ميسيكا.. رائعة ومبدعة
كان ذلك في العام 2005، عندما افتُتحت دار المجوهرات الماسية “ميسيكا” في العاصمة الفرنسية باريس، بواسطة المبدعة ڤاليري ميسيكا، ابنة أندريه ميسيكا أحد أكثر تجار الألماس نجاحاً في فرنسا. أحد إبداعات ڤاليري المبكرة التي استحقت بها الشهرة، كانت مجموعة “موڤ” والتي استندت إلى مجموعة من ثلاثة أحجار ألماس منزلقة داخل إطار من الذهب. واليوم تفتخر الدار بحافظة غنية تضم أكثر من 15 مجموعة.
تتحدث ڤاليري ميسيكا، المؤسس، والرئيس التنفيذي، والمدير الإبداعي، لدار “ميسيكا باريس”؛ إلى مجلتنا لتعطينا نظرة سريعة إلى ما يدور وراء الكواليس، ومن شأنه أن يجعل العلامة تحقق النجاح الذي حققته.
كيف تحقق دار “ميسيكا” هذا الازدهار من حيث المبيعات، وتصاميم المجوهرات، والتوسع، في مثل هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة؟
أعتقد أن أحد الأسباب هو أن لدينا نطاقاً كبيراً من التصاميم والمجموعات لنقدمه، كما أن زبائننا يريدون شراء أطقم كاملة من كل مجموعة؛ مثل “غلامازون”، و”موڤ”، و”اسكِني”، وغيرها. فنحن نقدم منتجات بقيمة جيدة جداً مقابل المال المدفوع، ففي الأوقات الصعبة، حتى الأثرياء بالفعل يترددون في الشراء بشكل عشوائي. وإضافة إلى ذلك، فقد ابتكرنا ما تريد المرأة أن ترتديه اليوم من المجوهرات؛ وهي المجوهرات الماسية الحديثة، والرقيقة، والنحيفة، ولذلك فإن منتجاتنا تمثل موضة منتشرة بالفعل.
وكيف أنه بخلاف علامات المجوهرات الأخرى، والتي تعد كلاسيكية وقديمة الطراز؛ أعادت “ميسيكا” تقديم أحجار الألماس في تصاميم أكثر أناقة، وعصرية، وشباباً؟
قبل خمسة عشر عاماً عندما انضممت للعمل مع والدي، وهو تاجر ألماس، أخبرته بأن صناعة الألماس مملة وقديمة الطراز. ورغم أن صديقاتي أحببن أحجار الألماس في مجوهراتهن، إلا أنهن شعرن أن تصاميمه ليست للارتداء بشكل يومي، حتى إن امرأة أخبرتني إنها لم تستطع ارتداء عقدها الماسي لأنها يجعلها تبدو أكبر سناً! ولذلك فأنا أكافح لأجعل مجوهراتي الراقية تبدو أكثر حداثة وإثارة، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك بشكل جيد جداً؛ لأننا أعدنا اكتشاف مجوهرات الألماس، سواء في مجوهراتنا ذات السعر المقبول أو في إبداعاتنا شديدة الرقي. ولسنا الوحيدين الذين نقوم بذلك حالياً، ولكننا كنا الروّاد إلى فعل ذلك، فضلاً عن أننا نقوم بالأمور بطريقة أكثر حداثة وروعة.
وما هو شعور والدك تجاه النجاح الذي حققته علامتك؟
يشعر بالفخر الشديد؛ ففي المرة الأخيرة التي جاء فيها إلى متجري، كان تقريباً يبكي تأثراً بمشاهدته التطور الذي حققته العلامة. وعندما افتتحنا أول متاجرنا قبل 12 عاماً، كان لدينا “كشك” صغيراً جداً، والآن لدينا بوتيك كبير إلى جوار بوتيك علامة “غراف” تماماً، ويأتي الناس لمشاهدة منتجاتنا ويخبروننا أن لدينا مجموعة عظيمة من المجوهرات، ويمكنني القول إن تطورنا كان سريعاً وضخماً حقاً. فقد قدمنا شيئاً لم يكن موجوداً في السوق، وخصوصاً مع جذورنا من التعامل مع الألماس، وقد كان ذلك مناسباً بشكل مثالي. ولا أدرك مقدار النمو الذي حققناه، إلا عندما أشاهد زبائني المخلصين الذين رافقوني منذ البداية؛ فإحدى زبائني أخبرتني كيف تشعر أن علامتي تبدو وكأنها تبتكر ما تحبه هي بالضبط، تقريباً وكأننا نبتكر شيئاً من أجلها كان مفقوداً حتى وجدته لدينا.
وما هو شعورك عندما تدركين أن النجاح يعني أيضاً أن تقوم بعض العلامات الأخرى باستنساخ وتقليد أعمالك؟
من ناحية أشعر بالإطراء؛ لأنهم إذا كانوا يستنسخون أعمالي فهذا يعني أنني جيدة في ما أقوم به. لكن على الناحية الأخرى لا يعجبني ذلك؛ لأنه إذا كان الناس لا يعرفون منتجات علامة “ميسيكا” فربما يعتقدون أن منتجاتنا غير أصلية. إلا أنني غير منزعجة بخصوص ما يفعله الآخرون، حيث أركز على ما أقوم به كل يوم.
خلافاً للعلامات الأخرى، هل ستستمرون دائماً في ابتكار مجوهرات عصرية وأنيقة؟
بالتأكيد، فكل عام أحاول إعادة اكتشاف نفسي، ولكن يجب علي أن أقوم بذلك بشكل متوازن حيث إن زبائني لا يزالون بحاجة إلى التعرف إلى علامتي. ومع ذلك أحاول أن أضغط أكثر قليلاً، وهذا العام لدي مفاجأة لكم؛ إذ إن هذا العام يوافق الذكرى السنوية العاشرة لإطلاق مجموعتنا الأيقونية “موڤ”، ولذلك نقوم بعمل شيء استثنائي. ومن خلال ذلك نريد تأكيد حقيقة أننا علامة عصرية، وأنيقة، ورائعة.
أين تأملين أن تري العلامة في المستقبل؟
آمل أن أرى علامتي مستمرة في التطور، أريد أن أرى أعين الناس تلمع دائماً عندما تشاهد إبداعاتي، كما آمل أن تنمو بشكل أقوى في صناعة الألماس. وأريد أن تكون “ميسيكا” هي الاسم الأول الذي يخطر على أذهان الناس، عندما يفكرون في مجوهرات الألماس.
لماذا ركزت منتجاتك المقدمة هذا العام أكثر على المجوهرات شديدة الرقي؟
هذا ليس صحيحاً في الواقع، لأن هذا العام قدمنا أيضاً عدداً من التجديدات، كما قمت أيضاً بإنجاز بعض المشروعات التي تحمل توقيعي في خطنا المعروف “موڤ”، وكانت مشروعات كبيرة. كما أنه من المهم أيضاً التركيز على المجوهرات الراقية؛ لأننا قمنا بإنتاج المجوهرات الراقية في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، ولكننا نجحنا في ذلك بشكل كبير، وهذا هو السبب في أنني بحاجة إلى اغتنام هذه الفرصة والتركيز على هذا الجانب الآن.
من أين تستوحين إلهامك، خصوصاً عندما تكونين في تصاميمك شديدة الانسجام والتناغم مع الأزياء والعارضات؟
النساء مصدر كبير للإلهام بالنسبة إلي، وأنا لا أتحدث عن النساء في هذه الصناعة وإنما النساء اللاتي يشبهن أمي وجدتي. فأنا أريد أن أصمم مجوهرات تجعلن يشعرن أنهن أجمل، وأفضل، وبشرتهن أكثر راحة. وأنا أعتقد أن أحجار الألماس مثل الماكياج، عندما ترتديها المرأة يجب أن يكون ذلك بشكل متزن ولكن تجعلها أكثر جمالاً.
ولماذا تركزين فقط على أحجار الألماس؟
ذلك بسبب والدي؛ فعندما أخبرته أنني أريد أن أبتكر مجوهرات، أخبرني أنه يمكنني أن أمضي في ذلك قدماً كشريكة له وأطلق خط المجوهرات الخاص بي، ولكن فقط من الألماس. هذه هي جذورنا، وهذا هو مجال خبرتنا، فنحن كعائلة تجار ألماس لمدة 50 عاماً الآن. فعلامتنا للمجوهرات عمرها 12 عاماً فقط، بينما خبرتنا في مجال الألماس أقدم من ذلك كثيراً.
إذن أصبحت بذلك أكبر زبائن والدك؟!
نعم صحيح، أصبحت أكبر زبائن والدي!