دي بيتون.. إعادة التشكيل لمزيد من الانطلاق
في هذا الحوار يحدثنا بيير جاك، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، والذي تولى منصبه في ديسمبر 2017، عن كيفية تخطيطه لإحياء علامة الساعات السويسرية الفاخرة “دي بيتون”.
ما هي التغييرات التي أجريتها منذ أن توليت مسؤولية إدارة “دي بيتون”؟
الحقيقة أنني سبق أن عملت مع علامة “دي بيتون” لمدة خمس سنوات كرئيس تنفيذي، وذلك في المدة بين 2011 – 2015؛ والواقع أنني أحب هذه العلامة ولطالما تمنيت أن أترأس إدارتها. ورغم أن الحياة أخذتني في مسار آخر، كما أن الدار واجهت وقتاً صعباً بسبب الظروف الاقتصادية، لكنني سعيد بأنني عدت إلى العلامة مرة أخرى.
وفي ذروة نشاطها في العام 2013، كانت “دي بيتون” تنتج 400 ساعة في العام، ولكن الحرب الروسية في شبه جزيرة القرم في العام 2014 أثرت في سوق الساعات الفاخرة، فانخفضت المبيعات بنسبة 20 بالمئة، وأعقب ذلك ارتفاع سعر صرف الفرنك السويسري في العام 2015، ما سبب انخفاضاً إضافياً في المبيعات بنسبة 20 بالمئة.
وبعد وقت قصير من مغادرتي “دي بيتون”، ارتفعت أسعار الساعات التي تصدرها العلامة. وكل هذه الأمور أثرت سلباً في المبيعات، كما أن إنتاجنا الذي كان قد انخفض بنهاية العام 2015 إلى ما يقرب من 275 ساعة، صار الآن نحو 100 ساعة فقط. وقد كنت على دراية بما تواجهه العلامة؛ حيث كنت على تواصل مع الجميع هنا. ولأنني أحب العلامة وأعتبرها مثل بيتي وأعتبر العاملين فيها مثل عائلتي، قررت العودة مرة أخرى.
وبعد أن تحدثت مع دينيس فلاجيوليت، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للعمليات لعلامة “دي بيتون”، قررنا أن نعالج الأمور ببساطة. فنحن لا نخطط لإحداث توسع ضخم بتصنيع 500 أو 600 ساعة كل عام، على سبيل المثال، وإنما ما نخطط له أن نستمر في البقاء على وضعنا الحالي –شركة صغيرة بطموحات محدودة –وهذا من ناحية كمية المنتجات، ولكن بالتأكيد ليس من ناحية الجودة أو الإبداع. وهدفنا هو دمج إنتاجنا بشكل رأسي، وزيادة عدد الساعات المنتجة كل عام من 100 حالياً إلى 200.
وبطبيعة الحال يجب أن يكون هناك نمو؛ لأنه إذا لم يحدث نمو فإن هذا يعني عملياً أننا نتراجع. بالتأكيد نحن نخطط لإحداث نمو، بعد زيادة إنتاجنا من ساعات دى بيتون من العدد الحالي وهو 100 إلى 200، ومن ثم سنحدث نمواً في تعقيدات الحركة، والتميز التقني، والابتكار.
ونحن في العلامة لا نريد أن نستهدف إحداث نمو مرتفع جداً، حيث إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ضغط لا مبرر له بسبب زيادة التوقعات؛ بل نود أن ننمو ببطء وثبات. وهذا قرار عملي واقعي؛ لأنك إذا نظرت إلى أي من علامات تصنيع الساعات المستقلة، فسترى أن معدلات إنتاجها الإجمالي تتراوح بين بضع مئات كل عام، بينما يبلغ معدل أسعار إصداراتها نحو 20 ألف فرنك سويسري. فمثل هذه العلامات يمكن وصفها بالواقعية، وهكذا يجب أن نكون نحن أيضاً.
هل ستكون هناك أي تغييرات في مجموعات ساعات “دى بيتون” التي تصدرونها؟ وهل ستكون هناك حالياً أي عملية لإعادة هيكلة العلامة؟
خطتنا هي العودة إلى مستوى سعر مبدئي يبلغ نحو 40 ألف دولار أمريكي. وسابقاً كان مستوى السعر المبدئي لساعتنا “DB27″عند 39 ألف دولار أمريكي، واليوم يصل السعر إلى 80 ألف دولار أمريكي. ورغم أننا علامة راسخة ولدينا مجموعتنا الخاصة من عشاق وهواة ساعاتنا، الذين يحبون اقتناء ابتكاراتنا، إلا أن هذا السعر لا يزال مرتفعاً. وفي كثير من الأحيان، يكون هناك محبون لاقتناء ساعاتنا يعد مستوى هذا السعر غير مناسب بالنسبة إليهم؛ ولذا فنحن نهدف إلى جعل مستوى السعر المبدئي لساعاتنا يصل إلى حد مقبول يبلغ 40 ألف دولار أمريكي، وسيرتفع السعر بدءاً من هذا المستوى من دون حدود، حيث إن السعر وقتها سيعتمد على نوعية رغبة الزبائن في ساعة مصممة حسب الطلب.
هل يعني هذا أنه سيكون هناك انخفاض في اسعار ساعات “دى بيتون”؟
أريد حقاً العودة إلى مستويات أسعار ما قبل العام 2016، وهو ما نعمل عليه بالفعل. نحن ننتج منتجات راقية حقاً ذات أسعار أعلى نسبياً، بسبب الجودة وحرفية التصنيع اللتين تتضمنهما عملية الإنتاج. لكن من الناحية الواقعية، فإنه من الصعب جداً تسويق ساعات يبلغ سعرها أكثر من 100 ألف دولار أمريكي؛ حيث إن معدل الأسعار المثالي لمثل هذه الساعات يتراوح بين 40 ألفاً و100 ألف دولار أمريكي. ولهذا فإن استراتيجيتنا هي تخفيض السعر وطرح موديلات جديدة من نفس عائلة ساعات “دى بيتون”.
وهل تخطط “دى بيتون” لدمج أو إعادة هيكلة بعض المجموعات وخطوط الإنتاج حيث إن لديكم حالياً كثيراً من الموديلات (المراجع)؟
نعم، بالفعل لدينا الكثير من الموديلات في علامة “دي بيتون”، خصوصاً بالنسبة إلى كل من مجموعتي “DB25″ و”DB28”. وسنحافظ على هذين الخطين من خطوط الإنتاج كما هما، حيث لا نريد التنكر لماضينا، ولكننا سنؤكد لوكلائنا في بيع التجزئة أن هذه هي المجموعات الحالية. إلا أنه وبما أننا علامة تمتلك خط إنتاج للتصميم حسب الطلب قوياً جداً، فإنه إذا أراد أحد زبائننا أن نقوم بتصنيع ساعة “DB25ستاري سكاي” –والتي أنتجناها قبل ست سنوات –لصالحه، فإننا لن نرفض. إضافة إلى أننا سنحاول أيضاً إصدار موديلات كلاسيكية جديدة، مزودة بتعقيدات مثل آلية مكرر الدقائق.
وهل يمكن أن يبلغ سعر ساعة مزودة بتعقيدات مثل آلية مكرر الدقائق والتوربيون أقل من 100 ألف دولار أمريكي؟
حالياً يبلغ سعر ساعات التوربيون من إنتاجنا بين 220 ألفاً و250 ألف دولار، وسنصل بهذا السعر إلى أقل من 200 ألف دولار أمريكي. كما سنحاول تخفيض سعر ساعاتنا المتضمنة آلية مكرر الدقائق أيضاً. ولكن بصراحة سيكون من الصعب جداً الوصول بسعر ساعات التوربيون ومكرر الدقائق إلى أقل من 100 ألف دولار أمريكي؛ حيث إن إنتاج مثل هذه الساعة بهذا السعر أمر غير قابل للتطبيق بالمرة.