”دي بيتون“.. ابتكارات وجوائز للتفرد
في حديث مع مجلتنا، يشرح بيير جاك الرئيس، التنفيذي لعلامة الساعات السويسرية الراقية “دي بيتون”، كيف كان أحد التحديات الرئيسية التي واجهته في منصبه الجديد، هو الهبوط على أرض الواقع في مواجهة الرواج الكبير لإصدارات العلامة، بحيث تظل الماركة شركة صغيرة شديدة الابتكار.
ما هي التغييرات التي أحدثتها في الشركة منذ أن توليت منصبك بنهاية العام الماضي 2017؟
لدينا في “دي بيتون” تخطيط فريد من نوعه يجعلنا مميزين بالفعل، وبهذا لا يمكننا تغيير رؤيتنا أو الطريقة التي ننتج بها ساعاتنا. المنظور الوحيد على المدى الطويل الذي نريد تغييره، هو أننا الآن متأكدون تماماً من أننا نريد أن نظل علامة شديدة الحصرية؛ حيث نهدف إلى الوصول إلى مستوى إنتاج يبلغ 200 ساعة في العام وعدم تجاوز ذلك. وبالطبع علينا أن ننمو كما هي حال جميع الأنظمة العضوية، إلا أن نمونا سيكون لجهة الابتكار بدلاً من الكمية. فنحن نريد أن تظل العلامة على مستوى البوتيك؛ بمعنى أن تظل صغيرة وحصرية الإنتاج وهو ما نريد التركيز عليه.
كيف كانت ردود الفعل حول ساعة “ستيل ويلز” التي قمتم بإطلاقها مؤخراً؛ حيث إنها بشكل أساسي نفس إصدار “دي بي28″؟
نعم هي نفس الساعة، لكنها أيضاً مختلفة تماماً؛ فساعة “ستيل ويلز” بتصميم مفتوح أكثر، وهكذا يمكنك الذهاب ببصرك إلى عمق أكبر لآلية حركة الساعة، كما أضافت جمالية العقارب المصنوعة من الصفير إلى جاذبيتها. إلى ذلك، فإن الساعة تتميز بعجلة توازن جديدة قمنا بتطويرها في مصنعنا، ما يمنح المزيد من التجسيم الحركي للميناء كما نستطيع الآن أن نشاهد قلب الساعة وهو ينبض. وكان الإصدار السابق يحتوي على عجلة توازن من السيليكون والبلاتين، ومع أنها كانت أيضاً جيدة لكنها لم تتمتع بهذا التجسيم الحركي. وفضلاً عن ذلك، جاءت علبة الإصدار الجديد بأبعاد متناسقة للغاية؛ وكل هذه الأمور تجعل من “ستيل ويلز” ساعة جديدة تماماً.
على الرغم من أن “دي بيتون” علامة شابة إلا أن لديكم الكثير من براءات الاختراع.. فكيف ذلك؟
نعم، بالفعل نحن علامة شابة، لكن في رصيدنا بالفعل أكثر من 10 براءات اختراع و26 كاليبر مختلفاً قمنا بتطويرها. فهناك صانعو ساعات يرون الصناعة إما إحدى الموضات أو عمل تجاري، وفي المقابل هناك صانعو ساعات مثل دينيس فلاجيوليت، الشريك المؤسس للعلامة، وهؤلاء شديدو الشغف بعملهم، حيث إن دينيس لديه شغف كبير بالابتكار والميكانيكا، وهو عامل شديد الأهمية لتحقيق التقدم. وإضافة إلى ذلك فإن الهوية المميزة لعلامة “دي بيتون” هي الابتكار، وعندما تقوم بالابتكار يمكنك الحصول على براءة اختراع، وهذا هو السبب في أن لدينا أكثر من 10 براءات اختراع. كما أننا لا نتقدم بطلب الحصول على براءة اختراع لجميع ابتكاراتنا؛ حيث نترك بعضاً منها دون براءة اختراع باعتبارها “مصدراً مفتوحاً”، كما فعلنا بالنسبة إلى حركة “ريزونيك” التي تعمل بتردد عال؛ إذ لم نحصل على براءة اختراع لأي من أجزائها، ولكننا قمنا بنشر جميع المعلومات حولها على الموقع الإلكتروني كمصدر مفتوح يستفيد منه مجتمع صناعة الساعات.
ما هي التحديات التي تعتقد أن “دي بيتون” في حاجة إلى التغلب عليها؟
التحدي الذي يواجه “دي بيتون” الآن هو ضمان عدم السماح لأي من الاهتمام الذي نحصل عليه من قبل عشاق الساعات الراقية، بأن يتحكم في تحركاتنا، بحيث نقول “نعم” ونوافق على طلبات الجميع، وأن نقوم بزيادة إنتاجنا. فرؤيتنا الحالية هي التحرك ببطء؛ بأن نحقق نمواً في معدل التصنيع الحالي البالغ 100 ساعة، ليصل إلى 150 ساعة، ومن ثم نستقر عند معدل 200 قطعة. وسيكون التحدي هو الحفاظ على موضوعيتنا، والبقاء شركة صغيرة الحجم بإنتاج حصري، وبهذه الطريقة يمكن لزبائننا اقتناء ساعات شديدة الحصرية وجميلة التشطيب، حيث إنه من غير الممكن إنسانياً الحصول على هذا المستوى الرائع من التشطيب لأكثر من 200 ساعة، من خلال مرافقنا الموجودة حالياً. ولهذا فإن التحدي الرئيسي بالنسبة إلينا في هذه المرحلة، هو الوقوف على أرض صلبة والبقاء في وضع ثابت.
متى تتوقع كشف النقاب عن الإصدار الرئيسي التالي؟
من غير الممكن بالنسبة إلي التنبؤ بذلك. نعم دينيس باستمرار في مزاج إبداعي وابتكاري، لكننا لا نريد أن نعطيه إطاراً زمنياً أو موعداً نهائياً وأن نضغط عليه، لأن هذا يعني أننا نعمل بدافع تجاري، وبهذا قد ينتهي بنا الأمر إلى منتج يتم التساهل فيه من حيث الجودة أو المفهوم، ولن يكون ذلك نافعاً بالنسبة إلينا. لدينا “صفحة بيضاء” يمكننا أن نملأها بما نريد، يساعدنا في ذلك دافعنا القوي وما سبق أن أشرت أنت إليه، أي تاريخنا الذي يتضمن تطوير 26 كاليبر وأكثر 10 من براءات اختراع في الأعوام الـ17 الماضية. وأنا متأكد من أننا في غضون عام سنعود بابتكار مدهش، لكن لا يمكنني أن أخبرك بأكثر من ذلك.