”بوفيه“ تواصل إدهاشها الفلكي ”ريسيتال 22 غراند ريسيتال“.. ثلاثية سماوية مبهرة
في العام 2016، أدهشت علامة الساعات السويسرية الراقية العريقة “بوڨيه 1822″، عشاق وجامعي الساعات الراقية، بكشفها عن ساعة توربيون “ريسيتال 18 شوتنغ ستار”، والتي مزجت حركتها مع علبة بتصميم مسجل غير متناظر. وبعد عام، أعادت “بوڨيه” تصنيع هذه الساعة السماوية المذهلة مع إصدار “ريسيتال 20 أستريوم”، والتي استعارت علبة “ريسيتال 18” المبتكرة، فضلاً عن البناء الأصلي، والعرض الواضح للمؤشرات الفلكية.
وفي العام 2018 واصلت “بوڨيه” إدهاش محبي أدوات قياس الزمن المبتكرة، بإطلاقها ثلاثية من الساعات السماوية هي “ريسيتال 22 غراند ريسيتال”.
يمثل هذا الإبداع أحدث التحف الفنية للعلامة الراقية “بوڨيه”، وهو ثلاثية من الساعات السماوية، تدعونا لمراقبة الأجسام السماوية الثلاثة التي تحدد إيقاع حياتنا ووتيرتها: الشمس، والأرض، والقمر. وقد قدمت “بوڨيه” هذا المسرح الفلكي الكبير في “تلوريم-أوريري” Tellerium-Orrery، حيث تتمثل الشمس بالتوربيون سريع الحركة أو المحلق، والذي يستحضر جسرُ قفصه الإشعاعات النارية للشمس. بينما تدور الأرض نصف الكروية المذهلة على محورها الخاص، لتشير إلى الساعات بدورة طبيعية من 24 ساعة. وأخيراً، يدور القمر الكروي حول الأرض وفقاً للطول الدقيق للفترة الفاصلة؛ أي 29.53 يوم.
ولإبراز روعة الشمس، تم رفع قفص التوربيون فوق سطح آلية الحركة، التي تتميز بنيتها الأصلية الحاصلة على براءة اختراع بتعلقها المركزي، ما يمنح القطعة قياس زمن مثالياً، في الوقت الذي تحقق فيه مستوى شفافية لا مثيل له. وفي الوقت نفسه، تحيط الأذرع الخمسة لجسر القفص المصنوع من التيتانيوم، والتي تم تشطيبها بمهارة، بالجهاز المنظم، وتشكل إطاراً بارعاً للزخرفة السماوية لهذه الساعة. وبدورانه مرة واحدة كل 60 ثانية، يشير التوربيون إلى الثواني بواسطة عقرب مثبت مباشرة إلى عجلة القفص، وينتقل عبر قطاع مدرج بعشرين ثانية.
وتتمثل الأرض في ساعة “ريسيتال 22” بنصف كرة أرضية، ويزين سطحها خريطة منقوشة ومرسومة يدوياً، نفذت عليها رسومات المحيطات، والجبال، والصحاري، والغابات؛ بتفاصيل شديدة الدقة. ويدمج الحرفي الذي يعمل على هذا المجسم مواد مضيئة داخل هذه اللوحة الفنية من المنمنمات، وبهذه الطريقة تبرز الأرض بطريقة مشعة في الظلام، بينما تظهر الأرض نفسها في السماء أعلاها. ويستمر عمل الحرفي بحساسية فائقة، حيث يقوم بطلاء عدة طبقات متتالية من الورنيش الشفاف على سطح الكرة الأرضية قبل صقله.
ولتعزيز الشعور بالواقعية، قام الفنان برسم غيوم وتيارات هوائية فوق سطح الكرة الأرضية. وحيث إنها منفصلة عن القشرة الأرضية بواسطة طبقات سميكة من الورنيش، تبدو السحب وكأنها تطفو في الهواء. وكما هي الحال في الواقع، تكمل الأرض بشكل طبيعي دورة واحدة في عكس اتجاه عقارب الساعة، كل 24 ساعة. وعند قاعدة الكرة الأرضية، يشير مقياس متدرج إلى الساعات بواسطة عقرب ثلاثي الأبعاد من التيتانيوم المصقول، يوجد بين التوربيون والكرة الأرضية.
وقد أراد باسكال رافي، مالك العلامة، أن يوفر لجامعي الساعات خيار اتجاه خريطة العالم المرسومة، وهكذا يمكن وضع الموقع الذي يختاره جامعو إبداعات العلامة على محور الأرض-الشمس، عندما تشير الساعة إلى منتصف النهار. ويعني هذا الخيار أن يتم تجميع كل حركة وساعة، بمجرد تسلم الطلبات الخاصة لجامعي ساعات العلامة. كما يجعل هذا أيضاً من الممكن تحديد مكان الليل الحالي في العالم، بفضل التلوين الأسود والأبيض للحلقة المحيطة بالأرض. ويُظهر هذا المؤشر الدائري المقعر، الذي يتسع في القاع لعرض الساعات؛ المهارة المتقنة للميكانيكا الدقيقة التي تقف وراء تصنيع هذه الساعة.
أما القمر فتمثله كرة تقوم بدورة كاملة كل 29.53 يوم بالضبط، وهو ما يتوافق مع مدة دورة قمرنا الطبيعي. كما تعني الآلية عالية الدقة، التي توفر الطاقة لدوران القمر وعرض أطوار القمر، والتي تظهر أيضاً على الحلقة متحدة المركز للأرض؛ أنها ستسجل اختلافاً يساوي يوماً واحداً فقط كل 122 عاماً. وتنقسم الكرة التي تمثل القمر إلى جزءين: أحدهما باللون الأسود، في حين نقش الثاني في سطح القمر. وتمتلئ الأجزاء المنقوشة للنصف الثاني من القمر بمادة مضيئة، ما يجعل من الممكن بوضوح رؤية أي جزء من القمر تتم إضاءته مباشرة بواسطة الشمس. وهذا المزيج النادر من المؤشرات هو موضوع إحدى براءات الاختراع الخمس، التي تحمي حركة ساعة “غراند ريسيتال”.
ولتحقيق مزيد من الانسجام في هذا المشهد السماوي، يتم عرض مؤشرات الدقائق الارتدادية (الارتجاعية) والطاقة الاحتياطية، على قطاعات نصف كروية منحنية لتعكس الكرة الأرضية. بينما تضخم العدسات الصفيرية المتموضعة في مراكزها، الآليات التي توجد تحتها، حيث يبدو كل منها وكأنه قد تجاوز الحدود المكانية للعلبة. وأخيراً، تم وضع فتحة دائرية على الجانب الأيسر من قفص التوربيون. ويحتوي إطارها المعدني أيضاً على عدسة مكبرة، تجعل من الممكن قراءة التاريخ المعروض على قرص زجاجي يدور في الجزء السفلي من الحركة. ولإبراز التاريخ، تبرز حلقة تم تشكيلها مباشرة من مادة مضيئة خام الحافة الداخلية للفتحة. وتوضع بشكل متناظر بالنسبة إلى حلقة المخروط العلوي وعجلة احتياطي الطاقة، المصنوعة من المادة نفسها.
لكن للإعجاب بالمدى الكامل للبراعة التي صنعت بها هذه الساعة، يجب مشاهدتها من جميع الزوايا. وعند عكس الساعة والنظر خلال بلورتها الصفيرية الكبيرة، سيلفت نظر المشاهد جسر كبير مزخرف بدائرة “كوت دو جنيڤ”، متمركزة على محور التوربيون. وتفتح الفتحات المتنوعة على مؤشرات الساعات، واليوم، والشهر، والسنة الكبيسة، وقرص التاريخ الزجاجي الموجه بواسطة الجسر، والذي يُعرض على جانبي الحركة. وتعمل هذه التوليفة من المؤشرات في تناسق، كنوع من الذكاء الميكانيكي الذي يحكم تعقيدة التقويم الدائم، ويضمن الدقة المثلى في عرض وضبط قراءة الوقت وجميع وظائف Tellerium.
وقد تم إغناء آلية التقويم الدائم، التي تم تصميمها وتطويرها خصيصاً من أجل ساعة “غراند ريسيتال” بمزايا مبتكرة، تتضمن الإضافة الأصلية لقرص عرض التاريخ مزدوج الوجهين الحاصل على براءة اختراع، الذي تحركه آلية ارتدادية مع رف ميكرومتري، حاصلة أيضاً على براءة اختراع، ما يحسّن التشغيل في الوقت مع تقليل مقدار المساحة المطلوبة. وقد أدت قوى التسارع المفاجئ والمتباطئ التي تعمل على قرص التاريخ، عند اقترانها مع القصور الذاتي لمادتها من البلور المعدني، إلى قيام صانعي الساعات بتطوير مسلسلة منظم، يقوم بتبديد الطاقة عندما يتراجع القرص.
وقد قام فريق العمل بتصميم آلية لتبسيط تعديل التقويم الدائم بالكامل. وإضافة إلى المصححات التقليدية المستخدمة لضبط كل مؤشر على حدة، قام الفريق بتصميم وتطوير قطعة دفع – تقع بين مقابض الحزام العلوية – والتي تقوم في الوقت نفسه بضبط جميع وظائف الساعة. ولذلك، لو تم إيقاف الساعة لمدة ستة أيام، على سبيل المثال، فإنه يمكن ضغط قطعة الدفع هذه ببساطة ست مرات لتعديل التقويم الدائم ووظائف Tellerium بشكل متزامن.
ويوفر برميل واحد طاقة المكونات الـ472 التي يتألف منها هذا الكاليبر المعقد، في حين يوفر احتياطي طاقة يزيد عن تسعة أيام. وتتحد مجموعة متعددة من التفاصيل – بما في ذلك الأسنان المخددة، والمحاور المصقولة يدوياً، والتشطيب الخالي من العيوب لكل من هذه المكونات – لتشكل تحفة فنية ساعاتية.
وقد تم اختيار التوربيون السريع (المحلق) مزدوج الوجهين لتنظيم هذا الكاليبر؛ حيث تُحسّن هذه البنية الحاصلة على براءة اختراع الأداء الكرونوميتري، عن طريق خفض ذراع الرافعة بشكل كبير عند نقطة التعليق وتوزيع الكتلة بذكاء. إضافة إلى أن تموضع نابض الاتزان وضابط الانفلات (مجموعة الميزان) على جانبي نقطة التعلق المركزي، في بنية غير نمطية؛ يجعل ارتباط التوربيون بالحركة أيضاً غير مرئي عملياً، ما يثري جمالية هذه القطعة.
وفي هذه الأثناء فإن عجلة ميزان متفاوتة القصور الذاتي، مقترنة بزنبرك ميزان تم تصنيعه داخلياً؛ تضمن دقة الحركة بالتذبذب بمعدل 18000 ذبذبة في الساعة. أما تصميم العلبة فهو مستوحى من شكل ميل الكتابة، ويبلغ قطرها 46 ملم، وتتميز ببنية فريدة من نوعها تفتح نافذة جديدة على التفسير ثلاثي الأبعاد لأشكال عرض الزمن، التي طورتها علامة “بوڨيه”. وتتوافر العلبة مصنوعة من الذهب الأحمر أو البلاتين، بينما تأتي الساعة بإصدار محدود من 60 قطعة.