على هامش معرض “أسبوع دبي للساعات” في دورته الأخيرة، التقينا صانع الساعات الأسطوري المبدع فرانسوا-بول جورن، مؤسس علامة الساعات السويسرية الراقية “إف بي جورن”؛ حيث تحدث إلينا عن إبداعات علامة الساعات الفاخرة التي تحمل اسمه.
هل يمكن أن تحدثنا عن ساعة “كرونوغراف مونوبوسوار راترابانت بلو”التي قامت العلامة بتصنيعها مؤخراً للمشاركة بها في مزاد “أونلي واتش”؟
بعد أن بيعت ساعة”توربيون سوڤرين بلو”من إنتاجنا بمبلغ 550 ألف فرنك سويسري في مزاد “أونلي واتش” للعام 2015، أردت إبداع شيئاً مماثلاً ولكن بتضمينه ساعة بتصميم عتيق. ولا يعد ذلك ابتكاراً، وإنما يعد حركة وعلبة بتصميم كلاسيكي، من التنتالوم. وتتميز الساعة بحركة أكبر حجماً من الحركة الموجودة بالفعل، ذات نظام تقليدي مع عجلة وجسر صغيرين، كما تتميز بتشطيب وصقل بجودة عالية مع ميناء خاص، يميزه لونه الأزرق الذي يشبه لون ميناء ساعة “2015 توربيون”.
وقد استغرق مني تصميم الساعة الكثير من الوقت، وانتهى الأمر بتصميم مختلف إلا أنه لا يزال يحمل روح “إف بي جورن”. وبعد انتهائي من تصميم الساعة أحببتها كثيراً جداً لدرجة أنني لم أرد عرضها للبيع، بل الاحتفاظ بها كجزء من مجموعتي الشخصية. وفي الواقع، قبل انعقاد المزاد حاولت شراءها بمبلغ 700 ألف فرنك سويسري. وأثناء المزاد الفعلي لم يكن لدي الوقت حتى للمزايدة بشكل صحيح، فقد بدأت المزايدات بمبلغ 600 ألف فرنك سويسري، وعلى الفور بدأ السعر بالارتفاع بسرعة ليصل إلى 1150000 مليون فرنك سويسري، وحدث ذلك في غضون دقيقة واحدة على الأكثر؛ بالفعل كان أمراً لا يصدق.
هل سبق أن طُلب منك من قبل إنتاج خط لساعة “كرونوغراف مونوبوشر سبليت سكند”؟
نعم، فأنا لدي الحركة الأساسية، وضابط الانفلات (الهروب)، والعجلات، والتي هي نفسها في هذه الساعة. علماً أن كرونوغراف أجزاء الثانية هو مفهوم حديث في صناعة الساعات، وليس تقليدياً. وفي هذا الخط سيكون لدينا تاريخ بحجم كبير، وهو شيء جديد وليس كلاسيكياً.
هل صحيح أنكم ستشاركون في “الصالون الدولي للساعات الراقية” SIHHولكن ليس كعلامة “إف بي جورن” وإنما كعلامة “إليغانت”؟
“إليغانت” هي العلامة الثانية لساعاتنا، وهي ساعات إلكتروميكانيكية، ونأمل ألا تباع في متاجر تجزئة حصرية مثل ساعاتنا الميكانيكية؛ حيث لم يظهر وكلاء التجزئة وحدهم اهتماماً بتسويق ساعة “إليغانت”، بل أيضاً متاجر المجوهرات ومنصات البيع على الإنترنت. ومن الصعب بيع الساعات الميكانيكية حيث إنها شريحة متخصصة أكثر تجذب فقط الخبراء وعشاق هذا النوع من الساعات. بينما ساعات “إليغانت” سهلة البيع جداً؛ إذ إنه من السهل شرح وظائفها، كما أنها ساعة جيدة التصنيع؛ ولذلك من السهل بالنسبة إلينا أن تكون لدينا نقاط بيع مختلفة. وهذا هو سبب أننا نريد أن تكون لدينا نقاط بيع مختلفة لساعات “إليغانت” و”إف بي جورن”.
هل تفاجأت بنجاح “إليغانت” عندما أطلقتها العلامة للمرة الأولى؟
عندما أزحنا الستار عن “إليغانت” لم نقم بالإعلان عن الساعة في العام الأول لإطلاقها. وبدأ الأمر مع عشاق ساعاتنا الرجال الذين شاهدوا الساعة وقاموا بشرائها من أجل زوجاتهم، ومن ثم بدأت الزوجات الحديث مع صديقاتهن عن الساعة التي أهديت إليهن، وهكذا انتشرت أخبار الساعة ببطء. وحالياً تباع الساعة بشكل جيد جداً، ولذلك قمنا بزيادة الإنتاج. وقد استطعنا زيادة الإنتاج لأنها ليست ساعة ميكانيكية، ولسعرها الجيد المناسب، فضلاً عن أن الساعات الميكانيكية لا يحبها الجميع. وإضافة إلى هذا، لدي عدد من الأفكار بخصوص ساعة “إليغانت”، منها تزويدها بآلية التقويم الدائم.
لماذا عندما يطلب منك الناس توصية بساعة معينة تقوم باستمرار باقتراح ساعة “كرونوميتر بلو”؟
قمت بصنع ساعة “كرونوميتر بلو”في العام 2008 عندما حدثت الأزمة المالية، وبسبب ذلك قمنا بوضع سعر للساعة منخفض إلى حد كبير، وبالفعل حققت مبيعات جيدة. وحتى عندما تحسن الوضع، حافظنا على ذلك السعر. والآن فجميع محبي اقتناء الساعات يعرفون ساعة “كرونوميتر بلو”، التي حققت شهرة كما صارت أفضل مبيعاتنا. وحيث إننا نقوم بتصنيع نحو 120 قطعة فقط في السنة، فدائماً ما تكون هناك قائمة انتظار لشراء هذه الساعة.
هل يمكن أن تحدثنا عن ثلاثية ساعات “ڨاغابونداج”؟
“ڨاغابونداج” هي سلسلة من ثلاث ساعات؛ الأولى تعرض الساعات الرقمية، والثانية الساعات والدقائق القافزة الرقمية، والثالثة تعرض الساعات والثواني القافزة الرقمية. وحتى الآن، أعتقد أن هناك نحو 10 أو 15 شخصاً يمتلكون الساعات الثلاث جميعاً التي تحمل نفس الأرقام، في حين يوجد 20 آخرون على قائمة الانتظار لامتلاك ساعات السلسلة. وعندما قمت بتصنيع الساعة الأولى، تعامل معظم الناس مع الأمر على أنه مزحة، ولكنني كنت قد قررت بالفعل إصدار ثلاث ساعات. وسلسلة الساعات هذه أشبه بثلاثية سينمائية، حيث لن تعجب بجمال الثلاثية حتى تشاهد الجزء الثالث الذي يكمل الثلاثية.
لماذا لم تعد “إف بي جورن” تشارك في مسابقة “جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات” (GPHG)، خصوصاً بعد فوز العلامة بالكثير من جوائز هذه المسابقة؟
بالفعل فزنا بالعديد من جوائز المسابقة وأنا ممتن لذلك. وكل عام يشارك نحو 200 علامة في مسابقة GPHG، ويبذل مسؤولو هذه العلامات الكثير من الوقت والجهد لشرح وترويج مشاركاتهم. ولكن مع نهاية العملية برمتها، فإن حفنة فقط من العلامات وساعاتها المشاركة بها والتي يتم إدراجها على القائمة النهائية، هي التي تحصل على الدعاية وتتم مكافأتها على جهودها. ولذا لا أعتقد أن المشاركة في مسابقة “جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات” أمر يستحق العناء.