نويه.. مفهوم جديد يعبر عن جوهر إبداع مون بلان
أعادت علامة الإكسسوارات الرجالية الفاخرة العالمية الرائدة “مون بلان”، افتتاح متجرها الرئيسي في “دبي مول”، والذي يُظهر تصميمه مفهوم تصميم متاجر العلامة الجديد “نويه”، المنتشر حالياً عالمياً. هنا نصحب القارئ لنلقي معاً نظرة على البوتيك من الداخل، من خلال مقابلة حصرية مع نيكولاس باريتزكي، الرئيس التنفيذي للعلامة، الذي يشرح خلالها عناصر التصميم الجديد، والجوانب الفنية له، كما يتطرق إلى التوسع في اتجاهات منتجات العلامة.
حضر حدث الافتتاح الرسمي للبوتيك، والذي أقيم في الحادي عشر من أكتوبر الماضي، 150 من كبار الشخصيات من زبائن العلامة، ووسائل الإعلام، وأصدقاء الدار، والذي كانوا في ضيافة نيكولاس باريتزكي، الرئيس التنفيذي لعلامة “مون بلان إنترناشيونال”. وتتيح الأجواء المريحة للبوتيك للزبائن بيئة عرض مثالية على مساحة واسعة، ما يسمح لهم باستكشاف قصة إبداع “مون بلان” وفق شروطهم الخاصة، واكتشاف التنوع في إصدارات منتجات العلامة، في مساحات مخصصة لكل فئة من فئات هذه المنتجات.
كذلك عُرضت أثناء افتتاح البوتيك مجموعة من الإصدارات الحصرية والقطع ذات المستوى الفني العالي، والتي تضمنت ساعة “مون بلان تايم ووكر إكسو توربيون مينيت كرونوغراف ليميتد إيديشن100″، وأداة الكتابة المغطاة بالألماس “هاي آرتيستري أوميج تو هانيبال باركا ليميتد إيديشن”، والتي اقتصر إنتاجها على قطعة واحدة فقط على مستوى العالم.
ويقدم مفهوم البوتيك الجديد جمالية نقية لا تضاهى، تجمع بين ألوان الأسود، والأبيض، والخشب من أجود الأنواع، ويتميز بثلاث ثيمات (موضوعات) تصميم رئيسية ترتبط بجذور الدار العالمية الشهيرة.
بداية هل يمكنك أن تخبرنا عن هذا البوتيك الذي تم تجديده وعناصر التصميم الجديد التي تسلط الضوء على إرث “مون بلان”؟
ناقشنا أمر تجديد بوتيك “دبي مول” منذ أن طرحنا المفهوم الجديد لمتاجرنا قبل عامين، حيث أردنا أن نمنح البوتيك إطلالة حصرية تميز عدداً قليلاً من متاجرنا حول العالم. وقد كان تجديد البوتيك عملية استغرقت وقتاً طويلاً، ولكنها مثيرة للغاية، ونحن سعداء بالنتيجة التي انتهت إليها. وينقل هذا المفهوم الجديد للزوار الإحساس بالجوهر الحقيقي لعلامة “مون بلان”، ويتميز بفخامة بالغة بطريقة غير مبالغ فيها، في حين تشع أرجاؤه بأجواء ترحيبية واضحة.
ولأن علامة “مون بلان” لديها الكثير من الفئات المختلفة من المنتجات الفاخرة، كان من المهم جداً للمفهوم الجديد أن يسمح للزبائن بالانتقال من استعراض فئة إلى أخرى بكل سلاسة. ورغم أن البوتيك في شكله الجديد يتمتع بمفهوم تصميم رئيسي يربط كل الفئات معاً، إلا أن هذا المفهوم يرتبط في الوقت نفسه بكل خط من خطوط فئات منتجاتنا.
وما هو السبب وراء أن التصميم الجديد يحتوي على أقسام منفصلة لكل واحدة من الفئات؟
نحن كعلامة تتميز منتجاتنا بالتعدد والتركيب، ولذا نعمد إلى ابتكار مفهوم بسيط لعرض منتجاتنا؛ فعندما يريد زبائننا الولوج إلى عالم “مون بلان”، يمكنهم ذلك من خلال الدخول إلى عالم الأدوات الكتابية، أو عالم الساعات، أو المجوهرات النسائية، أو المنتجات الجلدية. وفي المقابل فإن هذا الشكل أكثر سهولة بالنسبة إلينا لعرض المواد والوظائف المختلفة لمنتجاتنا، إذ إنك لا تعرض ساعة بنفس الطريقة التي تعرض بها منتجاً جلدياً، على سبيل المثال.
ومع أن البوتيك يوجد به أركان مختلفة، إلا أننا لا نزال قادرين على الحفاظ على شعور الحميمية الذي ينتقل إلى الزبائن عند زيارتهم البوتيك. ففي قسم المنتجات الجلدية، نسلط الضوء على خدمات التخصيص التي نقدمها، أي إضفاء الطابع الشخصي الخاص على المنتج، بينما في قسم أدوات الكتابة لدينا ركن لجامعي الأدوات الكتابية الفاخرة، والذي يعرض قطعاً استثنائية مذهلة. وأشير هنا إلى أننا أردنا أن تكون متاجرنا المصممة بطريقة فنية بأعلى مستوى، واجهة لعرض عدد من قطعنا الاستثنائية أو شديدة المحدودية، والتي تبرهن على البراعة الحرفية للعلامة، وخبرتها الكبيرة، وإرثها العريق، وتنفيذ المنتجات بطريقة استثنائية.
وعلى سبيل المثال، هناك أداة الكتابة المغطاة بالألماس “هاي آرتيستري أوميج تو هانيبال باركا ليميتد إيديشن”، والتي بيعت بالفعل، عُرضت هنا في هذا البوتيك، والأداة كلها عبارة عن قطعة فنية استثنائية بسبب القصة التي ترويها؛ فضلاً عن أنها إصدار مرصع بالألماس بالكامل، أنتج في قطعة واحدة فقط، استخدم في تصنيعها أفضل المواد والأحجار الكريمة، ويبلغ وزن أحجار الألماس التي تتوج قلم الحبر أكثر من 6 قراريط.
وكم من الوقت استغرق ابتكار هذا القلم، والذي يعد تحفة فنية شديدة الجمال؟
الحقيقة أن ابتكار هذا القلم كان أمراً صعباً للغاية، خصوصاً المشبك الذي يعلق منه القلم. ولأن علامة “مون بلان” تؤمن بأن كل جزء من أجزاء المنتج الذي تقدمه يجب أن تكون له وظيفة وغرض محدد؛ لذا كان علينا أن نضمن أنه يمكن الاستفادة من الجذع الطويل للقلم ليؤدي وظيفة المشبك. إضافة إلى ذلك كان لابد من إعادة تشكيل كل حجر من الأحجار الكريمة المرصع بها القلم، لتتوافق مع تصميم رأس الفيل الذي يمثل الجزء الأعلى من القلم، والمنفذ بطريقة بالغة الجمال. وكان الحرص على أن تكون أحجار الألماس الساحرة، التي يبلغ وزنها 6 قراريط، من أجود الأنواع لوناً ونقاء، علماً أن القلم وزنه ثقيل جداً لأنه مصنوع بالكامل من الذهب.
وهل ستواصل “مون بلان” إنتاج مثل هذه الإصدارات المحدودة من قطعة واحدة، والتي لا تقتصر على كونها محدودة العدد بل أيضاً تعد تحفاً فنية حقيقية؛ مثل قلم “هانيبال” و”ابن سينا”؟
نعم، بالتأكيد سنواصل إنتاج مثل هذه الإصدارات؛ إذ نعتقد أنه من المهم جداً أن نروي قصة ما عندما نقدم مثل هذه القطع الاستثنائية. وعند إصدار مثل هذه القطع، نزود فريق التصميم لديناً بملخص عن الإصدار نخبرهم فيه أننا نود ابتكار شيء عن “هانيبال”، على سبيل المثال، ومن ثم يقضي فريق التصميم أسبوعين أو ثلاثة لإجراء أبحاث حول الشخصية التي تروي القطعة قصتها، ودراستها بشكل معمق، واستلهام التصميم منها، وعندها فقط يتقرر أي عنصر من عناصر قصة هذه الشخصية هو الذي يجب أن يكون المفتاح الرئيسي للتصميم. فالتصميم جزء أساسي من عملية ابتكار المنتج، وحالما يتقرر الأمر ويتم التوافق على مفتاح التصميم؛ فإن ابتكار التصميم المطلوب أمر مماثل في صعوبته لعملية التصنيع؛ ولذلك فإن ابتكار مثل هذه القطعة هو مشروع يستغرق وقتاً طويلاً.
هل يمكنك أن تخبرنا عن منتجات “مون بلان” الجلدية والتغير الذي تشهده اتجاهاتها اليوم؟
لا نريد من منتجاتنا الجلدية أن تساير الموضة فقط، فنحن نعتقد أن كل منتج من منتجاتنا يرافق من يشتريه مدى الحياة، ويجب أن يكون جزءاً من اللحظات المختلفة للحياة اليومية لزبائننا. ولهذا توسعنا في قطاع المنتجات الجلدية غير الرسمية، والمناسبة لعطلات نهاية الأسبوع. كما أن منتجات “مون بلان” حاضرة بقوة عندما يتعلق الأمر بالسفر، ونحن نخطط للتوسع في هذا القطاع أيضاً. إلى ذلك نهدف من وراء تطوير منتجاتنا الجلدية كبيرة الحجم، أن يقوم زبائننا بشرائها لاستخدامهم الشخصي بدلاً من إهدائها إلى الآخرين، وهذا هو السبب في تفضيلنا الإشارة إلى منتجاتنا بأنها “أسلوب حياة”، وبذلك تعبر المنتجات الجلدية بأفضل طريقة عن تعدد الاتجاهات وتوسعها.
كيف ترى مستقبل الساعات بالنسبة إلى “مون بلان”، خصوصاً في ما يتعلق بالتحسينات المستمرة في الجودة والتصميم منذ إنتاج خط “هيريتيدج”؟
في “مون بلان” لدينا قطاعان محددان من الساعات بشكل واضح؛ المجموعة العادية والقطع الاستثنائية. وقبل بضع سنوات بدأنا إعادة التركيز على إنتاج الساعات التي يبلغ سعرها بين 2000 – 5000 يورو؛ وهذه هي المجموعة الأساسية، والتي تتميز ساعاتها بالجودة، والتعقيدات الصغيرة، والتصميم اللافت، ولكن بما يناسب سعر ساعات هذا القطاع. ونعتقد أنه من الطبيعي جداً أن يكون لعلامة “مون بلان” حضور في هذا القطاع، وسيستمر وجودنا فيه.
وتحتوي هذه الفئة على مجموعتين محددتين، يشملهما الخط الكلاسيكي الذي يتضمن مجموعتي “4810” و”هيريتيدج”، وتتميز ساعاتهما بتعقيدات صغيرة مثل آلية أطوار القمر أو الكرونوغراف، ولكنها تعقيدات مناسبة لهذا القطاع.
وفي المقابل نريد أيضاً أن تكون لدينا ساعات أكثر تميزاً، أي ساعة ذات شخصية مميزة مثل ساعة “تايم ووكر” الأخيرة، حيث إن هناك فرصة أمام “مون بلان” للنمو في هذا القطاع. ولهذا بالتأكيد سنواصل تقديم قطع استثنائية بإنتاج ساعات يبلغ سعرها أكثر من 20 ألف يورو، وقد استبعدنا من خطة إنتاجنا قطاع الساعات التي يبلغ سعرها بين 6000 – 20000 يورو، فلدينا عدد قليل جداً من الساعات التي تنتمي إلى هذا القطاع لنقدمها، فضلاً عن أنه قطاع مزدحم للغاية بالعلامات المتنافسة. وذلك لأننا نريد الاستفادة من المهارة والخبرة الاستثنائية لفريقنا، لإنتاج ساعات مثل ساعة “إكسو توربيون” التي تتمتع بحركة حاصلة على براءة اختراع، وبالتالي ابتكار ساعات مثيرة للاهتمام يمكن ضمها إلى إحدى مجموعاتنا، مثل مجموعة “تايم ووكر”. وإضافة إلى ذلك، وفي الإطار نفسه، سنواصل ابتكار وتقديم آليات حركة استثنائية جديدة.
ماذا كانت ردود الأفعال التي وصلتكم حول ساعة “صميت”؟ وهل يمكننا توقع إطلاق إصدار نسائي من هذه الساعة؟
وصلنا الكثير من ردود الفعل الإيجابية، فقد استمتع زبائننا بفكرة ارتداء ساعة ذات تصميم جميل وعلبة أنيقة، وفي الوقت نفسه تتمتع بشكل كامل بفوائد الساعات الرقمية. وقريباً جداً سينفد مخزوننا من هذه الساعة، بمعنى أن جميع القطع ستكون بيعت بالكامل، وهذا ما يجعلني أكثر تفاؤلاً بخصوص المستقبل. أما في ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال؛ فالواقع أن التكنولوجيا التي تتضمنها الساعات الرقمية لا تتيح حالياً مجالاً أمام تصميم الخطوط النسائية، لكن ربما في وقت ما قريب سنكون قادرين على إطلاق إصدار نسائي من هذه الساعة.