بالإبداع والإتقان بولغري تصمم ساعاتها
على هامش الدورة الثالثة من “أسبوع دبي للساعات”، التقينا فابريتسيو بوناماسا، مدير أول في “مركز تصميم الساعات” بدار “بولغري”، ليحدثنا عما تتميز به تصاميم الساعات التي تصدرها العلامة الإيطالية العريقة من تعقيدات إبداعية.
في البداية، هل يمكن أن تخبرنا بمدى أهمية جوائز مسابقة “جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات” (GPHG)، بالنسبة إلى “بولغري”؟
بالتأكيد تعد هذه الجوائز أمراً بالغ الأهمية بالنسبة إلينا؛ إذ تمثل هدية يتلقاها جميع من يعمل في مصنع العلامة تقديراً لمجهوداتنا لإصدار مثل هذه الساعات المتميزة. فقد عملنا جميعاً بجهد كبير لأكثر من خمسة أعوام، لابتكار العديد من آليات الحركة في نفس الوقت، ما يجعلنا سعداء جداً بتسلم مثل هذه الهدية بعد ما بذلناه من جهد.
ما هي التغييرات التي شهدتها “بولغري” بعد تولي جان-كريستوف بابين، منصب الرئيس التنفيذي للعلامة؟
أكثر ما يميز جان-كريستوف هو معرفته الممتازة بالسوق وصناعة الساعات، فضلاً عن أنه يبذل جهوداً عظيمة لتطوير العلامة، كذلك فمن السهل بالنسبة إلينا الحديث معه عن الصناعة، وتصميم الساعات، والزبائن، وغيرها من الأمور؛ حيث إن لديه معرفة بجميع ذلك. وقد مثل وجوده في هذا المنصب مساعدة كبيرة لنا؛ إذ شهدنا دفعاً باتجاه إثراء فئات منتجات الدار، وتركيزاً كبيراً على قطاع الساعات تحديداً.
كيف كانت صعوبة دمج الهوية المميزة لكل من علامتي “جيرالد جنتا” و”دانيال روث” داخل ساعة من إنتاج “بولغري”؟
تعد إصدارات العلامتين ساعات من إنتاج “بولغري”، كونها مصممة تحت مظلة علامة “بولغري”. وقد التحقت بالعمل في “بولغري” في العام 2001، وكانت أول مهمة أسندت إلي هي عمل نسخة مطابقة تجمع بين سوار ساعة “أوكتو” وميناء ساعة “أوكتو غراند سونيري”، فجاءت هذه الساعة تحمل الكثير من روح “بولغري”، حيث مثلت شغفنا بالتصميم الهندسي والتفاصيل الدقيقة.
فقد كانت الفكرة هي إعادة تفسير منتجات “جيرالد جنتا” و”دانيال روث”. وعندما تفكر في إصدار من “جيرالد جنتا”، فإنك تفكر في الشكل المثمن؛ حيث قام جيرالد جنتا بتصميم الشكل الثماني لعدد من العلامات، بما فيها علامته الخاصة. وهكذا فقد خططنا لتصميم ساعة مثمنة الشكل، عمل عليها مصممونا وعدد من المصممين المتعاونين معنا من خارج الدار.
كم من الوقت استغرقه تصميم الساعة؟
استغرق الأمر منا نحو ما بين 3 إلى 4 سنوات لتطوير العلبة المناسبة، والسوار، وشعار “بولغري” على الميناء. وقد قمنا بتغيير الميناء تماماً، مع الاحتفاظ بالسوار المصنوع من الستانلس ستيل، كما كان لدينا حركات متنوعة ومختلفة الأحجام، إضافة إلى قيامنا بإنتاج آلية الساعات، والدقائق، والثواني بالكاليبر الأساسي. أي أننا تمكنا من تشكيل ساعة “أوكتو” على طريقة “بولغري”. كان الأمر سهلاً من ناحية التصميم، إلا أنه كان صعباً من ناحية الحركة ووضع المكونات المتنوعة وتسكينها داخل شكل التصميم.
بماذا شعرت عندما رأيت النموذج المبدئي لهذه الساعة؟
كانت لحظة مثيرة للغاية؛ فالوصول إلى إنتاج النموذج المبدئي المصنوع من البلاستيك، هو تلك اللحظة التي ترتدي فيها التصميم بعد أن تحول إلى ساعة حقيقية حول معصمك، وعندها ستعرف ما إذا كان التصميم سينجح أم لا. وبعدها يأتي الضبط الدقيق للتفاصيل الصغيرة، ومن ثم عمل النموذج المبدئي من المعدن؛ أولاً من النحاس ثم بعد ذلك من الذهب.
إلى أي مدى تبلغ أهمية التفاصيل في تصنيع هذه الساعة؟
بالتأكيد بالغة الأهمية؛ لأن هذه الساعة تعمل بالحركة الأوتوماتيكية الأكثر نحافة التي تتضمن آليتي مكرر الدقائق، والتوربيون. وقد كان التحدي هو اعتماد بنية حركة بهذه الصفات، ومن ثم سكبها وتضمينها داخل أنحف شكل منفذ ممكن. ولم يكن تنفيذ الحركة هو وحده الذي استغرق وقتاً طويلاً، بل حتى تطوير العلبة، والميناء، والسوار؛ كل ذلك كان عملية ذات مراحل طويلة.
وما هي صعوبة أن تلبي المتطلبات التقنية وسلاسة التصميم؟
مهمتي هي التحايل على القيود، فمن دون وجود القيود والمقاييس فإن مهمتي في تطوير منتج ما لا معنى لها. وعلى سبيل المثال، فكون هذه الساعة تتضمن أنحف آلية مكرر الدقائق، فإن الأجراس (النواقيس) التي تتضمنها بالتالي شديدة الصغر؛ ولذا كنا بحاجة إلى مادة لتأكيد وضوح الصوت، وكان التيتانيوم هو المادة الأفضل لهذا الغرض، كونها شديدة الصلابة، وفي الوقت نفسه تتميز بإحساس مختلف من الصلابة. ولأننا نمتلك مصنعنا الخاص، كان بإمكاننا التلاعب بالتصميم وتكييفه. واليوم فإن التحدي الرئيسي بالنسبة إلينا هو العمل مع سادة تصنيع الساعات، الذين يسعون إلى دفع حدود الإبداع إلى المدى الأقصى، وفي الوقت نفسه أن نظل أوفياء لتراثنا الخاص.
هل يمكنك أن تعطينا لمحة عن الإصدارات المقبلة للعلامة؟
سنستمر في التركيز على مجموعاتنا الرئيسية: “فينيسيمو”، و”سيربنتي”، و”لوتشيا”.
ما هو شعورك تجاه النظر إليك من قبل عدد من المصنّعين الرئيسيين في صناعة الساعات باعتبارك”رئيس قسم التصميم الأكثر إبداعاً”؟
هذا إطراء عظيم في الحقيقة؛ أنا أعيش في نيوشاتل، ولست قريباً من الدائرة المحدودة لصانعي الساعات، فأنا فقط أؤدي وظيفتي بأفضل طريقة ممكنة، وأحاول تمثيل العلامة بطريقة مختلفة كل مرة.