غروبل فورسي.. جامعو الساعات لهم الأولوية دائماً
كان ذلك في العام 1999، عندما بدأ روبرت غروبل وستيفن فورسي العمل معاً على ابتكار جيل جديد من آلية التوربيون مصمم خصيصاً لتحسين ضبط الوقت للساعات الميكانيكية. وبعد أربعة أعوام أزاحا الستار عن علامتهما المسماة "غروبل فورسي"، وأذهلا هواة اقتناء الساعات بابتكارهما "دوبل توربيون 30°".
تحدثنا في هذا اللقاء إلى ستيفن فورسي، الشريك المؤسس للعلامة، حول ما الذي يجعل إصدارات هذه العلامة تلفت الانتباه.
كيف تمكنت "غروبل فورسي" من إنتاج 20 كاليبر في وقت قصير جداً، بينما ابتكار كاليبر واحد يعد مشروعاً مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً؟
عندما خططنا أنا وروبرت لتأسيس علامة لصناعة الساعات، لم يكن ذلك لأن العالم بحاجة إلى علامة إضافية لصناعة الساعات، ولكن كان ذلك لأنه كان لدينا عدد كاف من الأفكار التي أردنا تطويرها. وقد كنا متأكدين أنه سيكون باستطاعتنا أن نؤمن عدداً صغيراً من جامعي الساعات، إذا كانت ساعاتنا موثوقة الصنع، وبأداء جيد، وتتمتع بابتكارات مثيرة للاهتمام من الناحية التقنية، وتصميم جذاب، ومستوى عال من التشطيب اليدوي. وجميع هذه النقاط هي جوهر علامة "غروبل فورسي"، وعندما انطلقنا في العام 2004، كان هناك اهتمام قوي بإصداراتنا، ما شجعنا على بناء فريق أكبر بسرعة، وتطوير العديد من حركات الكاليبر.
ويتطلب الأمر ما بين 3 و11 عاماً لتطوير كاليبر واحد، لكن الأمر الرئيسي الذي نفترق به عن غيرنا هو لأن كلينا صانع ساعات قمنا بفصل مسؤولياتنا، وبذلك فإننا قادرون على صنع المزيد؛ فبينما أقوم بتوجيه الفريق من الناحية التقنية، يعمل روبرت أكثر على الابتكار والاستراتيجية، وهذا أحد الأمور التي ساعدتنا على تطوير المزيد من حركات الكاليبر. وقد يكون للشركات الأخرى أهداف مختلفة، أما نحن فلدينا الكثير من الأمور التي نحتاج إلى العمل عليها. ويتطلب الأمر الكثير من الوقت، والكثير من الطاقة والنتائج، وجميعها أشياء نريد أن نخصصها لهدف محدد.
وحيث إن كلينا روبرت وأنا لدينا خبرة جيدة جداً بالعمل سابقاً مع علامات أخرى، حيث تعلمنا الكثير؛ فإن أغلبية حركات الكاليبر الخاصة بنا هي كاليبر عالية التعقيد. كما قمنا بتطوير المختبر والمنصة التطويرية الخاصة بنا، والتي تسمى "إكسبيرمنتال واتش تكنولوجي"، والتي تساعدنا على اختبار نماذجنا الأولية، وما إلى ذلك. وكل من حركات الكاليبر الخاصة بنا مختلف بنسبة 80 بالمئة عن الكاليبر الأخرى، وعلى سبيل المثال فإن قفص ساعة "توربيون 24 سيكوند"هو نفسه بشكل جوهري في كاليبر مختلف؛ كاليبر "جي إم تي"، ولكن بقية أجزاء الكاليبر جديدة تماماً.
أليس توظيف 20 شخصاً يختصون بعملية التشطيب في مصنع ينتج نحو 100 ساعة في العام أمراً فيه قليل من المبالغة؟
الأمر يعتمد على ما الذي تهدف إليه؛ فنحن كصانعي ساعات نريد أن نأخذ أفضل ما في صناعة الساعات ومن ثم نجمع بينه وبين الإبداع والتصميم العصري، لنبتكر شيئاً من شأنه أن يأسر مخيلة جامعي الساعات.
هل ساوركم الشك في أي وقت من الأوقات أنكم بالفعل ستقومون ببناء علامة راقية محترمة؟
حتى الكاليبر الأول الذي أصدرناه فقد أنتجناه بتشطيب جيد جداً بالنسبة إلى ذلك الوقت، وعندما بدأنا لأول مرة لم نكن نعرف جميع التحديات التي يجب أن نواجهها، وربما لو كنا نعرف لم نكن لنبدأ على الإطلاق! وعندما أصدرنا ساعة "دوبل توربيون 30°"، علمنا أن لدينا منتجاً جيداً جداً، ولكننا شعرنا بالسعادة فقط عندما وافقنا الآخرون على ذلك. ولأنه لدينا فريق جيد جداً جميع أفراده مستعدون لمشاركة الخبرات والعمل معاً؛ فلذلك نحن قادرون على إنتاج الكثير من حركات الكاليبر.
كيف تمكنت العلامة من النجاة من الأزمات الاقتصادية العديدة التي وقعت منذ بداية انطلاقها؟
عندما انطلقنا في العام 2004، كنا في الوقت المناسب وفي المكان المناسب؛ حيث كانت الأوضاع في السوق إيجابية جداً، ولربما كنا في ورطة بالفعل إذا كنا قد انطلقنا قبل بضع سنوات. نعم، كان هناك نحو ثلاث أزمات اقتصادية منذ أن بدأنا، لكننا لم تكن لدينا رؤية حول كيفية الاستعداد للسوق، بل تابعنا استراتيجيتنا على نحو واضح، حيث كنا نعمل على ساعات مختلفة. فرؤيتنا لا تقوم على أي نموذج محرك للسوق –أو الاقتصاد –وإنما نفضل بدلاً من ذلك التركيز على جامعي الساعات؛ إذ إن جامع الساعات مادام راضياً عن الساعة ومستمتعاً بها، فمن المرجح أن يعود إلى علامتنا مرة أخرى من أجل ساعة أخرى.
وكيف تعتنون بجامع الساعات بعد شرائه الساعة؟
نحن سعداء الحظ بتمكننا من مقابلة جامعي ساعاتنا كثيراً، حيث نقوم بجولة على عدد محدد من معارض الساعات حول العالم بشكل منتظم. ونحن لا نقوم بالبيع مباشرة من ورشتنا؛ إذ لدينا علاقة فريدة من نوعها مع شركائنا لبيع التجزئة، حيث لا ننتج الكمية التي تكفي لتخزينها في متاجرهم؛ إذ ننتج كمية محدودة، وفضلاً عن ذلك فإن وكلاءنا للبيع هم سفراؤنا من حيث كونهم المتخصصين في المنطقة، الذين يدركون ما نقوم به وطبيعة علامتنا، كما أنه يوجد في هذه المنطقة بالفعل جامعو ساعات. وعلى ذلك فإن شركاءنا هؤلاء موجودون هناك من أجل جامعي ساعاتنا، ليتوصلوا إلى ما إذا كانوا بحاجة إلى تغيير حزام أو أي نوع آخر من الخدمات، من أجل ساعة "غروبل فورسي" التي يقتنونها.
وما هي الفئة العمرية لجامعي ساعات "غروبل فورسي"؟
عندما بدأنا كان متوسط عمر جامعي ساعاتنا 60 عاماً، ولكنه الآن حوالي 40-45 عاماً، إلا أن لدينا أيضاً جامعي ساعات في العشرينات من عمرهم والذين لديهم أكثر من ساعة من ساعات "غروبل فورسي".
كمتخصص في صناعة الساعات، ما تعليقك على الأزمة الاقتصادية الحالية؟
الوضع الجيوسياسي في العالم مضطرب جداً، ولكنه كان دائماً هكذا، إلا أن ما تغير هو أنه بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، فإن أي حادثة تقع يتم نقلها على الفور على خلاف الأمر في الماضي. ونحن في "غروبل فورسي" دائماً نركز على جامعي ساعاتنا، ولكن هناك بعض العلامات تفقد هذه الرؤية فتركز بدلاً من ذلك على منتجاتها. فنحن نعتقد أن التركيز في مثل هذه الظروف يحتاج إلى العودة إلى جامعي الساعات، والتركيز على ما يبحثون عنه، وإمدادهم بخدمات ممتازة. فلا يمكنك الحفاظ على النمو دائماً؛ إذ إن هناك حداً للنمو. ونحن في "غروبل فورسي" يمكننا من الناحية النظرية أن ننتج المزيد من الساعات حيث أصبحنا معروفين بشكل أفضل كعلامة، ولكن من الناحية العملية طاقتنا محدودة؛ فالأمر ليس عدد الساعات الذي يمكن أن تستوعبه السوق، وإنما عدد الساعات الذي نستطيع تصنيعه.