شوبارد.. إبداع يتجدد من هابي كلاون إلى حديقة كالاهاري
في دار المجوهرات والساعات السويسرية الفاخرة “شوبارد”، يمتد حبل إبداعات المجوهرات الفاخرة عميقاً، ويزداد نسيجه قوة. وتعود أصول حبل الإبداعات والروائع هذا إلى العام 1985، عندما قامت فتاة شابة بإبداع تصميم عُرف باسم “هابي كلاون”، والذي تميز بترصيع الماسات المتراقصة عليه.
نتحدث هنا إلى تلك الفتاة، التي صارت الآن الرئيس الشريك والمدير الفني لدار “شوبارد”؛ كارولين شويفلي، والتي أزاحت الستار مؤخراً عن إبداع جديد لها هو “غاردن أوف كالاهاري” أو “حديقة كالاهاري”.
بداية، هل يمكن أن تخبرينا عن الإضافات الجديدة إلى خط “آيس كيوب”، والتي كانت أكثر عصرية واستهدفت الجيل الأصغر سناً؟
مجموعة “آيس كيوب” هي خط إنتاج كلاسيكي ناجح جداً، وخصوصاً في فئة مجوهراتنا الراقية، كونه تصميماً نقياً ومتألقاً، يتميز بترصيعه غير المرئي ومشطوب بالكامل، وغير ذلك. وفي الواقع أخذنا هذه الفكرة التي لم نقم بتغييرها فعلياً، ولكننا أردنا تعديلها لتتلاءم مع الجيل الأصغر سناً؛ جيل الألفية، الذي يتطلع إلى شيء عصري، وحاد، وموضة، ولطيف. والسبب أننا اعتقدنا أن هذا هو الوقت المناسب لتقديم شيء ما إلى زبائننا الشباب.
وهو أمر مماثل لما حدث مع “هابي دياموندز”، فالفتيات الصغيرات اليوم يرغبن في مزج الإكسسوارات والزينة، فلم يعد الأمر بالنسبة إليهن تخصيص مجوهرات معينة لمناسبات معينة، وإنما خلطها وارتداؤها كما يحلو لهن. وأنا شخصياً دائماً ما أفعل ذلك.
كيف كانت ردود الفعل على مجموعة “حديقة كالاهاري”؟
عظيمة جداً، فلسنوات كنت أعمل على مشروع خاص وفريد من نوعه، وهو اتباع الألماس الخام في رحلته من المنجم وحتى السجادة الحمراء عندما ترتديه إحداهن بتصميم ما، كما فعلت السيدة شيرلي باسي عند إطلاق المجموعة، عندما غنت “دياموندز آر فورايڤر” (“الألماس إلى الأبد”). وهذا شيء قد أثرى مسيرتي المهنية، وسيكون جزءاً مهماً من تاريخ دار “شوبارد”، وهو بالفعل كذلك. وهناك حقيقة أخرى مهمة هي أن الماس المستخدم في هذه المجموعة، مستخرج من أول منجم ألماس معتمد.
كيف حصلت على ألماسة “ملكة كالاهاري” (“كوين أوف كالاهاري”)؟
دائماً ما أبقي عيني مفتوحتين على أخبار كل جديد، كما أن لدي عدداً من الشركاء الذين يعملون في صناعة الألماس، ودائماً أخبرهم بأن يتصلوا بي أولاً إذا ظهر شيء خاص وفريد، وهكذا استطعت الحصول على ألماسة “ملكة كالاهاري”.
تم الكشف عن ساعة “هابي دياموندز” لأول مرة في العام 1976، في حين تم ابتكار قلادة “هابي كلاون” في العام 1985، لتكون علامة على بداية اقتحام “شوبارد” عالم المجوهرات الفاخرة. هل كنت تتوقعين أن يؤدي ذلك إلى مثل هذا النجاح الهائل؟
كنت مازلت طالبة في المدرسة عندما صممت قلادة “هابي كلاون”، بالتأكيد كانت ساعات “هابي دياموندز” موجودة وقتها، وكانت ساعات مسائية أنيقة جداً، وقد كان لوالدتي ساعة منها اعتادت أن ترتديها، وكنت دائماً أنظر إليها، وكفتاة صغيرة كنت مأخوذة بتلك الماسات المتحركة. وبما أنني أحببت عروض السيرك، وخصوصاً عروض المهرجين، قمت بتصميم مهرج صغير مرصع بأحجار الألماس على منطقة البطن. وكانت تلك البداية بالفعل لمجوهرات “هابي دياموند”؛ لأن والدي عندما رأى تصميمي ذلك أراد أن يجعل تنفيذه بالنسبة لي مفاجأة احتفالات الميلاد، وقد أدى ذلك التصميم إلى عالم مجوهرات “شوبارد” بالكامل.
هل تؤثر حقيقة أن “شوبارد” تنتج جميع حركاتها داخلياً في الساعات النسائية؟ وإذا كان الأمر كذلك كيف يكون هذا التأثير؟
في الواقع، لا تتضمن جميع ساعاتنا حركات تم تصنيعها داخلياً، وإنما بشكل أكبر فإن الساعات شديدة الرقي هي التي تتضمن حركات مصنعة داخلياً، وخصوصاً المجموعات الرجالية مثل ساعات “إي يو سي”، والتي سميت تكريماً لاسم صناع الساعات لويس-يوليس شوبارد؛ مؤسس الشركة. والآن، كلما ازداد الإنتاج، ازدادت الحركات المصنعة داخلياً أكثر، حيث وصلت إلى الساعات النسائية الراقية أيضاً، وعلى سبيل المثال، فإن الساعة السرية من مجموعة “كالاهاري” تتضمن حركة من تصنيعنا.
ما الذي دفعك إلى الانخراط في أنشطة استخراج الألماس والذهب بشكل أخلاقي؟
أعتقد أن الرفاهية القصوى اليوم هي أنه عندما تقع في غرام منتج ما ويكون هذا المنتج منتج رفاهية، وليس شيئاً ضرورياً للحياة مثل الغذاء؛ أن تعرف بالضبط كيف تم إنتاج هذا المنتج من الألف إلى الياء. وشخصياً كان من دواعي سروري أيضاً العمل مع أكثر الماسات والأحجار الكريمة جمالاً، والتي تأتي جميعها من كوكبنا، تماماً مثلها مثل الذهب. فجميع مواد الخام لدينا تأتي من الكوكب، ونحن نستخدمها لعمل أشياء جميلة، وأعتقد أنه من واجبنا عدم إفساد الكوكب عندما نستخرجها من الأرض.
وما هي خططك المستقبلية من أجل “إيكو-إيدج” و”غرين كاربت تشالينج” (“تحدي السجادة الخضراء”)؟
المشروع كله خاص بذهب التعدين المنصف المعتمد “فيرمايند”، وما أطلقنا عليه “تحدي السجادة الخضراء” بدأ قبل خمس سنوات بواسطة ليڤيا فيرث التي ترأس مؤسسة “إيكو-إيدج”، وقد أطلقنا على المشروع اسم الـ”رحلة”؛ لأن هذا ليس أمراً تفعله في يوم، وإنما تستطيع أن تنجز خطوة كل مرحلة زمنية. وحالياً قمنا بتوسيع مفهوم ذهب التعدين المنصف المعتمد “فيرمايند”، ليشمل المجموعة المعروضة في المتجر، والتي ستكون بالكامل منتجة من هذا الذهب. وفي مهرجان “كان” الأخير، أطلقنا حجراً ملوناً تم استخراجه أيضاً بنفس الطريقة الأخلاقية المنصفة.
رغم أن دار “شوبارد” أصبحت شريكاً رسمياً لـ”مهرجان كان السينمائي” في العام 1998، لكنه لم يتم الكشف عن أولى مجموعات “رد كاربت” من “شوبارد” إلا في العام 2008. لماذا استغرق الأمر هذا الوقت الطويل؟
أعتقد أن الأمور حدثت بشكل طبيعي، ففي البداية اعتدنا أن نضم أحدث قطعنا المعروضة في “كان” إلى مجموعة “رد كاربت”، وبعد عدة سنوات كنت أقول إننا سوف نكشف عن هذه المجموعة في مهرجان “كان”. وهكذا، وبمناسبة الذكرى السنوية الستين لانطلاق مهرجان “كان”، والتي كانت قبل عشر سنوات، قررت إطلاق مجموعة خاصة من المجوهرات التي يتم ارتداؤها أثناء السير على السجادة الحمراء، والتي من المقرر أن تعرض في “كان” هي مجموعة “رد كاربت”، وهكذا بدأ الأمر.
هل ألهمتك سفرياتك المتكررة حول العالم في تصاميمك؟ وإذا كانت الإجابة نعم، هل يمكن أن تعطينا مثالاً على هذا الإلهام؟
بالتأكيد، معظم إلهامي يأتيني عندما لا أكون في المكتب. فعندما أكون في المكتب، أكون خلف كومات من الورق، أو أجيب على الهاتف، أو البريد الإلكتروني، وغير ذلك. لكن الطبيعة هي الإلهام، وبالمثل الدول، والأزهار، وأساليب العمارة الغريبة. ولذلك، فعندما أسافر أبقي دائماً عيني مفتوحتين للاستلهام.