن العديد من الزبائن يبحثون عن الساعات الكلاسيكية ذات الطابع العتيق، ولكن كيف يمكننا صنع ساعات كلاسيكية في المستقبل إذا كنا ننتج الآن فقط ساعات ذات طابع عتيق، ولا توجد إبداعات أصلية؟ ولهذا يجب أن تستند الساعات المقبلة إلى شيء مبتكر نقوم به الآن؛ حيث تستند الساعات الكلاسيكية التي نقدمها الآن إلى شيء قمنا بابتكاره في الأربعينيات من القرن الماضي. فإذا لم يكن قد تم تطوير أي شيء حينها، لم نكن لنتمكن من طرح ساعة كلاسيكية الآن. وفي الوقت نفسه، فإنه في ساعة إعادة الإصدار، خصوصاً عندما ترى الجزء الخلفي؛ يمكنك أن ترى المستقبل. فهنا يمكن أن ترى شيئاً مبتكراً للغاية سيتم استخدامه لمدة 20 أو 30 عاماً في المستقبل، عندما يتحدثون عن الساعات العتيقة.

فحتى لو كانت العلبة مصنوعة من البرونز، فإن ما تراه على الغطاء الخلفي مصنوع من التيتانيوم. فما تراه هنا على الجزء الخلفي؛ اللون وتفاصيل الملامح؛ كل شيء تم تنفيذه باستخدام الليزر؛ حيث لم نستخدم أي ألوان لخلق هذه الصورة. وهي المرة الأولى في الصناعة التي يتم فيها إبداع مثل هذه الصورة التفصيلية من دون استخدام أي لون، وباستخدام تقنية الليزر فقط. وقد حاولنا إنشاء هذه الصورة باستخدام معادن أخرى مثل البرونز والفولاذ، ولكن الأمر لم ينجح، إلا أنه باستخدام التيتانيوم كان الأمر مثالياً. تم تنفيذ هذه الصورة باستخدام الليزر على التيتانيوم، والأكسدة هي التي تحدد الألوان النهائية التي نحصل عليها؛ إنه أمر لا يصدق. وهناك نقطة مهمة أخرى هي الثبات؛ فقد أجرينا اختبارات على تلك النتيجة؛ الجزء الخلفي للعلبة؛ وأستطيع أن أؤكد لكم أنه حتى بعد بضع سنوات، ستظل الصورة كما هي. لكن إذا استخدمنا ألواناً عادية، فستبهت وتتلاشى بعد بضع سنوات. فهذا ابتكار رائع، ولهذا قمنا بتقديمه على مثل هذا النطاق الواسع، في معرض ساعات وعجائب.

1858 Geosphere Limited Edition 1858

هل يمكنك إخبارنا عن سبيكة لايم غولد Lime Gold، التي استخدمتموها لصنع ساعة مون بلان 1858 سبليت سَكَند كرونوغراف؟

هذه السبيكية مصنوعة من ثلاثة معادن مختلفة: الذهب بنسبة 750‰، والفضة بنسبة 238‰، والحديد بنسبة 12‰. فمزيج هذه المعادن الثلاثة معاً هو الذي يجعل من الممكن ابتكار وتكوين مادة لايم غولد. وهذه المادة ليست خضراء اللون تماماً، ولكن عندما تحرك الساعة ترى وجوداً متكرراً للون الأخضر، وهذا بالضبط ما كنا نبحث عنه. ومرة أخرى، قمنا باختبار هذا الذهب ووجدناه فائق الثبات، حيث نعلم أنه بعد خمس أو عشر سنوات، سيبدو بالضبط بنفس الشكل الذي يبدو عليه اليوم. ونحن بذلك أول دار للساعات، هنا في سويسرا، تقوم بإطلاق مثل هذه السبيكة. وقد خطرت لنا فكرة تصنيع هذه السبيكة منذ عامين، واحتجنا إلى عامين لتطوير الفكرة من الصفر، والآن نقوم بإطلاقها كإصدار محدود من 18 قطعة.

هل تتمتع سبيكة لايم غولد بوظائف أو مزايا أخرى أو أنها فقط لإضفاء اللون؟

لا، إنها فقط لإضفاء اللون، فقد كانت الفكرة هي ابتكار شيء مختلف تماماً مستوحى من ماضي الدار. وبالنسبة إلينا، فإن اللون الأخضر يعني شيئاً مهماً للغاية لسببين؛ الأول هو أن الأخضر هو لون الطبيعة والربيع، والسبب الثاني هو أن مصنع مينيرڤا أنتج في الماضي ساعات كرونوغراف ذات طابع عسكري، وعندما نفكر في الجيش فإن اللون الرئيسي المرتبط به يكون كذلك هو اللون الأخضر. فلهذين السببين قررنا التحول إلى اللون الأخضر في هذه الساعة.

تتميز الزجاجة الصفيرية التي توجد أعلى ميناء ساعة 1858 سبليت سَكَند كرونوغراف بمعالجة مضادة للمغناطيسية على الوجه الداخلي للصفير، فما مدى أهمية ذلك؟

المعالجة المضادة للمغناطيسية أمر رئيسي، حيث تلقينا طلبات من العديد من الزبائن بذلك، خصوصاً جامعي الساعات. فالمعالجة المضادة للمغناطيسية ستراها في العديد من ساعات الجامعين؛ لأن هواة جمع الساعات يطلبون المعالجة بطلاء مضاد للمغناطيسية. ولما كان هذا الإصدار المحدود من 18 قطعة مخصصاً فقط لجامعي ساعات العلامة، كان علينا تطويره وتزويده بتأثير مضاد للمغناطيسية.

هل يمكن أن تحدثنا عن الحركة الجديدة المستخدمة في إصداركم الجديد الآخر؛ ساعة مون بلان هيرتيدج فيثاغور سمول سكند؟ وهل ستقومون باستخدامها في ساعات أخرى في المستقبل؟

للإجابة عن هذا، أحتاج إلى العودة إلى تاريخنا. في أربعينيات القرن الماضي، قرر أندري فراي، مالك مصنع مينيرڤا ومهندس الساعات فيه، إطلاق ساعة ذات جسور تتمتع بخطوط وأشكال هندسية مثالية. وكل شيء كان مستوحى من مبدأ النسبة الذهبية؛ الرقم الذهبي 1.618… الذي طوره فيثاغورس. وقد تم استخدام هذا الرقم أثناء عصر النهضة في فرنسا، على سبيل المثال، من قبل العديد من الرسامين والفنانين. قرر فراي أنه يريد تصنيع آلية حركة ساعة بنفس المبدأ، وكان أول من فعل ذلك. وحتى الآن، كانت مينيرڤا هي الشركة الوحيدة في سويسرا التي تقوم بعمل ذلك. وقبل عامين، توصلنا إلى فكرة إعادة صياغة وتصميم هذه الحركة؛ لأنه في الأربعينيات كان كاليبر 48 يتمتع باحتياطي طاقة يبلغ حوالي 50 ساعة، فقررنا زيادة احتياطي الطاقة إلى 80 ساعة. لأنك بذلك إذا خلعت ساعتك وتركتها على الطاولة في مساء يوم الجمعة، ثم أخذتها لترتديها في صباح أو مساء يوم الاثنين، ستكون لا تزال تعمل. وكاليبر 48 هو كاليبر صغير، ولهذا يأتي ضمن علبة صغيرة يبلغ قطرها 39 مم. وإضافة إلى هذا، يمكننا بناء الكثير من التعقيدات فوق تلك الحركة، ولدينا كذلك العديد من الأفكار بشأن حركة ساعة أوريجينز.

لماذا كان التركيز على مفهوم الصحراء في ساعة 1858 جيوسفير؟

تركز الساعة على ما هو أكثر من الصحراء، حيث تركز على شراكتنا مع متسلق الجبال رينهولد ميسنر. وفي العام الماضي، عندما كشفنا النقاب عن ساعة جيوسفير، بميناء وحزام باللون الأزرق؛ كانت مخصصة للاحتفاء بالأنهار الجليدية. أما ساعة هذا العام فتم تخصيصها للإشادة بميسنر؛ لأنه تسلق أعلى جبل في العالم؛ جبل إيڨرست من دون إمدادات بالأكسجين، وفي العام 2004، قام بعبور صحراء غوبي، فقررنا صنع ساعة تروي تاريخ هذا العبور. لأننا لا نريد لساعاتنا أن تخبر عن الزمن فقط، بل بالقصص أيضاً. فنحن لا نبتكر ساعات تتبع الاتجاهات الحالية للموضة، بل ساعات ذات أهمية حقيقية.

Related Articles

Back to top button