لقاءات

غراند سيكو: صياغة هوية علامة تجارية

حظيت غراند سيكو، أول صانع ساعات غير أوروبي يُدعى للمشاركة في معرض Watches & Wonders، باهتمام ملحوظ، وحققت شهرة كبيرة في غضون سنوات قليلة. تحدثنا إلى السيد أكيو نايتو – رئيس شركة ساعات سيكو Seiko Watch Corporation، ورئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة غراند سيكو أميركا – حول علامة غراند سيكو، وانفصالها عن العلامة الأم سيكو.

الآن وقد أكملتَ 40 عاماً في العمل مع شركة سيكو، هل لك أن تخبرنا كيف بدأت العمل مع سيكو؟ وما هي أبرز محطاتك هناك؟
بعد تخرجي في الجامعة انضممت إلى سيكو كأحد أفراد فريق القسم القانوني؛ كمحامٍ داخلي. قضيت ما يقرب من 15 عاماً في القسم القانوني، ثم نُقلت من القسم القانوني إلى القطاع التجاري؛ قطاع الساعات. بعد ذلك بوقت قصير، تم تعييني لأكون المدير الإداري لشركة سيكو أستراليا، حيث أمضيت أربع سنوات في إدارة السوق الأسترالية.

سيكو هي علامة شهيرة ومعروفة جداً في اليابان منذ فترة طويلة جداً، لكنها توسعت على الصعيد الدولي في السنوات السبع أو الثماني الماضية فقط؛ فلماذا استغرق الأمر من غراند سيكو كل هذا الوقت لتصبح علامة عالمية؟
كانت سيكو علامة معروفة جداً ومشهورة ليس في اليابان وحدها، وإنما على امتداد العالم كله، بينما تم إطلاق غراند سيكو عالمياً في العام 2010. في السنوات القليلة الأولى بعد الإطلاق، عانينا حقاً في تطوير اسم غراند سيكو خارج اليابان؛ لأنه بالنسبة إلى الكثير من عملائنا كان من الصعب التفرقة والتمييز بين غراند سيكو وسيكو. ثم في العام 2017، قررنا فصل سيكو عن غراند سيكو، وجعل غراند سيكو علامة مستقلة، وحينها بدأت العلامة تصبح معروفة جداً على المستوى الدولي، وفي ذلك الوقت كنت في سوق الولايات المتحدة، حيث كانت مهمتي تطوير اسم غراند سيكو هناك. وفي العام التالي، أي في العام 2018، أنشأنا غراند سيكو أميركا ككيان منفصل، وشركة فرعية منفصلة عن شركة سيكو أميركا. وقتها فقط بدأ التجار ووكلاء التجزئة، وكذلك وسائل الإعلام، يلمسون مدى جديتنا في تطوير غراند سيكو كعلامة منفصلة.

هل كان اتخاذ القرار بجعل غراند سيكو كياناً منفصلاً؛ قراراً صعباً؟
في ذلك الوقت، كانت نسبة أكثر من 90% من مبيعات غراند سيكو تحدث في السوق المحلية اليابانية، وبالنسبة إلى عملائنا المحليين لم يكن من الضروري فصل غراند سيكو عن سيكو. لقد بدأنا شركة غراند سيكو في العام 1960، ولمدة أكثر من 50 عاماً عرف الناس غراند سيكو كعلامة فاخرة ضمن عائلة سيكو. لذا، بالنظر إلى السوق المحلية اليابانية وحدها، لم يكن من الضروري جعل غراند سيكو علامة مستقلة. ولكن لأننا رأينا الإمكانات الهائلة، وإمكانية تحقيق غراند سيكو نمواً كبيراً خارج السوق المحلية اليابانية – فقد قررنا فصل غراند سيكو عن سيكو، لكننا كنا متخوفين من الارتباك الذي قد يحدث بين المستهلكين اليابانيين، وكنا نفكر ما الذي سيحدث لشعارات كلٍّ من سيكو وغراند سيكو القديمة الموجودة بالفعل في السوق؟ وكيف سنتعامل مع هذه الفترة الانتقالية؟ كنا قلقين بشأن هذه الأمور عندما قررنا فصل غراند سيكو عن سيكو، لكن الأمر كان ناجحاً للغاية، وحققت غراند سيكو نمواً سريعاً جداً فاق توقعاتنا.

في العام 2022، قمتم بإطلاق ساعة غراند سيكو كودو كونستنت-فورس توربيون، والتي فازت بإحدى جوائز مسابقة جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات الراقية GPHG لذلك العام، كيف كان شعورك أنت والفريق حيال ذلك؟
لقد كان شرفاً عظيماً لنا حقاً. فقد كانت تلك الساعة أول تعقيدة ميكانيكية من غراند سيكو. كنا، بالطبع، واثقين من تقدمنا التكنولوجي، ولكن الاعتراف بهذا التقدم من قبل جائزة GPHG، التي تُعدّ التكريم الأكثر رفعة ومقاماً في عالم صناعة الساعات؛ جعلنا جميعاً فخورين جداً.

اتخذت غراند سيكو شعاراً لها هو Inspired by nature أو مستوحاة من الطبيعة، هل يمكنك أن تشرح لنا ماذا يعني ذلك؟
فلسفة علامة غراند سيكو هي فلسفة الزمن، وبالنسبة إلى كلمة طبيعة لدينا معنيان: أحدهما هو البيئة الطبيعية الجميلة التي تشتهر بها اليابان، فنحن نستمد الإلهام من المناظر الطبيعية الجميلة في اليابان؛ مثل الجبال والبحيرات، ومن ثمّ نعكس هذا الإلهام على منتجاتنا؛ وأعني بذلك موانئ ساعاتنا، وهذه إحدى سمات إبداعات غراند سيكو. المعنى الآخر للطبيعة المقصود به الجوهر أو الأصل؛ فباعتبارها علامة للساعات، كان من المفترض أن تكون غراند سيكو أفضل ساعة بأعلى جودة وأعلى أداء وظيفي، لتستطيع التنافس مع العلامات الأوروبية. حيث ينقل حرفيونا مهاراتهم وحرفيتهم التي تشكّلت على مدى أجيال، فينعكس ذلك على طبيعة صناعة الساعات الخاصة بنا.

كيف جاءتكم فكرة الموانئ المصنوعة من خشب البتولا، والتي رسخّت واقعياً شعاركم مستوحاة من الطبيعة؟
في محافظة ياماغاتا، حيث نقوم بتصنيع ساعات غراند سيكو الميكانيكية، توجد غابة كبيرة من أشجار البتولا البيضاء، وهي إحدى أكبر الغابات في اليابان، وإذا ذهبت إلى هناك فستنبهر بالمناظر الخلابة لأشجار البتولا البيضاء هذه. وقد استمدّ مصممونا وصانعو الساعات لدينا الإلهام من غابة البتولا البيضاء هذه، ثم ترجموا هذا الإلهام في تصاميم ساعاتنا.

عندما تم إطلاق معرض Watches & Wonders، كنتم أول علامة غير أوروبية تشارك فعلياً في المعرض؛ فإلى أي مدى شكّل ذلك ضغطاً على غراند سيكو؟
لن أصفه بأنه كان ضغطاً، بل كان من دواعي سرورنا وشرفاً لنا عندما دعانا منظمو معرض Watches & Wonders للمشاركة، والذي كان في السابق معرض مجموعة ريشمونت، وقد شاركنا بالفعل في معرض بازل وورلد لسنوات عديدة، لكن في ما يخص المشاركة باسم غراند سيكو فقد أردنا حقاً عرض منتجاتنا في معرض Watches & Wonders. وعندما قرروا فتح أبوابهم أمام العلامات الأخرى؛ مثل رولكس وباتيك، تلقينا دعوة للانضمام إلى المعرض ضمن هذا المستوى أو بتلك الرتبة، وبالطبع كنا سعداء للغاية.

هل لك أن تحدثنا عما تمثله سوق الشرق الأوسط بالتحديد بالنسبة إلى غراند سيكو؟
تُعدّ سوق الشرق الأوسط إحدى أهم الأسواق بالنسبة إلينا من الناحية الاستراتيجية. وإذا عدنا إلى الوراء لننظر إلى تاريخ وجودنا كعلامة في دول الخليج، لوجدنا أن حضورنا كعلامة سيكو كان قوياً للغاية وبارزاً، وأن ساعة سيكو 5 كانت ولسنوات عديدة أحد أفضل مبيعات العلامة في المنطقة. لكن الآن بعد أن توسعت سوق المنتجات الفاخرة بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط، نحاول أن ننقل تركيز عملنا في المنطقة من ساعة سيكو 5 ذات الأسعار المعقولة أو التي في المتناول، إلى ساعات غراند سيكو، ونحن حالياً في هذه الفترة الانتقالية. وقد بدأنا شراكات مع عدد من كبار وكلاء التجزئة في المنطقة، ونخطط لتوسيع شبكة وكلائنا بشكل أكبر.

هل يمكنك أن تحدثنا عن الإصدار الأخير من ساعة كودو، والمحدود بعدد 20 قطعة، والذي أطلقتموه الآن؟
عندما توصلنا إلى فكرة أول ساعة كودو، خطط مهندسونا لإطلاق نسختين؛ نسخة فاتحة ونسخة ظلية. كانت ثيمة – أو موضوع – الإصدار الأول هي الشفق، ويمكننا القول إنه كان النسخة الظلية. أما النسخة الفاتحة، والتي نسميها داي بريك، فهي الإصدار الجديد. وهذه النسخة أصعب كثيراً في التصنيع مقارنة بالنسخة الظلية؛ لأن الصقل هنا يجب أن يكون خالياً من العيوب، كما يجب التحكم في التشوهات بشكل جيد جداً، وإلا ستكون بارزة جداً، ما يجعل من السهل رؤية بعض العيوب على الفور. وعندما بدأنا العمل على النسخة الظلية، لم نكن واثقين من قدرتنا على التوصل إلى النسخة الفاتحة، لكن مع اكتسابنا الخبرة والمعرفة التكنولوجية، أصبحنا واثقين من قدرتنا على صُنع النسخة الفاتحة، وهذا هو الوقت المناسب لكي نزيح فيه الستار أخيراً عن الإصدار الفاتح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى