لقاءات

”بولغري“.. رقي وتفرد.. وأرقام قياسية

يتحدث جان-كريستوف بابين، الرئيس التنفيذي لماركة الساعات الراقية والمجوهرات الفاخرة “بولغري”؛ إلى مجلتنا حول قدرة العلامة على تسجيل أرقام قياسية عالمية في صناعة الساعات، والحفاظ على تفردها من خلال الابتكار المتواصل.

هل يمكنك أن تخبرنا بماذا تشعر عندما تحطم “بولغري” الكثير من الأرقام القياسية في صناعة الساعات الراقية؛ مثل إبداع حركة التوربيون الأوتوماتيكية الأكثر نحافة في العالم، وذلك في ساعة “أوكتو فينيسيمو توربيون أوتوماتيك”؟

عندما أرى تلك الساعات الأربع من “أوكتو فينيسيمو”، لا يتعلق الأمر بتحطيم الأرقام القياسية، بل بإبداع عائلة تستوفي شروط الأناقة الرجالية. فهذه الساعة تتميز بأنها عصرية، وشديدة التميز، وإرث شرعي – أعني الشكل المثمن الذي ينتمي إلى فن العمارة الروماني – كما أنها نحيفة التصميم؛ فهي ليست نحيفة ورشيقة فقط، بل إنها مثمنة الشكل ورقيقة ومدمجة التصميم؛ إنها في الحقيقة مزيج من هذه الأبعاد الثلاثة: دمج المواد في كل موديل من هذه الموديلات، سواء كانت التيتانيوم، أو الكربون، أو الفولاذ، أو الذهب؛ معاً مع الشكل النحيف، ومن ثم مع المفهوم الهندسي، ما ينتج عنه في النهاية تصميم الأناقة العصرية المطلقة، ما يجعل عائلة الساعات هذه بأكملها استثنائية التميز ومرغوبة. وبالفعل ضمن تلك العائلة، قمنا بتحقيق أرقام قياسية، لكن بالنسبة إليّ يعد هذا مثل زينة الكعكة. فالهدف الرئيسي من وراء إبداع ساعات “أوكتو” ليس تسجيل أرقام قياسية، ولكن الالتزام بجوهر الأناقة الرجالية، وأنا أتطلع الآن – أكثر من أي وقت مضى – إلى تضمين العائلة ساعة كرونوغراف، حيث لا توجد حركة “فينيسيمو” كرونوغراف. وإضافة إلى ذلك أعتقد أن هذه المجموعة تتمتع بتناسق أكثر مما يوجد في أي مجموعة رجالية.

أنت تتحدث عن المواد الآن.

نعم، فالمواد تستخدم لجودتها، وأيضاً لجمالياتها؛ ومن أجل طلاء الموانئ بالورنيش أو الطلاء الملون، نحاول استخراج الألوان التي تصبح موضة؛ من المعادن والسبائك والألياف.

وكيف يمكنكم الوصول إلى تلك الدرجة اللونية الخاصة للفولاذ والذهب الوردي – والتي تعد مسحة متفردة جداً – والتي تتمتع بها ساعات “بولغري”؟

لأن ساعات “أوكتو” تتميز بإطلالة هندسية معاصرة، أردنا للمعالجة المعدنية أن تكون حديثة جداً. ومن خلال المعالجة بتقنية سفع الرمل والبلاديوم، تمكنا من الحصول على درجات لونية جديدة للذهب والفولاذ. كما أن الفولاذ الذي نستخدمه فائق خفة الوزن، ما يجعله يبدو أشبه بالألمنيوم من الفولاذ. وبالمثل العلبة المصنوعة من الذهب؛ فغالبية الناس لا يتقبلون الذهب بسهولة، وهو أمر جيد بالمناسبة لأن هناك قيمة تكمن في البساطة. وبواسطة هذه العمليات، تمكنا من تسليط ضوء جديد على تلك المواد، في الوقت الذي ينشئ استخدامها تناسقاً كبيراً مع هندسة تصميم الساعة.

وإذا كان بالإمكان تصور مظهر الساعة باستخدام الصقل والتلميع الكلاسيكي، فإنه سيكون عادياً، لكن مع استخدام تأثير السفع بالرمل، تكون النتيجة الحصول على لونين جديدين للمعادن المستخدمة، وهو أمر نادر جداً في صناعة الساعات. فمعظم الساعات في الوقت الحاضر تأتي بتشطيب مفرش (لامع) أو مصقول، في حين أن هذه الألوان فريدة جداً وخاصة بعلامة “بولغري”.

لماذا اخترتم استخدام الكربون لصناعة ساعة “أوكتو فينيسيمو مينيت ربيتر كربون” الجديدة؟

لدينا هذه الساعة بالفعل مصنوعة من التيتانيوم، وقد استغرق الأمر عامين لتصنيع الإصدار الأولى. واعتقدنا أنه يجب الاستفادة من شكل ساعة “أوكتو” وحجمها وأبعادها، ولكن مع تقديمها بشكل جديد. ولهذا كنا نبحث عن مادة تتمتع بمواصفات صوتية جيدة؛ إضافة إلى كونها مادة غير متوقعة بشكل مثالي، حيث أردنا للساعة الجديدة أن تكون فريدة من نوعها. وهكذا قمنا بتجربة عدة سبائك، بما فيها ألياف الكربون، وفي النهاية توصلنا إلى نتيجة أن مواصفات ألياف الكربون الصوتية بإمكانها أن تنتج صوتاً شديد النقاء والوضوح.

هل كان لحب للسيارات أي تأثير في قراركم باستخدام الكربون لتصنيع ساعة “أوكتو فينيسيمو مينيت ربيتر” الجديدة؟

عند استخدامنا التيتانيوم، غامرنا بالسير في اتجاه يجمع بين جمالية مؤكدة وخفة الوزن، حيث أردنا التركيز على جانب خفة الوزن. أما جمالية الكربون فهي تجذبني لأنها فريدة من نوعها، فعندما تقوم بوضع هذه المادة في طبقات يبدو المظهر كما لو أنها شجرة، وبهذا تكون كل ساعة مختلفة. وإضافة إلى هذا فإن الكربون أخف وزناً من التيتانيوم، ويمكنك ملاحظة هذا في المواصفات الصوتية، وهذا بسبب بنية هذه المادة، حيث إنها مكتنزة للغاية، ومن ثم تردد صدى الصوت بشكل رائع. وإضافة إلى هذا، شعرنا بأنه سيكون مثيراً للاهتمام أن نعمل على جانب خفة الوزن؛ فالساعة تزن 47 غراماً فقط، ما يضيف إلى جمالها والإحساس بالراحة عند ارتدائها. كما أنها توفر تجربة حسية ثلاثية الأبعاد، ما يجعل من ارتدائها متعة، فضلاً عن أنها ساعة جميلة حقاً عند النظر إليها، وخفيفة الوزن جداً على المعصم، وأنيقة الملمس، وموسيقية جداً على السمع، حيث يلعب الكربون دوراً مهماً بالنسبة إلى الرنين والوزن. أما اللون الأسود فهو أنيق بالفعل، وقد أصدرنا سابقاً بعض ساعات “فينيسيمو” باللون الأسود، باستخدام المعالجة بالطلاء بمادة “دي إل سي” والتيتانيوم، إلا أن اللون الأسود في هذه الساعة أكثر تجانساً مقارنة مع الساعات الأخرى في تلك العائلة، حيث تبدو الساعة كشجرة حية، بسبب بنية الكربون شديدة الخصوصية.

إلى أي مدى أنتم فخورون بساعة “لوتشيا” الجديدة ذات الحركة الهيكلية؟

أردنا تحقيق أمرين: أردنا توسعة مجموعة “لوتشيا” من خلال إضافة ألوان جديدة إليها، والذهاب في التصميم إلى ما وراء الميناء، وبشكل أساسي إزالته وعرض المكونات التي توجد داخل الساعة. وأردنا أيضاً أن تكون ساعة بتصميم مرح ومسايرة للموضة، والتلاعب بتصميم الشعار. فشعارنا كان دائماً عنصراً شديد الأهمية في نجاح “بولغري”، وفي هذه الساعة لم يكن الشعار مجرد زخرفة، ولكنه يعد بنية أساسية للحركة، كما تلاعبنا بتصميم الحركة. وهذا هو الإصدار الأول من هذه الساعة، ويأتي مرصعاً بالألماس أو دون ترصيع، وهو نفس الخيار الذي نوفره مع ساعة “أوكتو” الأصلية، مع ميناء تقليدي والذي لا يزال مميزاً لعلامة “بولغري” ولكنه يأخذك مباشرة إلى قلب الساعة من خلال أحرف الشعار.

هل تعتقد أن تاريخ “بولغري” القصير نسبياً (حوالي 100 عام) يعد مزية في صناعة الساعات حيث لا يكون لديكم الكثير من التقاليد التي قد تمثل قيوداً بالنسبة إليكم؟

قبل سنوات كانت لدينا الحرية في المفاضلة بين – واختيار – أي التصاميم يمكن أن يكون إصداراً أيقونياً خاصاً بنا في المستقبل؛ حيث إن تاريخنا في صناعة الساعات الراقية يعد حديثاً جداً. وللسنوات القليلة الماضية كنا نركز جداً على ساعات “سيربنتي” و”لوتشيا” و”أوكتو”، وهكذا بمرور السنين ربطنا أنفسنا بمجال الإبداع. وعندما بدأنا استثمار الكثير من الأموال لتطوير هذه المجموعات، شعرنا بالمسؤولية تجاه زبائننا، لضمان أن الموديلات التي يدفعون مبالغ كبيرة جداً لشرائها ستدوم لمدة طويلة؛ وليس فقط من ناحية الجودة الفائقة، ولكن أيضاً من ناحية أن أسلوب تصميمها لن يصبح قديماً أبداً بل بأسلوب يناسب كل عام.

وبمجرد أن تصبح منتجاتك رموزاً في هذه الصناعة، تفقد جزءاً من الحرية التي يتمتع بها الوافدون الجدد إلى صناعة الساعات. فالوافد الجديد يمكنه – بشكل غير متوقع – أن يأتي بأساليب جديدة، بعضها قد ينجح والبعض الآخر لا ينجح. فبمجرد أن تحقق النجاح، يكون لدى الناس توقعات بخصوص إصداراتك؛ مثل “أوكتو” و”سيربنتي”، ومن واجبك عندها أن تحافظ على نمو هذه الإصدارات الأسطورية، لتضمن أن الذين قاموا بشراء إحدى ساعاتك منذ أربعة أعوام مضت، سيظلون سعداء بعد عشرة أعوام. وقد قمنا بفرض قيود ذاتية على حريتنا، وقمنا بذلك بسعادة كبيرة في الواقع؛ لأنه بمجرد أن تكون ناجحاً – وهذه المجموعات التي ذكرتها هي مجموعات ناجحة جداً – لن يمنعك شيء عن أن تكون مبدعاً. فلم أر أي علامة أخرى تتلاعب بتصميم شعارها، لتعبر عنه بشكل مختلف في ساعة هيكلية، أو لترصعه بالمجوهرات، أو غير ذلك. وإلى هذا، فإن فكرة تركيب المجموعة الثانية من ساعات “لوتشيا” مع سوار “توبوغاز”؛ هي أيضاً فكرة شديدة الأهمية؛ حيث إنه باستخدام سوار “توبوغاز” نقوم بترسيخ جذور ساعات “لوتشيا” عميقاً داخل علامة “بولغري”؛ لأن “توبوغاز” هو “بولغري” و”بولغري” هي “توبوغاز”.

وإضافة إلى ذلك، نقوم بربط سوار “توبوغاز” مع ساعات “سيربنتي”، وبالتالي خلق تأثير إيجابي شامل لمفهوم “توبوغاز”. وفي “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات” 2018، قمنا بتلخيص سبعة عقود من عمر “توبوغاز”؛ لأن سوار “توبوغاز” زين ساعاتنا النسائية خلال عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي؛ والتي جاءت بتصاميم مربعة ومستطيلة ومثمنة الشكل. ولذا فإن هذا السوار كان معبراً عن جوهر ساعات “بولغري” النسائية؛ إذ جاءت ساعات “سيربنتي” في العام 2010 مزودة بأحدث تطور لسوار “توبوغاز”، بينما نستخدمه هذا العام مع ساعة “لوتشيا”.

لماذا برأيك حققت “بولغري” نمواً مضاعفاً في العام 2017 رغم كونه عاماً صعباً بالنسبة إلى هذه الصناعة؟

لا يؤثر السوق حقاً في أدائنا؛ لأننا لا نؤسس خططنا على ما إذا كان السوق سينمو أم لا. ففي صناعة الساعات والمجوهرات، تتسم الأسواق بأنها مجزأة جداً، وبأن هناك دائماً مساحة للنمو إذا كنت مبتكراً بما فيه الكفاية. وحتى لو كانت السوق ثابتة في سنة معينة؛ فبالنسبة إلى بعض العلامات ستكون سلبية، وللبعض ستكون مستقرة، بينما سيحقق البعض الآخر نمواً. وسياستنا في “بولغري” هي الابتكار، بغض النظر عن بيئة أو سياق السوق، ولهذا استثمرنا الكثير من الأموال في مجال الابتكار العام الماضي، وحققنا الكثير من النجاح مع إصدار “سيربنتي تويست”. وفي العام الماضي نجحنا جداً مع ساعة “أوكتو فينيسيمو أوتوماتيك”، والتي حققت أداء تجاوز توقعاتنا، ولا نزال نقوم بتوريد هذا الموديل إلى بعض الدول رغم أننا قد ضاعفنا قدرتنا الإنتاجية، ليتضح في النهاية أن مضاعفة قدرتنا الإنتاجية ليس كافياً. ولهذا كله أقول: نعم، شهدت ابتكاراتنا العام الماضي ترحيباً فائقاً، وفي ما يخص إصداراتنا الجديدة هذا العام فنحن متفائلون جداً بخصوصها.

ما هو شعورك عندما تكون مسافراً وتشاهد امرأة تتزين بأحد منتجات “بولغري”؛ ساعة أو حقيبة؟

في الواقع أنا لا أشاهد الكثير من النساء يتألقن بمنتجات “بولغري”، وهو ما يعد أمراً جيداً بالفعل بالنسبة إلى العلامة. فإذا تحدثنا عن أسعار الساعات، فنحن نتحدث عن سعر يقدر بعشرات الآلاف، ما يعني أننا يمكننا الحفاظ على التوسع من دون أن نصبح ظاهرين جداً. وهذا الشعور بالحصرية مهم لزبائننا، وبمقارنة أحجام مبيعاتنا مع حجم السوق ومنتجات المنافسين، نجد أننا لا نزال نحقق الكثير من النمو من دون مشاهدة إصدارات “بولغري” تزين كل معصم. ولكن هذا كله أمر جيد لأنه من الرائع أن تكون علامة حصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى