.. كلاسيكية وحصرية ”لوران فرِيييه“
جلسنا إلى ڨانيسا مونستيل، الرئيس التنفيذي لعلامة الساعات السويسرية الكلاسيكية الراقية “لوران فرِيييه”، لتحدثنا عن نشأة الماركة، وما الذي يجعلها تتميز بالحصرية من بين علامات الساعات الراقية.
إلى أي مدى من المهم بالنسبة إلى العلامة أن تفوز أول ساعة أطلقتها””لوران فرِيييه” بجائزة مسابقة “جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات” (GPHG)؟
بالطبع كان شيئاً مشرفاً بالنسبة إلى السيد فريييه أن تفوز أول ساعة قام بإطلاقها بجائزة GPHG، بعد أشهر قليلة من هذا الإطلاق. فقد كان سعيداً للغاية بتلك الجائزة، حيث ساعدت على انطلاق مسيرة الشركة. ولو لم نتسلم تلك الجائزة، لكان الأمر سيستغرق وقتاً أطول بكثير ليتعرف جامعو الساعات ووكلاء التجزئة المحتملين على علامتنا.
لماذا بدأ السيد فريييه إنشاء علامة للساعات في سن تعد بالنسبة إلى الآخرين سن التقاعد من العمل؟
عندما كان السيد فريييه أصغر سناً، كان سائق سيارة سباقات، وعندما شارك في سباق “لومان 24 آورز” – Le Mans 24 Hours Race – في العام 1979، جاء في نهاية ذلك السباق في المركز التالي بعد بول نيومان، وحينها قرر هو وزميله في الفريق فرانسوا سيرڨانا، وهو رجل يعمل في الصناعة وكان هو من يمول السباقات؛ أن يطلقا علامة الساعات الخاصة بهما في يوم ما. ولكن ذلك القرار كان من نوعية محادثات وقت الفراغ التي تجريها مع أصدقائك، حول أنك في يوما ستقوم بافتتاح المطعم الخاص بك! إلا أن الفارق أن ذلك الصديق عاد في العام 2005 وهو يمتلك مالاً يريد استثماره، وعندها سأل لوران إذا ما كان يريد الانضمام إليه في هذا المشروع. ولأنه كان حينها مسؤولاً عن إبداع وتطوير الساعات في علامة “باتيك فيليب”، وأيضاً لأنه كان لديه ابن أراد أن يترك له إرثاً يفخر به؛ كان ذلك السبب وراء قراره أن ذلك ربما هو الوقت المناسب ليصنع الساعة التي طالما أراد تصنيعها لسنوات عديدة؛ ساعة يحب هو شخصياً أن يرتديها، فضلاً عن أن ذلك كان من شأنه أن يجعله الجيل الرابع من صانعي الساعات في عائلته.
ولماذا تصر العلامة على أن كل ساعة يقوم بتصنيعها بالكامل صانع ساعات واحد؟
عندما يكون لديك في الشركة قسم واحد يقوم بتصنيع آليات الحركة، وآخر يصنّع العلب والأجزاء الخارجية الأخرى، يجب أن يلتقيا ومن ثم محاولة الوصول إلى أي حركة هي المناسبة لتحتضنها علبة ما، بما أنها إبداعات مختلفة تنتج عن عمليات مختلفة. وأحد الأسباب الرئيسية وراء تمتع ساعاتنا بتوازن وتناغم بالغين، هو أن كلاً من آلية الحركة والأجزاء الخارجية يتم إبداعها بعملية واحدة، سواء من حيث التصميم أو مراحل التجميع. وعندما تنظر إلى حركة مصنعة بواسطة “لوران فرِيييه”، لا تجد عنصراً يطغى على باقي العناصر؛ إذ إن كل قطعة موضوعة بحيث تتناسب مع القطع جميعاً.
ومن الناحية الاقتصادية، ليس ذلك من المنطقي بالنسبة إلى العلامات الكبرى، ولكن بالنسبة إلينا يعد ذلك أمراً منطقياً؛ لأننا لا نستطيع تحمل تكلفة تخصص شخص واحد في مهمة واحدة فقط. وثانياً، فإنه عندما يخبرني صانع ساعات أن مشروعه في المرحلة النهائية، أدرك أنه مشروع مثالي لأنه بذلك يكون قد عمل من صميم قلبه وروحه لتصنيع ساعة قد يرتديها هو شخصياً.
وما مدى صعوبة العثور على صانعي ساعات يمكنهم القيام بتصنيع ساعة بالكامل؟
التخصص الوحيد الصعب هو الزخرفة، أما بالنسبة للتجميع فيمكننا توظيف شخص يسميه الفرنسيون “صانع ساعات كامل”، وهو الشخص المتدرب على جميع مراحل صناعة الساعة. والمشكلة الوحيدة هي مرحلة الزخرفة؛ لأن صانعي الساعات يتدربون على هذا الفن في المدارس التي التحقوا بها ولكن ليس بالدرجة الكافية. ولذا عندما ينضمون إلى “لوران فرِيييه”، يخضعون لمدة أسابيع، وأحياناً لمدة أشهر، للتدريب على الزخرفة قبل أن نشعر بالرضا عن مستوى التشطيب الذي وصلوا إليه.
كم عدد الساعات التي تنتجها “لوران فرِيييه” كل عام؟ وهل هذا العدد كاف لتحقيق الأرباح للعلامة؟
في البداية كنا نقوم بتصنيع بين 20-30 بتمويل من رأسمالنا الأولي. وكنا ذلك أحد الأسباب التي دفعتنا إلى تسريع نمونا، وعادة ما أصف وظيفتي كواحدة من مديري النمو. نعم يحقق إنتاجنا أرباحاً، ولكنه من الصعب عند هذا المستوى من الربحية معرفة كيفية تمويل الجيل المقبل من آليات الكاليبر؛ وذلك لأن مرحلة البحث والتطوير مكلفة للغاية. وهذا هو السبب في أننا قضينا أربع سنوات، هي المدة 2014-2018، من دون إطلاق كاليبر؛ ولأن البيئة الاقتصادية كانت صعبة، اكتفينا بالحفاظ على النمو.
هل فوجئتم بالنجاح الكبير الذي حققته ساعة “غاليت تراڨيلير” عند إطلاقها في العام 2013؟
بالنسبة إلي فإن نجاحنا الكبير كان ساعة “ميكرو روتور”. وعندما ظهرت ساعة “غاليت تراڨيلير” في العام 2013 أثارت الانتباه والنقاش. وهناك سوق لرواج ساعات التعقيدات الصغيرة مثل “غاليت تراڨيلير” و”غاليت أنيوال كاليندر مونتر إيكول”. وإذا كنت، كصانع للساعات، قادراً على أن تمكن مرتدي الساعة من الحصول على تجربة رائعة، من خلال ساعات سهلة الضبط، والقراءة، والتعامل معها؛ فعندها ستكون لديك قاعدة من المستهلكين. وفي ساعة “تراڨيلير”، يمكنك بضغطة زر أن تغير التوقيت المحلي بالتقديم والتأخير، وهو أمر فائق السهولة. وهناك زبون قام بشراء ساعة “تراڨيلير”، من دون أن يعرف أي شيء عن علامة “لوران فرِيييه”، والسبب الوحيد وراء اختياره ساعة “تراڨيلير”، هو لأنه – كما قال – يستطيع أن يفهم طريقة عمل الساعة بالكامل في ثانية واحدة، كما أن تغيير الزمن – بتحريكه إلى الأمام والوراء – سهل للغاية.
وكان قرارنا بتصنيع ساعة “أنيوال كاليندر” مشابهاً لذلك؛ فقد أردنا ضبط التاريخ بالتقديم والتأخير. فإذا أخطأت في ضبط التاريخ يجب أن يكون من السهل تصحيح الخطأ، من دون أن تستعرض العام بالكامل. فنحن نقدم تجربة رائعة من خلال هذه التعقيدات الصغيرة، وهو أمر يستمتع به الناس حقاً.
منذ متى وأنتم تعملون على تصنيع ساعة “غاليت مينيت ربيتر سكول بيس” التي قمتم بإطلاقها هذا العام؟
ساعة “مينيت ربيتر” كانت في طور الإنتاج لما يقرب من ثماني سنوات؛ حيث بدأ ابن السيد فريييه العمل على حركة حصرية جديدة في العام 2009؛ لأنه لابد أن يكون لديك بعض المشروعات الجاهزة قبل أن تبدأ شركتك. وهو كان يعمل على مشروعات مختلفة؛ أحدها كان التوربيون الذي قاموا بإطلاقه عند افتتاح الشركة، والآخر كان مشروع “مينيت ربيتر”. والتوربيون كان مشروعاً ناجحاً، لكن متطلبات السوق كانت توفير ساعة بسعر مقبول أكثر، وهذا هو السبب وراء إطلاقنا “ميكرو روتور” كآلية الكاليبر الثانية الخاصة بنا؛ حيث لم تكن تلك هي اللحظة المناسبة لتقديم ساعة تبلغ تكلفتها حوالي 300 ألف فرنك سويسري.
وبعد ساعة “ميكرو روتور” قدمنا ساعة “تراڨيلير”، ثم مررنا بفترة هدوء تام حيث لم تكن البيئة الاقتصادية مناسبة لإطلاق ساعة جديدة. لكننا الآن نتمتع بالمصداقية الكافية وتقدير السوق لجودة إصداراتنا، بما يمكننا من الكشف عن هذه الساعة.
هل لاحظتم تغييراً في اختيارات الزبائن نحو ساعات التعبئة الأوتوماتيكية بعد إطلاق ساعة “ميكرو روتور”؟ أم أن محبي علامة “لوران فرِيييه” لا يزالون يفضلون ساعاتها الشهيرة ذات التعبئة اليدوية؟
لا يزال لدينا ساعات ذات تعبئة يدوية، كما بالنسبة إلى ساعتي “توربيون” و”أنيوال كاليندر”؛ حيث إن ساعة “ميكرو روتور” هي الوحيدة المزودة بنظام تعبئة أوتوماتيكية. وأعتقد أننا نتمتع بتوازن جيد في عالم الساعات الميكانيكية بين الساعات ذات التعبئة اليدوية والأخرى ذات التعبئة الأوتوماتيكية. وأيضاً بالنسبة إلى الحركات يدوية التعبئة، لدينا احتياطي طاقة مريح جداً يبلغ 80 ساعة
ما الذي يميز “لوران فرِيييه” عن علامات الساعات الأخرى؟
إنه التفرد، والاختلاف حيث لا نقوم ببيعك ساعة، بل تجربة. فساعاتنا مثالية من جميع الزوايا؛ فالتشطيب مثالي، وكل شيء فيها متكامل. وهذا يعني: صانع ساعات واحد، وحركة واحدة، وعملية إبداع واحدة؛ وبذلك يكون كل شيء متوازناً ومتناغماً.
ولن نقوم أبداً بإنتاج 800 قطعة؛ فإذا لم ترد أن يمتلك جارك نفس ساعتك، فلك ذلك لأن هذه الساعة هي التي قمت أنت بشرائها. وبالنسبة إلى محبي أرقى وأفضل الأشياء؛ فهذه هي القيمة الحقيقية للقطعة؛ ولتكن سيارة، أو كتاباً، أو عملاً فنياً، أو أي شيء آخر. وإذا ارتديت يوماً ساعة ما، يجب أن تدرك ما الذي تتضمنه. وإذا لم تكن من كبار محبي الساعات، فليس ذلك بالأمر المهم؛ فلدينا عدد من الزبائن الذين يمتلكون ساعتين أو ثلاثاً فقط، من بينها إحدى ساعات “لوران فرِيييه”، ولكنهم يعرفون لماذا اختاروا شراء ساعتنا.
كيف أمكنكم إنجاز الحصول على هذا اللون غير العادي لميناء ساعة “مينيت ربيتر”؟
حصلنا على هذا اللون كنتيجة لتقنية شديدة الخصوصية؛ حيث كانت لدينا قاعدة فضية قمنا بتزيينها بتأثير نمط أشعة الشمس، وفوق هذا تم وضع نوع شفاف من الطلاء يسمح لنا باختيار اللون بدقة فائقة، وبما أنه لون غير مغلفن كانت خياراتنا غير محدودة.
هل تستعد العلامة لتكون ساعة “بربتشوال كاليندر” هي الساعة التالية للكشف عنها؟
لدينا الكثير من المشروعات في طور الإنتاج، بما فيها ساعة “بربتشوال”، إلا أن هناك تساؤلات يجب الإجابة عنها قبل إطلاق الجيل المقبل من آليات الكاليبر؛ هي: هل التوقيت مناسب؟ وهل هذا ما يتوقعه زبائننا؟ ولنكن صادقين؛ فإن فرق السعر بين ساعة تتضمن تعقيدة التقويم الدائم وأخرى تتضمن تعقيدة التقويم السنوي؛ هو فرق كبير جداً، وعندما تكون حجتك الأساسية لإطلاق ساعة تقويم سنوي هي أنه يمكن ضبطها بالتقديم والتأخير، فلماذا تختار أن تنكر ذلك على ساعة تقويم دائم؟!