الساعات

قرنان ونصف من دقة قياس الزمن ”لوي مونيه“ تحتفل بـ250 عاماً على تأسيسها

في العام 1768 ولد صانع الساعات العبقري ومخترع الكرونوغراف لوي مونيه، الذي تحمل اسمه إحدى أهم علامات صناعة الساعات الراقية في العالم. وللاحتفال بالذكرى الـ250 لميلاد هذا المبدع، والتي تعد ضمنياً ذكرى تأسيس العلامة، وكذلك تزامناً مع “الانقلاب الصيفي” وهو يوم 21 يونيو أطول يوم في نصف الكرة الشمالي، الذي يمثل بداية فصل الصيف، ودلالة ذلك على الولادة مجدداً؛ صدرت عن “أتيلييه لوي مونيه” أربعة تصريحات كبرى؛ بخصوص الساعات التي تقوم الشركة بتصنيعها، وتراثها، وتطوراتها المستقبلية.

“ألتراڨوكس” – أول إصدارات “لوي مونيه” بتعقيدة “دقات الساعة”

تعد تعقيدة دقات الساعة من التعقيدات فائقة الندرة في عائلة آلية الدقات، فضلاً عن أن التصميم الذي استخدمته “لوي مونيه” فريد من نوعه تماماً. ففي هذا التصميم تم إظهار هذه الآلية، ما يتيح الاستمتاع برؤية تعقيدها وتقديره. ويتجسد سحر آليات صناعة الساعات في القضبان المتحركة والمطرقة المحفورة التي تبرز الساعات. ومنذ مائتي عام مضت، كانت ساعات الحائط والجيب التي صنعها لوي مونيه تصدر جرس الساعات للشخصيات البارزة في عصره. والآن، انضم اسمه إلى اسم إيريك كودراي، وهو صانع ساعات معاصر عظيم، لإبداع تحفة جديدة بنفس الروح.

ويجب التأكيد مرة أخرى أن دقات الساعة هي إحدى التعقيدات النادرة في صناعة الساعات الراقية، وأكثر ندرة عندما تكون نتاج شركة مستقلة تماماً، وتستند إلى حركة حصرية. وتظهر ساعة “ألتراڨوكس” بمنتهى الوضوح جميع آليات هذه التعقيدة الكبيرة. وهي امتداد طبيعي لأسلوب صناعة الساعات الذي قامت العلامة بتنفيذه في ساعة “ميموريس”؛ الساعة التي أظهرت جميع أعمال الكرونوغراف على جانب الميناء. بينما تذهب “ألتراڨوكس” أبعد من ذلك كثيراً، بكشفها آليتها بالكامل.

وتحمل ساعة “ألتراڨوكس” اسم صانع الساعات إيريك كودراي، الحاصل على جائزة “غايا” Gaïa، وأحد أعظم مصممي الساعات المعاصرين، والذي ساهم مع فريقه المتميز بشكل كبير في إبداع هذه الساعة، والذي من دونه ما كان من الممكن تحقيق شيء. وتشير آلية الدق إلى كل ساعة تمر على مدار الساعة، بتوضيح العدد المناسب من الدقات. وتسمح آلية كاتم الصوت أيضاً لمن يرتدي الساعة بفصل الجرس، إذا احتاج إلى ذلك.

ولكي تكشف “لوي مونيه” آليتها بالكامل على المعصم، توجب تصميم لوحة خاصة، تضم أكثر من 50 جوهرة، لإشراك المكونات المختلفة لآلية الرنين، والتي يكون ترتيبها معقداً للغاية. ويقوم المغازل المركزي بتشغيل نظام يسلّط المطرقة إلى الساعة الثانية عشرة، ويدق على رأس الساعة بجرس مرتب حول الحركة. وفي الوقت نفسه، فإن وظيفة الذبابة، هي توجيه الطاقة من البرميل، ما ينظم إيقاع الرنين.

وتشطيب لوحة “ألتراڨوكس” بلون “أزرق مونيه” مصمم ليعكس الضوء، ويوازن لون البراغي المصقولة والمشطوبة فوقه، ما يظهر الآلية الصوتية. بينما يكشف الجزء الخلفي عن نظام بنوابض ثنائية معتمة ومتوازية. أولهما يعمل على توليد الطاقة لآلية الساعات والدقائق، بينما يتم منح الثاني كلياً للرنين. ويبلغ قطر “ألتراڨوكس” 46.5 ملم، وستتوافر في الأسواق هذا الخريف، في إصدار أول محدود من 28 ساعة مصنوعة من الذهب الوردي.

لوي مونيه يعود إلى بورج

في 21 يونيو 2108، حصلت مدينة بورج التي ولد فيها مونيه، على شارع خاص بها يحمل اسم صانع الساعات الشهير. وهناك أمران جعلا هذا حدثاً رائعاً بشكل خاص؛ أولهما أن افتتاح الشارع أقيم تحديداً بمناسبة ذكرى ميلاد لوي مونيه الـ250. وثانيهما أن الشارع المعنى لا يقتصر على المدينة التي ولد فيها، بل هو مجاور مباشرة للمكان الذي عاش فيه في عشرينيات القرن التاسع عشر، حيث يمر بمحازاة منزله الخاص. وبعد 250 عاماً، لا يزال المنزل قائماً، وقد تم تحديده رسمياً من قبل كلية من المؤرخين. وهكذا يوجد “طريق لوي مونيه”، الذي تم الكشف عنه بحضور أعضاء مجلس مدينة بورج، تماماً حيث ولد مخترع الكرونوغراف.

متحف لوي مونيه الرقمي

منذ البداية، تعهدت “أتيلييه لوي مونيه” دائماً باستعادة شهرة المخترع المذهل لوي مونيه، والذي كان رساماً ونحاتاً وصانع ساعات وعالماً، ومؤلفاً للكتاب الشهير “Traité d’Horlogerie”، وهو عمل مرجعي ظل مرجعاً رئيسياً مهماً لما يقرب من قرن. وتتأكد مصداقية هذا التعهد من خلال إعادة تأسيس إرث مونيه، حيث تعد ساعاته ونسخه الأصلية من Traité أمثلة بارزة على هذا. وفي مقرها الرئيسي في سان-بليز في نوشاتل، جمعت شركة “أتيلييه لوي مونيه” مجموعة كبيرة، بما في ذلك عدد كبير من الساعات الوظيفية التي أعيد ترميمها.

والآن، وللمرة الأولى، أصبح هذا التراث الفريد تماماً – وهو الوحيد من نوعه في العالم – متاحاً عبر الإنترنت، مجاناً وموثقاً بعناية. وسيتم تدريجياً إضافة عمليات الاستحواذ المستقبلية إلى “المتحف الرقمي”. ورغم أنه ليس شاملاً، إلا أنه يضم بالفعل أكبر مجموعة في العالم من مقتنيات لوي مونيه الموثقة.

شراكة مع HEAD

لضمان استمرار تراث “لوي مونيه” حياً، دخلت الشركة التي تحمل اسمه في شراكة مع HEAD؛ “جامعة جنيڤ للفنون والتصميم”. وتتضمن الشراكة مسابقة – بجائزة مالية قدرها 5000 فرنك سويسري – لتشجيع الطلاب على التفكير في الشكل الذي قد تبدو عليه ساعة المستقبل. وفي ما يلي نمودج التقييم الدقيق للمسابقة: “الساعات السويسرية التقليدية مهددة من الساعة الرقمية. ابتكر ساعة تجسد قيم صناعة الساعات السويسرية، وتقدم إجابة ملائمة لهذا التحدي القائم في سوق اليوم”. وسيتم تقدير النتائج بواسطة لجنة مكونة من ممثلين للجامعة وشركة “أتيلييه لوي مونيه”، وستعلن هذه النتائج في الخريف المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى