لقاءات

”بازل ورلد“ يجدد شبابه

شهدت السنوات القليلة الماضية نوعاً من عدم الرضا أو الاستياء تجاه “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات” – “بازل ورلد” – وهو الحدث الرئيسي الأكثر أهمية في عالم صناعة الساعات. في الأول من يوليو من العام 2018، تولى ميشال لوريس-ميليكوف منصبه كمدير عام لمعرض “بازل ورلد”، ومنذ ذلك الوقت، ظهر الكثير من الإشارات إلى تغييرات مهمة سيشهدها المعرض في السنوات المقبلة، ليس أقلها الإعلان عن إقامة معرضي “بازل ورلد” و”الصالون الدولي للساعات الراقية” SIHH، بشكل متعاقب بدءاً من العام المقبل 2020، في الوقت الذي شهدت فيه دورة العام 2019 من “بازل ورلد” عدداً من التغييرات. التقينا مع ميشال لوريس-ميليكوف أثناء زيارته الأخيرة إلى المنطقة، لسؤاله عن تلك التغييرات.

هل يمكنك في البداية أن تخبرنا ما هو الخطأ الذي حدث ومن ثم ما هي الخطوات التي تم اتخاذها لتصحيح الوضع؟

حدث الكثير من الأمور الخاطئة، وعندما بدأت المنصب، كان يجب عليّ الأخذ بالاعتبار جميع النقاط التي تم الخطأ فيها في الماضي. بالتأكيد كان هناك بعض من التجاهل وعدم الاهتمام الكافي بجميع احتياجات جميع الفاعلين في هذا الحدث. فالأسعار كانت مشكلة، كما كانت إدارة العلاقات أيضاً مشكلة، فضلاً عن مشكلة أخرى هي حقيقة أننا لم نأخذ بالاعتبار التغيرات الضخمة التي شهدتها الصناعة، في الوقت المناسب. كان ذلك هو الوضع المبدئي عندما بدأت عملي في المنصب، بعد ذلك بالطبع يأتي السؤال حول ما الذي فعلناه لتغيير ذلك الوضع.

ما هي أكثر الشكاوى التي سمعتها؟

كانت هي شكاوى الأسعار، فأنا أعمل في هذا المجال منذ أكثر من 20 عاماً، والحقيقة هي أن الناس يشكون دائماً من الأسعار. ولكن هنا كان علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد؛ لأنه إذا أخذنا في الاعتبار النفقات التي يتحملها العارضون، فلن تكون هي فقط أسعار إيجار المتر المربع، والتي تمثل من 15 إلى 20 بالمئة من إجمالي نفقاتهم؛ إذ علينا أيضاً الأخذ في الاعتبار تكاليف الفنادق، ولذلك، لدينا حالياً العديد من المبادرات لخفض هذه الأسعار. وهناك مشكلة أخرى هي أن تكاليف بناء أجنحة العرض، والتخزين، والنقل، إلى آخر ذلك، هي تكاليف باهظة؛ وهذه النفقات تمثل نسبة 50 بالمئة من إجمالي النفقات. لذا كان علينا التفكير في ما إذا كنا في المستقبل نحتاج إلى هذا النوع من الأجنحة ذات الطوابق الثلاثة، فربما يمكننا استبدال هذا بمنصة تجريبية ذات مخطط مفتوح بدرجة أكبر، أو منصة أكثر تجريبية يمكن أن يضمها جناح من طبقتين أو ربما من طبقة واحدة، فعندما تقوم ببناء طبقة إضافية، يصبح الأمر مكلفاً للغاية. كان علينا إذن أن نفكر في مفهوم عرض جديد بعدد أقل من الطبقات، مع مساحة أكبر في الطابق الأرضي. وهذا المفهوم يمنح العارضين مرونة أكبر، والأكثر أهمية هي المرونة التي يمنحها لنا. كما يمنحنا أيضاً المزيد من الإبداع؛ لأنني أرغب في أن يكون لدي المزيد من الأجنحة الإبداعية؛ لأنه في النهاية يجب أن يكون الأمر ملفتاً لنظر الزائرين لرؤية مفاهيم جديدة وأسلوب معماري جديد لبنية الأجنحة.

لماذا عاد كل من معرضي “بازل ورلد” و”الصالون الدولي للساعات الراقية” إلى المفهوم القديم المتمثل في التواريخ المتتالية؟

عندما بدأت تولي المنصب، كما قلت سابقاً، كنت أستمع إلى احتياجات الزوّار، وأحد التعليقات الرئيسية التي تلقيتها من الكثير من الصحفيين ووكلاء التجزئة؛ كان أنه من غير المنطقي السفر مرتين إلى سويسرا لحضور المعرضين، وأنه ينبغي أن يتم التنسيق بين المعرضين بهذا الخصوص. وحيث إن التعليقات كانت واضحة من جميع الأطراف تقريباً، قررنا في “بازل ورلد” و”الصالون الدولي للساعات الراقية” التحدث مع بعضنا البعض، لإيجاد حل منطقي بالنسبة إلى الصناعة. ويجب أن يكون واضحاً للغاية بالنسبة إلينا جميعاً، أننا لا ننظم هذا المعرض من أجل إرضاء أنفسنا، وإنما نقوم بذلك لأنه يمثل حاجة الصناعة إلى الالتقاء أثناء مدة محددة؛ الحاجة إلى الالتقاء مع جميع العاملين في الصناعة. ومن المنطقي أكثر أن يُعقد كلا الحدثين في موعد متزامن؛ بحيث يمكن لوكلاء التجزئة، والصحفيين،  وجامعي الساعات القدوم إلى سويسرا أثناء هذه الفترة؛ فترة انعقاد المعرضين.

إلى أي مدى كانت صعوبة تحديد مواعيد إقامة معرضي “بازل ورلد” و”الصالون الدولي للساعات الراقية” بشكل متعاقب، بالنظر إلى حقيقة أن كلاً من مدينتي بازل وجينيف لديها جدول فعاليات مزدحم للغاية؟

كان الأمر كابوساً! فالكثيرون لا يفهمون إلى أي مدى كان ذلك صعباً بالنسبة إلينا؛ لأنه يجب عليك أن تدرك أن حدثاً مثل “بازل ورلد” يعني ثلاثة أشهر من شغل المكان الذي يقع فيه مقر المعرض. وبالنسبة إلى “الصالون الدولي للساعات الراقية” يعني الأمر مدة شهرين ونصف الأمر من شغل موقع الحدث. أضف إلى هذا حقيقة أن هناك معارض أخرى تُقام في بازل وجنيڤ؛ مثل معرض البناء في بازل، ومعرض السيارات في جنيڤ. ثم هناك تواريخ أخرى شديدة الأهمية؛ فبالنسبة إلى المسيحيين هناك الفصح، وبالنسبة إلى السويسريين هناك العطلات الرياضية والكرنڨالية في الفترة من فبراير إلى مارس. وفي فبراير هناك أيضاً السنة الصينية الجديدة، وفي أبريل عطلات عيد الفصح والربيع، بعدها رمضان، وبعد ذلك فترة الإجازة في اليابان. لذا من المستحيل أن تجد التاريخ المناسب الذي يناسب الجميع؛ لأن مثل هذا التاريخ لا وجود له. وإنما عليك أن تحاول التنسيق، ومن المدهش حقاً أن نتمكن من التنسيق بين بازل وجنيڤ، أي بين فعاليات المدينتين.

ما هي التغييرات التي تعتقد أنه سيكون لها التأثير الأكبر في المعرض؟

أعتقد أنه إجمالي الأسعار؛ فحقيقة أننا نولي اهتماماً بجميع جوانب الأسعار – من ناحية سعر إيجار المتر المربع، والبناء، وأسعار الفنادق، والإقامة – سيكون لها تأثير عميق. أيضاً، حقيقة أننا نقوم بتحويل “بازل ورلد” من حدث يتم فيه التفاعل بين الشركات وأصحاب الأعمال بعضهم البعض، بشكل خالص، إلى منصة تجريبية لمجتمع التفاعل بين الشركات والمستهلكين، ستكون هي التغيير الأكبر. وقد حاولنا جعل “بازل ورلد” حدثاً مثيراً للاهتمام لجميع المشاركين فيه، ونحن نقوم بهذا ليس فقط بشكل مادي أثناء المعرض، ولكن نريد القيام بهذا بشكل رقمي سائر العام. وهذا يعني أننا نرغب في أن يتواصل أفراد هذا المجتمع، بطريقة متعددة الأطراف على مدار العام. وسيكون ذلك من خلال منصة رقمية على غرار “لينكد إن”، حيث يمكن لأي أحد أن يتواصل مع الجميع، وسيكون الأمر أشبه بتطبيق “تيندر” ولكنه خاص بصناعة الساعات. وبهذا قد يتم هذا التواصل رقمياً لمدة 50 أسبوعاً، ومادياً لمدة أسبوع أو أسبوعين، في بازل أو أي مكان آخر.

ما هي الخطط بالنسبة إلى العلامات المستقلة في دورة العام المقبل من “بازل ورلد”؟

هذا العام، وبالنسبة إلى العلامات المستقلة، فقد منحناهم موقعاً جديداً في الطابق الأرضي. وكان ذلك أيضاً قراراً رمزياً لوضع هذه العلامات في نفس مستوى العلامات الكبيرة. وكانت تلك خطوة مهمة، وبالنسبة إلى الخطوة التالية، فنحن نفكر في ما يمكننا القيام به لتحسين جودة زيارة هذه العلامات إلى بازل، وما يمكننا القيام به من ناحية الأسعار، لأننا قارنا الأسعار مع معرض جنيڤ، وهذا أمر يتعين علينا ضبطه. ومن المهم للغاية ليس فقط بالنسبة إلينا كمنظمين، وإنما أيضاً بالنسبة إلى العلامات الكبرى مثل “باتيك فيليب” و”رولكس”؛ أن تشعر العلامات المستقلة بالراحة في “بازل ورلد”، وخصوصاً لأن عقود العلامات المستقلة مع معرض “الصالون الدولي للساعات الراقية” SIHH على وشك الانتهاء، وهذه العلامات تفكر في مستقبلها، وكذلك نحن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى