قدّم جناح “واتش بوكس” في معرض “أسبوع دبي للساعات”، فرصة لزائري هذا الحدث المهم لاستكشاف مجموعة مختارة من الساعات المستعملة ضمن المخزون العالمي للشركة، البالغة قيمته 80 مليون دولار أميركي، فضلاً عن التواصل مع موظفي “واتش بوكس” ذوي الخبرة، لمعرفة المزيد عن هذه المنصة العالمية للساعات المستعملة، والخدمات التي توفرها لعشاق الساعات في جميع أنحاء العالم. على هامش “أسبوع دبي للساعات”؛ جلسنا إلى أماندا إليسون – الرئيس العالمي والرئيس التنفيذي للعمليات لعلامة “واتش بوكس” – لتشرح لنا من خلال حديثها معنا هذا المفهوم الجديد الذي يكتسح عالم صناعة الساعات.
هل يمكنك أن تخبرينا عن “واتش بوكس” وكيف بدأت؟
وُلدت “واتش بوكس” رسمياً كعلامة في نوڨمبر من العام 2017. إلا أن أصولها تعود إلى إحدى شركات التجزئة في الولايات المتحدة، هي شركة “غڨبيرغ” التي يبلغ عمرها 100 عام. وكانت الساعات المستعملة (المملوكة سابقاً) سوقاً قوية بالفعل بالنسبة إلى “غڨبيرغ”، حيث كانت شركة رائدة في هذا المجال. وعندما عقد داني غڨبيرغ شراكة مع ليام وي تاي وجاستن ريس، قرروا أنهم سيقومون بالتركيز على سوق الساعات المستعملة، ومن ثم توصلنا إلى مفهوم “واتش بوكس”.
كيف غطيتم الاستثمار الضخم اللازم لرأسمال بدء تشغيل “واتش بوكس”؟ وكيف يعمل مفهوم إعادة بيع وشراء الساعات المستعملة في “واتش بوكس”؟
لدينا مستثمرونا الذين يؤمنون بنا وبالمفهوم الخاص بنا. أما بالنسبة إلى طريقة عمل مفهوم إعادة بيع وشراء الساعات المستعملة؛ فبداية نحن نعمل بشكل مختلف، وبدلاً من وصف “واتش بوكس” كمنصة للتجارة الإلكترونية، أفضل وصفها بأنها منتدى للتجارة الشخصية. وتبدأ الرحلة مع “واتش بوكس” على الإنترنت، لكنها بشكل عام تنتهي على الهاتف. فنحن نشترى من المستهلك ونبيع لمستهلك آخر، حيث لا أحد يفعل ذلك؛ إذ إنك عادة عندما تذهب إلى الشارع 47 في نيويورك أو إلى السوق هنا، إلى حيث تاجر يقوم ببيع الساعات المستعملة – أو “بتقليبها” – فإن هامش الربح الذي يحصل عليه مثل هذا التاجر يكون صغيراً ومحدوداً. لكننا في “واتش بوكس” ننظر إلى الساعات (المستعملة) بطريقة مختلفة؛ فنحن نستثمر في ساعاتنا، ونعيد تشطيبها، ونقدم خدمة بيع لساعاتنا، كما أننا نضمن ساعاتنا. فنحن واقعياً نأخذ عقلية تجارة الساعات الجديدة، لنطبقها على الساعات المستعملة، لنطور ونرتقي بتجربة تجارة الساعات المستعملة بالكامل.
وكيف تحدث عملية اختيار الساعات؟ هل تقومون بشراء جميع الساعات التي ترد إليكم أو أنكم فقط تشترون ساعات لعلامات مختارة وموديلات مختارة؟
في الواقع نحن ندير محفظتنا من الساعات وكأنها محفظة أسهم، فلدينا محللون مختصون، كما ننظر إلى جوانب معينة من كل علامة، ومن ثمّ نقوم بالشراء وفقاً للبيانات التي تتوافر لدينا من خلال إدارة المحفظة. وهناك أيضاً اللمسة الشخصية والشعور الداخلي للتاجر، وما أود قوله هو أنه داخل خيارات الشراء الخاصة بنا يلتقي العلم بالفن، وبهذه الطريقة يتم اتخاذ القرار في “واتش بوكس”. فنحن لا نقوم بشراء كل ساعة نقابلها في طريقنا، كما أننا نمتلك جميع الساعات المعروضة في “واتش بوكس”.
والآن وقد أصبحت “واتش بوكس” منصة عالمية، هل ستقومون بتوسيع محفظتكم لتشمل العلامات المستقلة حيث إن السوق الآسيوية أكثر ترحيباً بعلامات الساعات المستقلة؟
نعم، يجب عليك دائماً أن تكون حساساً تجاه الفروق الدقيقة التي تميز كل منطقة؛ حيث تختلف الثقافات وكذلك الاتجاهات والأذواق. فعليك هنا أن تفهم أنه لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع. لكننا أدركنا من خلال عمليات التحليل أن بعض العلامات الأساسية في الصناعة، وكذلك بعض الموديلات الأساسية؛ تناسب جميع الأسواق. هناك أيضاً فروق دقيقة تميّز كل سوق، وموديلات وعلامات معينة أكثر شعبية في سوق مقارنة مع سوق أخرى. فنحن ننظر إلى الأمر بنظرة عالمية، كما ننظر إليه بنظرة محلية، ويمكن القول إننا نتعامل مع الأمر بعقلية عالمية وخبرة محلية.
ما هي العلامات التي تحقق من خلالكم أفضل مبيعات عالمياً؟ وفي مقابل هذه العلامات العالمية، ما هي العلامات التي تحقق أفضل مبيعات في الأسواق الإقليمية؟
العلامة الأولى لدينا هي “باتيك فيليب”، ثم تليها في المرتبة الثانية “رولكس”، ومن ثم “إف بي جورن”، وبعدها تأتي “أوديمار بيغيه”. هذا بالنسبة إلى العلامات التي تحقق أفضل مبيعات عالمياً، أما بالنسبة إلى المبيعات التي تحقق أفضل مبيعات في الأسواق الإقليمية، ففي الولايات المتحدة تحقق “أوفيتشيني بانيراي” أداءً جيداً جداً، بينما تُباع ساعات “ريتشارد ميل” بأعداد كبيرة في آسيا، وما زلنا نتعرف على سوق دبي. وبخصوص سويسرا فلا أعتقد أن هناك علامة معينة قد سبقت الباقين.
كيف بدأت الشراكة مع مجموعة “أحمد صديقي وأولاده”؟
أول اتصال بيننا تم من خلال باتريك هوفمان، نائب الرئيس التنفيذي للقسم السويسري في الشركة، وباتريك يعرف عبد الحميد صديقي، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة “أحمد صديقي وأولاده”؛ منذ أن كان يعمل في “أوليس ناردين”، حيث قدم عرضاً موجزاً للشركة في معرض “بازل” للسيد حميد، الذي أتى بعد ذلك لزيارتنا في فيلادلفيا في شهر يوليو من العام 2018، وتبعه بفترة وجيزة أفراد عائلة صديقي. ولاحقاً جئت أنا هنا إلى دبي، ثم كانت هناك بضع زيارات متبادلة، حيث قمت بزيارة دبي ربما ست مرات في العام الماضي. وبمرور الوقت تشكلت بيننا علاقة حقيقية، وأعتقد أن الشيء الخاص في هذه الشراكة هو أن القيم الأساسية هي نفسها لدى الطرفين. وتُعد الشراكة بيننا طبيعية للغاية، فأنا شخصياً أحب العمل مع الأشخاص وليس مع الشركات؛ ولذا فإن العلاقات تأتي أولاً، وهذا هو أول ما بدأنا به مع عائلة صديقي؛ وهو الأمر الذي يفوق كل شيء آخر.
هل سيقدم مكتب “واتش بوكس” في دبي خدماته لدبي فقط أم أنه مخصص لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل؟
سيقدم المكتب خدماته لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل، وقد قمنا بالفعل بافتتاح بوتيك هنا في دبي؛ في “مركز دبي المالي العالمي”، وسيكون البوتيك الأول من بين العديد من المتاجر الأخرى. ويغطي المشروع المشترك بيننا دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق العربي؛ لذا نحن نفكر في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وهذا البوتيك هنا في دبي هو الخطوة الأولى؛ حيث لدينا الآن حوالي 200 ساعة معروضة في البوتيك. وأيضاً إذا قمنا بشراء ساعة هنا، فستتم صيانتها هنا من خلال مركز صيانة “صديقي”.
ما هي مصادركم للحصول على الساعات؟
يمكننا أن نشتري ساعتك مقابل ساعة أخرى مستعملة، كما يمكننا أن نشتري ساعتك مقابل ساعة جديدة، كذلك يمكننا فقط شراء ساعتك مباشرة، أو يمكننا أن نبيعك ساعة. فنحن نقدم لزبائننا جميع الخيارات المتاحة، وهذا هو ما يريده الزبون حقاً. فالزبائن يريدون خيارات، و”واتش بوكس” تقدم لهم هذا.
كيف تمكنتم من امتلاك مثل هذا الفريق من ذوي الخبرة، حيث إن الساعات الفاخرة مجال واسع للغاية كما أن عدداً من العلامات لديها الكثير من المراجع التي تتحرك باستمرار؟
ليس ذلك بالأمر السهل، وأعتقد أن لدينا واحداً من أقوى فرق الموظفين والخبراء. وما نحتاج إليه فقط هو معرفة خلفياتهم وخبراتهم السابقة، إلا أنه من غير المعتاد أن يكون لديك مثل هذا الفريق. ونحن نؤمن بأهمية التعليم في هذا المجال ونستثمر فيه كثيراً. فمن خلال استوديوهات “واتش بوكس” نريد تثقيف زبائننا ومستهلكينا، لكن أيضاً نريد التركيز كثيراً على تثقيف التجار المتعاملين معنا؛ حيث نقدم لهم الموارد، والتدريب، ونعدهم للنجاح في عملهم.