منذ أن كُشف النقاب عن ساعة نايتز أوف ذا راوند تيبل الأولى في العام 2013، واصلت روجيه دوبوي تشكيل المظاهر الجمالية للمجموعة وتحسينها – مُتحليةً دوماً بالشجاعة في مواجهة التحديات. وفي أحدث رحلاتهم الملحمية – التي جاءت بإصدار محدود من 28 قطعة – تبدأ الأرض بالتصدع مرة أخرى، ليتم من داخلها استدعاء اثني عشر بطلاً شجاعاً للدفاع عن مملكتهم ضد تهديد الجليد.
اليوم، يتحرّك الفرسان الاثنا عشر المحفورون بشكلٍ دقيق صغريّ بنشاط، ويتّخذ كل منهم وضعية مُنفردة. يُعد هذا مشهداً خالداً ومُفعماً بالطاقة، كما لو كانت الثانية التالية ستتحوّل إلى معركة. ولتنفيذ هذه الأشكال المُتحرِّكة، يخضع الفرسان لعملية حِرفية دقيقة تتطلّب إتقاناً ودقّة.
تُبتكر نماذج من مادة الراتنج بالاستعانة بالرسومات الأولية لكل فارس بنسبٍ مثالية. تُجرى بعد ذلك عمليات مسح ثلاثية الأبعاد، تليها قولبة وصب في الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، لنحصل في النهاية على مجسمات للفرسان يبلغ طول كلٍ منهم 6مم. يستلم الحِرفيون كل قطعة بعد تلك الخطوة، لنقشها يدوياً ومنحها المظهر النهائي النابض بالحياة، باستخدام البراعة الفنية المُتقنة. وتستغرق هذه المهمة من يوم إلى ثلاثة أيام، لإنجاز كل فارس، وهي مهمة تتطلّب صبراً حقيقياً.
تشتهر عملية بحث الفرسان الأيقونية عن الكأس المُقدّسة، بالانتقال عبر بقاع بعيدة ومسارات محفوفة بالمخاطر. هنا، واجهت المجموعة أرضاً مُغطّاة بالجليد، تقع فوق بحيرة عميقة وحيوية. وهنا، ومرة أخرى، يتحقّق الشعور بالحركة بشكلٍ رائع، إذ ينفتح الميناء ليُواجه فرساننا بأحدث تهديد لهم. بدايةً من الحافة الخارجية، أطَّرَت روجيه دوبوي المشهد بالكامل داخل حلقة من الزجاج الشفاف باللون الأزرق الجليدي، والمُصنَّع بطريقة مورانو. وتستغرق العملية 6 أشهر من البحث المُتعمِّق والمحاولات، للوصول إلى درجة هذا اللون بالتحديد، ولإضفاء تلك الحيوية الآسِرة على الساعة.
يُستخدم الزجاج ذو اللون الأزرق الجليدي نفسه في القرص الرئيسي، إضافة إلى الكتل الكبيرة التي تنهار من البحيرة. وللحصول على تأثير لمعان الجليد المُتطاير، تُطلى الكُتل بالخزف غير المُزجّج من ليموج – وهي تقنية مُميّزة للغاية، تشتهر بجودتها العالية وطبقتها الخارجية الصلبة. وأهم من ذلك، تُوفِّر هذه التقنية لمسة نهائية غير لامعة، تتوافق بشكلٍ رائع مع الأسطح اللامعة للزجاج. ومن ثم يقوم حِرفيو روجيه دوبوي بجمع كل كتلة واحدة تلو الأخرى، لتكوين أحجية ثلاثية الأبعاد ذات تركيبة جذرية. يُمثِّل ذلك تحدياً يستغرق إتمامه شهراً، إضافة إلى تشكيل الفرسان، ويتطلّب مثابرة كبيرة.
صُمِّمت علبة الساعة من التيتانيوم الدمشقي بقطر يبلغ 45 مم – احتفاءً بالنمط القديم لحِرفة الفولاذ التي تعود لقرونٍ مضت. ويُضفي استخدام التيتانيوم مظهراً فاخراً وعصرياً للغاية على الساعة، إلا أن النمط الدمشقي هو ما يجعلها فريدة. كخطوة أولى، يضع الحدَّاد مجموعة من رقائق التيتانيوم من الدرجة الثانية والخامسة معاً. بعد ذلك، تُوضع الرقائق في فرنٍ مُتوهِّج مضبوط على أعلى درجة حرارة. وفي أثناء اشتعال المعدن، يُطرَق بشدّة، كي تتشكّل الطبقات الأوَّلية لتُصبح كتلة واحدة صلبة.
الآن، تُسخَّن الكتلة وتُطرَق مِراراً وتكراراً لتمديدها وتشكيلها. وتستمر تلك العملية المُشتعلة عدّة مرّات إلى أن يتكوّن العدد المطلوب من الطبقات والطيات، ثم تُخضِع الدار المعدن إلى حمام حمضي، حيث عند تغطيس المعدن في المحلول، تبدأ طبقات التيتانيوم من الدرجة الثانية في الظهور – لينشأ نمط مُموّج جذّاب يمتد عبر علبة الساعة المعدنية بالكامل. إنها خطوة صعبة، ولكن تتجاوز جودة المظهر الجمالي والمتانة المعايير النمطية، وتُنتِج تصميماً أكثر روعة لمرتديه. وقد أضاف المُصمِّمون إطاراً من التيتانيوم المصقول، يُثبّت فوق علبة الساعة المصنوعة من التيتانيوم الدمشقي، بحيث يُضفي تبايناً رائعاً بين اللمسة النهائية غير اللامعة، والنمط الفريد لجسم الساعة الرئيسي.
ومن غير المنطقي أن يُبتكر فرسان بتفاصيل دقيقة كتلك، ثم يُخفون عن الأنظار. لهذا السبب، ابتكرت روجيه دوبوي نافذة أسفل الإطار؛ كي يتمكّن مرتدو الساعة دوماً من الاستمتاع بالأشكال من جميع الزوايا المُمكِنة؛ فمن الأعلى أو من الجانب، ستكتشف تفصيلة جديدة مع كل نظرة.
على ظهر العلبة، يوجد عرض للثقل المتذبذب الرائع باللون الأزرق – وهو مُستوحى من النوافذ الزجاجية المُلوّنة، التي كانت تُميّز الكنائس والقلاع في العصور الوسطى. وتتميّز الأشكال الهرمية المائلة بثباتها، وتُحاكي الشقوق المثلثة حول حواف الساعة. في المنتصف، يدور الوزن المُهيكل مع حركة الساعة. لم يتم المساس بالأداء على الرغم من كون العلبة أخف وزناً، وأصغر من الثقل المتذبذب النموذجي، حتى مع وجود ذراع رفع أقصر.
تستمد هذه الساعة الرائعة طاقتها من كاليبر RD821 الأوتوماتيكي أحادي الموازنة، والمُصمّم داخل مصنع الدار المتكامل. تتميّز الساعة بلمسات نهائية يدوية في جميع الأجزاء، وهي مُصمّمة من 172 مكوناً، وتُحافظ على أعلى معايير التميُّز، وذلك وفقاً لمعايير دمغة جنيڤ؛ والتي تُعد أحد أكثر أختام الشهادات تميزاً في عالم صناعة الساعات اليوم.
في الوقت نفسه، ابتُكر التاج وواقيه عمداً على شكل حارس السيف، إذ صُمِّم كما لو كان النصل عالقاً داخل الساعة، تماماً مثل السيف المغروس في الحجر، والذي سحبه آرثر في دلالة على مصيره كملكٍ حقيقي. تُقدم الساعة مع حزام باللون الأزرق الداكن، مجهّز بنظام الفك السريع، الذي يتيح لمُرتدي الساعة تغيير الحزام في ثوانٍ، وتغيير مظهر الساعة إلى الشكل المُفضّل لديه.