لقاءات

”أوليس ناردين“.. ابتكارات غير متوقعة

تحدث باتريك برونيو الرئيس التنفيذي لعلامة الساعات السويسرية الراقية “أوليس ناردين”، إلى مجلتنا وناقش أثناء حديثه تفاصيل خطي ساعات “دايڤر” و”فريك”، وما الذي تعنيه هاتان المجموعتان بالنسبة إلى الدار، إضافة إلى تناول مجموعات الماركة المهمة الأخرى…

بداية كيف كانت ردود الفعل حول ساعة “أوليس ناردين دايڨر ديب دايڤ هامرهيد شارك”، التي أطلقتها العلامة في دورة هذا العام من “الصالون الدولي للساعات الراقية” SIHH؟

أفضل ردود الفعل التي وصلتنا كانت ردة فعل فريد بويل، وفريد هو غواص حر ومصور فوتوغرافي، وهو دائماً يلتقط صوره في الأعماق البعيدة حيث تحتاج المعدات التي يستخدمها إلى أن تكون قوية وموثوقة؛ إذ لا توجد طريقة لإصلاح أو تغيير معداته عندما يكون على سطح قارب لعدة أيام بعيداً عن الشاطئ. إلا أن ساعة فائقة الجودة مثل ساعة “أوليس ناردين دايڨر ديب دايڤ” تساعد فريد، من خلال منحه راحة البال في ما يتعلق بضبط الوقت أثناء غوصه وعمله. وإضافة إلى ذلك، بالطبع، فإن هذه الساعة سهلة القراءة تحت سطح الماء، ومتوازنة بشكل جيد فوق المعصم، فضلاً عن تجهيزها بحركة أصلية التصنيع، وتتميز بمتانة وقوة أجزائها. وقد أخبرني فريد قائلاً: “في البداية يجب أن أقول أنني كنت أنظر إلى ساعتي “دايڨر ديب دايڤ” أكثر قليلاً من اللازم، أثناء الغوص، ولهذا فاتني التقاط عدد من الصور لأسماك القرش التي كانت تمر إلى جواري”.

ما الذي تعنيه بالضبط شراكتكم مع فريد بويل لكل منكما؟

يساهم تحالفنا الأخير مع فريد بويل في زيادة الوعي بأهمية البيئة البحرية من خلال عمليات استكشاف المحيطات. ونحن في “أوليس ناردين” ندعم فريد بقوة، الغواص الحر والمصور الفوتوغرافي تحت الماء، في عمليات استكشافه للأعماق المائية. ولطالما كانت هناك صلة بين الغواصين وصانعي الساعات، حيث يعد قياس الزمن بدقة أمراً حيوياً بالنسبة إلى الغواصين. ويعد الغوص الحر أقدم الطرق تقليدية وقدماً لاستكشاف عوالم ما تحت الماء، وفي المقابل فإن “أوليس ناردين” هي مصنعة ساعات تقليدية ولكنها أيضاً مبتكرة، وهكذا كانت شراكتنا مع فريد بويل سهلة التعريف. وتوسع هذه الشراكة مسار الإرث البحري الذي تتمتع به علامة “أوليس ناردين”، والذي تم التعبير عنه حتى الآن بشكل رئيسي في إبداعات تستخدم فوق سطح البحار، وبهذه الشراكة يمتد هذا الإرث إلى الجانب الآخر من سطح البحر. ومن جانبها تقوم مجموعة “كيرينغ غروب” بالترويج لممارسات الصناعة المستدامة، وبالنسبة إلى “أوليس ناردين” مصنعة ساعات البحار، فإن هذا يعني أننا قلقون للغاية بشأن قضايا الحفاظ على الحياة البيئية. وقد كان التعاون مع فريد خياراً طبيعياً، كونه يستثمر في جهود حماية الحياة في المحيطات والحفاظ على أنواع أسماك القرش. وأسماك القرش، بوجودها في قمة السلسلة الغذائية، تمثل مفتاح الحفاظ على توازن الحياة البحرية، وبالتالي الحفاظ على البيئة في كوكب الأرض بالكامل.

هل يمكنك أن تخبرنا عن مجموعتكم الرئيسية “فريك”، وخصوصاً إصداري “فريك ڨيجن” و”فريك آوت”؟

على مدى العقدين الماضيين، عملت “أوليس ناردين” بجد لإبداع روائع هندسية، في الوقت الذي كانت تدفع فيه حدود صناعة الساعات التقليدية إلى آفاق أبعد. ولطالما اعتبرت ساعات “فريك” بمثابة “مختبر فوق المعصم”؛ وهذه المجموعة مخصصة في المقام الأول لعرض العديد من ابتكارات العلامة. وتتمتع تشكيلتنا الحالية بأحدث ابتكاراتنا جميعاً، لأننا نؤمن بمزاياها التي تقدمها للزبائن. وقد توسع عالم ساعات “فريك” في منتصف شهر أبريل الماضي، حيث أطلقنا تشكيلة جديدة مذهلة مؤلفة من أربع ساعات “فريك آوت” مصنوعة من التيتانيوم، بسعر بيع للتجزئة يبلغ 48 ألف فرنك سويسري، وهو ما يمثل ثورة حقيقية بالنسبة إلى الأسعار المعقولة، وهذه الساعات لا تحتوي على تاج أو ميناء أو عقارب؛ إذ تتم الإشارة إلى الزمن بفضل الحركة ذات التصميم المستطيل. ويمكن مستقبلاً توقع المزيد في هذا الاتجاه.

ما مدى الأهمية التي تمثلها عائلة “فريك” بالنسبة إلى “أوليس ناردين”؟

كانت “فريك” هي الساعة التي حطمت جميع الأعراف في تاريخ صناعة الساعات، فهي ساعة تمثل نموذجاً لا ينسى، وتعد الأولى من نوعها في العالم، كما كانت أول ساعة يد تُستخدم فيها مكونات مصنوعة من السيليكون. وقد قادت علامة “أوليس ناردين” البحث عن المواد المثالية والهندسة المتقدمة، للمساعدة في تقليل عملية التشحيم وتحسين كفاءة الساعة. ويمكنك توقع المزيد من المفاجآت في مجموعة “فريك”؛ التي تعد أكثر الابتكارات جنوناً التي تتميز برموز جمالية قوية. وتبرز هذه الساعة من بين الساعات الأخرى، وكان لها دور فعال في بناء سمعة علامتنا لدى خبراء الصناعة. ولهذا يمكنني القول إن “فريك” تمثل بالنسبة إلى العلامة: البطل والدعامة.

كيف توصلتم إلى أفكار تصميم الساعات الدقاقة ” جاكمارت”، لتجعل ساعاتكم التي تتضمن آلية مكرر الدقائق لا تتمتع فقط بجودة الصوت بل أيضاً بإطلالة رائعة؟

يكمن السر في عملية الإبداع نفسها. ففي “أوليس ناردين” يشارك فنان النقش مع فريق التصميم في تحديد شكل المنتج. وفي الكثير من الحالات، يتم تقديم التصميم من قبل فنان النقش نفسه. ولأن جميع المجسمات المتحركة أو الموانئ (المصنوعة من المينا أو من الأحجار الكريمة) يتم تصنيعها يدوياً، فنحن لا ننظر إليها باعتبارها مجرد قطع مصنعة بل كقطع فنية حقيقية.

هل يمثل الاتجاه الحالي في “أوليس ناردين” بالنسبة إلى ساعات “دايڤ” انعكاساً لشغف العلامة بالغوص الحر؟ وهل يمكننا توقع المزيد في المستقبل؟

تتمتع “أوليس ناردين” بتراث من التميز في صناعة ساعات الغواصين منذ العام 1964، عندما بيعت القطع الأولى للغواصين العاملين بشكل رئيسي في القطاعات العسكرية أو أعمال التنقيب عن النفط في البحر. وباعتبارها من المتحمسين للغوص الحر، ولأن البحر يمثل البيئة الطبيعية لوجود العلامة منذ نشأتها، فإنني أخطط لتقوية وتوسيع منتجاتنا في هذا القطاع، حيث سنطرح قريباً العديد من الإصدارات الجديدة القوية في هذا المجال.

إلى أين وكيف تخطط للمضي بالعلامة قدماً؟

قد كنا كفريق محظوظين على مدى الأشهر الماضية؛ بداية من الجائزة التي فزنا بها في خريف العام 2017 في مسابقة “الجائزة الكبرى لصناعة الساعات” بجنيڤ، وحتى الإطلاق الناجح جداً لإصداراتنا الجديدة قبل “الصالون الدولي للساعات الراقية” SIHH، والتي بيعت بالكامل، وإلى الحضور الرائع في دورة 2018 من “الصالون الدولي للساعات الراقية”، حيث حظيت منتجاتنا، وخصوصاً ساعة “فريك ڨيجن”، باستحسان وإعجاب الصحافة والجمهور. وأعتقد أن ذلك الحماس، والذي تواصل تزامناً مع إطلاق الحملة الإعلانية الجديدة؛ هو إشارة بارزة إلى مسار العلامة في المستقبل.

كيف ساعدك العمل الذي قمت به في شركة “تاغ هوير” في إنتاج ساعة “آبل واتش”؟ وكيف تؤثر فترة عملك مع “آبل” في وجودك هنا في “أوليس ناردين”؟

تساعدني تجربتي مع “آبل” أحياناً في اتخاذ خطوة إلى الخلف، من منظور خالص لصانع الساعات، كما تساعد في تيسير نظرة جديدة إلى الأمور، بالتعاون مع سائر فرق العمل. وعلى سبيل المثال، عندما انضممت إلى شركة “آبل” قبل إطلاق ساعة “آبل واتش”، تم إخباري بأنه “سنقوم بصنع شيء شخصي، وبالمناسبة فإن هذا الشيء سيتم ارتداؤه فوق المعصم؛ لذا قد نطلق عليه ساعة”. وقد علمتني تجربة العمل في “آبل” أنه يمكنك في الواقع أن تقوم بفعل ما أردت فعله، عند التفكير في أي منتج، ولذا لدي الآن نظرة أكثر اتساعاً إلى الأمور. وهذه الروح موجودة أيضاً في “أوليس ناردين” وإن كان بطريقة مختلفة. وهذه الطريقة في التفكير هي سمة مميزة للعلامات التي توصف بأنها مبتكر حقيقي، وتعد “أوليس ناردين” تاريخياً إحدى هذه العلامات؛ ولهذا السبب يسعدني ويشرفني أن أتولى قيادة هذه العلامة.

هل تقتصر ساعة “يير أوف ذا دوغ” على السوق الصينية للعلامة أو أنكم تتوقعون أن يكون هناك طلب عليها من مناطق أخرى؟

مجموعة “أوليس ناردين تشاينيز كاليندر”، بإصدارها السنوي المصنوع ميناؤه من المينا، هي بالتأكيد مستلهمة ومخصصة بشكل رئيسي لزبائننا الآسيويين. ومع ذلك، فإن لدينا أيضاً بعض جامعي الساعات من الدول الأخرى الذين يطلبون ساعات هذه المجموعة.

كيف تفاعل السوق مع الضمان لمدة خمس سنوات الذي تقدمونه حالياً؟

لطالما كان يُنظر إلى “أوليس ناردين” كعلامة رائدة، تقوم باستمرار بدفع الحدود في صناعة الساعات الراقية إلى مدى أبعد. وهذا التمديد للضمان إلى 5 سنوات، تم استقباله كعلامة على الموثوقية والثقة بالنفس في ما يخص كلاً من جودة ساعاتنا وآليات الكاليبر التي نقوم بتصنيعها. ونحن نقدم أيضاً ضماناً لمدة 10 سنوات على مكونات ساعاتنا المصنوعة من السيليكون، والتي نستخدمها في الجزء الأكثر حساسية من الحركة، وهو مجموعة الميزان (ضابط الانفلات)، لنقدم بذلك لزبائننا المزيد من القيمة.

وهل يؤثر هذا بأي طريقة في تكاليف عمليات التصنيع لديكم؟

بالطبع هناك تأثير ما، ولكنه لا يكاد يذكر حيث إننا محميون بواسطة متطلبات ومعايير الجودة الفائقة الخاصة بنا. فنحن لدينا “عملية التصديق” الخاصة بنا، وتمر ساعاتنا بنسبة 100% قبل التسليم بسلسلة من الاختبارات وعمليات التحقق الصارمة للغاية.

كانت ساعات مجموعتكم “ميوزيكال” – “سترينجر” و”ڤيڤالدي” – مثار حديث ونقاش بين المهتمين والمختصين عند إطلاقها قبل بضع سنوات؛ فهل تخططون لطرح المزيد من الإصدارات في المستقبل؟

بشكل عام، تعد ساعات قرع الأجراس جزءاً من تراث العلامة وخبرتها الحصرية. وبداية من “سوناتا” – ساعة المنبه الميكانيكية الوحيدة التي تتمتع بصوت جرس يشبه صوت جرس الكاتدرائية – أصبح لدينا ساعات “مينيت ربيتر” (الساعة الدقاقة) أو ساعات “آورسترايكر”، إضافة إلى ساعات “ميوزيكال واتش”، وبالتأكيد نحن نريد الحفاظ على حصرية وتفرد هذه الخبرة. وإضافة إلى ساعتي “سترينجر” و”ڤيڤالدي”، نقوم بتطوير بعض الألحان الخاصة من أجل “الإصدارات الإقليمية المحدودة”؛ إذ يقدر زبائننا مستوى التخصيص الذي نقدمه، حتى لو كانت له تكلفته.

تتمتع “أوليس ناردين” بتاريخ من كسر حدود صناعة الساعات من خلال إصدار ساعات مثل “فريك” وساعة “ميوزيكال” و” غراند ديك مارين توربيون”؛ فهل سيستمر هذا الاتجاه الابتكاري؟

نعم، بل أكثر من أي وقت مضى. وسنذهب إلى الدورة المقبلة من “الصالون الدولي للساعات الراقية” بإصدارات ذات مفاهيم قوية وغير تقليدية، وبعض هذه الإصدارات سيتم إطلاقها هذا الخريف. وبالتأكيد نخطط لابتكار المزيد في الأعوام المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى