الساعات

احتفالاً بالذكرى العشرين للموديل الأول ”إف بي جورن“ تطلق إصدارًا جديدًا من ”كرونوميتر آ ريزونانس“

بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لإطلاق ساعة  “كرونوميتر آ ريزونانس”، تطرح علامة الساعات السويسرية الراقية “إف بي جورن” نسخة بميناء خاص سيتم إنتاجه فقط أثناء العام 2019. ويضم ميناء الساعات عند موضع الساعة 3 مؤشر 12 ساعة بعرض تناظري، بينما يضم الميناء الذي يقع عند موضع الساعة 9 في هذا الإصدار، عرضاً تناظرياً لمؤشر 24 ساعة.

من خلال ظهر العلبة المصنوع  من البلور الصفيري، تمكن رؤية آلية الحركة بارعة الصنع، من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، مع قلبيها الميكانيكيين النابضين بتزامن مثالي، للحصول على دقة ساعة يد لا تضاهى. ويتوافر إصدار العام 2019 من ساعة “كرونوميتر آ ريزونانس” في نسختين؛ أحدهما بعلبة من البلاتين وميناء من الذهب الأبيض، بينما الآخر مصنوع بالكامل من الذهب 6N عيار 18 قيراطاً. جاء الميناءان بزخارف “غيوشيه” يدوية بنمط “كلو دو باري”، ويشيران إلى الساعات والدقائق، ويمكن أيضاً ضبطهما على منطقتين زمنيتين مختلفتين.

ويتميز تصميم ساعة “كرونوميتر آ ريزونانس” بتشبعه بعمق شاعري آسر، وتظل الساعة بعد 18 عاماً من إطلاقها للمرة الأولى، هي الساعة الميكانيكية الأكثر دقة التي تعرفها صناعة الساعات المعاصرة. وتنشأ ظاهرة الرنين – الصدى – من ترددين متناغمين، حيث ينقل أي جسم متحرك التذبذب إلى البيئة من حوله، وعندما يلتقط جسم آخر هذا الاهتزاز – التذبذب – يمتص طاقته، ومن ثم يبدأ في التذبذب بنفس التردد. ويسمى الجسم الأول “المثير” بينما يسمى الثاني “المرنان”. وتعرف هذه الظاهرة الفيزيائية باسم “الرنين”، وهي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ورغم ذلك فإننا بالكاد نلاحظها.

وكمثال، فإننا عندما نبحث عن أحد برامج الراديو، تتداخل الأصوات والنغمات حتى تتوافق أطوال الموجات المختارة مع المرسلة؛ وعندها فقط تتناغم جميعاً لتبدأ الرنين معاً. وتتعلق ظاهرة الصدى بجميع المجالات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالهندسة الميكانيكية والموسيقى وحياة البشر.

ومن بين الروائع التي صنعها أنتيد جانڨييه، يتم تذكيرنا دائماً بإتقانه تضمين والاستعانة بظاهرة الصدى الفيزيائية في تصنيع منظم للساعة، وهي ظاهرة طبيعية كان فرانسوا-بول جورن، بعد قرنين من الزمن، هو فقط الذي داوم على استخدام هذه التقنية الصعبة والدقيقة بمفهوم حديث، لتتضمنها ساعة يد ميكانيكية تم إبداعها لتوفر أكبر قدر من الدقة.

كان دمج بندول ثنائي كبير الحجم داخل المساحة الصغيرة التي تتيحها ساعة اليد، يعد مهمة مستحيلة. وهو أمر كان فرانسوا-بول جورن متشككاً فيه، ومع ذلك خاض هذا السباق الحديث للوصول إلى أقصى درجة من الدرجة في قياس الزمن. قبل الرجل التحدي فكان الإبداع الأول في شكل ساعة جيب، والتي مع ذلك لم يكن أداؤها موافقاً لتوقعاته. وسيستغرق الأمر خمسة عشر عاماً أخرى من العمل لاكتساب النضج والتجربة المطلوبين لتلبية متطلبات الارتداء الفعلي للساعة فوق المعصم، ولتوفير الأداء الكرونوميتري لتقديمه باعتباره الإنجاز الأول عالمياً، فكانت أول ساعة يد تستخدم ظاهرة الصدى، ما دفع بحدود أجهزة الكرونوميتر إلى آفاقها القصوى.

ولأن ساعة اليد ليست بندولاً لاختبار ظاهرة الرنين – الصدى – كان على فرانسوا-بول جورن إجراء المزيد من الحسابات، والفحوص، والتشكك مجدداً، ليتخلى من ثم عن المشروع لمدة بضع سنوات، لكنه لم يستطع التوقف عن التفكير في البندول الثنائي الذي أبدعه أنتيد جانڨييه. الأيدي التي تصنع، والعقل الذي يفكر، والحسابات الدقيقة، ومخططات الرسوم، والنماذج الأولية؛ جميعها كان يتردد صداها في عقل فرانسوا-بول جورن، بينما كان يعمل من دون توقف في مكتب مصممه. والنتيجة أن أول ساعة يد بظاهرة “الرنين” – الصدى – (علامة تجارية محمية)، تم طرحها تجارياً في العام 2000 باعتبارها الساعة الأولى عالمياً التي تستخدم هذه الظاهرة.

وفي هذه الساعة يعمل كل من الميزانين على التناوب كمثير ومرنان، وعندما يكون الميزانان في حالة حركة، يدخلان في حالة تناغم وفقاً لتأثير الصدى ويبدآن بشكل طبيعي بالنبض بالتقابل. وبالتالي يتوقف الميزانان عن الحركة وهما في وضع مقابل أحدهما للآخر، ليمنحا المزيد من القصور الذاتي لحركتهما.

وهذه النتيجة ممكنة فقط إذا كان فرق التردد بينهما لا يتجاوز خمس ثوان في اليوم، من الفرق المتراكم في ستة أوضاع. وضبط الميزانين هو مهمة فائقة الحساسية والدقة، ففي حين تؤثر حركة مضطربة خارجية في تشغيل ساعة ميكانيكية تقليدية، فإن هذا الاضطراب نفسه، في حالة الساعات التي تستخدم ظاهرة الصدى، ينتج تأثيراً يقوم بتسريع حركة أحد الميزانين بالقدر نفسه الذي يُبطئ فيه حركة الآخر. وشيئاً فشيئاً يعود الميزانان إلى وضع أحدهما مقابل الآخر، ليصلا إلى نقطة التناغم والانسجام في الحركة، وبالتالي القضاء على الاضطراب. وتُحدث هذه الآلية المبتكرة ثورة في المعايير الراسخة المعمول بها، وتوفر قدراً من الدقة لم يسبق من قبل أن وصلت ساعة يد ميكانيكية إلى ما يساويه.

وتمثل هذه الساعة الرمزية أحد أعتى التحديات على الإطلاق في مجال الساعات الميكانيكية، وتحدد بشكل كبير الأبحاث حول دقة قياس الزمن التي قام بها فرانسوا-بول جورن. وفي مدخل ورشات مصنع “إف بي جورن” نرى ساعة حائط رائعة تحتل مكان الصدارة، وهي الساعة الثانية من بين ثلاث ساعات ثنائية المنظمات تستخدم ظاهرة الصدى، أنشأها أنتيد جانڨييه. الأولى محفوظة في متحف “بول دوبوي” في تولوز، بينما توجد الثالثة في متحف “باتيك فيليب” في جنيڤ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى