لقاءات

پرپتويل غاليري: تحويل الشغف إلى مشروع ناجح

پرپتويل غاليري Perpétuel Gallery هي من بنات أفكار حمدان الهديدي، مؤسس پرپتويل وأشفيلدز للاستشارات – الشركة الأم لشركة پرپتويل غاليري. افتتح حمدان پرپتويل عقب جائحة كورونا مباشرة، وفي وقت قصير جداً ووسط سوق مضطربة مرهقة؛ ليجعل من پرپتويل المكان المفضل لخبراء الساعات وعشاقها ليس فقط من المنطقة، ولكن من جميع أنحاء العالم. التقينا حمدان لمحاولة فهم كيف ولماذا ظهرت پرپتويل إلى حيز الوجود، وسبب نجاحها الكبير.

كيف بدأ حبك للساعات؟
بدأ شغفي بالساعات في سن مبكرة، تقريباً منذ سن المراهقة. وقد كان والدي مصدر إلهام لي – حيث كنت أنظر إليه وهو يرتدي أفضل الساعات ويستخدم أفضل الأقلام. فبالنسبة إلينا كرجال، ليس لدينا الكثير من الأكسسوارات لارتدائها؛ حيث لدينا فقط الأقلام وأزرار الأكمام والساعات. وقد كنت دائماً أتطلع إلى والدي، وألاحظ ما يرتديه وكيف يبدو، فنحن جميعاً نرغب دائماً في أن نكون مثل آبائنا.

ما نوع الساعات التي كان يستمتع والدك بارتدائها؟
معظم أبناء ذلك الجيل الذي ينتمي إليه والدي كان يفضل ساعات من إنتاج علامتي رولكس وأوميغا. كان لديه ساعات أوميغا يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن الماضي؛ ساعات رسمية ذات موانئ مصنوعة من عرق اللؤلؤ ومرصعة بالألماس – جميعها كانت جذابة للغاية وذات مظهر رائع. كما كان لديه عدد من ساعات داي-ديت من رولكس، وساعات باتيك بتصاميم مميزة؛ ومعظم ساعاته كانت من الموديلات الشهيرة في تلك الحقبة – أعني سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة. وشملت مجموعة ساعاته ساعات أوميغا وساعات رياضية اعتاد ارتداءها باستمرار. كما اقتنى أيضاً ساعات من إنتاج العلامات الجديدة التي ظهرت لاحقاً؛ ولذا كان لديه ساعات إف بي جورن الحديثة، وساعات باتيك الحديثة، لكن شغفه كان الساعات الكلاسيكية.

عندما بدأت جمع الساعات، هل كنت تفضل العلامات التقليدية أو الحديثة؟
أول ساعة اشتريتها كانت رولكس، وكان والدي قد أهداني سابقاً، عندما كنت في المدرسة، ساعة رولكس داي-ديت. بعد ذلك، بدأت البحث المتعمق وقرأت الكثير عن باتيك فيليب؛ وأتذكر شرائي أولى ساعاتي من باتيك فيليب – ساعة أكوانوت – في أوائل العقد الأول من هذا القرن. وبعد شهر واحد، رأيت ساعة نوتيلوس داخل نافذة عرض، واشتريتها؛ حيث كان من السهل شراء ساعات نوتيلوس في ذلك الوقت. منذ تلك اللحظة، بدأت قراءة المزيد عن صناعة أدوات قياس الزمن وصناعة الساعات الراقية المستقلة. وبسبب ذلك، بدأت شراء ساعات من العديد من العلامات المستقلة قبل أن يعرف الناس حتى عن وجود هذه العلامات بوقت طويل.

كم من الوقت استغرق حبك وتركيزك على العلامات التقليدية حتى وصل شغفك ليشمل صانعي الساعات المستقلين والعلامات الكلاسيكية؟
استغرق الأمر مني حوالي من 10 إلى 20 عاماً، حيث بدأت جمع الساعات عندما كنت في السابعة عشرة، واستغرق الأمر حوالي 10 سنوات لكي أتعلم وأكوّن مجموعتي. بالطبع، هذه رحلة لا بد أن تُرتكب خلالها أخطاء، لكن الشيء المهم هو أن تتعلم من أخطائك.

كيف نشأت فكرة پرپتويل غاليري؟
بصراحة يجب أن أشكر جائحة كوڨيد التي حدثت في العام 2020، فلم يكن لدي أدنى فكرة أنني سأطور هذا الأمر بشكل احترافي. فجميع الدراسات التي قمت بها، والدورات التي حصلت عليها؛ كانت كلها فقط لتأسيس مجموعتي الخاصة من الساعات. لم أكن أنتوي أبداً الدخول إلى هذا المجال كمحترف. وفي العام 2020، عندما كان العالم بأسره في حالة انتظار، فكرت في افتتاح شركة في مجال الاستشارات المتعلقة بصناعة الساعات – شركة Ashfields Consultancies Limited، والتي لا تزال موجودة، وهي المالكة لشركة Perpétuel پرپتويل. فبينما كان الناس يغلقون شركاتهم، قمت بافتتاح شركة وبدأت العمل؛ كانت شركة تقدم استشارات في مجال صناعة الساعات، والمشورة لهواة الجمع حول ما يجب جمعه وكيفية جمعه، وكذلك تنسيق مجموعات الساعات، وتقديم المشورة للعلامات، وتوجيهها محلياً ودولياً. فإذا واجهت تلك العلامات أي عقبات، كنا نقوم بتشخيص مشكلاتهم، ونقدم لهم الحل، ونرافقهم في رحلتهم حتى يقفوا على أقدامهم مرة أخرى. ثم أدركت أنني أحتاج إلى مساحة للبيع بالتجزئة، لتعكس ما أردت أن أقدمه لمحبي الساعات في الشرق الأوسط، وهذا شيء يفتقر إليه جامعو الساعات هنا في الشرق الأوسط، وليس فقط في دبي.

أطلقتُ شركة پرپتويل غاليري، وقمت بجلب العلامات التي أؤمن بها. وأنا أول عميل للعلامات التي لدينا في پرپتويل غاليري؛ فلكل ساعة، ولكل إصدار من الساعة – سواء كانت الساعة قيمتها 1000 دولار أو مليون دولار – أكون أنا العميل الأول. وهذا يعني أنني أؤمن حقاً بالعلامة، وأتوقع نجاحها في المستقبل، وأن لديها استراتيجية رائعة. وإنها مسؤولية كبيرة؛ حيث لا يمكنني تقديم شيء للعميل لا أؤمن أنا به. واليوم، نحن في وضع نتلقى فيه يومياً رسائل عبر البريد الإلكتروني من العديد من العلامات يطلبون فيها منا تمثيلهم، ولكن قبل أي شيء، يكون سؤالي الأول هو هل كنت سأرتدي هذه الساعة؟ هل كنت سأرتضيها لنفسي؟؛ فإذا كانت الإجابة لا، فلن أرتضيها إذن لعملائي.

هل تواجه أي صعوبة في إقناع عملائك ببعض العلامات التي تمثلها، حيث إن بعضها ليس مشهوراً بما فيه الكفاية وبعضها متخصص؟
في البداية، نعم واجهت صعوبات. في العام 2020، كان الأمر صعباً، لكن اليوم أصبح أسهل كثيراً، لا يزال الأمر يمثل تحدياً ولكنه أسهل كثيراً. كان هدفي هو تزويد الشرق الأوسط بعلامات مستقلة راقية رائعة، واليوم بفضل تجربة علامة Krayon التي تتمثل في إصدار محدود من 15 قطعة، أنا سعيد جداً. فقد وصلت نسبة 25% من هذه الساعات إلى منطقة الشرق الأوسط، بينما ذهبت نسبة أخرى بين 25-35% إلى أوروبا، و45% إلى أميركا. لقد كانت تجربة جيدة لأنها تثبت أننا دوليون، وقد بيعت الساعات المخصصة لنا بالكامل؛ حيث لم يعد لدينا مخزون من ساعة Krayon Anywhere Perpétuel Edition، ما يمثل إنجازاً رائعاً. وقد كنا أول متاجر التجزئة التي تقوم ببيع تلك الساعة. واليوم، عندما يعلم عملاؤنا بذلك، يدركون أنهم بحاجة إلى التعلم، وأنهم بحاجة إلى اللحاق بالإصدار التالي والإصدارات التي تليه. الناس اليوم يجبرون أنفسهم على التعلم حتى لا يفوتهم شيء؛ فهم يرون العديد من أصدقائهم في أوروبا والشرق الأوسط مهتمين بالعلامات المتخصصة والعلامات المستقلة؛ فيسألون أنفسهم: لماذا هم يتمتعون بالمعرفة وأنا لا؟ أو كيف يعرفون عن هذه الأمور؟، فيتجهون إلى أصدقائهم الذين يوجهونهم إلى پرپتويل، حيث نقدم لهم نحن المعرفة التي نرى أنهم بحاجة إليها.

لا تمثل پرپتويل فقط العلامات شديدة الحصرية مثل Roger W Smith و AuffretوKrayon، ولكن أيضاً العلامات ذات الأسعار المعقولة بالنسبة إلى تلك العلامات؛ فمتى قررت تلبية الاحتياجات من تلك العلامات المستقلة ذات الأسعار المعقولة؟
هناك الكثير من العلامات الصغيرة، ولكنها ليست جميعاً جيدة. فهناك كل عام المئات من العلامات الصغيرة التي تُفتتح ثم تغلق، لأنها لا تستطيع الاستمرار، ولا أحد يسمع عنها. وپرپتويل ليست فقط صالة عرض لبيع الساعات التي يتطلب صنعها مهارات وحرفاً عالية المستوى، والتي تبلغ أسعارها مليون أو 500 ألف أو 300 ألف دولار، ولكننا نحاول تقديم شيء بأسعار معقولة لكنه غير متاح أو لا يمكن الوصول إليه؛ شيء بسعر معقول وفي الوقت نفسه انتقائي، حتى من وجهة نظر العميل. نعم، هي ساعة بقيمة 5000 دولار أو تكلفتها 2000 دولار، لكننا نحاول إثارة الاهتمام بها. أي نحاول جعلها إصداراً محدوداً، لكن في بعض الأحيان لا يكون ذلك ممكناً. أحياناً أعلم أنه إذا قمنا بصنع 500 قطعة من ساعة ما، فسيمكننا بيعها، لكنني لا أفعل ذلك. أقوم بصنع أعداد أقل؛ 100 أو 200 قطعة منها، وأحياناً حتى 70. أعلم أنني سأبيعها بالكامل، لكنني أفعل ذلك لخلق الحاجة، ولجعل عملائنا يشعرون بأنهم مميزون. واليوم، فإن ما يقرب من 50% من عملائنا الذين يشترون من العلامات الصغيرة هم من جامعي ساعات العلامات الكبيرة.

متى قررت افتتاح پرپتويل غاليري؟ ولماذا قررت افتتاحها في مركز دبي المالي العالمي؟
كان ذلك بعد ستة أشهر من افتتاحي أشفيلدز. ولو لم يكن هذا الموقع لما قمت بافتتاح پرپتويل. لم أفصح عن هذا علناً من قبل، لكن إذا لم يكن الموقع في Gate Village في مركز دبي المالي العالمي DIFC، لما قمت بذلك. وبصفتنا ممثلين لعلامات صناعة الساعات المستقلة الفاخرة، فإن صالة العرض الخاصة بنا لا يمكن أن تكون في مكان أقل حصرية وتميزاً من أماكن صالات العرض الفنية. فكل صانع ساعات راقية مستقل هو فنان، وبالنسبة إلى جميع الفنانين مثل بيكاسو، فإن فنهم يعكس شخصياتهم، والأمر نفسه ينطبق على صانعي الساعات المستقلين. كما أن أعمال صانعي الساعات المتميزين مثل Roger Smith و Theo Auffret و Krayonو BorraccinoوSinger Reimagine – تعكس معرفتهم كما تعكس أذواقهم. فعندما ترى ساعاتهم، فإنك ترى صانعي الساعات أنفسهم، وترى كيف يفكرون. فإذا رأيت كيف يقوم Krayon أو Roger بصنع علب ساعاتهم، ستدرك حينها أنه بينما أحدهما يمثل الطابع الحديث، فإن الآخر تقليدي للغاية. إن صانعي الساعات هؤلاء لا يقلون عن أي فنان؛ ولهذا السبب لا يمكن أن تكون هذه الساعات معروضة لدى وكيل للتجزئة، بل يجب أن تكون داخل صالة عرض، وهذا هو سبب أنني لم أرغب في أن يكون المكان أقل شهرة ومكانة من مركز دبي المالي العالمي.

ما هي أولى العلامات انضماماً تحت مظلة پرپتويل؟ وكيف تمكنت من ضمها؟
Krayon و Roger W Smithكانتا أولى علامات صناعة الساعات الراقية المستقلة لدينا. فقد كنت عميلاً لهما قبل أن أصبح ممثلاً لهما. كنت عميلاً لكل علامة تراها هنا قبل أن أبدأ في تمثيلها. كان Theo يعمل على نموذجه الأولي لساعة Tourbillon à Paris، وكان قيد الإنشاء قبل ظهور پرپتويل للنور. وهذا يعني أنني كنت عميلاً له قبل أن أكون ممثلاً له. وقد كان المعرض الذي استضفناه، وشارك فيه Roger وTheo، ناجحاً للغاية؛ لأنه أظهر كيف أن هناك إمكانية لكي يتعلم الناس ويعرفوا المزيد، حتى لو لم يشتروا – وهذا هو الهدف؛ فبالنسبة إلينا الأولوية هي تثقيف الناس.

كيف يمكنك تلبية طلبات عملائك في حين أن معظم العلامات التي تمثلها لا تنتج إلا حوالي 20-30 ساعة في السنة، فضلاً عن أنها تورد إلى مناطق أخرى حول العالم؟ 
يرجع هذا مرة أخرى إلى المعرفة والنظرة إلى صناعة الساعات؛ فنحن نحاول تثقيف الناس بأن عليهم الانتظار. وأنهم يتعين عليهم أن يكونوا صبورين؛ لأن هذا هو ما يجعل الساعة مختلفة ومميزة. ودعني أوضح هذا بمثال: لنفترض أنك اليوم في وضع مالي جيد، ثم ذهبت إلى أي من العلامات المشهورة في محاولة لشراء ساعة؛ فأخبروك بأن عليك الانتظار وأنك ستوضع على قائمة الانتظار. ولكنك يمكنك الذهاب إلى السوق، وربما تدفع 3 أو 5 أو 10 أضعاف السعر، وستتمكن من الحصول على الساعة في نفس اليوم. الشيء المثير هنا، أن هذا لا يمكن حدوثه مع العلامات المستقلة؛ فأنت لا يمكن أن تستيقظ ذات صباح وتقول: لدي المال المطلوب، وأريد ساعة Roger Smith الآن. وهذا ما يجعل الناس مهووسين، ويجعلهم راغبين في تعلم المزيد، كما يجعلهم يقبلون الانتظار بصبر. إنهم على استعداد للانتظار لمدة عامين للحصول على ساعاتهم، وفي الوقت نفسه يرغبون في رؤية ما هو جديد، ومن سيحقق النجاح في غضون عام أو عامين، ليحجزوا ساعتهم من الآن. هنا، يكون لديهم الدافع للتعلم.

إحدى نقاط قوتنا الرئيسية هي أن هواة الجمع اليوم يرغبون في أن يكونوا الأوائل. يريدون أن يكونوا على دراية بالأمر، ويرغبون في أن يبدو عليهم أنهم على دراية بالأمر. والظهور بمظهر العالم بالأمور ليس خطأ؛ لأن ذلك على المدى الطويل سيجعلهم على دراية بالفعل. فالشخص يظهر بمظهر العالم بالأمور، ثم يتعلم ليصبح بعد ذلك عالماً بالفعل.

من أي منطقة تحصل على عملائك لمتجرك الإلكتروني؟
من الشرق الأوسط وغيرها من المناطق حول العالم؛ فاليوم لدينا عملاء من الشرق الأوسط، وأميركا، واليابان، وتايوان، وجنوب أفريقيا، وأستراليا؛ ومن أماكن أخرى. ولهذا السبب أعتقد بصدق أن پرپتويل تجربة جيدة جداً.

ماذا كانت أول علامة صغيرة تعاونت معها؟ وكيف كانت ردود الأفعال بشأنها؟
Baltic كانت أول علامة صغيرة تعاونت معها، وقد فوجئت للغاية بردود الأفعال الرائعة والطلب على ساعاتها. ونحن اليوم أصدقاء مقربون جداً للعلامة. لقد أُعجبنا للغاية بما قدموه، وقد منحونا الإثارة التي جعلتنا نرغب في استكشاف المزيد.

لمزيد من التفاصيل، يرجى زيارة  https://perpetuel.com

For more details, please visit https://perpetuel.com/

Related Articles

Back to top button